بعد أن ظللت راية الإسلام قبيلة (بلي) تميزت هذه القبيلة بكثرة من ظهر من أبنائها من الصحابة والفرسان الشجعان، ومن أعلام العلماء النابغين الذين أثروا الحياة الفكرية للدولة الإسلامية طيلة أحقاب من الزمن.
فكان منهم الأنصاري كعب بن عجرة بن عدي رضي الله عنه، والمجذّر بن زياد رضي الله عنه الذي أظهر بطولة نادرة يوم بدر، وعبد الله بن سلمة، والنعمان بن عمرو بن عبيد بن وائلة البلوي الذي حضر بدر. وعاصم بن عدي حليف الأنصار كان سيد بني عجلان استخلفه النبي – صلى الله عليه وسلم – على عالية المدينة وعاش عمرا طويلا قيل ١٢٠ عاما وتوفى عام ٤٥ هـ، ومن أعلام البلويين الأندلسيين أبو عامر محمد بن عامر البلوي الطرطوشي صاحب كتاب الشفاء في الطب، ومنهم الأديب الشهير أبو يحيي البلوي الغرناطي، ومنهم القاضي الخطيب علي بن أحمد بن داود البلوي الغرناطي الذي ارتحل إلى تلمسان ثم إلى المشرق العربي فرارًا من سوء حال الأندلس في تلك الحقبة، ومنهم أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن البلوي الذي ولد عام ٥٢٢ هـ وتوفى عام ٦٢٣ هـ، ومنهم أبو محمد عبد الصمد بن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي الرجاء البلوي القاضي الرحالة صاحب الرحلة المشهورة برحلة البلوي، ولد عام ٧١٣ هـ وتوفي عام ٧٨٠ هـ، وأخوه القاضي أبو بكر محمد بن عيسى البلوي، والقاضي أحمد وحفيده القاضي علي بن أحمد بن خالد.
ومن مشاهير بلي بالمغرب العربي الشاعر أبو بكر عبد الرحمن بن سليمان البلوي، وعبد الله الشبيبي البلوي القيرواني، وأبو الحسن علي بن عثمان البلوي الملقَّب بالأشبح المغربي، وقاضي الجماعة بتونس محمد بن عبد الرحمن البلوي، والشاعر أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أبي ركي البلوي.
وكان من الصحابة من بلي في مصر: مسعود بن أوس وجبارة بن زرارة اللذان شهدا الفتح واختطا في الفسطاط، وكان منهما ابن الجثمان من رجال ابن أبي حذيفة سنة ٣٦ هـ، وعبد الله بن أبي حرملة صاحب الشرطة لمحمد بن أبي بكر الصديق، وعايذ بن ثعلبة المتوفى عام ٥٣ هـ، ووحوح بن ثابت من أعيان وأشراف مصر، والصحابي عبد الرحمن بن عديس البلوي واشتهر ذكره وكان له شأن في مصر – وهو من الشجعان وقد بايع تحت الشجرة مع من بايعوا النبي من الأوس والخزرج، وقد شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص، ثم كان قائد الجيش الذي أرسله ابن أبي حذيفة – والي مصر إلى المدينة لخلع عثمان رضي الله عنه، ولما قتل عثمان عاد لمصر فطلبه معاوية بن أبي سفيان وقبض عليه وسجنه في اللد بفلسطين، ففر من سجنه فأدركه صاحب فلسطين فقتله ممنة ٣٦ هـ/ ٦٥٧ م.
وكذلك زهير بن قيس البلوي قائد فاتح من التابعين، شهد فتح مصر وولَّاه أميرها عبد العزيز بن مروان على برقة، وكان من القادة الشجعان وله مع البربر والروم وقائع حربية مهولة وأقام مدة يسيرة في القيروان بعد فتحها فوجه الروم من عاصمتهم القسطنطينية مراكب إلى برقة، فعاد إليها وقاتلهم وثبت في ميدان القتال إلى أن نال الشهادة مع أصحابه جميعا عام ٧٠ هـ .
وظهر من قبيلة بلي في مصر المؤرخ البلوي الذي ترجم له ابن النديم في فهرسه فقال عته: أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمير بن محفوظ البلوي الذي عاش خلال القرن الرابع الهجري، وألف كثيرا من الكتب التاريخية أهمها “الأبواب”، و”المعرفة”، و”الدين والفرائض”، وفقدت مؤلفات البلوي كلها ولم يبق منها سوى كتاب” سيرة أحمد بن طولون ” وهو من أهم المصادر في دراسة التاريخ المصري أثناء حكم ابن طولون وكذلك عن الشرق الإسلامي خلال النصف الثاني من القرن الثالث الهجري والنصف الأول من القرن الرابع الهجري.
ومن بلي ذكر لنا القاضي المكناسي في كتابه” درر الحجال في أسماء الرجاله”: أحمد بن سلامة بن أحمد بن سلامة بن يوسف بن علي بن عبد الدائم البلوي القضاعي الإسكندري قاضي قضاة الشام، كان من أوعية العنم أصولا وفروعا، توفى عام ٧١٨ هـ.
كتاب موسوعة القبائل العربية
[محمد سليمان الطيب]