نساي
05-05-2011, 11:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان رئيسها باراك أوباما مقتل أسامة بن لادن بفرح شديد، وشعور عميق بالانتصار، وهذه الحالة غريبة في التاريخ الإنساني؛ حين تعلن دولة إمبراطورية كبرى في العالم قتل شخص واحد بأسلوب يدل على وصولها لمرحلة من العجز والشعور بالإحباط وعدم القدرة على تحقيق هدفها وغايتها إلا بمشقة كبيرة، وبالفعل فقد عجزت أمريكا وحلفاؤها خلال عشر سنوات من الوصول إلى أسامة بن لادن ، ولهذا جاء خبر مقتله مفاجئا للجميع.
وقد وقع كثير من الناس في الاضطراب والحيرة والتخبط أثناء التعليق على الحدث، فمن الناس من أعلن فرحه بقتله لوجود بعض الأخطاء لدى بن لادن، مع أن أهل العلم قاطبة يرون هذه الأخطاء لا تخرجه من الإسلام؛ فهو لا يزال مسلما له حقوق الإسلام، وقد تم قتله على يد المحتلين .
ومن الناس من التزم الصمت خوفا من التعليق على الحدث، وصار كل من يترحم عليه كأنه مخطىء ، والحقيقة التي يجب إدراكها أن أسامة بن لادن قد هجر الدنيا وهي بين يديه وتحدث الذين عايشوه عنه باتصافه بحسن الخلق .
وبلا شك أنه كان بشرا يقع منه الخطأ وإن كانت أخطاؤه يراها الناس ذات أثر سلبي كبير فإن حقه كمسلم يبقى , كما يبقى حقه في أن يقال عنه الإيجابيات التي اتصف بها كما يقال عنه السلبيات التي امتلأت بها وسائل الإعلام .
إن الواجب في الحديث عن الرجل وقد رحل عن دنيانا إلى لقاء الغفور الرحيم سبحانه هو الاعتدال والاتزان في الحديث عنه وإعطاؤه حقه مع بيان الخطأ وعدم الإقرار على الغلو والتجاوزات التي أضرت بالمسلمين وبالبلاد ، فلا نُعصّمه - أي ندعي عصمته من الخطأ - ، ولا نكفره بارتكابه للأخطاء والمعاصي والتجاوزات.
إن الأخطاء التي وقعت من ابن لادن لا يمكن أن تجعل المسلم يفرح بقتله ، فالأخطاء لا يجوز إقرارها، ولكن أيضا لا يجوز أن تتحول إلى وسيلة لمشاركة الكفار فرحهم بقتل مسلم كان يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله , فضلا عن الذين يسوقون للفكر الأمريكي، ويرددون كلامه واتهاماته، وينسون أن أكبر الإرهابيين هو الحكومة الأمريكية التي قتلت الملايين، واحتلت بلدين من بلاد الإسلام، ودعمت الإرهاب الإسرائيلي واحتلاله لفلسطين.
إن ما قام به ابن لادن من القتال خلال حياته يمكن تصنيفه إلى صنفين أحدهما قتال المحتلين لبلاد الإسلام وكانت رؤيته في ذلك كونه يجاهد عدوا استباح بيضة الإسلام واحتل أرضه , والثاني أمره بالقتال داخل البلاد الإسلامية وهذه من الأخطاء العظيمة التي لا يمكن أن تسمى جهادا بأي حال من الأحوال، والقتال الذي انتهى بموته هو من الصنف الأول فهو يقاتل أعداء الإسلام المحتلين، ولم يقتل في معركة مع المسلمين.
لعل من أبرز ما يلفت النظر في ظاهرة ابن لادن أنه استطاع أن يشارك في إزالة حالة الرعب والهلع والخوف الشديد من الجيش الأمريكي المتطور، ويعود ذلك إلى قوة إيمانه بالمبادئ التي وضعها لنفسه ، وعدم الركون إلى الدنيا وملذاتها .
وهذه الحالة تعد ظاهرة متفردة في العقيدة القتالية التي لا تعبأ بالإمبراطوريات الكبرى، ولا تخاف من قوتها العسكرية، ولهذا أصبحت تخيف أعتي الطغاة والجبابرة الذين يمتلكون الأسلحة النووية، ويستعملون الأقمار الصناعية، والتقنية المتناهية في التعقيد والدقة، ومع ذلك لم يؤثر ذلك في نفسه .
وابن لادن من هذه الزاوية يعد ظاهرة في هذا القرن الجديد فقد أتعب أقوى الدول في العالم، وأحرجها، وأسقط حكومات وزعماء وأسواق مالية كثيرة، وإذا كان مؤرخو العصر الحديث يعدون الثائر تشي جيفارا أحد الشخصيات المبهرة في المقاومة والتحدي فإن جيفارا لم يكن أبدا بمستوى ابن لادن في التحدي والقوة والشهرة العالمية والتأثير الدولي، والفارق الرئيسي بينهما هو الإيمان الذي يرفع الله به أقواما ويضع آخرين.
فرحمك الله ياأبا عبدالله رحمة واسعة وتقبلك شهيدا كما أحببت حينما قلت اللهم أمتني موتة حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ولعل الله ستجاب دعائك، فهنيئا للشهداء والموت للجبناء الذين هم حصب جهنم.
الحمد الله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان رئيسها باراك أوباما مقتل أسامة بن لادن بفرح شديد، وشعور عميق بالانتصار، وهذه الحالة غريبة في التاريخ الإنساني؛ حين تعلن دولة إمبراطورية كبرى في العالم قتل شخص واحد بأسلوب يدل على وصولها لمرحلة من العجز والشعور بالإحباط وعدم القدرة على تحقيق هدفها وغايتها إلا بمشقة كبيرة، وبالفعل فقد عجزت أمريكا وحلفاؤها خلال عشر سنوات من الوصول إلى أسامة بن لادن ، ولهذا جاء خبر مقتله مفاجئا للجميع.
وقد وقع كثير من الناس في الاضطراب والحيرة والتخبط أثناء التعليق على الحدث، فمن الناس من أعلن فرحه بقتله لوجود بعض الأخطاء لدى بن لادن، مع أن أهل العلم قاطبة يرون هذه الأخطاء لا تخرجه من الإسلام؛ فهو لا يزال مسلما له حقوق الإسلام، وقد تم قتله على يد المحتلين .
ومن الناس من التزم الصمت خوفا من التعليق على الحدث، وصار كل من يترحم عليه كأنه مخطىء ، والحقيقة التي يجب إدراكها أن أسامة بن لادن قد هجر الدنيا وهي بين يديه وتحدث الذين عايشوه عنه باتصافه بحسن الخلق .
وبلا شك أنه كان بشرا يقع منه الخطأ وإن كانت أخطاؤه يراها الناس ذات أثر سلبي كبير فإن حقه كمسلم يبقى , كما يبقى حقه في أن يقال عنه الإيجابيات التي اتصف بها كما يقال عنه السلبيات التي امتلأت بها وسائل الإعلام .
إن الواجب في الحديث عن الرجل وقد رحل عن دنيانا إلى لقاء الغفور الرحيم سبحانه هو الاعتدال والاتزان في الحديث عنه وإعطاؤه حقه مع بيان الخطأ وعدم الإقرار على الغلو والتجاوزات التي أضرت بالمسلمين وبالبلاد ، فلا نُعصّمه - أي ندعي عصمته من الخطأ - ، ولا نكفره بارتكابه للأخطاء والمعاصي والتجاوزات.
إن الأخطاء التي وقعت من ابن لادن لا يمكن أن تجعل المسلم يفرح بقتله ، فالأخطاء لا يجوز إقرارها، ولكن أيضا لا يجوز أن تتحول إلى وسيلة لمشاركة الكفار فرحهم بقتل مسلم كان يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله , فضلا عن الذين يسوقون للفكر الأمريكي، ويرددون كلامه واتهاماته، وينسون أن أكبر الإرهابيين هو الحكومة الأمريكية التي قتلت الملايين، واحتلت بلدين من بلاد الإسلام، ودعمت الإرهاب الإسرائيلي واحتلاله لفلسطين.
إن ما قام به ابن لادن من القتال خلال حياته يمكن تصنيفه إلى صنفين أحدهما قتال المحتلين لبلاد الإسلام وكانت رؤيته في ذلك كونه يجاهد عدوا استباح بيضة الإسلام واحتل أرضه , والثاني أمره بالقتال داخل البلاد الإسلامية وهذه من الأخطاء العظيمة التي لا يمكن أن تسمى جهادا بأي حال من الأحوال، والقتال الذي انتهى بموته هو من الصنف الأول فهو يقاتل أعداء الإسلام المحتلين، ولم يقتل في معركة مع المسلمين.
لعل من أبرز ما يلفت النظر في ظاهرة ابن لادن أنه استطاع أن يشارك في إزالة حالة الرعب والهلع والخوف الشديد من الجيش الأمريكي المتطور، ويعود ذلك إلى قوة إيمانه بالمبادئ التي وضعها لنفسه ، وعدم الركون إلى الدنيا وملذاتها .
وهذه الحالة تعد ظاهرة متفردة في العقيدة القتالية التي لا تعبأ بالإمبراطوريات الكبرى، ولا تخاف من قوتها العسكرية، ولهذا أصبحت تخيف أعتي الطغاة والجبابرة الذين يمتلكون الأسلحة النووية، ويستعملون الأقمار الصناعية، والتقنية المتناهية في التعقيد والدقة، ومع ذلك لم يؤثر ذلك في نفسه .
وابن لادن من هذه الزاوية يعد ظاهرة في هذا القرن الجديد فقد أتعب أقوى الدول في العالم، وأحرجها، وأسقط حكومات وزعماء وأسواق مالية كثيرة، وإذا كان مؤرخو العصر الحديث يعدون الثائر تشي جيفارا أحد الشخصيات المبهرة في المقاومة والتحدي فإن جيفارا لم يكن أبدا بمستوى ابن لادن في التحدي والقوة والشهرة العالمية والتأثير الدولي، والفارق الرئيسي بينهما هو الإيمان الذي يرفع الله به أقواما ويضع آخرين.
فرحمك الله ياأبا عبدالله رحمة واسعة وتقبلك شهيدا كما أحببت حينما قلت اللهم أمتني موتة حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ولعل الله ستجاب دعائك، فهنيئا للشهداء والموت للجبناء الذين هم حصب جهنم.