موسى بن ربيع البلوي
06-13-2011, 12:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين
رحمك الله يا شيخ علي لنتمعن يا أخوة ما كتبه الشيخ في كتابه ( ذكريات علي الطنطاوي الجزء الثاني ) :
( (( بقي الفرنسيون في الشام خمسًا وعشرين سنة‘ما كففنا يومًا منها عن جدالهم وجلادهم‘
طلبًا للحرية التي استلبت منا‘ورفضًا لهذا الانتداب الذي فرض علينا‘
ولكن كان فينا (كما يكون في كل أمة من الناس )
من مالأهم‘ومال معهم أو سايرهم وداراهم‘
باع دينه بعرض من الدنيا قليل:
بمنصب أو بوجاهة أو بمال‘ فأعانهم بمنصبه-
أو بقلمه أو بلسانه‘ ))
و يضيف الشيخ في مكان آخر و جزئية أخرى :
(( على أني لا أريدها حرية مطلقة من كل قيد‘
فالحرية المطلقة لا تكون إلا للمجنون الذي يفعل كل ما يريد‘
وكل حرية لها حد‘
تنتهي حريتك في أرضك حيث تبدأ حرية جارك في أرضه
0 لا أريدها حرية الكفر بل حرية الفكر‘
فإن مست ديننا أو أضرت بأمتنا أو أفسدت أخلاقنا
قلنا لها:كلا!0
وقد جربنا الحرية المطلقة في صحافة لبنان‘
فصار من بعض الصحف سفارات أجنبية‘
ومن بعض الأقلام معاول للهدم‘
وجرت علينا ما نرى اليوم ونسمع0 "
" عرفتم أن الفرنسيين قطعوا الشام قطعًا‘
فبعد أن كانت كلها ولاية من ولايات الدولة العثمانية‘
تضم سورية بحدودها الطبيعية‘
جعلوا منها دولاً:دولة دمشق‘دولة حلب‘دولة العلويين ،
ودولة الدروز‘والباقي صار فلسطين‘
وإمارة شرقي الأردن0
ست دول كانت كلها كالولاية الواحدة‘
وتلك سنة المستعمرين في كل مكان وفي كل زمان‘ قانون (فرِق تسد)0 ومن سننهم إضعاف الدين في النفوس‘
واللغة على الألسنة‘
(وإذا استعبدت أمة ففي يدها مفتاح قيدها ما دامت محتفظة بدينها ولغتها )0
وسلكوا إلى هذه الغاية طريقَاَ خفياَ
لا يكاد يحس إلا القليل من الناس بخطر سلوكه‘
هو أنهم عمدوا إلى علوم الدين‘ التوحيد والتجويد والتفسير‘والحديث ومصطلحه والفقه وأصوله‘
هذه العلوم الكثيرة التي كنا ندرسها‘
ونؤدي الامتحان فيها فلا ننجح إلا إن عرفنا كل واحد منها‘جعلوها من مكرهم درساَ واحداَ سموه درس الدين‘
ثم أوغلوا في الشر فلم يعطوه إلا ساعة واحدة في الأسبوع‘
ثم زادوا في الشر إيغالاَ فلم يدخلوا هذا الدرس في الامتحانات العامة‘ وأكثر التلاميذ لا يهمهم إلا النجاح في الامتحان
ونيل الشهادة‘فصار الدين مهملاَ‘
وصاروا يختارون لتدريس علومه أضعف المعلمين‘
ثم ألحقوه بعلوم العربية وجعلوه جزءاً منها‘
فأضاعوا علوم الدين0
وصنعوا في العربية قريباً من هذا الصنيع‘
فجعلوا النحو و
الصرف و الإملاء والإنشاء مادة واحدة‘
وكان قانون الشهادة الابتدائية أن من أخذ نصف درجة
من عشر درجات وكان مجموع درجاته في الدروس
(أي المواد كلها) فوق النصف-
أي أكثر من خمسين في المائة- نجح في الامتحان‘
ما لم يكن قد أخذ صفراً في إحدى المواد‘
ولا تنسوا أنهم جعلوا علوم الدين كلها مادة واحدة‘
وعلوم العربية كلها مادة واحدة‘
فكان ينجح الجاهل بالدين وبالعربية 0 " )) ) .
انتهى كلام الشيخ رحمه الله رحمة واسعة ،
فتأملوا كلامه و قارنوا بين وضع الأمة الآن و ما قال الشيخ ، ما أشبه الليلة بالبارحة ،
في زمننا هذا ناس من بني جلدتنا و لكنهم يحاربون الدين بشتى الوسائل و غالب الوسائل مشابه لما ذكره الشيخ ،
خاصة دعوى الحرية في السلوك و دعوى الحرية في الفكر ،
و أيضاً محاولة تمييع الثوابت الدينية و القضاء عليها
و محاولة إضعاف المناهج الدينية و مناهج اللغة العربية .
دعوى حرية المرأة ، و دعاوي تقليد الغرب حذو القذة بالقذة .
و رغم ذلك إن بشائر النصر تلوح في الأفق بإذن الله ،
على أن لا نركن إلى الأحلام و الأماني
بل نعمل كما يعمل أعداؤنا ، نواجههم بالحجة و البرهان
و تقوية العلم الشرعي و قبل ذلك تصحيح مسارنا في تحسين علاقتنا مع الله ، فإن من يكن مع الله يكن الله معه
و إن نصرنا لا يأتي إلا بالتمسك بهذا الدين .
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين
رحمك الله يا شيخ علي لنتمعن يا أخوة ما كتبه الشيخ في كتابه ( ذكريات علي الطنطاوي الجزء الثاني ) :
( (( بقي الفرنسيون في الشام خمسًا وعشرين سنة‘ما كففنا يومًا منها عن جدالهم وجلادهم‘
طلبًا للحرية التي استلبت منا‘ورفضًا لهذا الانتداب الذي فرض علينا‘
ولكن كان فينا (كما يكون في كل أمة من الناس )
من مالأهم‘ومال معهم أو سايرهم وداراهم‘
باع دينه بعرض من الدنيا قليل:
بمنصب أو بوجاهة أو بمال‘ فأعانهم بمنصبه-
أو بقلمه أو بلسانه‘ ))
و يضيف الشيخ في مكان آخر و جزئية أخرى :
(( على أني لا أريدها حرية مطلقة من كل قيد‘
فالحرية المطلقة لا تكون إلا للمجنون الذي يفعل كل ما يريد‘
وكل حرية لها حد‘
تنتهي حريتك في أرضك حيث تبدأ حرية جارك في أرضه
0 لا أريدها حرية الكفر بل حرية الفكر‘
فإن مست ديننا أو أضرت بأمتنا أو أفسدت أخلاقنا
قلنا لها:كلا!0
وقد جربنا الحرية المطلقة في صحافة لبنان‘
فصار من بعض الصحف سفارات أجنبية‘
ومن بعض الأقلام معاول للهدم‘
وجرت علينا ما نرى اليوم ونسمع0 "
" عرفتم أن الفرنسيين قطعوا الشام قطعًا‘
فبعد أن كانت كلها ولاية من ولايات الدولة العثمانية‘
تضم سورية بحدودها الطبيعية‘
جعلوا منها دولاً:دولة دمشق‘دولة حلب‘دولة العلويين ،
ودولة الدروز‘والباقي صار فلسطين‘
وإمارة شرقي الأردن0
ست دول كانت كلها كالولاية الواحدة‘
وتلك سنة المستعمرين في كل مكان وفي كل زمان‘ قانون (فرِق تسد)0 ومن سننهم إضعاف الدين في النفوس‘
واللغة على الألسنة‘
(وإذا استعبدت أمة ففي يدها مفتاح قيدها ما دامت محتفظة بدينها ولغتها )0
وسلكوا إلى هذه الغاية طريقَاَ خفياَ
لا يكاد يحس إلا القليل من الناس بخطر سلوكه‘
هو أنهم عمدوا إلى علوم الدين‘ التوحيد والتجويد والتفسير‘والحديث ومصطلحه والفقه وأصوله‘
هذه العلوم الكثيرة التي كنا ندرسها‘
ونؤدي الامتحان فيها فلا ننجح إلا إن عرفنا كل واحد منها‘جعلوها من مكرهم درساَ واحداَ سموه درس الدين‘
ثم أوغلوا في الشر فلم يعطوه إلا ساعة واحدة في الأسبوع‘
ثم زادوا في الشر إيغالاَ فلم يدخلوا هذا الدرس في الامتحانات العامة‘ وأكثر التلاميذ لا يهمهم إلا النجاح في الامتحان
ونيل الشهادة‘فصار الدين مهملاَ‘
وصاروا يختارون لتدريس علومه أضعف المعلمين‘
ثم ألحقوه بعلوم العربية وجعلوه جزءاً منها‘
فأضاعوا علوم الدين0
وصنعوا في العربية قريباً من هذا الصنيع‘
فجعلوا النحو و
الصرف و الإملاء والإنشاء مادة واحدة‘
وكان قانون الشهادة الابتدائية أن من أخذ نصف درجة
من عشر درجات وكان مجموع درجاته في الدروس
(أي المواد كلها) فوق النصف-
أي أكثر من خمسين في المائة- نجح في الامتحان‘
ما لم يكن قد أخذ صفراً في إحدى المواد‘
ولا تنسوا أنهم جعلوا علوم الدين كلها مادة واحدة‘
وعلوم العربية كلها مادة واحدة‘
فكان ينجح الجاهل بالدين وبالعربية 0 " )) ) .
انتهى كلام الشيخ رحمه الله رحمة واسعة ،
فتأملوا كلامه و قارنوا بين وضع الأمة الآن و ما قال الشيخ ، ما أشبه الليلة بالبارحة ،
في زمننا هذا ناس من بني جلدتنا و لكنهم يحاربون الدين بشتى الوسائل و غالب الوسائل مشابه لما ذكره الشيخ ،
خاصة دعوى الحرية في السلوك و دعوى الحرية في الفكر ،
و أيضاً محاولة تمييع الثوابت الدينية و القضاء عليها
و محاولة إضعاف المناهج الدينية و مناهج اللغة العربية .
دعوى حرية المرأة ، و دعاوي تقليد الغرب حذو القذة بالقذة .
و رغم ذلك إن بشائر النصر تلوح في الأفق بإذن الله ،
على أن لا نركن إلى الأحلام و الأماني
بل نعمل كما يعمل أعداؤنا ، نواجههم بالحجة و البرهان
و تقوية العلم الشرعي و قبل ذلك تصحيح مسارنا في تحسين علاقتنا مع الله ، فإن من يكن مع الله يكن الله معه
و إن نصرنا لا يأتي إلا بالتمسك بهذا الدين .