طلال بن شليويح البلوي
07-01-2011, 05:09 PM
ب1
س1
السؤال ؟ كيف نوفق بين علم الاطباء الان بذكورة الجنين وانوثته.وقوله تعالى (ويعلم مافي الارحام)
وما جاء في تفسير ابن جرير عن مجاهد أن رجلآ سأل النبي (ص) عما تلد امرأته
. وما جاء عن قتاده - رحمه الله - ؟ وما المخصص لعموم قوله تعالى (ما في الارحام) ؟
الجواب: قبل ان اتكلم عن هذه المساله احب ان ابين
انه لايمكن ان يتعارض القرآن الكريم مع الواقع ابدآ.
وانه اذا ظهر في الواقع ما ظاهره المعارضة فإما يكون الواقع مجرد دعوى لاحقيقة له
واما يكون القرآن الكريم غير صريح في معارضته ،
لان صريح القرآن الكريم وحقيقة الواقع كلاهما قطعي
ولايمكن تعارض القطعيين ابدآ
فإذا تبين ذلك فقد قيل :
إنهم الان توصلوا بواسطة الآلآت الدقيقة للكشف عما في الارحام
والعلم بكونه انثى أو ذكر فإن كان ما قيل باطلآ فلا كلام
وإن كان صدقآ فإنه لايعارض الآية ،
حيث ان الآية تدل على امر غيبي هو متعلق علم الله تعالى في هذه الامورالخمسة
والأمور الغيبية في حال الجنين هي : مقدار مدته في بطن امه ، وحياته ، وعمله ، ورزقه
وشقاوته او سعادته وكونه ذكر ام انثى قبل أن يخلق
أما بعد أن يخلق فليس العلم بذكورته أو أنوثته من علم الغيب ،
لأنه بتخليقه صار من علم الشهادة
إلا انه مستتر في الظلمات الثلاثة التي لو أزيلت لتبين امره
ولايبعد أن يكون فيما خلق الله تعالى من الاشعة اشعة قوية
تخترق هذه الظلمات حتى يتبين الجنين ذكرآ أم انثى
وليس في الآية تصريح بذكر العلم بالذكورة او الانوثة
وكذلك لم تأت السنة بذلك
واما ما نقله السائل عن جرير عن مجاهد
أن رجلآ سأل النبي (ص) عما تلد أمراته
فأنزل الله الآية فالمنقول هذا منقطع لأن مجاهد - رحمه الله - من التابعين.
واما تفسير قتادة – رحمه الله – فيمكن ان يحمل على ان اختصاص الله تعالى بعلمه ذلك إذا كان لم يخلق
اما بعد ان يخلق فقد يعلمه غيره.
قال ابن كثير - رحمه الله – في تفسير آية لقمان :
وكذلك لا يعلم مافي الارحام مما يريد ان يخلقه تعالى سواه
ولكن إذا أمر بكون ذكرآ أو انثى او شقيآ او سعيدآ علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء من خلقه
واما سؤالكم عن المخصص من قوله تعالى ( ما في الارحام) فنقول :
ان كانت الآية تتناول الذكورة والانوثة بعد التخليق فالمخصص الحس والواقع
وقد ذكر علماء الاصول ان المخصصات لعموم الكتاب والسنة اما النص او الاجماع
او القياس او الحس او العقل وكلامهم في ذلك معروف
واذا كانت الآية لاتتناول مابعد التخليق وإنما يراد بها ما قبله،
فليس فيها ما يعارض ما قيل من العلم بذكورة الجنين وانوثته
والحمد لله انه لم يوجد ولن يوجد في الواقع ما يخالف صريح القرآن الكريم
وما طعن فيه اعداء المسلمين على القرآن الكريم من حدوث امور ظاهرها معارضة القرآن الكريم
فإنما ذلك قصور فهمهم لكتاب الله تعالى ، اوتقصيرهم في ذلك لسوء نيتهم
ولكن عند اهل الدين والعلم من البحث والوصول الى الحقيقة ما يدحض شبهة هؤلاء ولله الحمد والمنه
والناس في هذه المسألة طرفان ووسط:
فطرف تمسك بظاهر القرآن الكريم الذي ليس بصريح ،وانكر خلافه من كل آمر واقع متيقن
فجلب بذلك الطعن الى نفسه في قصوره وتقصيره أو الطعن بالقرآن الكريم
حيث كان في نظره مخالفآ للواقع المتيقن
وطرف اعرض عما دل عليه القرآن الكريم وآخذ بالامور المادية المحضة ، فكان بذلك من الملحدين
وأما الوسط فأخذوا بدلالة القرآن الكريم وصدقوا بالواقع وعلموا ان كلآ منهما حق
ولايمكن ان يناقض صريح القرآن الكريم امرآ معلومآ بالعيان
فجمعوا بين العمل بالمنقول والمعقول
وسلمت بذلك اديانهم وعقولهم (وهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق
والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم )
فتاوي أركان الأسلام
للشيخ محمد بن صالح العثيمين ( رحمه الله )
س1
السؤال ؟ كيف نوفق بين علم الاطباء الان بذكورة الجنين وانوثته.وقوله تعالى (ويعلم مافي الارحام)
وما جاء في تفسير ابن جرير عن مجاهد أن رجلآ سأل النبي (ص) عما تلد امرأته
. وما جاء عن قتاده - رحمه الله - ؟ وما المخصص لعموم قوله تعالى (ما في الارحام) ؟
الجواب: قبل ان اتكلم عن هذه المساله احب ان ابين
انه لايمكن ان يتعارض القرآن الكريم مع الواقع ابدآ.
وانه اذا ظهر في الواقع ما ظاهره المعارضة فإما يكون الواقع مجرد دعوى لاحقيقة له
واما يكون القرآن الكريم غير صريح في معارضته ،
لان صريح القرآن الكريم وحقيقة الواقع كلاهما قطعي
ولايمكن تعارض القطعيين ابدآ
فإذا تبين ذلك فقد قيل :
إنهم الان توصلوا بواسطة الآلآت الدقيقة للكشف عما في الارحام
والعلم بكونه انثى أو ذكر فإن كان ما قيل باطلآ فلا كلام
وإن كان صدقآ فإنه لايعارض الآية ،
حيث ان الآية تدل على امر غيبي هو متعلق علم الله تعالى في هذه الامورالخمسة
والأمور الغيبية في حال الجنين هي : مقدار مدته في بطن امه ، وحياته ، وعمله ، ورزقه
وشقاوته او سعادته وكونه ذكر ام انثى قبل أن يخلق
أما بعد أن يخلق فليس العلم بذكورته أو أنوثته من علم الغيب ،
لأنه بتخليقه صار من علم الشهادة
إلا انه مستتر في الظلمات الثلاثة التي لو أزيلت لتبين امره
ولايبعد أن يكون فيما خلق الله تعالى من الاشعة اشعة قوية
تخترق هذه الظلمات حتى يتبين الجنين ذكرآ أم انثى
وليس في الآية تصريح بذكر العلم بالذكورة او الانوثة
وكذلك لم تأت السنة بذلك
واما ما نقله السائل عن جرير عن مجاهد
أن رجلآ سأل النبي (ص) عما تلد أمراته
فأنزل الله الآية فالمنقول هذا منقطع لأن مجاهد - رحمه الله - من التابعين.
واما تفسير قتادة – رحمه الله – فيمكن ان يحمل على ان اختصاص الله تعالى بعلمه ذلك إذا كان لم يخلق
اما بعد ان يخلق فقد يعلمه غيره.
قال ابن كثير - رحمه الله – في تفسير آية لقمان :
وكذلك لا يعلم مافي الارحام مما يريد ان يخلقه تعالى سواه
ولكن إذا أمر بكون ذكرآ أو انثى او شقيآ او سعيدآ علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء من خلقه
واما سؤالكم عن المخصص من قوله تعالى ( ما في الارحام) فنقول :
ان كانت الآية تتناول الذكورة والانوثة بعد التخليق فالمخصص الحس والواقع
وقد ذكر علماء الاصول ان المخصصات لعموم الكتاب والسنة اما النص او الاجماع
او القياس او الحس او العقل وكلامهم في ذلك معروف
واذا كانت الآية لاتتناول مابعد التخليق وإنما يراد بها ما قبله،
فليس فيها ما يعارض ما قيل من العلم بذكورة الجنين وانوثته
والحمد لله انه لم يوجد ولن يوجد في الواقع ما يخالف صريح القرآن الكريم
وما طعن فيه اعداء المسلمين على القرآن الكريم من حدوث امور ظاهرها معارضة القرآن الكريم
فإنما ذلك قصور فهمهم لكتاب الله تعالى ، اوتقصيرهم في ذلك لسوء نيتهم
ولكن عند اهل الدين والعلم من البحث والوصول الى الحقيقة ما يدحض شبهة هؤلاء ولله الحمد والمنه
والناس في هذه المسألة طرفان ووسط:
فطرف تمسك بظاهر القرآن الكريم الذي ليس بصريح ،وانكر خلافه من كل آمر واقع متيقن
فجلب بذلك الطعن الى نفسه في قصوره وتقصيره أو الطعن بالقرآن الكريم
حيث كان في نظره مخالفآ للواقع المتيقن
وطرف اعرض عما دل عليه القرآن الكريم وآخذ بالامور المادية المحضة ، فكان بذلك من الملحدين
وأما الوسط فأخذوا بدلالة القرآن الكريم وصدقوا بالواقع وعلموا ان كلآ منهما حق
ولايمكن ان يناقض صريح القرآن الكريم امرآ معلومآ بالعيان
فجمعوا بين العمل بالمنقول والمعقول
وسلمت بذلك اديانهم وعقولهم (وهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق
والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم )
فتاوي أركان الأسلام
للشيخ محمد بن صالح العثيمين ( رحمه الله )