ابراهيم بن علي العثماني
05-06-2003, 01:40 AM
ظلمناعراق كثيرًا وتعاملنا معه بغير قلب أو ضمير ...
شاركنا فى إهدار كرامته وآدميته .. وحرمناه من إنسانيتنا وعروبتنا وإسلامنا وتعاملنا معه كأعداء لا تربطنا به جغرافيا ولا دماء ولا دين ...
رضخنا لابتزاز الكويت وسفاهة حكامه ...
سِـرنا دون وعى نحو ما كان مستحيل ...
لم نفكر لحظة فيما نفعله .. ولم نحاول أن ندرك خطورة ما نفعل إلى أن وصلت الأمور حد الكارثة ...
اجتهدنا فى خلق مبررات لأفعالنا لنهرب من ضمائرنا ...
احترمنا الشرعية الدولية التى لم تحترمنا يومًا ...
تركنا طريق الله واتبعنا سبل الشيطان ...
فرحت مصـر بحفنة من الدولارات القذرة وارتكبت مع دول الخليج جريمة اهتزت لها الأرض .. ولن تغفرها السماء ...
تقاعست مصـر عن دورها ولم تقود تكتل عربى يهدف لردع الكويت وإلزامه حدوده وحل المشكلة عربيًا وإسلاميًا ...
جـَبـَـنا عن قول الحق ولو لمرة واحدة أمام هلافيت البترول ...
سايرنا الظلمة وأيدنا الطغاة وبحثنا فى كل مشكلة عن نصيبنا فى الغنيمة التى هى من لحمنا ودمنا ووقفنا كالضباع بعيدًا خلف الأسود الجائعة ننتظر بواقى الفريسة ونلعق عظام الضحية ونأكل فتات الحرام ...
ظلمنا العراق كثيرًا ... سواء كان عن عمد أو غباء ، وشاركنا الكويت فى تدمير العراق ثلاث مرات .. مرة عند تحريرها ويا ليتها ما حررت فقد حررت ليأخذها الأعداء .. لم نصبر على إحتلال العراق للكويت ساعة رغم أنها أرضه جغرافيًا وتاريخيًا وقانونيًا ، وتركنا الكويت تحتلها أمريكا دون أن ننطق بكلمة !!
ثم شاركنا الكويت فى تدمير العراق للمرة الثانية من خلال محاصرته لمدة فاقت إثنى عشر عامًا رفضت الكويت خلالهما كل الحلول والمبادرات العربية والإسلامية ، وبذل عمرو موسى ـ أمين عام الجامعة العربية ـ أقصى ما يمكن بذله من جهد دون فائدة وكلما اقترب من الحل ازداد عداء الكويتيون له وعاملوه بسوء أدب ووضاعة أخلاق .
ثم شاركنا الكويت للمرة الثالثة وقدمنا لأمريكا كل ما لدينا من إمكانيات وقدرات للنيل من قدرات العراق أرضًا وشعبًا وتاريخـًا وحضارة .
ظلمنا العراق كثيرًا من أجل عيون الكويت .. ونافقنا الكويت كثيرًا من أجل عيون أمريكا .. وطاوعنا أمريكا كثيرًا من أجل عيون الشيطان .... وما كان شئ من هذا يحدث لو كانت مصـر حاضرة وغير مغيبة .. لو كانت مصـر حرة مستقلة وغير مستعبدة .. لو كانت مصـر غير "مصر مبارك" التى فعلت الأفاعيل فينا وفى عروبتنا وإسلامنا .
لم يكن مبارك صدفة فى حياتنا .. مثلما لم يكن السادات صدفة فى تاريخنا ... إنهم الإعداد الجيد لعهد جديد من الاحتلال المطور والمنظم من قبل الغرب .
لقد اُحتل عالمنا العربى على مراحل وخطوات .. اُحتل أولاً عن طريق احتلال الغرب للحكام ، وعن طريقهم تم احتلال الأرض والثروات .
إن مخطط إحتلال العراق لم يكن وليد الصدفة أو الأحداث .. وما كان ليحدث أبدًا لولا تلك النوعية من الحكام .
فى تلك المسائل لا شئ يحدث صدفة .. الإعلام هو الذى يضللنا ويجعلنا نرى الأمور على غير حقيقتها .
تركنا العراق يبنى كل يوم ما كانت تهدمه أمريكا كل صباح .. ثم ذبحناه ...
تركناه فى أشغال شاقه .. ثم أعدمناه ...
وكيف لا نخاف أن يحاسبنا الله على ما حدث فى العراق وقد كان عُمر يخاف أن يحاسبه الله على البغلة التى قد تتعثر فى الطريق ويخشى أن يسأله الله : لماذا لم تصلح لها الطريق يا عمر ؟؟ .. لماذا لم يسعى حاكم واحد لحل المشكلة عربيًا وإسلاميًا .. لماذا لم تفعل ذلك يا مبارك .. حتى وإن فشلت قفلت الباب على بلدك ولم تساعد بقناة السويس وفتح المجال الجوى وتقديم العون والمساندة حتى لا يكون جرحنا بهذا القدر ؟!!
أمراء الكويت لن يجدوا من يحاسبهم لأنهم حديثوا عهد بحياة التمدن والقيادة والحكمة .. ليس لهم عمق تاريخى ولا عمق تعليمى أو جهادى ... أما أنت فإنك قائد أكبر دولة عربية علمت العالم كل شئ .
لقد ظهروا على سطح البترول فجأة ، ولولا البترول ما ظهروا أبدًا .. إنهم ليسوا بعيد عهد عن حياة البدو ولولا المال ما قدروا وما فجروا ومخطئ من يتصور أن جرائم الكويت سوف تقف عند هذا الحد ... ما زال فى الجعبة الكثير طالما صارت الكويت أميرة الركب العربى وهى الأعمى والأعرج والأبكم والأصم والأبله والمعتوه .
ما زال فى جعبة الكويت الكثير والكثير من الجرائم ضد الإسلام والمسلمين ، وليس هذا قولى .. إنه قولهم بأفواههم وألسنتهم .... نشرت صحيفة الوطن الكويتية وبقلم فؤاد الهاشم فى 12/4/2003 أى بعد دخول القوات الأمريكية بغداد بثلاثة أيام .. كتب : ( نرجو الرئيس بوش وتونى بلير ألا يوقفوا دباباتهما ولا أزيز طائراتهما لأن المهمة لم تنتهى بعد فما زالت عواصم عربية أخرى تنتظرهم شعوبها لتلحق أصنام حكامهم بأصنام العراق ) .
ولم ينسى الكاتب أن يدعو لبوش وبلير قائلاً : ( عافاكم الله وأيدكم بجند من عنده ) ... إلى هذا الحد يا كتكوت الأمير تتمنى زوال الإسلام والمسلمين !!
ثم ماذا يا كويت .. يا من فتح الرئيس مبارك لكم الديار واستقبلكم دون أن يطردكم شر طردة جزاء ما كان منكم فى حق إبن مصـر البار عمرو موسى ، وكم كنت أتمنى لو وصفت المسئول الكويتى بالكلب ليكون ذلك ردًا متواضعًا على وصفهم العرب بالكلاب حيث كتبت نفس الجريدة فى 21/4/2003 معلقة على تجمع عربى فى إحدى العواصم العربية من الكتاب والمفكرين والفنانين حين قالوا : "كنا نتمنى إنتصار صدام حسين على أمريكا" فقال المدعو فؤاد الهاشم فى جريدة الوطن : ( لو استجابت السماء لدعاء الكلاب لأمطرت لهم عظامًا ) .
ما هذا الأدب الرخيص يا من لا تستطيعون حماية أعراضكم ولا أولادكم وتستأجرون غيركم لفعل ذلك ؟!!
لقد بلغ بكم الغرور حدًا لا يمكن تحمله ، وحين يكتب منكم من يقول : ( لسنا فى حاجة إلى العرب ، العرب هم الذين فى حاجة إلينا ولولا المساعدات الكويتية والقروض والهبات لما استطاعت الأنظمة العربية دفع رواتب جيوشها ولا أطقم حراسها الشخصيين ، فالكويت هى صاحبة الفضل عليهم ونحن الذين نعطى وهم الذين يمدون اليد )ِ ... حقـًا لقد أعطى من لا يملك إلى من لا يستحق .. أعطت الكويت سارقة أقوات الشعب إلى كل كاتب مأجور يدافع عنها أو رئيس تحرير مخمور يدارى سؤاتها .. من أجل رفع قيمتكم وإعلاء شأنكم بالكذب ... هذا ما تنفقوه وهذا ما يصلنا منكم مع المن والأذى ..
يقول الأستاذ حافظ الشيخ صالح ـ نقلاً عن جريدة أخبار الخليج البحرينية : ( يخطئ الكويتيون إذا هم اعتقدوا أن الحرب على العراق هى مناسبة عرس وأفراح عند الأمة العربية ، لا اليوم ولا فى الغد ولا فيما بعد غد .. وهم يخطئون أيضًا إذا ظنوا بأن الرئيس عمرو موسى يمكن تحويله إلى مراسل متنقل ... إنهم يتعاملون مع الأشياء العربية وكأنهم من كوكب آخر شاهق فى السماء بعيد تمام البعد عن الأرض العربية وبالطبع عن ضمير الجمهور العربى ) .
ويقول الأستاذ عبد البارى عطوان مستنكرًا موقف الكويت من عمرو موسى : ( الشيخ صباح الأحمد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية المخضرم قال : إن الأمين العام للجامعة العربية مجرد موظف لا أكثر ولا أقل وسيتعرض للمحاسبة بعد إنتهاء الحرب ) ثم أكمل ...
( الشئ الذى لم تفعله الكويت حتى هذه اللحظة هو إرسال رتل من الدبابات الأمريكية من طراز ابرامز لإحتلال جامعة الدول العربية ورفع العلم الأمريكى فوقها وإعتقال السيد عمرو موسى ونصب مشنقة له فى ميدان التحرير المقابل حتى يكون عبرة لكل من يتجرأ على المس بالذات الكويتية المقدسة ) .
مهما بلغت الكويت وبلغت ثرواتها لن تستطيع تغيير سطر واحد من التاريخ ، والتاريخ بالنسبة لهم هو تاريخ مؤامرات وخيانة حتى من قبل أن يولد صدام حسين ، ومشاكل الكويت قديمة قدم الشيخ مبارك الصباح ـ جد الحكام الحاليين للكويت ـ الذى قتل شقيقه محمد والجراح من أجل توقيع معاهدة مع بريطانيا عام 1899 تهدف إلى استقطاع الكويت من العراق وتحويل أرضه إلى قاعدة بريطانية ضد العراق ، ونفذت بريطانيا ذلك وانتزعت الكويت من أرض العراق بغرض حرمان العراق من الاطلال على الخليج العربى ، والأمم المتحدة لم تعترف بالكويت إلا عام 1961
وفى نفس العام هدد عبد الكريم قاسم بغزو الكويت وإعادتها بالقوة للعراق ، وقامت مشكلة كبيرة ربما كانت أكبر من التى كانت عام 1990 حين اجتاحت القوات العراقية الكويت .. لكن الفرق كان يكمن فى وجود جامعة عربية ذات كلمة مسموعة وقيادة مصرية رأسها مرفوعة ـ حيث قام عبد الناصر بقرار من الجامعة العربية ـ وليس من مجلس الأمن ـ بإرسال قوات من الجيش المصرى لحماية الكويت ، ووقفت القوات المسلحة المصرية على الحدود ما بين البلدين دون أن تنحاز إلى طرف على حساب طرف ودون أن تطلق رصاصة واحدة إلى أن انتهت الأزمة على خير .
وعندما خرجت مصـر من الصراع العربى الإسرائيلى بتوقيع السلام مع إسرائيل دبت الفرقة بين البلدان العربية وضعف دور الجامعة العربية ، وتم نقل مقرها من القاهرة إلى تونس .. عندها نشطت الجرثومة الكويتية من جديد وبدأت تكيد للعراق وتسرق بتروله ـ دون الحاجة إلى ذلك ـ وباعت منه أثناء حرب العراق مع إيران ما يعادل 2.5 مليار دولار ، وإعترفت الكويت بالسرقة ولم يكن الإعتراف عبطـًا وانما كان استثارة لحفيظة العراق واستدراجه للكمين الأمريكى .. لكن العراق صبر .. وطال صبره إلى أن تمادت الكويت فى كيدها وقامت بإغراق السوق العالمى بالبترول من أجل خفض سعره إلى أدنى مستوى بغرض تدمير الاقتصاد العراقى ، ثم بدأت تجند العملاء وتحيك المؤامرات بواعز من الشيطان الأمريكى إلى أن فقدت القيادة العراقية أعصابها من هذا الكائن الغير منظور والغارق فى النساء والخمور والتارك لعظائم الأمور ... فى هذا الوقت كانت الساحة العربية خالية تمامًا من القاده العظام وكانت الجامعة العربية قد بلغت أقصى مراحل الترهل والضعف ، حتى وصل ضعفها إلى أمينها العام الدكتور عصمت عبد المجيد الذى عاش حياته فى الجامعة العربيه يساير الكويت ويميل إليها على حساب العراق .
فى ظل هذه الظروف سعى صدام حسين كثيرًا لإيجاد حل لمشكلة التآمر الكويتى المتواصل فلم يجد بين القادة العرب غير ما كانوا على شاكلة عصمت عبد المجيد فكان الغزو العراقى فى 2/8/1990 وبذلك حققت الكويت ما أرادته من العراق بعدما أوصدت فى وجهه كل السبل ولم تترك له إلا خيار الغزو العسكرى ... ومخطئ من يتصور أن دور الكويت سوف ينتهى عند هذا الحد .. لقد أصبحت أرض مؤامرات ودسيسة شيطان وسوس ينخر فى العظام .
وفى لقاء مع قناة الجزيرة ـ برنامج الإتجاه المعاكس ـ شبهها الكاتب والباحث العظيم الأستاذ سيد نصار بأنها محطة ترانزيت للقوات الأجنبية للتغلغل فى المنطقة والعمل ضد الأمة العربية وقال لمحاوره الكويتى نبيل الفضل : ( أنتم لستم شوكه فقط فى ظهورنا .. لكنكم جواسيس داخل الأمة العربية ) وللأسف وبنفس العنجهية التى أفسدت البرنامج الذى لم يكتمل ـ رد المدعو نبيل الفضل قائلاً : ( علشان خاطر الإسلام والعروبة والقومية بتاعت السيد سيد أروح ألغى الكويت ... هذا كلام جنون ) معليًا بذلك قدر الكويت ليس على العروبة والقومية فقط وإنما على الإسلام .
إن الكويت نفسها ليس فيها خير لأهلها .. إن السلطات الكويتية التى أقامت الدنيا ولم تقعدها على 650 أسير كويتى مزعوما تدعى كذبًا أنهم لدى العراق تترك أكثر من 40 ألف كويتى تحت مسمى "بدون" !!
إنها لا تعترف بأصحاب الأرض فكيف لها صيانة شرف أو عرض ؟!!
وخلاصة القول أن الكويت لم تعد عربية لكنها مثلما قال الأستاذ سيد نصار .. ومثلما قال نبيل أبو الفضل بتبجح وصلف : ( إحنا جبنا القوات الأمريكية للكويت وسنبقيها فى الكويت ) .
إن الكويت هى السارق الشريف الذى جلب على الأمة النكبات ... يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( إنما هلك من كان قبلكم انه إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والذى نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )) هذا هو قدوتنا ـ أما نحن فقد دلعنا الكويت كثيرًا وابتسمنا فى وجهه طويلاً ، ومن أجل أسرة حاكمة تم تدمير أمة كاملة .
يقول الأستاذ محمود بكرى فى الأسبوع : ( إن واجب كل مصرى أصيل وعربى شريف أن يبصق بكل ما أوتى من قوة فى وجه كل كويتى حقير يدعو لإستعمار أرض العرب ... ) .
لعن الله البترول الذى عَمَر الغرب ودمر الشرق وجعل الأسافل على رؤوس الأشراف وجل للأراذل قيمة وللسفهاء سعر ومنزلة ..
ولم يعد أمامنا ـ رضينا أم أبينا ـ غير التنكر من الإبن العاق وبتر ساق الشيطان وإسقاط الكويت المحتل من رصيدنا العربى والإسلامى .
... فأرجو أن يعرف كل كويتى حجمه جيدًا وأن يخفض رأسه عارًا لكونه كويتيًا فى هذا العهد .. تلك الامارة المحتلة والمختلة والتى لا نعرف كيف ومتى ستحرر . [/size]
شاركنا فى إهدار كرامته وآدميته .. وحرمناه من إنسانيتنا وعروبتنا وإسلامنا وتعاملنا معه كأعداء لا تربطنا به جغرافيا ولا دماء ولا دين ...
رضخنا لابتزاز الكويت وسفاهة حكامه ...
سِـرنا دون وعى نحو ما كان مستحيل ...
لم نفكر لحظة فيما نفعله .. ولم نحاول أن ندرك خطورة ما نفعل إلى أن وصلت الأمور حد الكارثة ...
اجتهدنا فى خلق مبررات لأفعالنا لنهرب من ضمائرنا ...
احترمنا الشرعية الدولية التى لم تحترمنا يومًا ...
تركنا طريق الله واتبعنا سبل الشيطان ...
فرحت مصـر بحفنة من الدولارات القذرة وارتكبت مع دول الخليج جريمة اهتزت لها الأرض .. ولن تغفرها السماء ...
تقاعست مصـر عن دورها ولم تقود تكتل عربى يهدف لردع الكويت وإلزامه حدوده وحل المشكلة عربيًا وإسلاميًا ...
جـَبـَـنا عن قول الحق ولو لمرة واحدة أمام هلافيت البترول ...
سايرنا الظلمة وأيدنا الطغاة وبحثنا فى كل مشكلة عن نصيبنا فى الغنيمة التى هى من لحمنا ودمنا ووقفنا كالضباع بعيدًا خلف الأسود الجائعة ننتظر بواقى الفريسة ونلعق عظام الضحية ونأكل فتات الحرام ...
ظلمنا العراق كثيرًا ... سواء كان عن عمد أو غباء ، وشاركنا الكويت فى تدمير العراق ثلاث مرات .. مرة عند تحريرها ويا ليتها ما حررت فقد حررت ليأخذها الأعداء .. لم نصبر على إحتلال العراق للكويت ساعة رغم أنها أرضه جغرافيًا وتاريخيًا وقانونيًا ، وتركنا الكويت تحتلها أمريكا دون أن ننطق بكلمة !!
ثم شاركنا الكويت فى تدمير العراق للمرة الثانية من خلال محاصرته لمدة فاقت إثنى عشر عامًا رفضت الكويت خلالهما كل الحلول والمبادرات العربية والإسلامية ، وبذل عمرو موسى ـ أمين عام الجامعة العربية ـ أقصى ما يمكن بذله من جهد دون فائدة وكلما اقترب من الحل ازداد عداء الكويتيون له وعاملوه بسوء أدب ووضاعة أخلاق .
ثم شاركنا الكويت للمرة الثالثة وقدمنا لأمريكا كل ما لدينا من إمكانيات وقدرات للنيل من قدرات العراق أرضًا وشعبًا وتاريخـًا وحضارة .
ظلمنا العراق كثيرًا من أجل عيون الكويت .. ونافقنا الكويت كثيرًا من أجل عيون أمريكا .. وطاوعنا أمريكا كثيرًا من أجل عيون الشيطان .... وما كان شئ من هذا يحدث لو كانت مصـر حاضرة وغير مغيبة .. لو كانت مصـر حرة مستقلة وغير مستعبدة .. لو كانت مصـر غير "مصر مبارك" التى فعلت الأفاعيل فينا وفى عروبتنا وإسلامنا .
لم يكن مبارك صدفة فى حياتنا .. مثلما لم يكن السادات صدفة فى تاريخنا ... إنهم الإعداد الجيد لعهد جديد من الاحتلال المطور والمنظم من قبل الغرب .
لقد اُحتل عالمنا العربى على مراحل وخطوات .. اُحتل أولاً عن طريق احتلال الغرب للحكام ، وعن طريقهم تم احتلال الأرض والثروات .
إن مخطط إحتلال العراق لم يكن وليد الصدفة أو الأحداث .. وما كان ليحدث أبدًا لولا تلك النوعية من الحكام .
فى تلك المسائل لا شئ يحدث صدفة .. الإعلام هو الذى يضللنا ويجعلنا نرى الأمور على غير حقيقتها .
تركنا العراق يبنى كل يوم ما كانت تهدمه أمريكا كل صباح .. ثم ذبحناه ...
تركناه فى أشغال شاقه .. ثم أعدمناه ...
وكيف لا نخاف أن يحاسبنا الله على ما حدث فى العراق وقد كان عُمر يخاف أن يحاسبه الله على البغلة التى قد تتعثر فى الطريق ويخشى أن يسأله الله : لماذا لم تصلح لها الطريق يا عمر ؟؟ .. لماذا لم يسعى حاكم واحد لحل المشكلة عربيًا وإسلاميًا .. لماذا لم تفعل ذلك يا مبارك .. حتى وإن فشلت قفلت الباب على بلدك ولم تساعد بقناة السويس وفتح المجال الجوى وتقديم العون والمساندة حتى لا يكون جرحنا بهذا القدر ؟!!
أمراء الكويت لن يجدوا من يحاسبهم لأنهم حديثوا عهد بحياة التمدن والقيادة والحكمة .. ليس لهم عمق تاريخى ولا عمق تعليمى أو جهادى ... أما أنت فإنك قائد أكبر دولة عربية علمت العالم كل شئ .
لقد ظهروا على سطح البترول فجأة ، ولولا البترول ما ظهروا أبدًا .. إنهم ليسوا بعيد عهد عن حياة البدو ولولا المال ما قدروا وما فجروا ومخطئ من يتصور أن جرائم الكويت سوف تقف عند هذا الحد ... ما زال فى الجعبة الكثير طالما صارت الكويت أميرة الركب العربى وهى الأعمى والأعرج والأبكم والأصم والأبله والمعتوه .
ما زال فى جعبة الكويت الكثير والكثير من الجرائم ضد الإسلام والمسلمين ، وليس هذا قولى .. إنه قولهم بأفواههم وألسنتهم .... نشرت صحيفة الوطن الكويتية وبقلم فؤاد الهاشم فى 12/4/2003 أى بعد دخول القوات الأمريكية بغداد بثلاثة أيام .. كتب : ( نرجو الرئيس بوش وتونى بلير ألا يوقفوا دباباتهما ولا أزيز طائراتهما لأن المهمة لم تنتهى بعد فما زالت عواصم عربية أخرى تنتظرهم شعوبها لتلحق أصنام حكامهم بأصنام العراق ) .
ولم ينسى الكاتب أن يدعو لبوش وبلير قائلاً : ( عافاكم الله وأيدكم بجند من عنده ) ... إلى هذا الحد يا كتكوت الأمير تتمنى زوال الإسلام والمسلمين !!
ثم ماذا يا كويت .. يا من فتح الرئيس مبارك لكم الديار واستقبلكم دون أن يطردكم شر طردة جزاء ما كان منكم فى حق إبن مصـر البار عمرو موسى ، وكم كنت أتمنى لو وصفت المسئول الكويتى بالكلب ليكون ذلك ردًا متواضعًا على وصفهم العرب بالكلاب حيث كتبت نفس الجريدة فى 21/4/2003 معلقة على تجمع عربى فى إحدى العواصم العربية من الكتاب والمفكرين والفنانين حين قالوا : "كنا نتمنى إنتصار صدام حسين على أمريكا" فقال المدعو فؤاد الهاشم فى جريدة الوطن : ( لو استجابت السماء لدعاء الكلاب لأمطرت لهم عظامًا ) .
ما هذا الأدب الرخيص يا من لا تستطيعون حماية أعراضكم ولا أولادكم وتستأجرون غيركم لفعل ذلك ؟!!
لقد بلغ بكم الغرور حدًا لا يمكن تحمله ، وحين يكتب منكم من يقول : ( لسنا فى حاجة إلى العرب ، العرب هم الذين فى حاجة إلينا ولولا المساعدات الكويتية والقروض والهبات لما استطاعت الأنظمة العربية دفع رواتب جيوشها ولا أطقم حراسها الشخصيين ، فالكويت هى صاحبة الفضل عليهم ونحن الذين نعطى وهم الذين يمدون اليد )ِ ... حقـًا لقد أعطى من لا يملك إلى من لا يستحق .. أعطت الكويت سارقة أقوات الشعب إلى كل كاتب مأجور يدافع عنها أو رئيس تحرير مخمور يدارى سؤاتها .. من أجل رفع قيمتكم وإعلاء شأنكم بالكذب ... هذا ما تنفقوه وهذا ما يصلنا منكم مع المن والأذى ..
يقول الأستاذ حافظ الشيخ صالح ـ نقلاً عن جريدة أخبار الخليج البحرينية : ( يخطئ الكويتيون إذا هم اعتقدوا أن الحرب على العراق هى مناسبة عرس وأفراح عند الأمة العربية ، لا اليوم ولا فى الغد ولا فيما بعد غد .. وهم يخطئون أيضًا إذا ظنوا بأن الرئيس عمرو موسى يمكن تحويله إلى مراسل متنقل ... إنهم يتعاملون مع الأشياء العربية وكأنهم من كوكب آخر شاهق فى السماء بعيد تمام البعد عن الأرض العربية وبالطبع عن ضمير الجمهور العربى ) .
ويقول الأستاذ عبد البارى عطوان مستنكرًا موقف الكويت من عمرو موسى : ( الشيخ صباح الأحمد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية المخضرم قال : إن الأمين العام للجامعة العربية مجرد موظف لا أكثر ولا أقل وسيتعرض للمحاسبة بعد إنتهاء الحرب ) ثم أكمل ...
( الشئ الذى لم تفعله الكويت حتى هذه اللحظة هو إرسال رتل من الدبابات الأمريكية من طراز ابرامز لإحتلال جامعة الدول العربية ورفع العلم الأمريكى فوقها وإعتقال السيد عمرو موسى ونصب مشنقة له فى ميدان التحرير المقابل حتى يكون عبرة لكل من يتجرأ على المس بالذات الكويتية المقدسة ) .
مهما بلغت الكويت وبلغت ثرواتها لن تستطيع تغيير سطر واحد من التاريخ ، والتاريخ بالنسبة لهم هو تاريخ مؤامرات وخيانة حتى من قبل أن يولد صدام حسين ، ومشاكل الكويت قديمة قدم الشيخ مبارك الصباح ـ جد الحكام الحاليين للكويت ـ الذى قتل شقيقه محمد والجراح من أجل توقيع معاهدة مع بريطانيا عام 1899 تهدف إلى استقطاع الكويت من العراق وتحويل أرضه إلى قاعدة بريطانية ضد العراق ، ونفذت بريطانيا ذلك وانتزعت الكويت من أرض العراق بغرض حرمان العراق من الاطلال على الخليج العربى ، والأمم المتحدة لم تعترف بالكويت إلا عام 1961
وفى نفس العام هدد عبد الكريم قاسم بغزو الكويت وإعادتها بالقوة للعراق ، وقامت مشكلة كبيرة ربما كانت أكبر من التى كانت عام 1990 حين اجتاحت القوات العراقية الكويت .. لكن الفرق كان يكمن فى وجود جامعة عربية ذات كلمة مسموعة وقيادة مصرية رأسها مرفوعة ـ حيث قام عبد الناصر بقرار من الجامعة العربية ـ وليس من مجلس الأمن ـ بإرسال قوات من الجيش المصرى لحماية الكويت ، ووقفت القوات المسلحة المصرية على الحدود ما بين البلدين دون أن تنحاز إلى طرف على حساب طرف ودون أن تطلق رصاصة واحدة إلى أن انتهت الأزمة على خير .
وعندما خرجت مصـر من الصراع العربى الإسرائيلى بتوقيع السلام مع إسرائيل دبت الفرقة بين البلدان العربية وضعف دور الجامعة العربية ، وتم نقل مقرها من القاهرة إلى تونس .. عندها نشطت الجرثومة الكويتية من جديد وبدأت تكيد للعراق وتسرق بتروله ـ دون الحاجة إلى ذلك ـ وباعت منه أثناء حرب العراق مع إيران ما يعادل 2.5 مليار دولار ، وإعترفت الكويت بالسرقة ولم يكن الإعتراف عبطـًا وانما كان استثارة لحفيظة العراق واستدراجه للكمين الأمريكى .. لكن العراق صبر .. وطال صبره إلى أن تمادت الكويت فى كيدها وقامت بإغراق السوق العالمى بالبترول من أجل خفض سعره إلى أدنى مستوى بغرض تدمير الاقتصاد العراقى ، ثم بدأت تجند العملاء وتحيك المؤامرات بواعز من الشيطان الأمريكى إلى أن فقدت القيادة العراقية أعصابها من هذا الكائن الغير منظور والغارق فى النساء والخمور والتارك لعظائم الأمور ... فى هذا الوقت كانت الساحة العربية خالية تمامًا من القاده العظام وكانت الجامعة العربية قد بلغت أقصى مراحل الترهل والضعف ، حتى وصل ضعفها إلى أمينها العام الدكتور عصمت عبد المجيد الذى عاش حياته فى الجامعة العربيه يساير الكويت ويميل إليها على حساب العراق .
فى ظل هذه الظروف سعى صدام حسين كثيرًا لإيجاد حل لمشكلة التآمر الكويتى المتواصل فلم يجد بين القادة العرب غير ما كانوا على شاكلة عصمت عبد المجيد فكان الغزو العراقى فى 2/8/1990 وبذلك حققت الكويت ما أرادته من العراق بعدما أوصدت فى وجهه كل السبل ولم تترك له إلا خيار الغزو العسكرى ... ومخطئ من يتصور أن دور الكويت سوف ينتهى عند هذا الحد .. لقد أصبحت أرض مؤامرات ودسيسة شيطان وسوس ينخر فى العظام .
وفى لقاء مع قناة الجزيرة ـ برنامج الإتجاه المعاكس ـ شبهها الكاتب والباحث العظيم الأستاذ سيد نصار بأنها محطة ترانزيت للقوات الأجنبية للتغلغل فى المنطقة والعمل ضد الأمة العربية وقال لمحاوره الكويتى نبيل الفضل : ( أنتم لستم شوكه فقط فى ظهورنا .. لكنكم جواسيس داخل الأمة العربية ) وللأسف وبنفس العنجهية التى أفسدت البرنامج الذى لم يكتمل ـ رد المدعو نبيل الفضل قائلاً : ( علشان خاطر الإسلام والعروبة والقومية بتاعت السيد سيد أروح ألغى الكويت ... هذا كلام جنون ) معليًا بذلك قدر الكويت ليس على العروبة والقومية فقط وإنما على الإسلام .
إن الكويت نفسها ليس فيها خير لأهلها .. إن السلطات الكويتية التى أقامت الدنيا ولم تقعدها على 650 أسير كويتى مزعوما تدعى كذبًا أنهم لدى العراق تترك أكثر من 40 ألف كويتى تحت مسمى "بدون" !!
إنها لا تعترف بأصحاب الأرض فكيف لها صيانة شرف أو عرض ؟!!
وخلاصة القول أن الكويت لم تعد عربية لكنها مثلما قال الأستاذ سيد نصار .. ومثلما قال نبيل أبو الفضل بتبجح وصلف : ( إحنا جبنا القوات الأمريكية للكويت وسنبقيها فى الكويت ) .
إن الكويت هى السارق الشريف الذى جلب على الأمة النكبات ... يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( إنما هلك من كان قبلكم انه إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والذى نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )) هذا هو قدوتنا ـ أما نحن فقد دلعنا الكويت كثيرًا وابتسمنا فى وجهه طويلاً ، ومن أجل أسرة حاكمة تم تدمير أمة كاملة .
يقول الأستاذ محمود بكرى فى الأسبوع : ( إن واجب كل مصرى أصيل وعربى شريف أن يبصق بكل ما أوتى من قوة فى وجه كل كويتى حقير يدعو لإستعمار أرض العرب ... ) .
لعن الله البترول الذى عَمَر الغرب ودمر الشرق وجعل الأسافل على رؤوس الأشراف وجل للأراذل قيمة وللسفهاء سعر ومنزلة ..
ولم يعد أمامنا ـ رضينا أم أبينا ـ غير التنكر من الإبن العاق وبتر ساق الشيطان وإسقاط الكويت المحتل من رصيدنا العربى والإسلامى .
... فأرجو أن يعرف كل كويتى حجمه جيدًا وأن يخفض رأسه عارًا لكونه كويتيًا فى هذا العهد .. تلك الامارة المحتلة والمختلة والتى لا نعرف كيف ومتى ستحرر . [/size]