ابراهيم بن علي العثماني
05-09-2003, 03:41 PM
سلامة الطفل
ســالم في الرياض
كان ياما كان . كان يا أصدقاءنا الصغار .. في هذا العصر ولآوان ، فتى أسمه سالم ، يدرس في الصف السادس الابتدائي . كان سالم من الطلاب البارزين في المدرسة فبالاضافة الى تفوقه فهو يمتاز بنشاطه واهتمامه بكل منحوله وقوة ملاحظته لكل مايمكن أن يسبب الأخطار . وقد وعده والده بأن يسمح له بالسفر إلى عمه في مدينة الرياض لقضاء الإجازة الصيفية هناك . وبالفعل ... وبعد انتهاء الامتحانات سافر سالم إلى الرياض وقد كان سعيداً بهذه الرحلة فهو لم يرى مدينة الرياض من قبل كان عمه إبراهيم وأبناءه عبد الله وندى وماجد في استقباله في المطار رحب العم إبراهيم به كثيراً وانطلقوا جميعا إلى المنزل وفي الطريق كان سالم سعيداً جداً بما يرى من تطور في العاصمة ، ولفتت إنتباهه الطرقات الواسعة والاسواق وجموع الناس والحركة الكثيفة عند إشارات المرور وبدت له المدينة كأنها حلم.
وبعد أن وصلوا إلى منزل العم إبراهيم جلس الجميع جلسة عائلية في حديقة المنزل الذي يقع في أحد أحياء الرياض الحديثة .
سأل العم إبراهيم ابن أخيه سالم : كيف كانت الرحلة يابني ؟
فرد عليه سالم : كانت ممتعة جدا والحمد لله .
والتفت عبد الله موجهاً حديثه إلى سالم : هل سافرت بالطائرة من قبل ياسالم ؟
سالم : نعم .. فقد سافرت في العام الماضي إلى المدينة المنورة .
وكانت ندى منتبهه للحوار الذي يدور بينهما وسألت سالم : مارأيك في مدينة الرياض؟
وابتسم سالم وقال : يبدو لي أنها مدينة كبيرة وسأسعد كثيراً عندما أشاهد معالمها .
ونهض عبد الله على عجل مادًا يده إلى سالم : هيا ياسالم لأريك أين ستنام .
سالم : هيا بنا .
وانطلق الاثنان إلى غرفة عبد الله في الطابق الثاني وقال عبدالله :-
- انظر ياسالم هذه غرفتي وأنا سعيد بمشاركتك لي في هذه الإجازة .
- شكرا لك ياعبد الله .. ولكن تمهل ماهذا ؟
وتفاجأ عبد الله : ماذا هناك ياسالم ؟
سالم : ماكل هذه الأسلاك الكهربائية ؟
عبدالله :- هذه توصيلات كهربائية .. أسلاك للتلفزيون والكبيوتر والراديو .
رد سالم : ياإلهي !! كل هذه الأجهزة على توصيلة كهربائية واحدة ؟؟ إن في هذا خطراً شديداً وأنظر إلى التوصيلة إنها لايمكن أن تتحمل كل هذه الأجهزة .
عبد الله : وما الحل ؟ إنني أستخدم كل هذه الأجهزة .
سالم : ينبغي عليك ياعزيزي ألا تستخدم أكثر من جهازين في التوصيلة الواحدة ، بشرط أن تكون التوصيلة جيدة الصنع .
عبدالله : حسنا ياسالم أعدك بأن نغير هذه التوصيلات والأسلاك غداً والآن هيا بنا لنجهز أنفسنا للغد هذا هو سريرك وهذا دولاب ملابسك .
وفي الصباح دخلت والدة عبد الله الغرفة : عبد الله .. سالم .. هيا استيقظا .. صباح الخير يا أولاد هيا فالفطور جاهز .. وأنتم على موعد للتنـزه في مدينة الرياض .
وبعد الفطور خرجت الأسرة بالسيارة وتجولوا في المدينة ثم عادوا إلى المنزل ظهراً .
سألت ندى الجميع : هل أنتم جائعون ؟
وردوا بصوت واحد ( نعم ) وضحك الجميع .
- الزيت على النار -
قالت الأم : سأقوم بطهي طعام الغداء وسيعجبكم . ودخلت الأم المطبخ وبدأت في إعداد ماتحتاجه لوجبة الغداء وتذكرت أن أبناءها يفضلون الدجاج المقلي . أثناء القلي انسكب بعض الزيت على النار .. وفجأة اشتعل الزيت فصرخت الأم : ياإلهي .. حريق .. ساعدوني .
وسمع عبد الله وسالم الصراخ فانطلقا إلى المطبخ ، وعندما شاهدا النار أسرع عبد الله وأحضر قدراً وملأه بالماء ليطفئ النار ، عندها صرخ سالم : انتبه ياعبد الله .. لا تفعل ، أما تعلم أن اشتعال الزيت يزداد عند سكب الماء عليه ؟ ابعد الماء عن الزيت .
عبد الله : وما الحل إذاً ؟ .
سالم : ماعليك إلا أن تغطي الزيت المشتعل فتنطفئ النار تلقائيا لأنك منعت عنها الأكسجين .
قال سالم ذلك وهو يأخذ من يد عبد الله غطاء القدر ويغطي الزيت المحترق .
عبد الله : هل تصدق ياسالم إنني لم أكن أعرف كيف سأتصرف لو لم تكن موجوداً ، ثم تنهد عبد الله وهو يربت على يد أمه محاولاً تهدئة مخاوفها بعد أن تلاشى أي أثر للخطر .
- المسبح الخطير والألعاب النارية -
وبعد الغداء اتجه الجميع إلى غرفهم لأخذ قسط من الراحة استعداداً للرحلة التي سيقومون بها ذلك المساء . وفي تمام الساعة السابعة انطلق الجميع إلى إحدى الأستراحات الجميلة في مدينة الرياض . وهناك بدأ الأطفال يلعبون في كل اتجاه بسعادة غامرة .
وعندما حان وقت العشاء اجتمعت الأسرة وأخذ الجميع يتجاذبون أطراف الحديث :
سأل العم إبراهيم الجميع : هل استمتعتم بوقتكم يا أولاد ؟
ورد عبد الله : نعم يا أبي .. كثيراً .
ندى : إنها إستراحة جميلة جداً يا أبي .
العم إبراهيم : وأنت ياسالم . مارأيك ؟
سالم : إنها استراحة جميلة وكبيرة ولكني لاحظت شيئا خطيراً .
استغرب العم إبراهيم : ماهو ياسالم ؟؟
سالم : إنه المسبح .
عبد الله : المسبح خطير ؟؟ لماذا ؟؟ أنا أحب السباحة .
سالم : كلنا نحب السباحة .. أنا لا أقصد السباحة قصدي هو المسبح نفسه .. لا تتوافر فيه وسائل السلامة .
عبد الله : وسائل السلامة ؟
سالم : نعم وسائل السلامة أما تراه بدون سياج فالأطفال يلهون ويلعبون ؛ وقد يقعون فيه ويغرقون واقترح ياعم إبراهيم أن تبلغ صاحب الإستراحة بهذه الملاحظات لتفادي حدوث أي حالات غرق .
العم إبراهيم : اتفقنا ياسالم .. وشكراً لاهتمامك سأحاول أن أخبره وأتمنى أن يحمي الله الجميع من كل مكروه . وبعد العشاء اتجه عبد الله إلى السيارة وأحضر منها كيساً ثم قال : انظروا لقد أحضرت الألعاب النارية .. هيا نشعلها أين عود الثقاب ؟؟
سالم : انتظر ياعبد الله .. إن هذه الألعاب النارية خطيرة جداً.. فقد تنفجر في وجهك لاقدر الله أو تتسبب في إصابة من حولك .. بل إنها قد تكون سبباً في حدوث حريق أرجوك ياعبد الله أبعدها .
عبد الله : وما الداعي لكل هذا الخوف هي مجرد ألعاب ؟
ورد سالم : هي ألعاب ولكنها خطرة وأرى أن تبحث عن ألعاب أخرى أكثر متعة وفائدة أو على الأقل دع الكبار يشعلونها لك .
- السخان الكهربائي -
وبدأ الأطفال يلعبون ويمرحون في كل مكان حتى حان وقت العودة إلى المنزل . وفي الصباح دخل العم إبراهيم غرفة ابنه عبد الله : هيا ياعبد الله استيقظ ، هيا ياسالم .. اليوم يوم الجمعة ، هيا اغتسلا واستعدا للذهاب إلى المسجد . فاستحم عبد الله ثم سالم .. وبعد أن خرج سالم من الحمام سأل عبد الله : كنت أفكر ياعبد الله في أخطار السخان الكهربائي .. كم مرة تنظفونه في العام ؟؟
عبد الله : لم يسبق لنا أن قمنا بتنظيفه .
سالم : أيعقل هذا ؟؟ إن ذلك خطير جداً .
عبد الله : إنك تبالغ ياصديقي .. فهذا السخان له خمس سنوات ولم ننظفه أبداً ولم يحدث أي شيئ .
سالم : إن ذلك لاينفي وقوع الخطر في أي لحظة لاسمح الله . ثم قل لي : لماذا تضعون قوارير ماء الشرب في الحمام ؟؟
عبد الله : إنها ليست ماء للشرب .. بل هي مواد كيماوية وضعتها أمي في تلك القوارير لتستخدمها عند الحاجة .
رد سالم مستغرباً : يا إلهي .. لا أصدق . أما تخشون أن يشربها إخوتكم الصغار ؟ عليكم وضعها في علب خاصة . ورفعها بعيداً عن متناول أيدي الصغار .
عبد الله : اتفقنا ياسالم سأخبر أمي بذلك وشكراً لاهتمامك . والآن هيا إلى المسجد حان وقت صلاة الجمعة .
- الأدوات المخيفة -
وفي جو أسري مفعم بالحب والمودة .. جلست الأسرة لتناول طعام الغداء ومن ثم الفاكهة .. قام كل فرد في العائلة بتقطيع مايشتهي من فاكهة .. حتى ندى تلك الطفلة الصغيرة بدأت تقطع البرتقالة وسط ذهول سالم الذي بادرها قائلا انتبهي ياندى فالسكين حادة وقد تجرح يدك .
لا تخف ياسالم ، سأقطع بتأني .
سالم : إن الأدوات الحادة خطيرة بالنسبة للكبار .. فكيف بالصغار ؟ إنها تسبب جروحاً خطرة . دعيني أنا وعبد الله نقطع لك البرتقالة .
ندى : حسنا ياسالم ، خذّ ، وشكراً لك .
وبعد برهة أحس سالم بالعطش فتوجه إلى المطبخ ليشرب .. وإذا به يفاجأ بابن عمه الصغير يلعب بأعواد الثقاب محاولاً إشعالها .. فصرخ سالم : انتبه .. انتبه ياماجد .. إن أعواد الثقاب خطيرة جداً .. قد تتسبب في حدوث حريق في المنزل .
ماجد : أنا أخاف من النار ولا أريد أن أسبب أي حريق . أنا ألعب فقط .
سالم : لا ياماجد . هذه ليست لعبة . لديك ألعاب كثيرة في غرفتك يمكنك أن تلعب بها . اتفقنا ياماجد ؟
ماجد : اتفقنا ياسالم وشكراً لأهتمامك وتناول سالم أعواد الثقاب ورفعها بعيداً عن متناول يد ماجد .
وفي اليوم التالي ذهب العم إبراهيم إلى السوق لشراء بعض الحاجيات . وعند عودته بدأت أم عبد الله بترتيب تلك الحاجيات في المطبخ . وأثناء انشغالها التقط ماجد كيساً بلاستيكياً من الأرض وأدخل رأسه فيه ..ولحسن الحظ دخل سالم المطبخ في تلك اللحظة .. فصرح قائلاً : يا إلهي .. ماذا تفعل يا ماجد ؟؟ إن في ذلك خطراً شديداً عليك فقد تختنق .
أم عبد الله : الحمد لله ياسالم . لقد دخلت في الوقت المناسب .
سالم : هيا نرفع الأكياس بعيداً .
أم عبد الله :اتفقنا ياسالم وشكراً لاهتمامك .
ومرت الأيام بسرعة .. وانتهت الإجازة الصيفية .. وبدأ سالم يحزم أمتعته استعداداً للعودة إلى أهله . وفي الموعد المحدد للرحلة حمل سالم حقيبته وودع أبناء عمه وشكرهم على حسن استضافتهم له . كان العم إبراهيم ينتظر سالماً عند السيارة ثم ناداه قائلاً : هيا ياسالم .. سنتأخر يابني .
فخرج سالم من المنزل ..وعند السيارة أخذ يلوح بيده مودعاً عبد الله وماجد .. وفجأة أطلت ندى من شرفة غرفتها في الطابق الثاني وهي تقول بصوت مرتفع: مع السلامة ياسالم .. سعدنا بإقامتك بيننا . فصاح سالم :
انتبهي ياندى ؛ عودي إلى الوراء .. احذري السقوط .
وعندما ركب سالم السيارة قال لعمه إبراهيم : لايوجد في سيارتك طفاية حريق ؟ .
قال العم ابراهيم : نعم ياولدي ولكني لاأجيد إستخدامها . قال سالم : أنا أعرف ذلك وقد تدربت على إستخدمها في المدرسة . دعني أعلمك ياعمي طريقة إستخدامها عبر الخطوات التاليه:
* نزع مسمار الآمان .
* ثم التوجه الى مكان الحريق .
* خذ المسافة اللازمه حسب حجم الحريق .
* إضغط على مكبس الطفاية .
* وجه الخرطوم الى قاعدة اللهب .
* قف باتجاه التيار الهوائي .
العم إبراهيم : اتفقنا يا سالم وشكراً لاهتمامك وفي المطار ودع سالم عمه إبراهيم وركب الطائرة عائداً إلى أهله .
- السلامة في الحذر -
والآن ياأصدقاءنا الصغار ، لابد أنكم قد أستوعبتم كل تلك الأخطار التي نبه اليها سالم عائلة عمه من تمديدات الأسلاك الكهربائية وخطورة المسابح وضرورة إبعاد الزيت عن النار عند حدوث حريق وأخطار السخان الكهربائي واللعب بأعواد الثقاب وغيرها من الأشياء الخطرة في داخل المنزل أو خارجه .. . وإذا أردتم أن تكونو أبطالاً يساعدون الناس من أجل إنقاذ حياتهم فعليكم أيها الصغار معرفة أساليب السلامة وطرقها ، وهي ليست صعبة كما لاحظتم في ثنايا هذه القصة .
ســالم في الرياض
كان ياما كان . كان يا أصدقاءنا الصغار .. في هذا العصر ولآوان ، فتى أسمه سالم ، يدرس في الصف السادس الابتدائي . كان سالم من الطلاب البارزين في المدرسة فبالاضافة الى تفوقه فهو يمتاز بنشاطه واهتمامه بكل منحوله وقوة ملاحظته لكل مايمكن أن يسبب الأخطار . وقد وعده والده بأن يسمح له بالسفر إلى عمه في مدينة الرياض لقضاء الإجازة الصيفية هناك . وبالفعل ... وبعد انتهاء الامتحانات سافر سالم إلى الرياض وقد كان سعيداً بهذه الرحلة فهو لم يرى مدينة الرياض من قبل كان عمه إبراهيم وأبناءه عبد الله وندى وماجد في استقباله في المطار رحب العم إبراهيم به كثيراً وانطلقوا جميعا إلى المنزل وفي الطريق كان سالم سعيداً جداً بما يرى من تطور في العاصمة ، ولفتت إنتباهه الطرقات الواسعة والاسواق وجموع الناس والحركة الكثيفة عند إشارات المرور وبدت له المدينة كأنها حلم.
وبعد أن وصلوا إلى منزل العم إبراهيم جلس الجميع جلسة عائلية في حديقة المنزل الذي يقع في أحد أحياء الرياض الحديثة .
سأل العم إبراهيم ابن أخيه سالم : كيف كانت الرحلة يابني ؟
فرد عليه سالم : كانت ممتعة جدا والحمد لله .
والتفت عبد الله موجهاً حديثه إلى سالم : هل سافرت بالطائرة من قبل ياسالم ؟
سالم : نعم .. فقد سافرت في العام الماضي إلى المدينة المنورة .
وكانت ندى منتبهه للحوار الذي يدور بينهما وسألت سالم : مارأيك في مدينة الرياض؟
وابتسم سالم وقال : يبدو لي أنها مدينة كبيرة وسأسعد كثيراً عندما أشاهد معالمها .
ونهض عبد الله على عجل مادًا يده إلى سالم : هيا ياسالم لأريك أين ستنام .
سالم : هيا بنا .
وانطلق الاثنان إلى غرفة عبد الله في الطابق الثاني وقال عبدالله :-
- انظر ياسالم هذه غرفتي وأنا سعيد بمشاركتك لي في هذه الإجازة .
- شكرا لك ياعبد الله .. ولكن تمهل ماهذا ؟
وتفاجأ عبد الله : ماذا هناك ياسالم ؟
سالم : ماكل هذه الأسلاك الكهربائية ؟
عبدالله :- هذه توصيلات كهربائية .. أسلاك للتلفزيون والكبيوتر والراديو .
رد سالم : ياإلهي !! كل هذه الأجهزة على توصيلة كهربائية واحدة ؟؟ إن في هذا خطراً شديداً وأنظر إلى التوصيلة إنها لايمكن أن تتحمل كل هذه الأجهزة .
عبد الله : وما الحل ؟ إنني أستخدم كل هذه الأجهزة .
سالم : ينبغي عليك ياعزيزي ألا تستخدم أكثر من جهازين في التوصيلة الواحدة ، بشرط أن تكون التوصيلة جيدة الصنع .
عبدالله : حسنا ياسالم أعدك بأن نغير هذه التوصيلات والأسلاك غداً والآن هيا بنا لنجهز أنفسنا للغد هذا هو سريرك وهذا دولاب ملابسك .
وفي الصباح دخلت والدة عبد الله الغرفة : عبد الله .. سالم .. هيا استيقظا .. صباح الخير يا أولاد هيا فالفطور جاهز .. وأنتم على موعد للتنـزه في مدينة الرياض .
وبعد الفطور خرجت الأسرة بالسيارة وتجولوا في المدينة ثم عادوا إلى المنزل ظهراً .
سألت ندى الجميع : هل أنتم جائعون ؟
وردوا بصوت واحد ( نعم ) وضحك الجميع .
- الزيت على النار -
قالت الأم : سأقوم بطهي طعام الغداء وسيعجبكم . ودخلت الأم المطبخ وبدأت في إعداد ماتحتاجه لوجبة الغداء وتذكرت أن أبناءها يفضلون الدجاج المقلي . أثناء القلي انسكب بعض الزيت على النار .. وفجأة اشتعل الزيت فصرخت الأم : ياإلهي .. حريق .. ساعدوني .
وسمع عبد الله وسالم الصراخ فانطلقا إلى المطبخ ، وعندما شاهدا النار أسرع عبد الله وأحضر قدراً وملأه بالماء ليطفئ النار ، عندها صرخ سالم : انتبه ياعبد الله .. لا تفعل ، أما تعلم أن اشتعال الزيت يزداد عند سكب الماء عليه ؟ ابعد الماء عن الزيت .
عبد الله : وما الحل إذاً ؟ .
سالم : ماعليك إلا أن تغطي الزيت المشتعل فتنطفئ النار تلقائيا لأنك منعت عنها الأكسجين .
قال سالم ذلك وهو يأخذ من يد عبد الله غطاء القدر ويغطي الزيت المحترق .
عبد الله : هل تصدق ياسالم إنني لم أكن أعرف كيف سأتصرف لو لم تكن موجوداً ، ثم تنهد عبد الله وهو يربت على يد أمه محاولاً تهدئة مخاوفها بعد أن تلاشى أي أثر للخطر .
- المسبح الخطير والألعاب النارية -
وبعد الغداء اتجه الجميع إلى غرفهم لأخذ قسط من الراحة استعداداً للرحلة التي سيقومون بها ذلك المساء . وفي تمام الساعة السابعة انطلق الجميع إلى إحدى الأستراحات الجميلة في مدينة الرياض . وهناك بدأ الأطفال يلعبون في كل اتجاه بسعادة غامرة .
وعندما حان وقت العشاء اجتمعت الأسرة وأخذ الجميع يتجاذبون أطراف الحديث :
سأل العم إبراهيم الجميع : هل استمتعتم بوقتكم يا أولاد ؟
ورد عبد الله : نعم يا أبي .. كثيراً .
ندى : إنها إستراحة جميلة جداً يا أبي .
العم إبراهيم : وأنت ياسالم . مارأيك ؟
سالم : إنها استراحة جميلة وكبيرة ولكني لاحظت شيئا خطيراً .
استغرب العم إبراهيم : ماهو ياسالم ؟؟
سالم : إنه المسبح .
عبد الله : المسبح خطير ؟؟ لماذا ؟؟ أنا أحب السباحة .
سالم : كلنا نحب السباحة .. أنا لا أقصد السباحة قصدي هو المسبح نفسه .. لا تتوافر فيه وسائل السلامة .
عبد الله : وسائل السلامة ؟
سالم : نعم وسائل السلامة أما تراه بدون سياج فالأطفال يلهون ويلعبون ؛ وقد يقعون فيه ويغرقون واقترح ياعم إبراهيم أن تبلغ صاحب الإستراحة بهذه الملاحظات لتفادي حدوث أي حالات غرق .
العم إبراهيم : اتفقنا ياسالم .. وشكراً لاهتمامك سأحاول أن أخبره وأتمنى أن يحمي الله الجميع من كل مكروه . وبعد العشاء اتجه عبد الله إلى السيارة وأحضر منها كيساً ثم قال : انظروا لقد أحضرت الألعاب النارية .. هيا نشعلها أين عود الثقاب ؟؟
سالم : انتظر ياعبد الله .. إن هذه الألعاب النارية خطيرة جداً.. فقد تنفجر في وجهك لاقدر الله أو تتسبب في إصابة من حولك .. بل إنها قد تكون سبباً في حدوث حريق أرجوك ياعبد الله أبعدها .
عبد الله : وما الداعي لكل هذا الخوف هي مجرد ألعاب ؟
ورد سالم : هي ألعاب ولكنها خطرة وأرى أن تبحث عن ألعاب أخرى أكثر متعة وفائدة أو على الأقل دع الكبار يشعلونها لك .
- السخان الكهربائي -
وبدأ الأطفال يلعبون ويمرحون في كل مكان حتى حان وقت العودة إلى المنزل . وفي الصباح دخل العم إبراهيم غرفة ابنه عبد الله : هيا ياعبد الله استيقظ ، هيا ياسالم .. اليوم يوم الجمعة ، هيا اغتسلا واستعدا للذهاب إلى المسجد . فاستحم عبد الله ثم سالم .. وبعد أن خرج سالم من الحمام سأل عبد الله : كنت أفكر ياعبد الله في أخطار السخان الكهربائي .. كم مرة تنظفونه في العام ؟؟
عبد الله : لم يسبق لنا أن قمنا بتنظيفه .
سالم : أيعقل هذا ؟؟ إن ذلك خطير جداً .
عبد الله : إنك تبالغ ياصديقي .. فهذا السخان له خمس سنوات ولم ننظفه أبداً ولم يحدث أي شيئ .
سالم : إن ذلك لاينفي وقوع الخطر في أي لحظة لاسمح الله . ثم قل لي : لماذا تضعون قوارير ماء الشرب في الحمام ؟؟
عبد الله : إنها ليست ماء للشرب .. بل هي مواد كيماوية وضعتها أمي في تلك القوارير لتستخدمها عند الحاجة .
رد سالم مستغرباً : يا إلهي .. لا أصدق . أما تخشون أن يشربها إخوتكم الصغار ؟ عليكم وضعها في علب خاصة . ورفعها بعيداً عن متناول أيدي الصغار .
عبد الله : اتفقنا ياسالم سأخبر أمي بذلك وشكراً لاهتمامك . والآن هيا إلى المسجد حان وقت صلاة الجمعة .
- الأدوات المخيفة -
وفي جو أسري مفعم بالحب والمودة .. جلست الأسرة لتناول طعام الغداء ومن ثم الفاكهة .. قام كل فرد في العائلة بتقطيع مايشتهي من فاكهة .. حتى ندى تلك الطفلة الصغيرة بدأت تقطع البرتقالة وسط ذهول سالم الذي بادرها قائلا انتبهي ياندى فالسكين حادة وقد تجرح يدك .
لا تخف ياسالم ، سأقطع بتأني .
سالم : إن الأدوات الحادة خطيرة بالنسبة للكبار .. فكيف بالصغار ؟ إنها تسبب جروحاً خطرة . دعيني أنا وعبد الله نقطع لك البرتقالة .
ندى : حسنا ياسالم ، خذّ ، وشكراً لك .
وبعد برهة أحس سالم بالعطش فتوجه إلى المطبخ ليشرب .. وإذا به يفاجأ بابن عمه الصغير يلعب بأعواد الثقاب محاولاً إشعالها .. فصرخ سالم : انتبه .. انتبه ياماجد .. إن أعواد الثقاب خطيرة جداً .. قد تتسبب في حدوث حريق في المنزل .
ماجد : أنا أخاف من النار ولا أريد أن أسبب أي حريق . أنا ألعب فقط .
سالم : لا ياماجد . هذه ليست لعبة . لديك ألعاب كثيرة في غرفتك يمكنك أن تلعب بها . اتفقنا ياماجد ؟
ماجد : اتفقنا ياسالم وشكراً لأهتمامك وتناول سالم أعواد الثقاب ورفعها بعيداً عن متناول يد ماجد .
وفي اليوم التالي ذهب العم إبراهيم إلى السوق لشراء بعض الحاجيات . وعند عودته بدأت أم عبد الله بترتيب تلك الحاجيات في المطبخ . وأثناء انشغالها التقط ماجد كيساً بلاستيكياً من الأرض وأدخل رأسه فيه ..ولحسن الحظ دخل سالم المطبخ في تلك اللحظة .. فصرح قائلاً : يا إلهي .. ماذا تفعل يا ماجد ؟؟ إن في ذلك خطراً شديداً عليك فقد تختنق .
أم عبد الله : الحمد لله ياسالم . لقد دخلت في الوقت المناسب .
سالم : هيا نرفع الأكياس بعيداً .
أم عبد الله :اتفقنا ياسالم وشكراً لاهتمامك .
ومرت الأيام بسرعة .. وانتهت الإجازة الصيفية .. وبدأ سالم يحزم أمتعته استعداداً للعودة إلى أهله . وفي الموعد المحدد للرحلة حمل سالم حقيبته وودع أبناء عمه وشكرهم على حسن استضافتهم له . كان العم إبراهيم ينتظر سالماً عند السيارة ثم ناداه قائلاً : هيا ياسالم .. سنتأخر يابني .
فخرج سالم من المنزل ..وعند السيارة أخذ يلوح بيده مودعاً عبد الله وماجد .. وفجأة أطلت ندى من شرفة غرفتها في الطابق الثاني وهي تقول بصوت مرتفع: مع السلامة ياسالم .. سعدنا بإقامتك بيننا . فصاح سالم :
انتبهي ياندى ؛ عودي إلى الوراء .. احذري السقوط .
وعندما ركب سالم السيارة قال لعمه إبراهيم : لايوجد في سيارتك طفاية حريق ؟ .
قال العم ابراهيم : نعم ياولدي ولكني لاأجيد إستخدامها . قال سالم : أنا أعرف ذلك وقد تدربت على إستخدمها في المدرسة . دعني أعلمك ياعمي طريقة إستخدامها عبر الخطوات التاليه:
* نزع مسمار الآمان .
* ثم التوجه الى مكان الحريق .
* خذ المسافة اللازمه حسب حجم الحريق .
* إضغط على مكبس الطفاية .
* وجه الخرطوم الى قاعدة اللهب .
* قف باتجاه التيار الهوائي .
العم إبراهيم : اتفقنا يا سالم وشكراً لاهتمامك وفي المطار ودع سالم عمه إبراهيم وركب الطائرة عائداً إلى أهله .
- السلامة في الحذر -
والآن ياأصدقاءنا الصغار ، لابد أنكم قد أستوعبتم كل تلك الأخطار التي نبه اليها سالم عائلة عمه من تمديدات الأسلاك الكهربائية وخطورة المسابح وضرورة إبعاد الزيت عن النار عند حدوث حريق وأخطار السخان الكهربائي واللعب بأعواد الثقاب وغيرها من الأشياء الخطرة في داخل المنزل أو خارجه .. . وإذا أردتم أن تكونو أبطالاً يساعدون الناس من أجل إنقاذ حياتهم فعليكم أيها الصغار معرفة أساليب السلامة وطرقها ، وهي ليست صعبة كما لاحظتم في ثنايا هذه القصة .