الكاتب الكبير موسى عبدالله البلوي( رحمه الله )الملقب براعي الذلول ونفطويه
10-07-2005, 12:08 AM
الحمد لله وحده وبعد ،،،
ــ لا أطعن دوله تحمل إسم الخلافه في محنتها .....
( عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود )
( 1 )
إلى جناب المكرم عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل
(( بعد السلام والسؤال عن خاطركم ، نفيد جنابكم أن جلالة الخليفه الأعظم بلغه إضطراب الفتنه في بلاد نجد ، وأن يدا أجنبيه محركه لها ، فلهذا السبب بعثني إليكم حقنا للدماء ولمنع تدخل الأجنبي في بلاد المسلمين فأنا ( أنذرك ) إذا لم تأتنا وتبين الأسباب التي حملتك على إضرام هذه الفتنه بدون مراجعة أي ولايه ، من ولايات الدوله . وإقتصارك على مراجعة صاحب الكويت وأخذ المدد منه . وأنت تعلم علم اليقين أنه خارج عن الدوله ، ناكث لعهد الخليفه الأعظم ، وخائن له وفي بلاده . وما كان ينبغي منك الإلتئام معه .
وأنا الآن ليس لي وظيفه غير الإصلاح ، وتقرير ما فيه صلاح البلاد وأمان العباد ، طبقا للحديث الشريف (( إذا تقاتلت فئتان من المسلمين فأصلحوا بين أخويكم فأن بغت احداهما على الأخرى ، فقاتلوا التي تبغي حتى تـفئ إلى أمر الله ــ )) **
فها أنا هنا مقيم بأطرافكم إما ان تتقدموا إلي ، وإما أن تستقدموني ، وتعرضوا علي ما عندكم لأنظر فيه مع أمراء عساكري ، وأسير في الحكم طبق إرادة مولانا الخليفه .
وإياكم من المخالفه فتكونوا ممن عصى الله ورسوله ، واعلم أني لم أبرح عن خطة العدل والإنصاف ، فإن كنت محسنا فالدوله تزيدك إحسانا وإن كنت مسيئا ، فتدخل في مراحم الدوله العثمانيه ، وأعطيك مدة عشرة أيام تشاور فيها القريب والبعيد وتختار لنفسك ما يصلح لها . وقد قال تعالى :
(( أطيعوا الله وأطيعوا رسوله ** وأولي الأمر منكم ))
فمتولي أمركم الذي هو تجب له الطاعه بنص الآيه الشريفه هو خليفة الله ورسوله سلطان آل عثمان ، فأنصحك نصيحة مسلم لمسلم أن تسرع إلى الطاعه وأحذرك العصيان ، والله على ما نقول وكيل .
تحريره في عاشر ربيع آخر 1322 ( 1904 ميلادي )
كاتبه .. ميريلاي حسن شكري
إنتهى ـــــــــــــــــــــ
**
يبدو أن الأميرالاي ومستشاريه .. لا يفرقون ما بين الحديث .. والآيه ..
ويخطئون في النص .. كما ورد أعلاه ..
تعليق ..
هذا الخطاب وما فيه من الوعيد .. لم يكن يحمل أكثر من كلمات .. ولا يوجد لدى الأميرالاي المقدره العسكريه لمواجهة .. العملاق ..
والفساد في الدوله التركيه بدأ يأخذ طابعه في إضعاف الدوله .. وخاصه نشاط ( الدونما ) .. والكماليون .. نسبه للخايس ( كمال أتاتورك ) ..
والعملاق الملك عبدالعزيز .. كان يعلم أن الأتراك .. غير قادرين على حماية مناطق نفوذهم .. وكانت النيه أن تتنازل ( الدوله العليه ) عن سواحل المملكه على الخليج .. بما فيها إقليم الأحساء .. لبريطانيا العظمى .. مثلما تنازلت عن دول منطقة ( البلقان ) ..
ولكن العملاق .. كان بارعا في إسترداد الأحساء في الوقت المناسب ... متحديا بريطانيا العظمى .. والتي أصبحت أمام الأمر الواقع .. ولم تستطيع أن تفعل شيئا ...!!
( 2 )
جواب العملاق .. الملك عبدالعزيز ....
جناب الأميرالاي حسن شكري
(( فهمنا خطابكم إلى آخره ، وأما قولك إن أمير المؤمنين بلغه خبر أمر هذه الفتنه في البلاد العربيه ، وما هان عليه إلا إصلاحها . فسبحان الله !
هل تخفى عليه حقيقة الأحوال ؟ إنه هو المضرم لها ، وهي غاية مقاصده !
وما الحامل لمبارك على التحيز إلى دوله أجنبيه إلا سوء أفعال محسن باشا ، والي البصره ، فهو الذي نفـّره ، وأضرم هذه الفتنه ، ولذلك لم تبقى ثقه بوال أو مبعوث تركي ، وأنني مختار لنفسي ما اختاره مبارك آل صباح ، والأحسن رجوعك من هذا المكان .
وأما قولك إن الخليفه الأعظم بعثك لتنظر الخلاف الذي وقع بيني وبين ( .... محذوف .. من قبل كاتب هذه السطور ... ) منذ أربع سنوات في بادئ الأمر ، قبل إستفحاله ، وقبل أن يداخلنا الشك في سوء أفعالكم ، وأما الآن فلا نقبل لكم نصيحه ، ولا نعترف لكم بسياده ، والأحسن أن ترجع من هذا المكان ، إذا لا تود سفك الدماء ،
فإن تعديت مكانك هذا ، مقبلا إلينا ، فلا شك أننا سنعاملك معاملة المعتدين علينا ، وقد قال الله تعالى :
(( من إعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما إعتدى عليكم ))
فإن كنت منصفا فلا يخفاك أن سبب عدم إطاعتي هو عدم ثقتي بكم ،
أنظر إلى ولاية البصره ، كيف فرطت في الكويت ، وإلى والي اليمن كيف سلوكه في اليمن ؟
فإنه أضرم فيها الفتنه ، وانظر إلى الحجاز وأهله التعساء ، وما يلاقونه هم وحجاج بيت الله الحرام من السلب والنهب في نفس البلاد من الحكام ، فأي نصيحه تبديها لي حضرة الأمير ، مع ما أراه من سوء المقاصد ، وخبث نيات العمال .
وأمنية عموم المسلمين ، هي أن يهيأ الله لهم من ضيعتهم ، ويعلي شأنهم .
وأظن أنك لا تجهل جميع الأحوال التي عرضت عليك .
وخلاصة القول أن كل العمال الذي رأينا ، أنهم خائنون منافقون ، فلا طاعة لكم علينا ، بل نراكم كسائر الدول الأجنبيه . ))
إنتهى ــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليق :
نلاحظ أن العملاق في رده على الأميرالاي .. قد أبرأ ذمته .. فقد أعطى المبررات والأسباب وجها لوجه .. دون أن يهادن الأميرالاي والسلطه التي كان يمثلها .. من منطلق إيمانه بالله ومن ثم إستعداده بشعبه للمواجهه مع الأتراك فيما لو أن الأتراك ( أقبلوا على الديره .. محاربين أهلها ... )
ولم يطعن العملاق .. تركيا .. كما فعل غيره من الزعامات العربيه في ذلك الوقت .. في مولاتهم الإنجليز .. ودخولهم في حرب معهم لمناصرتهم .. لأوهام ووعود لم تتحقق ..
بل تحقق فيما بعد .. سايكس ــ بيكو التي دمرت الشعوب العربيه ..
ومع هذا ..
أي مع كل ما واجهه العملاق .. رحمه الله .. من تركيا .. فلم يخرج عن السلطان بصفته ولي أمر المسلمين ..
فنسجل هنا ما قاله :
... من بعد 29 سنه من فتح الرياض .. وبعد خلع آخر سلطان عثماني في 9 ذي الحجه عام 1349 هجريه ( 1931 ) ميلادي .. مشيرا بخطابه إلى الأمير وحيدالدين .. حفيد السلطان عبدالعزيز بقوله :
(( لقد أوذينا في سبيل الدعوه إلى الله .. وقوتلنا قتالا شديدا .. ولكننا صبرنا وصمدنا ..
إن أعظم من حاربنا .. هم أجداد هذا الرجل .. ولم يقاتلونا .. إلا لأننا إمتنعنا أن نقول للسلطان .. أننا عبيد أمير المؤمنين ...
لا .... لا .... لسنا عبيدا إلا لله تعالى ...
ورحمك الله يا أبا تركي .. رحمه واسعه ...!!!
ــ لا أطعن دوله تحمل إسم الخلافه في محنتها .....
( عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود )
( 1 )
إلى جناب المكرم عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل
(( بعد السلام والسؤال عن خاطركم ، نفيد جنابكم أن جلالة الخليفه الأعظم بلغه إضطراب الفتنه في بلاد نجد ، وأن يدا أجنبيه محركه لها ، فلهذا السبب بعثني إليكم حقنا للدماء ولمنع تدخل الأجنبي في بلاد المسلمين فأنا ( أنذرك ) إذا لم تأتنا وتبين الأسباب التي حملتك على إضرام هذه الفتنه بدون مراجعة أي ولايه ، من ولايات الدوله . وإقتصارك على مراجعة صاحب الكويت وأخذ المدد منه . وأنت تعلم علم اليقين أنه خارج عن الدوله ، ناكث لعهد الخليفه الأعظم ، وخائن له وفي بلاده . وما كان ينبغي منك الإلتئام معه .
وأنا الآن ليس لي وظيفه غير الإصلاح ، وتقرير ما فيه صلاح البلاد وأمان العباد ، طبقا للحديث الشريف (( إذا تقاتلت فئتان من المسلمين فأصلحوا بين أخويكم فأن بغت احداهما على الأخرى ، فقاتلوا التي تبغي حتى تـفئ إلى أمر الله ــ )) **
فها أنا هنا مقيم بأطرافكم إما ان تتقدموا إلي ، وإما أن تستقدموني ، وتعرضوا علي ما عندكم لأنظر فيه مع أمراء عساكري ، وأسير في الحكم طبق إرادة مولانا الخليفه .
وإياكم من المخالفه فتكونوا ممن عصى الله ورسوله ، واعلم أني لم أبرح عن خطة العدل والإنصاف ، فإن كنت محسنا فالدوله تزيدك إحسانا وإن كنت مسيئا ، فتدخل في مراحم الدوله العثمانيه ، وأعطيك مدة عشرة أيام تشاور فيها القريب والبعيد وتختار لنفسك ما يصلح لها . وقد قال تعالى :
(( أطيعوا الله وأطيعوا رسوله ** وأولي الأمر منكم ))
فمتولي أمركم الذي هو تجب له الطاعه بنص الآيه الشريفه هو خليفة الله ورسوله سلطان آل عثمان ، فأنصحك نصيحة مسلم لمسلم أن تسرع إلى الطاعه وأحذرك العصيان ، والله على ما نقول وكيل .
تحريره في عاشر ربيع آخر 1322 ( 1904 ميلادي )
كاتبه .. ميريلاي حسن شكري
إنتهى ـــــــــــــــــــــ
**
يبدو أن الأميرالاي ومستشاريه .. لا يفرقون ما بين الحديث .. والآيه ..
ويخطئون في النص .. كما ورد أعلاه ..
تعليق ..
هذا الخطاب وما فيه من الوعيد .. لم يكن يحمل أكثر من كلمات .. ولا يوجد لدى الأميرالاي المقدره العسكريه لمواجهة .. العملاق ..
والفساد في الدوله التركيه بدأ يأخذ طابعه في إضعاف الدوله .. وخاصه نشاط ( الدونما ) .. والكماليون .. نسبه للخايس ( كمال أتاتورك ) ..
والعملاق الملك عبدالعزيز .. كان يعلم أن الأتراك .. غير قادرين على حماية مناطق نفوذهم .. وكانت النيه أن تتنازل ( الدوله العليه ) عن سواحل المملكه على الخليج .. بما فيها إقليم الأحساء .. لبريطانيا العظمى .. مثلما تنازلت عن دول منطقة ( البلقان ) ..
ولكن العملاق .. كان بارعا في إسترداد الأحساء في الوقت المناسب ... متحديا بريطانيا العظمى .. والتي أصبحت أمام الأمر الواقع .. ولم تستطيع أن تفعل شيئا ...!!
( 2 )
جواب العملاق .. الملك عبدالعزيز ....
جناب الأميرالاي حسن شكري
(( فهمنا خطابكم إلى آخره ، وأما قولك إن أمير المؤمنين بلغه خبر أمر هذه الفتنه في البلاد العربيه ، وما هان عليه إلا إصلاحها . فسبحان الله !
هل تخفى عليه حقيقة الأحوال ؟ إنه هو المضرم لها ، وهي غاية مقاصده !
وما الحامل لمبارك على التحيز إلى دوله أجنبيه إلا سوء أفعال محسن باشا ، والي البصره ، فهو الذي نفـّره ، وأضرم هذه الفتنه ، ولذلك لم تبقى ثقه بوال أو مبعوث تركي ، وأنني مختار لنفسي ما اختاره مبارك آل صباح ، والأحسن رجوعك من هذا المكان .
وأما قولك إن الخليفه الأعظم بعثك لتنظر الخلاف الذي وقع بيني وبين ( .... محذوف .. من قبل كاتب هذه السطور ... ) منذ أربع سنوات في بادئ الأمر ، قبل إستفحاله ، وقبل أن يداخلنا الشك في سوء أفعالكم ، وأما الآن فلا نقبل لكم نصيحه ، ولا نعترف لكم بسياده ، والأحسن أن ترجع من هذا المكان ، إذا لا تود سفك الدماء ،
فإن تعديت مكانك هذا ، مقبلا إلينا ، فلا شك أننا سنعاملك معاملة المعتدين علينا ، وقد قال الله تعالى :
(( من إعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما إعتدى عليكم ))
فإن كنت منصفا فلا يخفاك أن سبب عدم إطاعتي هو عدم ثقتي بكم ،
أنظر إلى ولاية البصره ، كيف فرطت في الكويت ، وإلى والي اليمن كيف سلوكه في اليمن ؟
فإنه أضرم فيها الفتنه ، وانظر إلى الحجاز وأهله التعساء ، وما يلاقونه هم وحجاج بيت الله الحرام من السلب والنهب في نفس البلاد من الحكام ، فأي نصيحه تبديها لي حضرة الأمير ، مع ما أراه من سوء المقاصد ، وخبث نيات العمال .
وأمنية عموم المسلمين ، هي أن يهيأ الله لهم من ضيعتهم ، ويعلي شأنهم .
وأظن أنك لا تجهل جميع الأحوال التي عرضت عليك .
وخلاصة القول أن كل العمال الذي رأينا ، أنهم خائنون منافقون ، فلا طاعة لكم علينا ، بل نراكم كسائر الدول الأجنبيه . ))
إنتهى ــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليق :
نلاحظ أن العملاق في رده على الأميرالاي .. قد أبرأ ذمته .. فقد أعطى المبررات والأسباب وجها لوجه .. دون أن يهادن الأميرالاي والسلطه التي كان يمثلها .. من منطلق إيمانه بالله ومن ثم إستعداده بشعبه للمواجهه مع الأتراك فيما لو أن الأتراك ( أقبلوا على الديره .. محاربين أهلها ... )
ولم يطعن العملاق .. تركيا .. كما فعل غيره من الزعامات العربيه في ذلك الوقت .. في مولاتهم الإنجليز .. ودخولهم في حرب معهم لمناصرتهم .. لأوهام ووعود لم تتحقق ..
بل تحقق فيما بعد .. سايكس ــ بيكو التي دمرت الشعوب العربيه ..
ومع هذا ..
أي مع كل ما واجهه العملاق .. رحمه الله .. من تركيا .. فلم يخرج عن السلطان بصفته ولي أمر المسلمين ..
فنسجل هنا ما قاله :
... من بعد 29 سنه من فتح الرياض .. وبعد خلع آخر سلطان عثماني في 9 ذي الحجه عام 1349 هجريه ( 1931 ) ميلادي .. مشيرا بخطابه إلى الأمير وحيدالدين .. حفيد السلطان عبدالعزيز بقوله :
(( لقد أوذينا في سبيل الدعوه إلى الله .. وقوتلنا قتالا شديدا .. ولكننا صبرنا وصمدنا ..
إن أعظم من حاربنا .. هم أجداد هذا الرجل .. ولم يقاتلونا .. إلا لأننا إمتنعنا أن نقول للسلطان .. أننا عبيد أمير المؤمنين ...
لا .... لا .... لسنا عبيدا إلا لله تعالى ...
ورحمك الله يا أبا تركي .. رحمه واسعه ...!!!