ياسر الناجي
09-15-2011, 07:11 AM
النفاق وانواعه
اعود بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اجرنا من النفاق والمنافقين, اللهم لا تجعلنا منهم , اللهم اشفنا واعفو عنا وارحمنا برحمتك يا ارحم الرحمين
*****************
إن المنشأ الرئيسي للنفاق ( بمعنى إظهار خلاف ما يبطنه الفرد ) هي : الرغبة الشديدة للعبد في أن يكون محمود السمعة بين العباد ، اما : حباً لحسن الذكر ، او مقدمة للوصول الى متاع الدنيا بواسطة الوجاهة بين الخلق.. ومن دوافع ذلك أنه يرى ان باطنه لو انكشف على الخلق لفروا منه ، وعليه فإنه يضطر دائما لتصنع الصلاح.
ان من منن الله تعالى على عبده أن ستر على باطنه ، فمثل الملكات الخبيثة فيه كجيفة منتنة مجمدة ، لا تظهر رائحتها الكريهة الا عندما تذوب .. ومن هنا كان يوم القيامة هو اليوم الذي تبلى فيه السرائر.. فلنحسن سرائرنا قبل ان ننفضح على رؤوس الاشهاد.
روي عن علي (ع) انه قال: ( عظم الخالق في انفسهم ، فصغر ما دونه في اعنيهم) ..وبالبرهان المنطقي نعلم أن من كبر ما دون الله في عينه ، فقد صغر الخالق في نفسه!.. ان الالتفات لهذه المعادلة المخيفة ، من دوافع عدم الاهتمام بنظرة الناس واحترامهم ، وهي خطوة أولى للتخلص من النفاق.
إن من موجبات النفاق وتصنع الصلاح الكاذب ، هي عقدة الحقارة .. فقد روي عن علي (ع) انه قال: ( نفاق المرء من ذل يجده في نفسه ).. والذي لا يرى في داخله رصيدا من الملكات الصالحة ، يبحث عن الرصيد الخارجي من ثناء الآخرين ، وبذلك يغفل عن عمارة الباطن الذي يحاسب على اساسه ويبقى معه ابد الابدين ، وينشغل بالصور الذهنية الجميلة في نفوس الغير ( وهي واقع الشهرة ) .. وهل النفوس باقية لتبقى معها تلك الصور الخيالية؟..
إن من مظاهر النفاق ، هوالنفاق الوظيفي : وهو ان يعطي الانسان لنفسه صورة حسنة في المجال الوظيفي ، والحال انه يعلم بانه لم يلتزم بشروط العقد.. وهي خيانة توجب حرمة المال الذي يأخذه..
وهناك النفاق الاسري : وهو ان يظهر كلمات الود لأهله ، والحال انه يخونها في الغيب : بنظرة محرمة ، او بلقاء محرم.. وهو لا يعلم ان الله تعالى - لو اراد - فإنه يفضح الانسان في جوف بيته .. فكما يستر العيوب لمصلحة ، فانه يكشفها لمصلحة اخرى ايضا!.
وهناك النفاق الاجتماعي : بمعنى ان يظهر المدح والثناء لشخص في حضوره ليطعنه في الخلف في غيبته.. وقد وصف النبي (ص) هذا الصنف بأن الله تعالى لا ينظر اليهم يوم القيامة، وذلك لانه يدل على حقارة في النفس ، والله تعالى كريم لا يعبأ باللئيم.
وهناك النفاق العلمي : بان يظهر الانسان مقدرته في الجانب العلمي ، وهو ليس اهلا له ، وخاصة في المجال الديني .. فترى كثيرا يظهرون اراءهم في امور الدين وهم لم يطلعوا على النصوص الشرعية التي على اساسها يتم الحكم ، والحال انهم لا يتدخلون في التخصصات الاخرى احتراما لها .. فهل ان الدين - وهو مرتبط بالغيب - اقل اهمية من علوم الطبيعة ، وهي مرتبطة بعالم الحس؟..
وهناك النفاق العبادي : وهو ان يظهر بمظهر الملتزمين ويستبطن المخالفة في السر ، بل يتظاهر بدرجة من الخشوع في الظاهر زيادة عما في باطنه.. وقد روي عن النبي (ص) انه قال: ( ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا نفاق ).. ان على المؤمن ان يكتم حالاته القلبية ، لئلا يصاب بالعجب من ناحية ، ولئلا يتخذ ذلك وسيلة لاظهار الفضل على العباد..
إن من علامات المنافق : الارتباك ، والتذبذب في المواقف ، لانه يتحرك على وفق المصالح المرحلية ، فلا يعيش حالة المبدأية في الحياة .. ومن المعلوم ان الانسان المصلحي لا قيمة له حتى عند اصحاب المصالح .
إن من علامات المنافق : انه ينشط مع الناس ويكسل اذا كان وحده.. فالذي يهمه رأي الناس فيه ،يبرمج حياته على اساس كسب الوجاهة الاجتماعية.. وكم تكون خسارته يوم القيامة عندما لا يجد مغيثا ممن كسب رضاه في الدنيا !.
ان الذي يحب حسن الذكر فليسلم امره الى الله تعالى ، فهو الذي ادرى بمصلحة الشهرة او عكسه.. وهو الذي لو اراد ان يروّج لعبد من عبيده نشر ذكره في الافاق ، فهذا اسم نبيه المصطفى (ص) يقترن باسمه في : الأذان ، والصلاة ، والشهادتين .. او ليس هذا هو الخلود في الذكر، فلم نبحث عنه عند غير الخالد؟
اعود بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اجرنا من النفاق والمنافقين, اللهم لا تجعلنا منهم , اللهم اشفنا واعفو عنا وارحمنا برحمتك يا ارحم الرحمين
*****************
إن المنشأ الرئيسي للنفاق ( بمعنى إظهار خلاف ما يبطنه الفرد ) هي : الرغبة الشديدة للعبد في أن يكون محمود السمعة بين العباد ، اما : حباً لحسن الذكر ، او مقدمة للوصول الى متاع الدنيا بواسطة الوجاهة بين الخلق.. ومن دوافع ذلك أنه يرى ان باطنه لو انكشف على الخلق لفروا منه ، وعليه فإنه يضطر دائما لتصنع الصلاح.
ان من منن الله تعالى على عبده أن ستر على باطنه ، فمثل الملكات الخبيثة فيه كجيفة منتنة مجمدة ، لا تظهر رائحتها الكريهة الا عندما تذوب .. ومن هنا كان يوم القيامة هو اليوم الذي تبلى فيه السرائر.. فلنحسن سرائرنا قبل ان ننفضح على رؤوس الاشهاد.
روي عن علي (ع) انه قال: ( عظم الخالق في انفسهم ، فصغر ما دونه في اعنيهم) ..وبالبرهان المنطقي نعلم أن من كبر ما دون الله في عينه ، فقد صغر الخالق في نفسه!.. ان الالتفات لهذه المعادلة المخيفة ، من دوافع عدم الاهتمام بنظرة الناس واحترامهم ، وهي خطوة أولى للتخلص من النفاق.
إن من موجبات النفاق وتصنع الصلاح الكاذب ، هي عقدة الحقارة .. فقد روي عن علي (ع) انه قال: ( نفاق المرء من ذل يجده في نفسه ).. والذي لا يرى في داخله رصيدا من الملكات الصالحة ، يبحث عن الرصيد الخارجي من ثناء الآخرين ، وبذلك يغفل عن عمارة الباطن الذي يحاسب على اساسه ويبقى معه ابد الابدين ، وينشغل بالصور الذهنية الجميلة في نفوس الغير ( وهي واقع الشهرة ) .. وهل النفوس باقية لتبقى معها تلك الصور الخيالية؟..
إن من مظاهر النفاق ، هوالنفاق الوظيفي : وهو ان يعطي الانسان لنفسه صورة حسنة في المجال الوظيفي ، والحال انه يعلم بانه لم يلتزم بشروط العقد.. وهي خيانة توجب حرمة المال الذي يأخذه..
وهناك النفاق الاسري : وهو ان يظهر كلمات الود لأهله ، والحال انه يخونها في الغيب : بنظرة محرمة ، او بلقاء محرم.. وهو لا يعلم ان الله تعالى - لو اراد - فإنه يفضح الانسان في جوف بيته .. فكما يستر العيوب لمصلحة ، فانه يكشفها لمصلحة اخرى ايضا!.
وهناك النفاق الاجتماعي : بمعنى ان يظهر المدح والثناء لشخص في حضوره ليطعنه في الخلف في غيبته.. وقد وصف النبي (ص) هذا الصنف بأن الله تعالى لا ينظر اليهم يوم القيامة، وذلك لانه يدل على حقارة في النفس ، والله تعالى كريم لا يعبأ باللئيم.
وهناك النفاق العلمي : بان يظهر الانسان مقدرته في الجانب العلمي ، وهو ليس اهلا له ، وخاصة في المجال الديني .. فترى كثيرا يظهرون اراءهم في امور الدين وهم لم يطلعوا على النصوص الشرعية التي على اساسها يتم الحكم ، والحال انهم لا يتدخلون في التخصصات الاخرى احتراما لها .. فهل ان الدين - وهو مرتبط بالغيب - اقل اهمية من علوم الطبيعة ، وهي مرتبطة بعالم الحس؟..
وهناك النفاق العبادي : وهو ان يظهر بمظهر الملتزمين ويستبطن المخالفة في السر ، بل يتظاهر بدرجة من الخشوع في الظاهر زيادة عما في باطنه.. وقد روي عن النبي (ص) انه قال: ( ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا نفاق ).. ان على المؤمن ان يكتم حالاته القلبية ، لئلا يصاب بالعجب من ناحية ، ولئلا يتخذ ذلك وسيلة لاظهار الفضل على العباد..
إن من علامات المنافق : الارتباك ، والتذبذب في المواقف ، لانه يتحرك على وفق المصالح المرحلية ، فلا يعيش حالة المبدأية في الحياة .. ومن المعلوم ان الانسان المصلحي لا قيمة له حتى عند اصحاب المصالح .
إن من علامات المنافق : انه ينشط مع الناس ويكسل اذا كان وحده.. فالذي يهمه رأي الناس فيه ،يبرمج حياته على اساس كسب الوجاهة الاجتماعية.. وكم تكون خسارته يوم القيامة عندما لا يجد مغيثا ممن كسب رضاه في الدنيا !.
ان الذي يحب حسن الذكر فليسلم امره الى الله تعالى ، فهو الذي ادرى بمصلحة الشهرة او عكسه.. وهو الذي لو اراد ان يروّج لعبد من عبيده نشر ذكره في الافاق ، فهذا اسم نبيه المصطفى (ص) يقترن باسمه في : الأذان ، والصلاة ، والشهادتين .. او ليس هذا هو الخلود في الذكر، فلم نبحث عنه عند غير الخالد؟