ناصر
09-18-2011, 11:19 AM
لم أستغرب من كشف وثائق (ويكيليكس)، للتعاون الوثيق بين قناة الجزيرة القطرية، ممثلة بمديرها العام وضاح خنفر، وبين الاستخبارات العسكرية الأمريكية dia، الذي تجسد في تلقي خنفر تقارير شهرية من الوكالة، عن أداء الجزيرة في تغطية الأحداث المرتبطة بأمريكا ومصالحها، وتعّهُد خنفر بتعديل الأخبار التي تزعج الحكومة الأمريكية أو حذفها تماما.
إن ما تسرب وثائق يثير مزيدا من التساؤلات المشروعة لدينا عن حقيقة هذه القناة، وعن دورها، وأهدافها، ويعزز القناعات السابقة لدينا والنتائج التي توصلنا إليها، بأن تلك القناة فقدت المصداقية، وظهرت على حقيقتها، بعد أن " بانت لبتها أول ما ذابت قشرتها" ولعلي أقدم الملاحظات التالية عن القناة القطرية، وهي على كل الأحوال تعبر عن قناعاتي حول تلك القناة:
- أن ما تم تسريبه حول تعاون وثيق بين الجزيرة ووكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، لا يشير إلى تعاون، بل إلى استجابة إدارة الجزيرة للمطالب والمصالح الأمريكية، من خلال التعهد بالابتعاد عما يزعج الحكومة الأمريكية، وتعديل أو حذف الأخبار من هذا النوع. وهو أمر يتنافى مع أبسط قواعد الإعلام الحر والمستقل الذي أصمّت الجزيرة أذاننا به، مُقدمِة نفسها على أنها قناة "الرأي والرأي الآخر" وأنها تستند إلى ميثاق " شرف" إعلامي ومهني. وأتساءل هنا: هل يجوز لقناة إعلامية أن تتعاون مع وكالة استخبارات أجنبية، وتقدم لها تعهدات بتعديل تغطيتها للأخبار، وهل ينسجم ذلك مع المهنية والحيادية و"الشرف" الإعلامي؟، ثم لمصلحة من سيكون هذا التعاون؟ هل هو لمصلحة الجزيرة أم لمصلحة المشاهد العربي أم لمصلحة وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية؟ هل يمكن أن يفتينا الشيخ يوسف القرضاوي في الأمر، ويوضح لنا هل هذا تعاون على البر والتقوى، أم على الإثم والعدوان؟
- تكتمت الجزيرة على هذا الخبر، برغم تناقله عبر وسائل إعلام متعددة، والجزيرة " ضاربة طناش" على رأي إخواننا المصريين، وهي من كانت تقدم وثائق (ويكيليكس) على أنها الحقيقة المطلقة التي لا تقبل الشك، وتستثمر ما يُنشر لدعم أخبارها وتحليلاتها غير الحيادية، وحينما يصل الأمر إلى عقر دارها، بل ويمس رأسها، تدير ظهرها لتلك الوثائق وكان شيئا لم يكن. بل وقامت بحذف الركن الخاص بوثائق (ويكيليكس) عن موقع الجزيرة الالكتروني.
- أوحت الجزيرة للمشاهد العربي أنها داعمة للثورات العربية ولما يًسمى بالربيع العربي، عبر تغطيتها المباشرة وغير المباشرة لتلك الأخبار، وفتح منابرها للمعارضين والثوار و " شهود العيان"، وإذ بالوثائق (الويكيليكسية) تثبت أنها تنسق من تحت الطاولة مع وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، ولا اعلم كيف يمكن أن تكون تلك المؤسسة ثورية، وتنسق مع الاستخبارات الأمريكية، وتستجيب لطلباتها بتعديل تغطيتها للأخبار المزعجة للحكومة الأمريكية في الوقت ذاته.
- الجزيرة، بنظري، فقدت مصداقيتها ومهنيتها، واتفق مع الأستاذ محمد حسنين هيكل حينما أعلن تحفظه على قناة الجزيرة، قائلا: " أنها تحولت من تغطية ونقل الأحداث والأخبار إلى توجيه الأحداث في اتجاه محددلتحقيق أهداف سياسية " ( الأهرام المصرية، 12/9/2011). فقد تحولت الجزيرة من ناقل محايد للخبر إلى مفبرك ومضيف وحاذف، يجتزئ الأخبار ويقصقصها، وينشر ما يتفق مع توجهات حاكم قطر، ويخدم سياسته وأهدافه التي نعلمها جيدا.
- لا أنسى محاولات الجزيرة الحثيثة لبث الفتنة بين الفلسطينيين في أثناء نشرها للوثائق السرية للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، بعد سرقتها من مكتب الدكتور صائب عريقات على يد المدعو ( كلوت)، وتقديمها تحت عنوان " كشف المستور"، ولا اعترض هنا على نشر الوثائق، بل إنني من المشجعين على ذلك، وإنما أسجل اعتراضي على طريقة التغطية، حاولت الجزيرة بتغطيتها غير المحايدة وغير المهنية لتلك الوثائق، أن تبث روح الفتنة بين الفلسطينيين، ربما أملا في تغذية روح الانقسام بينهم، ليشتبك الفلسطينيون مع بعضهم البعض، خدمة لوكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، ونزولا عند رغبتها.
- غياب المهنية والحياد لدى الجزيرة في تغطيتها للشأن الفلسطيني بشكل عام. ظهر ذلك جليا بعد عام 2007، وهو العام الذي شهد الانقسام بين الفلسطينيين بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، وتجاهلها للأخبار المتعلقة بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في غزة، خاصة ما يحصل بحق أبناء حركة فتح هناك، أو المرور على تلك الانتهاكات مرور "البخلاء ". وتركيزها على ما يحدث في الضفة الغربية لصرف الأنظار عما حدث ويحدث في غزة، لا اعترض هنا على تغطية ما يحدث في الضفة الغربية، بل اعتراضي على التجاهل المتعمد لما يحدث في غزة.
لهذا كله ولغيره اعتبر الجزيرة ضيفا غير مرحب به في بيتي، لأنني ببساطة لا أرحب بمن تعاون مع استخبارات غربية. إن مثل هذا التعاون ليس موضع تقدير واحترام، فالقارئ الكريم يعلم أن هذا الأمر يعتبر جريمة في عرف معظم الدول، تصل عقوبتها إلى الإعدام أو المؤبد، هل نسامح فلسطينيا مهما كان منصبه تعاون مع استخبارات إسرائيل أو الولايات المتحدة؟ بالطبع لا.
ناصر البلوي
إن ما تسرب وثائق يثير مزيدا من التساؤلات المشروعة لدينا عن حقيقة هذه القناة، وعن دورها، وأهدافها، ويعزز القناعات السابقة لدينا والنتائج التي توصلنا إليها، بأن تلك القناة فقدت المصداقية، وظهرت على حقيقتها، بعد أن " بانت لبتها أول ما ذابت قشرتها" ولعلي أقدم الملاحظات التالية عن القناة القطرية، وهي على كل الأحوال تعبر عن قناعاتي حول تلك القناة:
- أن ما تم تسريبه حول تعاون وثيق بين الجزيرة ووكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، لا يشير إلى تعاون، بل إلى استجابة إدارة الجزيرة للمطالب والمصالح الأمريكية، من خلال التعهد بالابتعاد عما يزعج الحكومة الأمريكية، وتعديل أو حذف الأخبار من هذا النوع. وهو أمر يتنافى مع أبسط قواعد الإعلام الحر والمستقل الذي أصمّت الجزيرة أذاننا به، مُقدمِة نفسها على أنها قناة "الرأي والرأي الآخر" وأنها تستند إلى ميثاق " شرف" إعلامي ومهني. وأتساءل هنا: هل يجوز لقناة إعلامية أن تتعاون مع وكالة استخبارات أجنبية، وتقدم لها تعهدات بتعديل تغطيتها للأخبار، وهل ينسجم ذلك مع المهنية والحيادية و"الشرف" الإعلامي؟، ثم لمصلحة من سيكون هذا التعاون؟ هل هو لمصلحة الجزيرة أم لمصلحة المشاهد العربي أم لمصلحة وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية؟ هل يمكن أن يفتينا الشيخ يوسف القرضاوي في الأمر، ويوضح لنا هل هذا تعاون على البر والتقوى، أم على الإثم والعدوان؟
- تكتمت الجزيرة على هذا الخبر، برغم تناقله عبر وسائل إعلام متعددة، والجزيرة " ضاربة طناش" على رأي إخواننا المصريين، وهي من كانت تقدم وثائق (ويكيليكس) على أنها الحقيقة المطلقة التي لا تقبل الشك، وتستثمر ما يُنشر لدعم أخبارها وتحليلاتها غير الحيادية، وحينما يصل الأمر إلى عقر دارها، بل ويمس رأسها، تدير ظهرها لتلك الوثائق وكان شيئا لم يكن. بل وقامت بحذف الركن الخاص بوثائق (ويكيليكس) عن موقع الجزيرة الالكتروني.
- أوحت الجزيرة للمشاهد العربي أنها داعمة للثورات العربية ولما يًسمى بالربيع العربي، عبر تغطيتها المباشرة وغير المباشرة لتلك الأخبار، وفتح منابرها للمعارضين والثوار و " شهود العيان"، وإذ بالوثائق (الويكيليكسية) تثبت أنها تنسق من تحت الطاولة مع وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، ولا اعلم كيف يمكن أن تكون تلك المؤسسة ثورية، وتنسق مع الاستخبارات الأمريكية، وتستجيب لطلباتها بتعديل تغطيتها للأخبار المزعجة للحكومة الأمريكية في الوقت ذاته.
- الجزيرة، بنظري، فقدت مصداقيتها ومهنيتها، واتفق مع الأستاذ محمد حسنين هيكل حينما أعلن تحفظه على قناة الجزيرة، قائلا: " أنها تحولت من تغطية ونقل الأحداث والأخبار إلى توجيه الأحداث في اتجاه محددلتحقيق أهداف سياسية " ( الأهرام المصرية، 12/9/2011). فقد تحولت الجزيرة من ناقل محايد للخبر إلى مفبرك ومضيف وحاذف، يجتزئ الأخبار ويقصقصها، وينشر ما يتفق مع توجهات حاكم قطر، ويخدم سياسته وأهدافه التي نعلمها جيدا.
- لا أنسى محاولات الجزيرة الحثيثة لبث الفتنة بين الفلسطينيين في أثناء نشرها للوثائق السرية للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، بعد سرقتها من مكتب الدكتور صائب عريقات على يد المدعو ( كلوت)، وتقديمها تحت عنوان " كشف المستور"، ولا اعترض هنا على نشر الوثائق، بل إنني من المشجعين على ذلك، وإنما أسجل اعتراضي على طريقة التغطية، حاولت الجزيرة بتغطيتها غير المحايدة وغير المهنية لتلك الوثائق، أن تبث روح الفتنة بين الفلسطينيين، ربما أملا في تغذية روح الانقسام بينهم، ليشتبك الفلسطينيون مع بعضهم البعض، خدمة لوكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، ونزولا عند رغبتها.
- غياب المهنية والحياد لدى الجزيرة في تغطيتها للشأن الفلسطيني بشكل عام. ظهر ذلك جليا بعد عام 2007، وهو العام الذي شهد الانقسام بين الفلسطينيين بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، وتجاهلها للأخبار المتعلقة بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في غزة، خاصة ما يحصل بحق أبناء حركة فتح هناك، أو المرور على تلك الانتهاكات مرور "البخلاء ". وتركيزها على ما يحدث في الضفة الغربية لصرف الأنظار عما حدث ويحدث في غزة، لا اعترض هنا على تغطية ما يحدث في الضفة الغربية، بل اعتراضي على التجاهل المتعمد لما يحدث في غزة.
لهذا كله ولغيره اعتبر الجزيرة ضيفا غير مرحب به في بيتي، لأنني ببساطة لا أرحب بمن تعاون مع استخبارات غربية. إن مثل هذا التعاون ليس موضع تقدير واحترام، فالقارئ الكريم يعلم أن هذا الأمر يعتبر جريمة في عرف معظم الدول، تصل عقوبتها إلى الإعدام أو المؤبد، هل نسامح فلسطينيا مهما كان منصبه تعاون مع استخبارات إسرائيل أو الولايات المتحدة؟ بالطبع لا.
ناصر البلوي