الفاضلي البلوي
10-13-2011, 02:18 PM
يقول أحد الدعاة:جاءني في عملي شاب في بحر العشرين يرتجف من شدة ما يختزله داخل فؤاده , قال أنت شيخ فلان؟ قلت تفضل ، وبدأ يتحدث بكلمات كأنها خارجة من بندقية كلاكنشوف قوية مؤثرة لا أريد أدخل بالتفاصيل لكن القصة باختصار يقول هذا الشاب ذهبت إلى أحد أقربائي الذين يسكنون في قرية قريبة من محافظة .... فبعد أن جلست في مجلس قريبي وإذا هو شيخ مسن بلغ من العمر ما بلغ وأعتقد انه في الثمانينات وما إن جلست عنده إلا و فجأة خرجت علينا إحدى بناته متكشفة بملابس غرفتها فغضضت بصري وهي لازالت تتكلم على والدها كلام لا يليق أن تقرؤه فطردها أبوها وهو يدعو عليها ويشتمها ويضربها حتى أدخلها القسم الداخلي للبيت ثم رجع وهو يدعو دعوات تهز الجبال وتخرق الأذان من شدة وقعها . يقول الشاب فوضعت في مكان لا أحسد عليه ثم قال لي أبو البنت يا ولدي لا تنزعج هل تعرف راقي يقرأ على بنتنا الرقية الشرعية علا الله أن يرجعها إلى صوابها , فجئتك يا شيخ أرجوك أن تذهب معي علك تفوز بأجر هذه المسكينة وتطفئ نار الحزن التي ملئت قلبا والديها . يقول الداعية فذهبت معه وفي أثناء الطريق قال لي هذا الشاب أقول لك حقيقة يا شيخ ’هذه البنت فتاة مهذبة شديدة الحياء . إذا خرجت من بيتها خرجت محتشمة متسترة وعرفت بذلك الحياء والستر بل وكانت بارة بوالديها أشد البر بل وكانت من المتفوقات في الدراسة, وفي مرة من المرات التي كانت بعد الله سببا في تغير حالها أن أمها دعت عليها دعوتين فاستجاب الله دعوة هذه الأم. ولو علمت الأم أنه سيستجاب لها ما دعت ولا تفوهت بكلمة لكن قدر الله نفذ . رفعت أمها يديها في حالة غضب عارمة وقالت.. يا فلانة ..... الله يرسبك !! ويكشف سترك !! يقول هذا الشاب و والله ما هي إلا عدة أيام وفصلت البنت من المدرسة وما هي إلا أيام وتبدأ تخرج من البيت متكشفة فيحبسونها ليلا ونهارا خشيت أن يؤذيها أحد وهي لا تعي ما حولها ولا حول ولا قوة إلا بالله . وبعد ما يقرأ عليها القران تصحو ثم يعاودها المرض كما ترى. فوصلنا بيتهم بعدما دمعت عيني ويبس حلقي وأشعر بمرارة على والدة هذه الفتاة وقرأت عليها ولا أدري ماذا حصل لها بعد ذلك ..الذي أريده من رحى هذه القصة: هي رسائل للوالدين تجاه فلذات أكبادهم أقول يا معشر الآباء والأمهات أرجعوا معي في أول حياتكم الزوجية ما هي آمالكم ورغباتكم ألم يكن حلمكم أن تروا طفلا يملئ حياتكم بضحكه ولعبه وصوته وتسعدون وأنتم تأكلونه وتلبسونه وتعلمونه كيف ينطق وتضحكون عليه كثيرا حينما يحاول أن يجاريكم بالكلام فيتلعثم مرة ويأكل الحرف مرة , ألم يكن أمنيتكم ولد صالح أو بنت صالحة يرثوا الأرض من بعدكم يملؤها دعوات وسجدات لله سبحانه... فها قد حقق الله مبتغاكم فلماذا تقصدون رياض أملكم وتحرقوها , ولماذا تزرعوا النبتة ثم من عروقها تنزعوها, ومن ثم تحرقوا صحن خدكم من البكاء ,وتسهروا أعينكم من العناء, وأنتم تعلمون أنكم الداء , لا أريد أن أثرب عليكم كثيرا فما ينفع الندم حين مندم , معشر الآباء إن تدمير الأبناء و صلاحهم يبدأ وينتهي بدعوة لهم أو عليهم (رب واجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء) (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك أنت الوهاب)و لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال دعوة الوالد مستجابة وقال صلى الله عليه وسلم لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم فلعل أحدكم يوافق ساعة إجابة فيستجاب له أو كما قال صلى الله عليه وسلم اصبروا معشر الآباء لا تدعوا عليهم وادعوا لهم وكونوا لهم عونا في هذه الحياة القصيرة ولا تنسوا تلك العائلة من دعائكم ولعلي أسدل ستار هذه القصة هنا وأقول حفظكم الله وحفظ أولادكم.