أم حبيبة البريكى
10-18-2005, 09:40 AM
جورج بوش – إمام الشيعة الثالث عشر
الناشر: موقع Truth Out الالكتروني
الكاتب: وِليَم بيمَن
George W. Bush - The 13th Shi'a Imam
By William O. Beeman
t r u t h o u t | Perspective
http://www.truthout.org/cgi-bin/art...iew.cgi/38/9473 (http://www.truthout.org/cgi-bin/artman/exec/view.cgi/38/9473)
http://www.albayan-magazine.com/trgmat/60.htm (http://www.albayan-magazine.com/trgmat/60.htm)
كان حسن روحاني، رئيس الجهاز الأمني لإيران، قد صرّح في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي بأن من مصلحة إيران أن يتم إعادة انتخاب جورج بوش وليس غريمه جون كيري. وأذهل بتصريحه هذا المعلقين الأمريكيين وتركهم في حالة من عدم التصديق! وعلى أيّة حال، أضحى واضحًا الآن أن روحاني كان مصيبًا؛ فقد عملت إدارة بوش أكثر من أيّة قيادة أمريكية أخرى على تقدّم مصالح القيادة السياسية الإسلامية الشيعية في إيران، بل وفي بقيّة أنحاء الشرق الأوسط. وفي مفارقة عجيبة بدأت بعض المجموعات من المؤيدين المتدينين في إيران تُلقّب الرئيس بوش "الإمام الثالث عشر" نسبة للأئمة التاريخيين الإثني عشر، المقدسين لدى المذهب الشيعي السائد في كل من إيران والعراق ولبنان.
ولعل دعم الرئيس بوش للمذهب الشيعي غير مقصود، بل من المؤكد أنه كذلك، غير أنه ليس هناك شك حول تأثيرات سياسات إدارته في تدعيم القوّة الشيعية في كافة أنحاء المنطقة.
فقد قدّمت إدارة بوش إعانة عظيمة للاقتصاد الإيراني من خلال سماحها للشركات الأمريكية بالالتفاف حول العقوبات الاقتصادية التي كانت قد فرضت على الجمهورية الإسلامية في عهد الرئيس كلنتون. ففي الوقت الذي تتخذ فيه وزارة المالية إجراءات صارمة ضدّ خروقات تافهة للحصار الاقتصادي، مثل المنع المفروض على الناشرين الأمريكيين من تقديم خدمات التحرير للكتاب الإيرانيين، أو منع المجمعات العلمية [الأمريكية] من عقد لقاءات في إيران، تجدها تغض النظر عن شركات أمريكية كبيرة تعمل في إيران تحت مسميات شركات تبيعة وهمية منشأها كندا وأوربا ودبي. كما تستمر شركات النفط – بضمنها شركة هاليبرتون – في العمل في إيران وبمعدلات مماثلة لتلك التي سبقت الثورة [الإيرانية]، بينما تغمر السلع الأمريكية المحلات والأسواق هناك.
أضف لذلك، أن إخفاق حكومة الولايات المتحدة في فرض أيّ سيطرة على أسعار النفط المتزايدة قد ولّد أرباحًا هائلة لصالح الحكومة الإيرانية. وبينما كان اقتصاد إيران في حالة مزرية أواخر التسعينيات، فإن اكتساح مبيعات النفط لسعر الخمسين دولارًا للبرميل الواحد – هذه الأيام - جعل إيران مغمورة بالأموال مرة أخرى.
على أيّة حال، فإن أعظم المكاسب كانت سياسية. فلم يعمل شئ على زيادة شعبية قادة إيران الشيعة مثلما فعله تهجّم إدارة بوش على التطوير النووي لإيران. فقادة طهران منبوذون جدًا من قبل غالبية شريحة الشباب في إيران بسبب سياساتهم الاجتماعية، غير أن حقّ إيران في تطوير صناعتها النووية هو القاسم المشترك الذي اتفق عليه جميع الإيرانيين. وهذا الحسّ الوطني القوي دعّم رصيد الملالي، وعلى الأغلب سيعصف بالزعيم الديني علي أكبر هاشمي رفسنجاني ليعود به إلى منصب الرئاسة.
وفي العراق، بطبيعة الحال استغل غالبية الشيعة – خصوصًا زعيمهم الفطن آية الله علي السيستاني - استماتة إدارة بوش في استعراض قدرتها على إجراء الانتخابات بحلول الثلاثين من شهر كانون الثاني/يناير [الماضي]. ما سينتج عنه في الغالب ظهور الشيعة كسلطة مهيمنة في العراق.
على صعيد آخر، فإن الضغط على قوى إقليمية أخرى في الشرق الأوسط لـ "تطبيق الديمقراطية" نتج عنه ظهور قوة الشيعة في الأقليات الكائنة في عموم المنطقة. فعلى سبيل المثال، حثّت الولايات المتحدة السعودية على تحرير نظامها الحكومي بالسماح بانتخاب القادة المحليين [ممثلي البلديات]. وكان الشيعة في منطقة شرقيّ السعودية الغنيّة بالنفط، المستفيدين الرئيسيين [من هذا التغيير]. فبعد ردح من الزمن كان فيه الشيعة مُعدمون ومكبوتون من قبل الحكومة السعودية المحافظة التي يهيمن عليها الوهابيون، سيكون لدى الشيعة الآن ممثلوهم المحليون، وسيتمتعون بسلطة سياسية حقيقية للمرة الأولى في تاريخ الدولة.
وفي قطر أُسّس للشيعة محاكم شرعية منفصلة. بينما يقف حكّام البحرين السنيّون مترقبّين بقلق بالغ نتيجة ما ستؤول إليه ترجمة الضغط الأمريكي من زيادة في نفوذ الغالبية الشيعية في بلدهم.
من جهة أخرى، يُعدّ إصرار الرئيس بوش على سوريا بإخلاء لبنان من قواتها بمثابة منحة إلهية للشيعة هناك. فحزب الله، الحركة الشيعية التي تأسست منذ 20 عامًا لمجابهة الاضطهاد من النصارى المارونيين والمسلمين السنّة، أضحى الحزب السياسي الأقوى والأكثر تنظيمًا في لبنان، وله جناح عسكري فعّال. وتصرفات الولايات المتحدة في ذلك البلد ستؤدي بالنتيجة إلى سيطرة الشيعة على لبنان، بعد تأجج محتمل للحرب الأهلية التي كان الاحتلال السوري قد قمعها.
إن إدارة بوش تعلم حتمًا بأن السياسيين الشيعة يُفضلّون اعتماد قوانين الشريعة في التركيبات الحكومية لبلدانهم متى ما سنح لهم ذلك. عليه وفيما يتعلق بتحقّق رؤية الجمهوريين بأن "الديمقراطية ستعمّ جميع أنحاء المنطقة" فإن ذلك لن يحدث ولا بعد ألف عام، بسبب تمكين هؤلاء السياسيين المتدينين. ممّا سيُكسب الرئيس بوش عن جدارة لقب كونه أحد أعظم المروجّين للحكم الإسلامي على مدى التاريخ – نعت دقيق لرئيس أمريكا الثالث والأربعين!
* وِليَم بيمَن هو أستاذ علم الأجناس البشرية ومدير دراسات الشرق الأوسط في جامعة براون. وهو كذلك الأستاذ الزائر هذا العام في قسم علوم الثقافات والاجتماع والأجناس البشرية في جامعة ستانفورد.
الناشر: موقع Truth Out الالكتروني
الكاتب: وِليَم بيمَن
George W. Bush - The 13th Shi'a Imam
By William O. Beeman
t r u t h o u t | Perspective
http://www.truthout.org/cgi-bin/art...iew.cgi/38/9473 (http://www.truthout.org/cgi-bin/artman/exec/view.cgi/38/9473)
http://www.albayan-magazine.com/trgmat/60.htm (http://www.albayan-magazine.com/trgmat/60.htm)
كان حسن روحاني، رئيس الجهاز الأمني لإيران، قد صرّح في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي بأن من مصلحة إيران أن يتم إعادة انتخاب جورج بوش وليس غريمه جون كيري. وأذهل بتصريحه هذا المعلقين الأمريكيين وتركهم في حالة من عدم التصديق! وعلى أيّة حال، أضحى واضحًا الآن أن روحاني كان مصيبًا؛ فقد عملت إدارة بوش أكثر من أيّة قيادة أمريكية أخرى على تقدّم مصالح القيادة السياسية الإسلامية الشيعية في إيران، بل وفي بقيّة أنحاء الشرق الأوسط. وفي مفارقة عجيبة بدأت بعض المجموعات من المؤيدين المتدينين في إيران تُلقّب الرئيس بوش "الإمام الثالث عشر" نسبة للأئمة التاريخيين الإثني عشر، المقدسين لدى المذهب الشيعي السائد في كل من إيران والعراق ولبنان.
ولعل دعم الرئيس بوش للمذهب الشيعي غير مقصود، بل من المؤكد أنه كذلك، غير أنه ليس هناك شك حول تأثيرات سياسات إدارته في تدعيم القوّة الشيعية في كافة أنحاء المنطقة.
فقد قدّمت إدارة بوش إعانة عظيمة للاقتصاد الإيراني من خلال سماحها للشركات الأمريكية بالالتفاف حول العقوبات الاقتصادية التي كانت قد فرضت على الجمهورية الإسلامية في عهد الرئيس كلنتون. ففي الوقت الذي تتخذ فيه وزارة المالية إجراءات صارمة ضدّ خروقات تافهة للحصار الاقتصادي، مثل المنع المفروض على الناشرين الأمريكيين من تقديم خدمات التحرير للكتاب الإيرانيين، أو منع المجمعات العلمية [الأمريكية] من عقد لقاءات في إيران، تجدها تغض النظر عن شركات أمريكية كبيرة تعمل في إيران تحت مسميات شركات تبيعة وهمية منشأها كندا وأوربا ودبي. كما تستمر شركات النفط – بضمنها شركة هاليبرتون – في العمل في إيران وبمعدلات مماثلة لتلك التي سبقت الثورة [الإيرانية]، بينما تغمر السلع الأمريكية المحلات والأسواق هناك.
أضف لذلك، أن إخفاق حكومة الولايات المتحدة في فرض أيّ سيطرة على أسعار النفط المتزايدة قد ولّد أرباحًا هائلة لصالح الحكومة الإيرانية. وبينما كان اقتصاد إيران في حالة مزرية أواخر التسعينيات، فإن اكتساح مبيعات النفط لسعر الخمسين دولارًا للبرميل الواحد – هذه الأيام - جعل إيران مغمورة بالأموال مرة أخرى.
على أيّة حال، فإن أعظم المكاسب كانت سياسية. فلم يعمل شئ على زيادة شعبية قادة إيران الشيعة مثلما فعله تهجّم إدارة بوش على التطوير النووي لإيران. فقادة طهران منبوذون جدًا من قبل غالبية شريحة الشباب في إيران بسبب سياساتهم الاجتماعية، غير أن حقّ إيران في تطوير صناعتها النووية هو القاسم المشترك الذي اتفق عليه جميع الإيرانيين. وهذا الحسّ الوطني القوي دعّم رصيد الملالي، وعلى الأغلب سيعصف بالزعيم الديني علي أكبر هاشمي رفسنجاني ليعود به إلى منصب الرئاسة.
وفي العراق، بطبيعة الحال استغل غالبية الشيعة – خصوصًا زعيمهم الفطن آية الله علي السيستاني - استماتة إدارة بوش في استعراض قدرتها على إجراء الانتخابات بحلول الثلاثين من شهر كانون الثاني/يناير [الماضي]. ما سينتج عنه في الغالب ظهور الشيعة كسلطة مهيمنة في العراق.
على صعيد آخر، فإن الضغط على قوى إقليمية أخرى في الشرق الأوسط لـ "تطبيق الديمقراطية" نتج عنه ظهور قوة الشيعة في الأقليات الكائنة في عموم المنطقة. فعلى سبيل المثال، حثّت الولايات المتحدة السعودية على تحرير نظامها الحكومي بالسماح بانتخاب القادة المحليين [ممثلي البلديات]. وكان الشيعة في منطقة شرقيّ السعودية الغنيّة بالنفط، المستفيدين الرئيسيين [من هذا التغيير]. فبعد ردح من الزمن كان فيه الشيعة مُعدمون ومكبوتون من قبل الحكومة السعودية المحافظة التي يهيمن عليها الوهابيون، سيكون لدى الشيعة الآن ممثلوهم المحليون، وسيتمتعون بسلطة سياسية حقيقية للمرة الأولى في تاريخ الدولة.
وفي قطر أُسّس للشيعة محاكم شرعية منفصلة. بينما يقف حكّام البحرين السنيّون مترقبّين بقلق بالغ نتيجة ما ستؤول إليه ترجمة الضغط الأمريكي من زيادة في نفوذ الغالبية الشيعية في بلدهم.
من جهة أخرى، يُعدّ إصرار الرئيس بوش على سوريا بإخلاء لبنان من قواتها بمثابة منحة إلهية للشيعة هناك. فحزب الله، الحركة الشيعية التي تأسست منذ 20 عامًا لمجابهة الاضطهاد من النصارى المارونيين والمسلمين السنّة، أضحى الحزب السياسي الأقوى والأكثر تنظيمًا في لبنان، وله جناح عسكري فعّال. وتصرفات الولايات المتحدة في ذلك البلد ستؤدي بالنتيجة إلى سيطرة الشيعة على لبنان، بعد تأجج محتمل للحرب الأهلية التي كان الاحتلال السوري قد قمعها.
إن إدارة بوش تعلم حتمًا بأن السياسيين الشيعة يُفضلّون اعتماد قوانين الشريعة في التركيبات الحكومية لبلدانهم متى ما سنح لهم ذلك. عليه وفيما يتعلق بتحقّق رؤية الجمهوريين بأن "الديمقراطية ستعمّ جميع أنحاء المنطقة" فإن ذلك لن يحدث ولا بعد ألف عام، بسبب تمكين هؤلاء السياسيين المتدينين. ممّا سيُكسب الرئيس بوش عن جدارة لقب كونه أحد أعظم المروجّين للحكم الإسلامي على مدى التاريخ – نعت دقيق لرئيس أمريكا الثالث والأربعين!
* وِليَم بيمَن هو أستاذ علم الأجناس البشرية ومدير دراسات الشرق الأوسط في جامعة براون. وهو كذلك الأستاذ الزائر هذا العام في قسم علوم الثقافات والاجتماع والأجناس البشرية في جامعة ستانفورد.