يوسف بن عبد الله البلوي
10-19-2005, 02:06 AM
.
!
.
.
:
- أنت لا أم لك ..
- بل عندي ..
- لا .. أمك ماتت .. هكذا قالت أمي ..
- لا .. بل عندي ..
بادرته في تحدٍ :
- إذن ، فدلني عليها ..
- نكس برأسه إلى الأرض !! كانت عيناه تذرفان ..
.
.
:
تأملت حساماً ..
فرأيت الفناء يرفرف فوق جبينه ..!
ألا ما أفظع المرض ..
أما أمي عزيزة فخرجت كأن الأمر لا يعنيها !!
سارت السيارة بنا نحو السويس ..
وكان حسام يسير نحو الهاوية !!..
.
.
:
انهارت كل التوقعات !!
تحطمت في أعماقي كل الخيالات ..
داهمتني الخيبة حتى العظام ..!!
انكسرن أمام هيئته .. حتى تواريت في الظلام ..
تلاشت جرأتي ..
وخار توجسي ..
وتشقق تطلعي حتى تضاءلت ..
ماذا يفعل حسام ؟!!!
.
.
:
- فهمنا هذا .. فما دوري أنا ؟
- هل تنضمين إلى النادي يا ربى ؟
- كيف ؟
- ما عليك إلا أن تقولي : نعم قد قبلت ،
- لكي تصبحي عضوة كاملة العضوية .
قلت لها وأنا أستشلم لنشوة الاستكشاف :
- نعم قد قبلت ..
- ( برافو .. برافو ) .. والآن إلى النجمة ..
..
.
:
.
- ماذا تفعل إذا أحبتك امرأة ؟
- أقول لها شكراً ..
- وماذا بعد ؟
- ويطوى السجل على الكتاب .
- لم أفهم ..
- ولا أنا .. ماذا تقصدين أنت بالحب ؟
.
.
:
.
ارتطم الإدراك بضرورة مع وضوح الكلمات ..
ونال الهوان من كبريائي نيلا أليماً ..!!
ولكن تماديت .. في يأس ..
كأني أتشبث بآخر خيوط الحياة :
- حسام ... أرجوك ... أنا أحبك ..!!
.
.
:
.
بينما رأيت الدم الغزير ينبجس من خلال شعره الأسود الفاحم ..
صرخ حسام بصوت زاخر بالألم ..
وزغردت الأعماق بسورة التشفي ..
فقد توازنه .. مرة واحدة ..
فهوى على بساط الحجرة الأزرق .!!
.
.
:
.
وقدم إلي المسيو روبرتو كأساً من البيرة ..
أمسكت بي راحتي ..
وفي نشوة مجنونة .. ثم ألقيت به في جوفي ..
كأن ربى عطشانة ..
خارجة لتوها من صحراء مخيفة .. حارقة ..
.
.
:
.
- شيء حسن يا ربى .. شيء حسن .!!
فازددت استسلاماً وأنا أقول بلا وعي مني :
- وأريد المزيد ..
- إذن سوف تصلين ..
فقلت والأمل يؤسس خيامه على صدري :
- أصل إلى أين ؟..
- إلى ذلك المزيد ..!!
.
.
:
.
- تقصدين الطب ؟.
- أجل .. كلية الطب ..
- عظيم ...
كانت هذه تعلقيه الوحيد ..
وكنت أود لو يسأني عن تفاصيل أخرى .. من حياتي ..
.
.
:
.
.
- ألن تدخل معي إلى البيت ؟
- سيكون يا ربى .. ولكن ليس اليوم ..
سكت قليلاً .. فقد جرحني الحبيب ..
- هل أطمع في المستقبل ؟!!
- بكل تأكيد ..
.
.
:
.
انحنيت وانحت الحياة معي ..
سمعتها تقول بصوت متحشرج خائر :
- مسيو روبرتو .. روبرتو .. روبرتو ...
- والتفتت نظراتنا زائغة وتجمدنا كالموتى ..
ما معنى هذا الكلام ؟!!
وقال الصوت المنذر بالتلاشي :
- روبرتو .. محظة القطار .. روبرتو .. القطار ..
.
.
:
.
عرفت أخيراً أنك أيها الحنان ..
كنت تقرع الأجراس في وعي فتاة سادرة في قاع المجاري الآسنة ..
عرفت أنك كنت تصفعني لكن لكي توقظني وتحييني ..
كنت تعذبني لكن لتغسلني من الأوساخ وتقربني ..
.
:
.
.
في هذه اللحظات ..
قال القلب : بكل اللغات : مرحى .. مرحى ..
بيد أن كائناً آخر قال منذراً :
خطوة واحدة إلى الأمام وتشتعل فيك النيران .!!
أما أنا فقد :
ابتسمت !!
وضحكت ..
وبكيت !!..
.
.
:
.
- حسام هل تريد جواباً .. لا رجعة فيه ؟..
- نعم يا ربى .. لا رجعة فيه ..
.
.
:
.
قلت له وطعم الاستشهاد يغرس رايات النصر ..
على آخر الأرباض في ذاتي ..
:
:
:
........
.
:
العائدة
لسلام أحمد إدريسو
الرواية الفائزة
بالجائزة الثانية
بمسابقة القصة والرواية
لرابطة الأدب الإسلامي ..
نشر : العبيكان 1426هـ
!
.
.
:
- أنت لا أم لك ..
- بل عندي ..
- لا .. أمك ماتت .. هكذا قالت أمي ..
- لا .. بل عندي ..
بادرته في تحدٍ :
- إذن ، فدلني عليها ..
- نكس برأسه إلى الأرض !! كانت عيناه تذرفان ..
.
.
:
تأملت حساماً ..
فرأيت الفناء يرفرف فوق جبينه ..!
ألا ما أفظع المرض ..
أما أمي عزيزة فخرجت كأن الأمر لا يعنيها !!
سارت السيارة بنا نحو السويس ..
وكان حسام يسير نحو الهاوية !!..
.
.
:
انهارت كل التوقعات !!
تحطمت في أعماقي كل الخيالات ..
داهمتني الخيبة حتى العظام ..!!
انكسرن أمام هيئته .. حتى تواريت في الظلام ..
تلاشت جرأتي ..
وخار توجسي ..
وتشقق تطلعي حتى تضاءلت ..
ماذا يفعل حسام ؟!!!
.
.
:
- فهمنا هذا .. فما دوري أنا ؟
- هل تنضمين إلى النادي يا ربى ؟
- كيف ؟
- ما عليك إلا أن تقولي : نعم قد قبلت ،
- لكي تصبحي عضوة كاملة العضوية .
قلت لها وأنا أستشلم لنشوة الاستكشاف :
- نعم قد قبلت ..
- ( برافو .. برافو ) .. والآن إلى النجمة ..
..
.
:
.
- ماذا تفعل إذا أحبتك امرأة ؟
- أقول لها شكراً ..
- وماذا بعد ؟
- ويطوى السجل على الكتاب .
- لم أفهم ..
- ولا أنا .. ماذا تقصدين أنت بالحب ؟
.
.
:
.
ارتطم الإدراك بضرورة مع وضوح الكلمات ..
ونال الهوان من كبريائي نيلا أليماً ..!!
ولكن تماديت .. في يأس ..
كأني أتشبث بآخر خيوط الحياة :
- حسام ... أرجوك ... أنا أحبك ..!!
.
.
:
.
بينما رأيت الدم الغزير ينبجس من خلال شعره الأسود الفاحم ..
صرخ حسام بصوت زاخر بالألم ..
وزغردت الأعماق بسورة التشفي ..
فقد توازنه .. مرة واحدة ..
فهوى على بساط الحجرة الأزرق .!!
.
.
:
.
وقدم إلي المسيو روبرتو كأساً من البيرة ..
أمسكت بي راحتي ..
وفي نشوة مجنونة .. ثم ألقيت به في جوفي ..
كأن ربى عطشانة ..
خارجة لتوها من صحراء مخيفة .. حارقة ..
.
.
:
.
- شيء حسن يا ربى .. شيء حسن .!!
فازددت استسلاماً وأنا أقول بلا وعي مني :
- وأريد المزيد ..
- إذن سوف تصلين ..
فقلت والأمل يؤسس خيامه على صدري :
- أصل إلى أين ؟..
- إلى ذلك المزيد ..!!
.
.
:
.
- تقصدين الطب ؟.
- أجل .. كلية الطب ..
- عظيم ...
كانت هذه تعلقيه الوحيد ..
وكنت أود لو يسأني عن تفاصيل أخرى .. من حياتي ..
.
.
:
.
.
- ألن تدخل معي إلى البيت ؟
- سيكون يا ربى .. ولكن ليس اليوم ..
سكت قليلاً .. فقد جرحني الحبيب ..
- هل أطمع في المستقبل ؟!!
- بكل تأكيد ..
.
.
:
.
انحنيت وانحت الحياة معي ..
سمعتها تقول بصوت متحشرج خائر :
- مسيو روبرتو .. روبرتو .. روبرتو ...
- والتفتت نظراتنا زائغة وتجمدنا كالموتى ..
ما معنى هذا الكلام ؟!!
وقال الصوت المنذر بالتلاشي :
- روبرتو .. محظة القطار .. روبرتو .. القطار ..
.
.
:
.
عرفت أخيراً أنك أيها الحنان ..
كنت تقرع الأجراس في وعي فتاة سادرة في قاع المجاري الآسنة ..
عرفت أنك كنت تصفعني لكن لكي توقظني وتحييني ..
كنت تعذبني لكن لتغسلني من الأوساخ وتقربني ..
.
:
.
.
في هذه اللحظات ..
قال القلب : بكل اللغات : مرحى .. مرحى ..
بيد أن كائناً آخر قال منذراً :
خطوة واحدة إلى الأمام وتشتعل فيك النيران .!!
أما أنا فقد :
ابتسمت !!
وضحكت ..
وبكيت !!..
.
.
:
.
- حسام هل تريد جواباً .. لا رجعة فيه ؟..
- نعم يا ربى .. لا رجعة فيه ..
.
.
:
.
قلت له وطعم الاستشهاد يغرس رايات النصر ..
على آخر الأرباض في ذاتي ..
:
:
:
........
.
:
العائدة
لسلام أحمد إدريسو
الرواية الفائزة
بالجائزة الثانية
بمسابقة القصة والرواية
لرابطة الأدب الإسلامي ..
نشر : العبيكان 1426هـ