ربعي نشاما
11-21-2011, 12:35 AM
السلام عليكم
تدور عجلة الزمن بسرعة مذهلة ترتجف منها القلوب الحية ، ذلك أن المسلم يكاد يطيش عقله عندما يقف مع نفسه محاسباً: ماذا قدّم فيما انقضى من أيام عمره ولياليه ؟؟ ويزداد خوفاً وفرقاً عندما يستحضر ما رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك ).فيا الله ما أقصر الأعمار .... !!! تبلغ الستين أو السبعين أو الثمانين أو المئة ، ثم تنتهي من الدنيا وتنتقل إلى الآخرة ، وهذا إن لم تتخطفك المنون في سن الشباب أو الكهولة ....!!!!
فهاهو عامنا الهجري .يجمع أطرافه ويلم أوراقه ويربط حقائبه
ثم يودعنا راحلاً بما حوى بين جنباته من أفراح وأتراح وآلام وآمال
فكم سعد فيه من أناس وكم شقي فيه من آخرين ،
كم من دمعات انحدرت فرحاً باللقاء ،
وكم من عبرات سكبت من لوعة الفراق....
مرت سنون بالوئام وبالهناء فكـأننا وكـأنها أيــام
ثم أعقبت أيام سوء بعدها فكأننا وكـأنها أعــوام
فكم من لحظات جميلة حلوة كالشهد طعماً ، وهنيئة لذيذة كالماء البارد على الكبد العطشى ، وكم من مناسبات يطير لها القلب شوقاً وفرحاً، ومواقف وأحداث يحبها الإنسان ، وددنا أنها تتكرر و تدوم... ولكن الله يفعل مايشاء ويحكم مايريد . يقول أبو البقاء الرندي:
لكل شيء اذا ما تم نقصان = فلا يغر بطيب العيش انسان
هي الأمور كما شاهدتها دول = من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لاتبقي على أحد = و لايدوم على حال لها شان
فكم من قريب في هذا العام ودعناه بعبرات حرّى ودموع مهراقة ، بعد أن واريناه التراب , وكم من صديق عزيز عظم فيه المصاب فلله الأمر من قبل ومن بعد .
فالمقصود أن هذا العام قد انصرم وكل لحظة منه تباعدنا عن الدنيا وتقربنا من الآخرة :
قال الفضيل بن عياض لرجل : كم أتى عليك ؟ قال : ستون سنة .
قال : فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ .
فقال الرجل : إنا لله و إنا إليه راجعون .
قال الفضيل : أتعرف تفسيرقول : إنا لله و إنا إليه راجعون !!؟
فمن علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف ، ومن علم أنه موقوف ،
فليعلم أنه مسئول ، فليعد للسؤال جوابا،
فقال الرجل : فما الحيلة ؟
قال : يسيرة . قال: ما هي ؟
قال : تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى ، فإنك إن أسأت فيما بقي ، أُخذت بما مضى وما بقي والأعمال بالخواتيم .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: "ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل واحدة منها بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل"أخرجه البخاري.
فالذي ينبغي للمسلم أن يحاسب نفسه ماذا قدم لها في ما مضى من عمره :
قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ))
قال ابن كثير رحمه الله : ( أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخر تم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ) .
فسبحـــــــــــان الله !!!!!
كيف يفرح العاقل بقطع الليالي و الأيام ؟؟ دون اعتبار ولاحساب لما كان فيها ، وما يكون بعدها
فإن اللبيب الموفق من اتعظ بأمسه، واجتهد في يومه، واستعد لغده.
اللهم اخلف علينا عامنا المنصرم بأعوام مليئة بالخيرات ، ومعمورة بالطاعات ،
إنك سميع مجيب
وكل عام وانتم بالف خير
تدور عجلة الزمن بسرعة مذهلة ترتجف منها القلوب الحية ، ذلك أن المسلم يكاد يطيش عقله عندما يقف مع نفسه محاسباً: ماذا قدّم فيما انقضى من أيام عمره ولياليه ؟؟ ويزداد خوفاً وفرقاً عندما يستحضر ما رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك ).فيا الله ما أقصر الأعمار .... !!! تبلغ الستين أو السبعين أو الثمانين أو المئة ، ثم تنتهي من الدنيا وتنتقل إلى الآخرة ، وهذا إن لم تتخطفك المنون في سن الشباب أو الكهولة ....!!!!
فهاهو عامنا الهجري .يجمع أطرافه ويلم أوراقه ويربط حقائبه
ثم يودعنا راحلاً بما حوى بين جنباته من أفراح وأتراح وآلام وآمال
فكم سعد فيه من أناس وكم شقي فيه من آخرين ،
كم من دمعات انحدرت فرحاً باللقاء ،
وكم من عبرات سكبت من لوعة الفراق....
مرت سنون بالوئام وبالهناء فكـأننا وكـأنها أيــام
ثم أعقبت أيام سوء بعدها فكأننا وكـأنها أعــوام
فكم من لحظات جميلة حلوة كالشهد طعماً ، وهنيئة لذيذة كالماء البارد على الكبد العطشى ، وكم من مناسبات يطير لها القلب شوقاً وفرحاً، ومواقف وأحداث يحبها الإنسان ، وددنا أنها تتكرر و تدوم... ولكن الله يفعل مايشاء ويحكم مايريد . يقول أبو البقاء الرندي:
لكل شيء اذا ما تم نقصان = فلا يغر بطيب العيش انسان
هي الأمور كما شاهدتها دول = من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لاتبقي على أحد = و لايدوم على حال لها شان
فكم من قريب في هذا العام ودعناه بعبرات حرّى ودموع مهراقة ، بعد أن واريناه التراب , وكم من صديق عزيز عظم فيه المصاب فلله الأمر من قبل ومن بعد .
فالمقصود أن هذا العام قد انصرم وكل لحظة منه تباعدنا عن الدنيا وتقربنا من الآخرة :
قال الفضيل بن عياض لرجل : كم أتى عليك ؟ قال : ستون سنة .
قال : فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ .
فقال الرجل : إنا لله و إنا إليه راجعون .
قال الفضيل : أتعرف تفسيرقول : إنا لله و إنا إليه راجعون !!؟
فمن علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف ، ومن علم أنه موقوف ،
فليعلم أنه مسئول ، فليعد للسؤال جوابا،
فقال الرجل : فما الحيلة ؟
قال : يسيرة . قال: ما هي ؟
قال : تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى ، فإنك إن أسأت فيما بقي ، أُخذت بما مضى وما بقي والأعمال بالخواتيم .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: "ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل واحدة منها بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل"أخرجه البخاري.
فالذي ينبغي للمسلم أن يحاسب نفسه ماذا قدم لها في ما مضى من عمره :
قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ))
قال ابن كثير رحمه الله : ( أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخر تم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ) .
فسبحـــــــــــان الله !!!!!
كيف يفرح العاقل بقطع الليالي و الأيام ؟؟ دون اعتبار ولاحساب لما كان فيها ، وما يكون بعدها
فإن اللبيب الموفق من اتعظ بأمسه، واجتهد في يومه، واستعد لغده.
اللهم اخلف علينا عامنا المنصرم بأعوام مليئة بالخيرات ، ومعمورة بالطاعات ،
إنك سميع مجيب
وكل عام وانتم بالف خير