النبع الخالد
10-31-2005, 07:13 AM
الأندية الأدبية: بين اللائحة المغيّبة وضرورة التغيير
سعود البلوي
كانت استقالة إدارة نادي جدة الأدبي الثقافي بمثابة الحجر التي سقطت في المياه الراكدة. لم تكن مجرد اجتهاد بقدر ما هي إيمان عميق بحتمية التغيير، إذ إن هذه المبادرة ستحسب لصالح نادي جدة بالتأكيد ولكن على الرغم من ذلك ما زالت هناك - في بعض الأندية - إدارات شديدة الشبه بـ(أبي الهول) تستعين على الزمان بالصمت!
لذلك لابد أن تتوارد في أذهان المهتمين بالشأن الثقافي علامات استفهام كبيرة حول الأسباب التي أوصلت الأمور إلى ذاك الحد من الجمود الثقافي. لقد صدرت اللائحة التنظيمية لعمل الأندية الأدبية في القرار رقم (46) بتاريخ 7/5/1395 بإمضاء الرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله).
تهدف اللائحة إلى ترسيخ دور الأندية الأدبية في نشر الوعي بين الجماهير. وقد أشارت فقرات المادة(2) من الباب الأول إلى سبل نشر هذا الوعي (مهام الأندية الأدبية)، عن طريق إقامة الندوات والمحاضرات والمناظرات، واجتذاب الكتّاب والمثقفين والشعراء، واستخدام (السينما) كوسيلة تثقيفية، وعمل برامج تمثيلية تربوية واجتماعية، وطبع ونشر الإنتاج الأدبي والثقافي، وكذلك الانضمام إلى الروابط والجمعيات العربية، وتبادل الكتب والبحوث والمعلومات.
لو أمعنّا النظر في أنشطة كثير من الأندية الأدبية، لوجدناها خاضعة لأمزجة أعضائها وميولهم إلى تضخيم الأنشطة الهامشية عبر الإعلام، رغم أن من يقوم بتلك الأنشطة الفاعلة قد يكون من المثقفين الحقيقيين المغمورين في هذا النادي أو ذاك، الذين هم بمثابة (الجندي المجهول) لأن همهم الوحيد استمرار الحراك والتطور الثقافي. لكن من أوكلت لهم مهمة (التلميع) في النادي الأدبي يقومون - دون حياء أو خجل - بتجيير تلك النشاطات لصالح من يملكون زمام الأمور من (ديناصورات) الثقافة من أعضاء مجلس الإدارة الذين يجيدون المراوغة والتغرير بالآخرين وتزييف الحقائق لصالحهم.
وتحاول هذه الأندية الأدبية (المستعمَرة) تكثيف الأنشطة التافهة في المناسبات العامة؛ لملء الفراغ النوعي في الأنشطة التي يفترض أن تضطلع بها في الحقل الثقافي؛إذ إنها باختصار مجرد حبر على ورق.
يتبادل بعض (أصحاب) الأندية توزيع الأدوار وتدوير المنافع داخل النادي وخارجه بسرية تامة انطلاقاً من مبدأ درء الشبهات واتقاء الفتنة؛ وذلك مما يثير حفيظة كثير من المثقفين الذين يلجأ بعضهم إلى مقاطعة النادي بسبب الممارسات السيئة التي تتم داخل الأسوار، والتي تعيق الانطلاق في فضاء الثقافة الرحب؛ نتيجةً لتقدم المصالح النفعية الذاتية على المصلحة العامة.
أما بخصوص مهام الأندية الأدبية فقد نصّت مواد (الباب الرابع) في اللائحة على تنظيم مجلس إدارة كل نادٍ أدبي، بحيث يدير شؤون النادي"مجلس إدارة مكوّن من 4-6 أعضاء يتم اختيارهم من الأعضاء العاملين في النادي" (المادة 16من الباب الرابع).
و"يشترط فيمن يُرشَّح لرئاسة مجلس الإدارة أن يكون له إنتاج أدبي معروف وألا يقل عمره عن 30 عاماً، كما يشترط في عضو مجلس الإدارة أن يكون له نشاط في مجالات الأدب والثقافة" (الفقرة أ من المادة 17 من الباب الرابع).
و "ينتخب مجلس الإدارة من بين أعضائه نائباً للرئيس وسكرتيراً وأميناً للصندوق" (المادة 18 من الباب الرابع).
"مدة المجلس أربع سنوات يجوز تجديدها لفترة أخرى مماثلة ولمرة واحدة فقط بقرار من سمو الرئيس العام لرعاية الشباب... وفي حالة تكوين مجلس إدارة جديد تجتمع الجمعية العمومية وينتخب من بينهم المجلس الجديد وفقاً للنظم المتبعة" (المادة 20 من الباب الرابع).
"يجتمع المجلس مرة واحدة على الأقل شهرياً وتصدق قراراته بالأغلبية المطلقة"
سعود البلوي
كانت استقالة إدارة نادي جدة الأدبي الثقافي بمثابة الحجر التي سقطت في المياه الراكدة. لم تكن مجرد اجتهاد بقدر ما هي إيمان عميق بحتمية التغيير، إذ إن هذه المبادرة ستحسب لصالح نادي جدة بالتأكيد ولكن على الرغم من ذلك ما زالت هناك - في بعض الأندية - إدارات شديدة الشبه بـ(أبي الهول) تستعين على الزمان بالصمت!
لذلك لابد أن تتوارد في أذهان المهتمين بالشأن الثقافي علامات استفهام كبيرة حول الأسباب التي أوصلت الأمور إلى ذاك الحد من الجمود الثقافي. لقد صدرت اللائحة التنظيمية لعمل الأندية الأدبية في القرار رقم (46) بتاريخ 7/5/1395 بإمضاء الرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله).
تهدف اللائحة إلى ترسيخ دور الأندية الأدبية في نشر الوعي بين الجماهير. وقد أشارت فقرات المادة(2) من الباب الأول إلى سبل نشر هذا الوعي (مهام الأندية الأدبية)، عن طريق إقامة الندوات والمحاضرات والمناظرات، واجتذاب الكتّاب والمثقفين والشعراء، واستخدام (السينما) كوسيلة تثقيفية، وعمل برامج تمثيلية تربوية واجتماعية، وطبع ونشر الإنتاج الأدبي والثقافي، وكذلك الانضمام إلى الروابط والجمعيات العربية، وتبادل الكتب والبحوث والمعلومات.
لو أمعنّا النظر في أنشطة كثير من الأندية الأدبية، لوجدناها خاضعة لأمزجة أعضائها وميولهم إلى تضخيم الأنشطة الهامشية عبر الإعلام، رغم أن من يقوم بتلك الأنشطة الفاعلة قد يكون من المثقفين الحقيقيين المغمورين في هذا النادي أو ذاك، الذين هم بمثابة (الجندي المجهول) لأن همهم الوحيد استمرار الحراك والتطور الثقافي. لكن من أوكلت لهم مهمة (التلميع) في النادي الأدبي يقومون - دون حياء أو خجل - بتجيير تلك النشاطات لصالح من يملكون زمام الأمور من (ديناصورات) الثقافة من أعضاء مجلس الإدارة الذين يجيدون المراوغة والتغرير بالآخرين وتزييف الحقائق لصالحهم.
وتحاول هذه الأندية الأدبية (المستعمَرة) تكثيف الأنشطة التافهة في المناسبات العامة؛ لملء الفراغ النوعي في الأنشطة التي يفترض أن تضطلع بها في الحقل الثقافي؛إذ إنها باختصار مجرد حبر على ورق.
يتبادل بعض (أصحاب) الأندية توزيع الأدوار وتدوير المنافع داخل النادي وخارجه بسرية تامة انطلاقاً من مبدأ درء الشبهات واتقاء الفتنة؛ وذلك مما يثير حفيظة كثير من المثقفين الذين يلجأ بعضهم إلى مقاطعة النادي بسبب الممارسات السيئة التي تتم داخل الأسوار، والتي تعيق الانطلاق في فضاء الثقافة الرحب؛ نتيجةً لتقدم المصالح النفعية الذاتية على المصلحة العامة.
أما بخصوص مهام الأندية الأدبية فقد نصّت مواد (الباب الرابع) في اللائحة على تنظيم مجلس إدارة كل نادٍ أدبي، بحيث يدير شؤون النادي"مجلس إدارة مكوّن من 4-6 أعضاء يتم اختيارهم من الأعضاء العاملين في النادي" (المادة 16من الباب الرابع).
و"يشترط فيمن يُرشَّح لرئاسة مجلس الإدارة أن يكون له إنتاج أدبي معروف وألا يقل عمره عن 30 عاماً، كما يشترط في عضو مجلس الإدارة أن يكون له نشاط في مجالات الأدب والثقافة" (الفقرة أ من المادة 17 من الباب الرابع).
و "ينتخب مجلس الإدارة من بين أعضائه نائباً للرئيس وسكرتيراً وأميناً للصندوق" (المادة 18 من الباب الرابع).
"مدة المجلس أربع سنوات يجوز تجديدها لفترة أخرى مماثلة ولمرة واحدة فقط بقرار من سمو الرئيس العام لرعاية الشباب... وفي حالة تكوين مجلس إدارة جديد تجتمع الجمعية العمومية وينتخب من بينهم المجلس الجديد وفقاً للنظم المتبعة" (المادة 20 من الباب الرابع).
"يجتمع المجلس مرة واحدة على الأقل شهرياً وتصدق قراراته بالأغلبية المطلقة"