بدر البلوي
11-10-2005, 11:47 PM
ما دون النجوم!!
كريمة منيفي
لا تشعر ليلى بأنها بحاجة للعمل أو الارتباط بأي مهنة ، رغم ملاحقة الكثيرين لها بأن تعمل. لم تتركها صديقاتها كل جلسة إلا و لامنَها على أنها لا تعمل . هذا غير إلحاح جاراتها و أهلها على نفس الموضوع . كل هذا لا يهمها فهي مقتنعة بأنها لا تحتاج للعمل خارج البيت .
زوجها يعمل ، و راتبه يكفي كل متطلبات بيتهما الهادئ و أسرتهما الصغيرة ؛ فلماذا الخروج للعمل، و البدء في دوامة لا تنتهي من العذابات اليومية؟!!
في هذه المملكة الصغيرة بدأت ليلى ممارسة كل مهارات الحياة التي تعلمتها . تشعر بقمة المتعة حينما تدير منزلها و تطبق المهارات الإدارية جميعها من إعداد الموازنة إلى التخطيط و التنظيم و إدارة الوقت و الضغوط و الرقابة و الاطلاع على ما هو جديد من خلال القراءة ولا تنسى كتابة تجاربها و آرائها.فاعتادت أن تمارس كل هذه الأعمال بمتعة عالية. حيث تنتظر زوجها كل يوم لتزيل عنه كل ما علق به من هموم العمل و ضغوط الحياة. تشاركه كل شيء : عواطفه .. أفكاره ..كتاباته .. همومه ..
لم يذكر لها زوجها يوما بأنه يريدها أن تعمل ، و لم يفرض عليها ذلك، لكنه في إحدى الجلسات، و حينما كانت تقرأ له إحدى مقالاته التي كان ينوي نشرها في عموده الثابت في جريدة " الوعد" .. فاجأها بسؤاله :
لماذا لا تفكرين في العمل يا ليلى ؟
- أي عمل يا فؤاد؟!
- أنا أراهن على انك تملكين أسلوبا رائعا في التدريس، ستكونين معلمة رائعة ، بل ستكونين مبدعة في أي عمل آخر.
ـ معقول؟
ـ بالطبع . لم لا تفكرين جديا في هذا الموضوع، ألا تحلمين بأن تكون لك شخصيتك المستقلة و وضعك الاجتماعي..
تنظر إليه ليلى نظرة هادئة و ترتسم على وجهها ابتسامة ساحرة ، تلقى بالمقال جانبا : أنا اخترت ما هو أسمى!!
لم تنس ليلى موقفها الصارم بأنها لن تتخلى عن طموحها يوما . لن ترضى بما هو دون النجوم . لقد رسم لها أبوها طريقاً زاخرا بالنجاح و تفوقت في جميع مراحل الدراسة ، ثم تميزت في كل شيء ، وحينما تخرجت من أربع سنوات من كلية الآداب – قسم لغة إنجليزية ـ كان المجال مفتوحا أمامها لتكون من ذوات المراكز المرموقة ، و مازال المجال مفتوحا أمامها حتى هذه الساعة إن قررت ذلك.
تقدمت ليلى نحو زوجها . احتضنت يديه و أخذته إلى النافذة ، و همست : أترى تلك النجوم ؟
ـ نعم أراها و لكن ما علاقتها بموضوعنا يا ليلى ؟
ـ ألا تفهم؟
ـ أرجوك لا تسرحي بي بعيدا ؛ فأنا أناقشك في موضوع ليس له علاقة بالنجوم !
ـ كيف ليس له علاقة بالنجوم ؟ كل هذه النجوم تمنعني من أن اعمل ..!!
- كيف؟
- لأنني لا ارغب بما دون النجوم !
قالتها بمرح ، و ضحكت ضحكة هادئة فاضت في الحجرة ولونتها بالسعادة : لقد قررت و اخترت باقتناع أن أكون ملكة في مملكتي هنا . أرعى زوجي و أطفالي و أدير أمور مملكتي ، و أمارس هواياتي . ليس لدي وقت عمل خارج مملكتي..!! لكن ربما يتغير الأمر يوما .
نظر إلى السماء البعيدة ولمح بريق النجوم إن كانت تصله رغم أنها بعيدة وتملأ قلبه بالسعادة الغامرة .
((( منقول )))
كريمة منيفي
لا تشعر ليلى بأنها بحاجة للعمل أو الارتباط بأي مهنة ، رغم ملاحقة الكثيرين لها بأن تعمل. لم تتركها صديقاتها كل جلسة إلا و لامنَها على أنها لا تعمل . هذا غير إلحاح جاراتها و أهلها على نفس الموضوع . كل هذا لا يهمها فهي مقتنعة بأنها لا تحتاج للعمل خارج البيت .
زوجها يعمل ، و راتبه يكفي كل متطلبات بيتهما الهادئ و أسرتهما الصغيرة ؛ فلماذا الخروج للعمل، و البدء في دوامة لا تنتهي من العذابات اليومية؟!!
في هذه المملكة الصغيرة بدأت ليلى ممارسة كل مهارات الحياة التي تعلمتها . تشعر بقمة المتعة حينما تدير منزلها و تطبق المهارات الإدارية جميعها من إعداد الموازنة إلى التخطيط و التنظيم و إدارة الوقت و الضغوط و الرقابة و الاطلاع على ما هو جديد من خلال القراءة ولا تنسى كتابة تجاربها و آرائها.فاعتادت أن تمارس كل هذه الأعمال بمتعة عالية. حيث تنتظر زوجها كل يوم لتزيل عنه كل ما علق به من هموم العمل و ضغوط الحياة. تشاركه كل شيء : عواطفه .. أفكاره ..كتاباته .. همومه ..
لم يذكر لها زوجها يوما بأنه يريدها أن تعمل ، و لم يفرض عليها ذلك، لكنه في إحدى الجلسات، و حينما كانت تقرأ له إحدى مقالاته التي كان ينوي نشرها في عموده الثابت في جريدة " الوعد" .. فاجأها بسؤاله :
لماذا لا تفكرين في العمل يا ليلى ؟
- أي عمل يا فؤاد؟!
- أنا أراهن على انك تملكين أسلوبا رائعا في التدريس، ستكونين معلمة رائعة ، بل ستكونين مبدعة في أي عمل آخر.
ـ معقول؟
ـ بالطبع . لم لا تفكرين جديا في هذا الموضوع، ألا تحلمين بأن تكون لك شخصيتك المستقلة و وضعك الاجتماعي..
تنظر إليه ليلى نظرة هادئة و ترتسم على وجهها ابتسامة ساحرة ، تلقى بالمقال جانبا : أنا اخترت ما هو أسمى!!
لم تنس ليلى موقفها الصارم بأنها لن تتخلى عن طموحها يوما . لن ترضى بما هو دون النجوم . لقد رسم لها أبوها طريقاً زاخرا بالنجاح و تفوقت في جميع مراحل الدراسة ، ثم تميزت في كل شيء ، وحينما تخرجت من أربع سنوات من كلية الآداب – قسم لغة إنجليزية ـ كان المجال مفتوحا أمامها لتكون من ذوات المراكز المرموقة ، و مازال المجال مفتوحا أمامها حتى هذه الساعة إن قررت ذلك.
تقدمت ليلى نحو زوجها . احتضنت يديه و أخذته إلى النافذة ، و همست : أترى تلك النجوم ؟
ـ نعم أراها و لكن ما علاقتها بموضوعنا يا ليلى ؟
ـ ألا تفهم؟
ـ أرجوك لا تسرحي بي بعيدا ؛ فأنا أناقشك في موضوع ليس له علاقة بالنجوم !
ـ كيف ليس له علاقة بالنجوم ؟ كل هذه النجوم تمنعني من أن اعمل ..!!
- كيف؟
- لأنني لا ارغب بما دون النجوم !
قالتها بمرح ، و ضحكت ضحكة هادئة فاضت في الحجرة ولونتها بالسعادة : لقد قررت و اخترت باقتناع أن أكون ملكة في مملكتي هنا . أرعى زوجي و أطفالي و أدير أمور مملكتي ، و أمارس هواياتي . ليس لدي وقت عمل خارج مملكتي..!! لكن ربما يتغير الأمر يوما .
نظر إلى السماء البعيدة ولمح بريق النجوم إن كانت تصله رغم أنها بعيدة وتملأ قلبه بالسعادة الغامرة .
((( منقول )))