الدكتور سعيد الرواجفه
06-19-2012, 03:05 PM
************
الغول والمارد
**************
الدكتور سعيد احمد الرواجفه
57 بيتا الْغُولُ والْمَارِدْ
________________________________________
الْمَارِدُ الْجَبَارُ يَخْشَى مَنْدَلِي
وَيَعْودُ يَقْفِزُ فَوْقَ صُمِّ الْجَنْدَلِ
فِإذِا رآنِي قَدْ قَرَأتُ الطًّلْسَمَا
خَرَّتْ مَفَاصِلُهُ بِقُرْبِ مُحجَّلِــــــــي
مُتَكَوِّماً مُتَخَضِّعاً فِي رَحْمَتِي
مُتَضَائِلاً فِي حَجْمِ حَبِّ الْخَرْدَلِ
"أنَا خَادِمٌ أَرْجُو لِعَفْوِكَ سَيِدِّي"
مُتَلَعْثِماً فِي تَمْتَمِ الْمُتَوَسِّلِ
إنْهَضْ بَأمْرِي وَاقِفاً مُتَأَدِّبَـــاً
وَعِقَابُ مِثْلِكَ أَكْلُ جُرْسِ الْحَرْمَلِ
إمْضِ لِتَوِّكَ فِي الْفَلاةِ مُنَادِياً
وَأجْمَعْ لِرَبْعِكَ فِي الْمَكَانِ الأفْضَلِ
واْنْقُلْ إلَيْهِمْ آمِراً مِنْ آمِرِ
أنـِّي عَلَيْهِمْ فِي الْغَدَاةِ مُحَوِّلِ
فَتََفَازَعَ الْمُرْدَانُ هَذَا مَارِدٌ
كَئِبٌ كَذَاكَ الْمَارِدِ الْمُتَهَلِّــلِ
كُلُّ لَهُ هَيْءٌ تَعَمْلَقَ شَكْلُهُ
مِثْلُ الدُّخَانِ الصَّاعِدِ الْمُتَجَدِّلِ
ذَا أَسْودُ اللِّوْنِ وَذَاكَ الأبْيَضُ
مُتَشَامِخاً فِي الْجَوِّ يَنْظُرُ مِنْ عَلِ
وَتَرَى لآخَرَ رَكِّبَتْ ألْوَانـُــهُ
يَبْدُو كَطَيْفٍ فِي حَنَايَا الْمُصْقَلِ
وَالْبَعْضُ يَرْكَبُ مُسْرِجاً شُبُحاً هُنَا
مِثْلَ الْخُيُولِ تَلَمْلَمَتْ مِنْ أَخْيُلِ
جَمْعٌ كَثِيفٌ جُمِّعُوا وَتَصَايَحُوا
صَوْتٌ لَهُمْ دَوَّى كَقَذْفِ الْقُنْبُلِ
لَبَّيْكَ سيِّدُنَا بِأَمْرِكَ فُزِّعَتْ
هَذِي الْجُمُوعُ وَأُقِفَتْ فِي الْمَحْفَلِ
فَكِرَهْتُ أَنْ يَبْقَى خِلَافاً شَكْلُهُمْ
هَذَا التَّنَاقُضُ فِيهِ لــــــمْ أَتَحَـــمَّلِ
هَيَّا جَمِيعاً وَحِّدُوا ألْوَانَكُمْ
فََتَصَاغَرُوا وَتَحجَّمُوا فِي الأضْئَلِ
وَتَحَوَّلُوا قُزُماً تَوَحَّدَ هَيْئُهُمْ
وَتَنَظَّمُوا وَتَصَافَفُوا فِي الأْكْمَلِ
"أيْنَ الزَّعِيمُ لِيَأتِي لِي حَالاً هُنَا"
فَبَدَا الزَّعِيمُ مِنَ الطِّرَازِ الأوَّلِ
"قدْ جِئْتُ حَالاً مَا الأوَامِرُ وَالْنُّهَى
أُأْمُرْ نُطِعْ لَكَ فِي حُدُودِ الْمُنْزَلِ؟"
أُدْنُ إليَّ كَبِيرهُمْ مُتَنَصِّتاً
واْسْمَعْ لأَمْرِي طَائِعاً لِي وَافْعَلِ
"إخْدَعْ لِرَبْعِكَ بِالْكَلَامِ مُنَمِّقاً
كَلِمَاتِ مِنْ زِيَفٍ وَمِنْ مُتَضَلِّلِ"
فَأَجَابَ:مَعْذِرَةً تَرَانِي عَاجِزاً
لا نُحْسِنُ التَّضْلِيلَ كَابْنِ الْمَهْبَلِ
مِنْ نَارِ قَدْ خُلِقَتْ طَبَائِعُنَا وَمِنْ
لَهَبَاتِهَا كُنَّا بِصِدْقِ الْمِقـْـــــــوَلِ
فَنَظَرْتُ تَوّاً لِلْجُمُوعِ مُوِّجَهاً
أمْراً لِكُلٍّ مِنْهُ غَنِّ وَطَبِّــــــلِ
فَأَجَابِتِ الأفْرَادُ:أُعْذُرْ عَجْزَنَا
الرَّقْصُ لِلرُّؤَسَاءِ طَبْعُ مُغَفَّـلِ
فَشَكَرْتُ حُسْنَ لِقَائِهِمْ وَأمَرْتُهُمْ
إفْرنْقِعُوا فَلَكُمْ طِبَاعُ الأفْضَلِ
فَتَفَرَقُوا وَتَحَجَّبُوا وَتَكَلَّمـــُـــــوا
صَوْتٌ تَفَرْقَعَ: طَوْعُ أَمْرِ غَرَنْدِلِ
________________________________________
وَأَسِيرُ فِي الظَّلْمَا بِقَلْبٍ جَلْمَدٍ
مُتَوَثِّقُ الْخَطَوَاتِ لَمْ أَتَزَلْـزَلِ
وَالضَّبْعُ تُرْعَبُ فِي الشِّعَابِ جُمُوعُهَا
مِنِّي إذَا أَقْبَلْتُ غَيْرَ مُبَدِّلِ
فإذا رَأتْ زَوْلِي تَجُرُّ ذُيُولَهَا
كَثِيَابِ نُسْوِ الْحَيِّ عِنْدَ النُّزَّلِ
وَتُقَعْقِعُ الأصْوَاتَ مُقْبِلَةً وَفِي
إدْبَارِهَا حُدُثٌ تُفَرْقِعُ مِنْ يَلِي
نَفَحَاتُ رِيحٍ خُلِّطَتْ هَدَرَاتُهَا
مِثْلَ الْبَرُودِ بِجِمْرِ رَكِْيي الْمِزْبَلِ
أَضْرَاسُهَا تَصْفِيحُ قَالِبِ صُفِّحَتْ
مُتَصَمِّتٌ كَحَدِيدِ حَدِّ الْمِعْوَلِ
وَالْبَوْلُ يُرْشَقُ طَائِراً مِنْ أَذْيُلٍ
تَبْغِي بِهِ سَلْباً لِلُبِّ الْعَاقِلِ
فَإِذَا تَخَلْخلَ لُبُّ ذَا يَتْبَعْ لَهَا
يَجْرِي إلَى أَوْكَارِهَا بِالْهـَــرْوِلِ
________________________________________
وَالْغُولُ مَرْعُوبٌ يُهَزْهِزُ شِدْقَهُ
كالرِّيحِ يَهْزُزُ فِي فَتِيلِ الْمِشْعَلِ
قَدْ كانَ يُرْعِبُ أهْلَ حَيٍّ كُلَهُ
والْكُلُّ يَنْدِبُ مَا فَنَى مِنْ قُتَّلِ
بالقربِ جاورهمْ فداورهمْ بِهِ
يَفْرِي لِشَيْخٍ فِي فِنَاءِ الْمَنْزِلِ
بِأَظَافِرٍ حُدْبٍ وَوَجْهٍ مُرْعِبٍ
وَحَوَادِقٍ بُرْقٍ كَزَيْتٍ مُشْعَلِ
الْوَجْهُ أسْوَدُ وَالْعُيونُ تَفَتَّقَتْ
شُقَّتْ مِنْ الأعْلَى فَنَحْوَ الأسْفَلِ
مِثْلُ الْغَدِيرِ تَكَسَّرَتْ فِيهِ السَّمَا
وَاللَّوْنُ فِيَها رَاكِدٌ لَمْ يَنْجَلِ
أَنْيَابُهُ فِي فَجْوَةٍ مِنْ وَجْهِهِ
كَخُيُوطِ ضُوءٍ فِي الظَّلامِ الْمُسْدَلِ
جِلْدٌ لَهُ مِثْلُ الْكَدَادِ بِشَعْرِهِ
شَوْكٌ تَغَزْغَزَ فِي مَسَامِ الْمُنْخُلِ
فَأَسِيرُ نَحْوَهُ والْتَّرَصُّدُ بَيْنَنَا
إثْنَانِ كُنَّا مِنْ طُغَاةِ البُّسَلِ
أَمْشِي أحَاذِرُ أَنْ يَكُونَ مُبَاغِتاً
وَتَرَاهُ يَغْلِي مِثْلَ مَاءِ الْمِرْجَلِ
مُتهِّيجاً مُتَكَشِّراً مُتَحَفِزاً
فَبَدَأتُ أنْذِرُهُ وَلَمْ أتَعَجِّــــــلِ
ألْقَيْتُ نَفْسِي فِي مَحَاوِرِ أَنْفِهِ
مِثْلَ الْحَدِيدِ الصَّمْصَمِ الْمُتَكتِّلِ
فَتَلَمْلَمَ الْغُولُ الرَّهِيبُ يُريُدنِي
مُتَسَدِّدِاً نَحْوِي يُحَدِّدُ مَقْتَلِي
فَرَمَيْتُ كَفِّي لِلشَّعِيبِ مُخَامِساً
حَجَراً زَلِيطاً مِنْ حِجَارِ الدَّحْدَلِ
وَقَذَفْتُ ذَاكَ الْغُولَ فِي لَهَزَاتِهِ
أقْعَى ضَعِيفاً بَاكِياً مُتَذَلِّلِي
عَبَرَاتُهُ تَهْمِي وَصَوْتُهُ يَائِسٌ
وَالشَّكْلُ بَائِسُ كَاليَتَيِمِ الْمُهْمَلِ
مُتَثنِّياً أَطْرَافُهُ فِي صَدْرِهِ
مِثْلَ الْبَريِمِ الْغَزْلِ فَوْقَ الْمِغَزلِ
"إنْهَضْ بِجَنْبِي سَائِراً مُتَخَشِّعاً
وَطِعِ الأوَامَر يَا أسِيرَ غَرَنْدَلِ
وَبَدَأتُ أسَحْبُ أذْنَهُ مُتَبَلِّغاً
أُذْنَاً سَمِيكاً مِثْلَ قُرْصِ الْمَلْمَلِ
وَقَدِمْتُ ذَاكَ الْحَيِّ فَرَّتْ نُسْوُهُ
هَلَعاً مُوَلْوِلَةً لَهَوْلٍ مُقْبــِـــــلِ
أمَّا الرِّجَالُ فَقَدْ تَغَيَّرَ سَمْتُهُمْ
سَاوَتْ نَوَاظِرهُمْ ثُقُوبَ الْمُنْهَلِ
فَوَضَعْتُ ذَاكَ الْغُولَ تَحْتَ عُيُونِهِمْ
"قُومُوا لَهُ" وَصَكَكْتُ بَابَ الْمَنْدَلِ
************************************
*********************
******************
*********
*
المؤلف : الدكتور سعيد احمد الرواجفه
حقوق المؤلف محفوظة .
يُسمح الإقتباس مع ذكر المصدر والمؤلفش
الغول والمارد
**************
الدكتور سعيد احمد الرواجفه
57 بيتا الْغُولُ والْمَارِدْ
________________________________________
الْمَارِدُ الْجَبَارُ يَخْشَى مَنْدَلِي
وَيَعْودُ يَقْفِزُ فَوْقَ صُمِّ الْجَنْدَلِ
فِإذِا رآنِي قَدْ قَرَأتُ الطًّلْسَمَا
خَرَّتْ مَفَاصِلُهُ بِقُرْبِ مُحجَّلِــــــــي
مُتَكَوِّماً مُتَخَضِّعاً فِي رَحْمَتِي
مُتَضَائِلاً فِي حَجْمِ حَبِّ الْخَرْدَلِ
"أنَا خَادِمٌ أَرْجُو لِعَفْوِكَ سَيِدِّي"
مُتَلَعْثِماً فِي تَمْتَمِ الْمُتَوَسِّلِ
إنْهَضْ بَأمْرِي وَاقِفاً مُتَأَدِّبَـــاً
وَعِقَابُ مِثْلِكَ أَكْلُ جُرْسِ الْحَرْمَلِ
إمْضِ لِتَوِّكَ فِي الْفَلاةِ مُنَادِياً
وَأجْمَعْ لِرَبْعِكَ فِي الْمَكَانِ الأفْضَلِ
واْنْقُلْ إلَيْهِمْ آمِراً مِنْ آمِرِ
أنـِّي عَلَيْهِمْ فِي الْغَدَاةِ مُحَوِّلِ
فَتََفَازَعَ الْمُرْدَانُ هَذَا مَارِدٌ
كَئِبٌ كَذَاكَ الْمَارِدِ الْمُتَهَلِّــلِ
كُلُّ لَهُ هَيْءٌ تَعَمْلَقَ شَكْلُهُ
مِثْلُ الدُّخَانِ الصَّاعِدِ الْمُتَجَدِّلِ
ذَا أَسْودُ اللِّوْنِ وَذَاكَ الأبْيَضُ
مُتَشَامِخاً فِي الْجَوِّ يَنْظُرُ مِنْ عَلِ
وَتَرَى لآخَرَ رَكِّبَتْ ألْوَانـُــهُ
يَبْدُو كَطَيْفٍ فِي حَنَايَا الْمُصْقَلِ
وَالْبَعْضُ يَرْكَبُ مُسْرِجاً شُبُحاً هُنَا
مِثْلَ الْخُيُولِ تَلَمْلَمَتْ مِنْ أَخْيُلِ
جَمْعٌ كَثِيفٌ جُمِّعُوا وَتَصَايَحُوا
صَوْتٌ لَهُمْ دَوَّى كَقَذْفِ الْقُنْبُلِ
لَبَّيْكَ سيِّدُنَا بِأَمْرِكَ فُزِّعَتْ
هَذِي الْجُمُوعُ وَأُقِفَتْ فِي الْمَحْفَلِ
فَكِرَهْتُ أَنْ يَبْقَى خِلَافاً شَكْلُهُمْ
هَذَا التَّنَاقُضُ فِيهِ لــــــمْ أَتَحَـــمَّلِ
هَيَّا جَمِيعاً وَحِّدُوا ألْوَانَكُمْ
فََتَصَاغَرُوا وَتَحجَّمُوا فِي الأضْئَلِ
وَتَحَوَّلُوا قُزُماً تَوَحَّدَ هَيْئُهُمْ
وَتَنَظَّمُوا وَتَصَافَفُوا فِي الأْكْمَلِ
"أيْنَ الزَّعِيمُ لِيَأتِي لِي حَالاً هُنَا"
فَبَدَا الزَّعِيمُ مِنَ الطِّرَازِ الأوَّلِ
"قدْ جِئْتُ حَالاً مَا الأوَامِرُ وَالْنُّهَى
أُأْمُرْ نُطِعْ لَكَ فِي حُدُودِ الْمُنْزَلِ؟"
أُدْنُ إليَّ كَبِيرهُمْ مُتَنَصِّتاً
واْسْمَعْ لأَمْرِي طَائِعاً لِي وَافْعَلِ
"إخْدَعْ لِرَبْعِكَ بِالْكَلَامِ مُنَمِّقاً
كَلِمَاتِ مِنْ زِيَفٍ وَمِنْ مُتَضَلِّلِ"
فَأَجَابَ:مَعْذِرَةً تَرَانِي عَاجِزاً
لا نُحْسِنُ التَّضْلِيلَ كَابْنِ الْمَهْبَلِ
مِنْ نَارِ قَدْ خُلِقَتْ طَبَائِعُنَا وَمِنْ
لَهَبَاتِهَا كُنَّا بِصِدْقِ الْمِقـْـــــــوَلِ
فَنَظَرْتُ تَوّاً لِلْجُمُوعِ مُوِّجَهاً
أمْراً لِكُلٍّ مِنْهُ غَنِّ وَطَبِّــــــلِ
فَأَجَابِتِ الأفْرَادُ:أُعْذُرْ عَجْزَنَا
الرَّقْصُ لِلرُّؤَسَاءِ طَبْعُ مُغَفَّـلِ
فَشَكَرْتُ حُسْنَ لِقَائِهِمْ وَأمَرْتُهُمْ
إفْرنْقِعُوا فَلَكُمْ طِبَاعُ الأفْضَلِ
فَتَفَرَقُوا وَتَحَجَّبُوا وَتَكَلَّمـــُـــــوا
صَوْتٌ تَفَرْقَعَ: طَوْعُ أَمْرِ غَرَنْدِلِ
________________________________________
وَأَسِيرُ فِي الظَّلْمَا بِقَلْبٍ جَلْمَدٍ
مُتَوَثِّقُ الْخَطَوَاتِ لَمْ أَتَزَلْـزَلِ
وَالضَّبْعُ تُرْعَبُ فِي الشِّعَابِ جُمُوعُهَا
مِنِّي إذَا أَقْبَلْتُ غَيْرَ مُبَدِّلِ
فإذا رَأتْ زَوْلِي تَجُرُّ ذُيُولَهَا
كَثِيَابِ نُسْوِ الْحَيِّ عِنْدَ النُّزَّلِ
وَتُقَعْقِعُ الأصْوَاتَ مُقْبِلَةً وَفِي
إدْبَارِهَا حُدُثٌ تُفَرْقِعُ مِنْ يَلِي
نَفَحَاتُ رِيحٍ خُلِّطَتْ هَدَرَاتُهَا
مِثْلَ الْبَرُودِ بِجِمْرِ رَكِْيي الْمِزْبَلِ
أَضْرَاسُهَا تَصْفِيحُ قَالِبِ صُفِّحَتْ
مُتَصَمِّتٌ كَحَدِيدِ حَدِّ الْمِعْوَلِ
وَالْبَوْلُ يُرْشَقُ طَائِراً مِنْ أَذْيُلٍ
تَبْغِي بِهِ سَلْباً لِلُبِّ الْعَاقِلِ
فَإِذَا تَخَلْخلَ لُبُّ ذَا يَتْبَعْ لَهَا
يَجْرِي إلَى أَوْكَارِهَا بِالْهـَــرْوِلِ
________________________________________
وَالْغُولُ مَرْعُوبٌ يُهَزْهِزُ شِدْقَهُ
كالرِّيحِ يَهْزُزُ فِي فَتِيلِ الْمِشْعَلِ
قَدْ كانَ يُرْعِبُ أهْلَ حَيٍّ كُلَهُ
والْكُلُّ يَنْدِبُ مَا فَنَى مِنْ قُتَّلِ
بالقربِ جاورهمْ فداورهمْ بِهِ
يَفْرِي لِشَيْخٍ فِي فِنَاءِ الْمَنْزِلِ
بِأَظَافِرٍ حُدْبٍ وَوَجْهٍ مُرْعِبٍ
وَحَوَادِقٍ بُرْقٍ كَزَيْتٍ مُشْعَلِ
الْوَجْهُ أسْوَدُ وَالْعُيونُ تَفَتَّقَتْ
شُقَّتْ مِنْ الأعْلَى فَنَحْوَ الأسْفَلِ
مِثْلُ الْغَدِيرِ تَكَسَّرَتْ فِيهِ السَّمَا
وَاللَّوْنُ فِيَها رَاكِدٌ لَمْ يَنْجَلِ
أَنْيَابُهُ فِي فَجْوَةٍ مِنْ وَجْهِهِ
كَخُيُوطِ ضُوءٍ فِي الظَّلامِ الْمُسْدَلِ
جِلْدٌ لَهُ مِثْلُ الْكَدَادِ بِشَعْرِهِ
شَوْكٌ تَغَزْغَزَ فِي مَسَامِ الْمُنْخُلِ
فَأَسِيرُ نَحْوَهُ والْتَّرَصُّدُ بَيْنَنَا
إثْنَانِ كُنَّا مِنْ طُغَاةِ البُّسَلِ
أَمْشِي أحَاذِرُ أَنْ يَكُونَ مُبَاغِتاً
وَتَرَاهُ يَغْلِي مِثْلَ مَاءِ الْمِرْجَلِ
مُتهِّيجاً مُتَكَشِّراً مُتَحَفِزاً
فَبَدَأتُ أنْذِرُهُ وَلَمْ أتَعَجِّــــــلِ
ألْقَيْتُ نَفْسِي فِي مَحَاوِرِ أَنْفِهِ
مِثْلَ الْحَدِيدِ الصَّمْصَمِ الْمُتَكتِّلِ
فَتَلَمْلَمَ الْغُولُ الرَّهِيبُ يُريُدنِي
مُتَسَدِّدِاً نَحْوِي يُحَدِّدُ مَقْتَلِي
فَرَمَيْتُ كَفِّي لِلشَّعِيبِ مُخَامِساً
حَجَراً زَلِيطاً مِنْ حِجَارِ الدَّحْدَلِ
وَقَذَفْتُ ذَاكَ الْغُولَ فِي لَهَزَاتِهِ
أقْعَى ضَعِيفاً بَاكِياً مُتَذَلِّلِي
عَبَرَاتُهُ تَهْمِي وَصَوْتُهُ يَائِسٌ
وَالشَّكْلُ بَائِسُ كَاليَتَيِمِ الْمُهْمَلِ
مُتَثنِّياً أَطْرَافُهُ فِي صَدْرِهِ
مِثْلَ الْبَريِمِ الْغَزْلِ فَوْقَ الْمِغَزلِ
"إنْهَضْ بِجَنْبِي سَائِراً مُتَخَشِّعاً
وَطِعِ الأوَامَر يَا أسِيرَ غَرَنْدَلِ
وَبَدَأتُ أسَحْبُ أذْنَهُ مُتَبَلِّغاً
أُذْنَاً سَمِيكاً مِثْلَ قُرْصِ الْمَلْمَلِ
وَقَدِمْتُ ذَاكَ الْحَيِّ فَرَّتْ نُسْوُهُ
هَلَعاً مُوَلْوِلَةً لَهَوْلٍ مُقْبــِـــــلِ
أمَّا الرِّجَالُ فَقَدْ تَغَيَّرَ سَمْتُهُمْ
سَاوَتْ نَوَاظِرهُمْ ثُقُوبَ الْمُنْهَلِ
فَوَضَعْتُ ذَاكَ الْغُولَ تَحْتَ عُيُونِهِمْ
"قُومُوا لَهُ" وَصَكَكْتُ بَابَ الْمَنْدَلِ
************************************
*********************
******************
*********
*
المؤلف : الدكتور سعيد احمد الرواجفه
حقوق المؤلف محفوظة .
يُسمح الإقتباس مع ذكر المصدر والمؤلفش