عوض الهطيلي
07-16-2012, 09:40 PM
http://im19.gulfup.com/2012-06-24/1340529088353.gif
من هدى النبى صلى الله عليه وسلم في رمضان :
كان له صلى الله عليه وسلم سنن كثيرة في صيامه ولكن نذكر أهم معالمها:..
تعجيل الفطر وتأخير السحور
كان عليه الصلاة والسلام في رمضان يعجل الإفطار، ويقول: {أحب العباد إلى الله أعجلهم فطراً } والفطر هنا إذا غربت الشمس، كما في حديث عمر الصحيح {إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، فقد أفطر الصائم } لأن اليهود كانوا يؤخرون الفطر، فعجل صلى الله عليه وسلم الإفطار، بشرط أن تغرب الشمس وأن يذهب النهار، وأن يأتي الليل، وكان يفطر صلى الله عليه وسلم على رطب، كما في حديث أنس عند أبي داود والترمذي بسند حسن، قال: {كان صلى الله عليه وسلم يفطر على رطب، فإن لم يجد فعلى تميرات، فإن لم يجد حسى حسوات من ماء } عليه الصلاة والسلام.
وعند أبي داود والترمذي من حديث سلمان بن عامر ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ليفطر أحدكم على تمر، فإن لم يجد فليشرب ماءً فإنه طهور } والعجيب أن في الرطب والتمر سرٌ عجيب للصائم، أورد ذلك ابن القيم ، فإن البطن إذا جاع كان أحلى شيء يوافق المعدة التمر، فهو حلو يوافق الجوع، فسبحان الله من علمه وهداه -صلى الله عليه وسلم- سواء السبيل، فكان طبيباً للأبدان، وطبيباً للقلوب يقودها إلى الله تبارك وتعالى.
وكان عليه الصلاة والسلام يؤخر السحور، بشرط ألا يصبح عليه الصباح، فيقول عليه الصلاة والسلام: {تسحروا فإن في السحور بركة } وبركة السحور تأتي بأمور ثلاثة:
أولاً: أنه إحياء لهذه السنة العامرة من الرسول عليه الصلاة والسلام، فبركة السنة لا يعادلها شيء، وكثيرٌ من الناس قد يترك طعام السحور، وقد خالف في ذلك السنة ولو أن صومه صحيح، فالسنة أن تقوم فتتسحر بما يسر الله، ليبارك الله في قيامك وصيامك.
ثانياً: أنها ساعة ينـزل الله فيها إلى سماء الدنيا فيقول: {هل من سائل فأستجيب له، هل من داع فأجيبه، هل من مستغفر فأغفر له } فإذا رآك الله وأنت متسحر ذاكرٌ له، مستغفر منيب تائب، غفر لك سبحانه، وقبل دعاءك وأجاب سؤالك، وتاب عليك فيمن تاب، وأعتق رقبتك من النار، فهنيئاً لك بتلك الجلسة الإيمانية، فمقصودها وسرها الثاني أن تكون مستغفراً في السحر، فما أحسن السحر! وما أطيب السحر!
قام طاوس بن كيسان العلامة الكبير الزاهد العابد يزور أخاً له وقت السحر، فطرق عليه الباب، فقال له صديقه: أتأتيني في هذا الوقت، أيزار في هذا الوقت؟ فقال طاوس : والله الذي لا إله إلا هو ما ظننت أن أحداً ينام في السحر، أي: من المسلمين.
فانظر إليه من كثرة عبادته واتصاله بالله يستغرب أن ينام أحدٌ من الناس في السحر.
ثالثاً: أنه يعينك بإذن الله على الصيام في النهار، ويسكن حالك وأنت تتلذذ بنعمة الله، وتتناول طعام سحورك، كأنك تقول: يا رب هذا الطعام الذي خلقته ورزقته أتقوى به على طاعتك، وهو من أنواع الشكر على النعمة، وما أحسن الطعام إذا نوى به العبد التقوي على عبادة الواحد الأحد.
http://im19.gulfup.com/2012-06-24/1340529088641.gif
الإكثار من الذكر
كان من هديه صلى الله عليه وسلم في رمضان: أن يكثر من الذكر والتبتل والاستغفار والمناجاة والدعاء، فإنها حياة القلوب.
كان يواصل الصيام وينهى الصحابة عن الوصال، فيواصلون ويقولون: يا رسول الله إنك تواصل، أي: مواصلة الليل بالنهار، قال: {إني لست كهيئتكم } وفي رواية: {لست بمثلكم، إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين } وفي رواية: {إن ربي يطعمني ويسقين }.
أورد هذه الروايات ابن القيم في زاد المعاد بألفاظها، قال: واختلف أهل العلم على قسمين: قوم يقولون: إنه طعام حسي وماء معروف يسقى به عليه الصلاة والسلام ويأكل، وليس هذا بصحيح؛ لأنه لو كان كذلك لما كان صائماً عليه الصلاة والسلام، ولو كان كذلك لما قال: {إني لست كهيئتكم } ولو كان كذلك لما كان له ميزة عليه الصلاة والسلام عليهم في الوصال.
والصحيح أنه يطعم ويسقى بالمعارف التي تفاض على قلبه من الواحد الأحد، من لذة المناجاة، وحسن الذكر، وعذوبة دعائه لمولاه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وبما يغدق على روحه، ويسدل على قلبه من ذكر ودعاء وتبتل يشبع ويروي، ولذلك ترى بعض الناس إذا سروا بأمر تركوا الطعام والشراب، وإذا سروا بأمر نزلت دموع الفرحة من خدودهم.
فبعض الناس لولهه ولكثرة سروره وفرحه يستعيض به عن الطعام،:
فكأنه عليه الصلاة والسلام لفرحه بعبودية ربه كان من أسر الناس قلباً، ومن أشرحهم صدراً، يستعيض عن كثرة الطعام والشراب بهذا،
لذلك يقول الأندلسي أبو إسحاق الألبيري لابنه في قصيدته الرائعة المبكية الحارة التي توجه إلى كل شاب، وهي من أحسن القصائد والوصايا، يقول:
فقوت الروح أرواح المعاني وليس بأن طعمت ولا شربتا
يقول: قوت القلب، وغذاء الروح هي جواهر المعاني من الآيات والأحاديث، وليس بأن تأكل وتشرب؛ لأن هذا للجسم،
فكان عليه الصلاة والسلام يتغذى بالذكر والتهليل والتكبير والتسبيح والاستغفار، وبكثرة المناجاة، والدعاء، فأدعوكم -أيها الأخيار والأبرار- إلى استغلال هذا الشهر في كثرة الذكر.
http://im19.gulfup.com/2012-06-24/1340529088641.gif
الاعتكاف
كان من هديه عليه الصلاة والسلام الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.
والاعتكاف: لزوم مسجدٍ لطاعة الله عز وجل، فيحيي قلبه بالذكر والتلاوة، ويقطع مشاغله وارتباطاته بالناس، ويحيا مع الله عز وجل، فيفرغ القلب لمولاه، ويكثر من دعاء ربه تبارك وتعالى، ويحيي قلبه بالآيات البينات.
والاعتكاف سنة من أحسن السنن وقد عطل إلا من بعض الأشخاص، وهو أحسن ما يمكن أن يربى به القلب، يوم تتفرغ من الناس، ومن كلامهم، والاتصال بهم، لتتصل برب الناس وملكهم وإلههم، وهل ثَم أحسن من هذا؟
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في رمضان أن يبشر به الأمة الإسلامية الخالدة، أمة لا إله إلا الله، وفي بعض الآثار: { أن الله عز وجل يعتق في كل ليلة من ليالي رمضان مائة ألف، وأما في آخر ليلة فيعتق بقدر ما أعتق في كل ليلة مرت }.
فهل بعد هذا من بشرى للأمة؟ إنها مبشرات وليست بشرى واحدة، وإنها مكرمات وليست مكرمة واحدة، وإنها أعطيات وليست أعطية واحدة، وكان عليه الصلاة والسلام في رمضان يقوم الليل -كم أسلفت- وربما قام الناس معه جماعة، وربما ترك عليه الصلاة والسلام الجماعة وصلى وحده، ولذلك أتى عمر فجمع الناس في صلاة التراويح.
للشيخ : ( عائض القرني )
من أعداد : منتدى الشيخ محمد العريفي ,,,
لآتنسونا ومن قام بهذا العمل من صالح دعواكم ..
من هدى النبى صلى الله عليه وسلم في رمضان :
كان له صلى الله عليه وسلم سنن كثيرة في صيامه ولكن نذكر أهم معالمها:..
تعجيل الفطر وتأخير السحور
كان عليه الصلاة والسلام في رمضان يعجل الإفطار، ويقول: {أحب العباد إلى الله أعجلهم فطراً } والفطر هنا إذا غربت الشمس، كما في حديث عمر الصحيح {إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، فقد أفطر الصائم } لأن اليهود كانوا يؤخرون الفطر، فعجل صلى الله عليه وسلم الإفطار، بشرط أن تغرب الشمس وأن يذهب النهار، وأن يأتي الليل، وكان يفطر صلى الله عليه وسلم على رطب، كما في حديث أنس عند أبي داود والترمذي بسند حسن، قال: {كان صلى الله عليه وسلم يفطر على رطب، فإن لم يجد فعلى تميرات، فإن لم يجد حسى حسوات من ماء } عليه الصلاة والسلام.
وعند أبي داود والترمذي من حديث سلمان بن عامر ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ليفطر أحدكم على تمر، فإن لم يجد فليشرب ماءً فإنه طهور } والعجيب أن في الرطب والتمر سرٌ عجيب للصائم، أورد ذلك ابن القيم ، فإن البطن إذا جاع كان أحلى شيء يوافق المعدة التمر، فهو حلو يوافق الجوع، فسبحان الله من علمه وهداه -صلى الله عليه وسلم- سواء السبيل، فكان طبيباً للأبدان، وطبيباً للقلوب يقودها إلى الله تبارك وتعالى.
وكان عليه الصلاة والسلام يؤخر السحور، بشرط ألا يصبح عليه الصباح، فيقول عليه الصلاة والسلام: {تسحروا فإن في السحور بركة } وبركة السحور تأتي بأمور ثلاثة:
أولاً: أنه إحياء لهذه السنة العامرة من الرسول عليه الصلاة والسلام، فبركة السنة لا يعادلها شيء، وكثيرٌ من الناس قد يترك طعام السحور، وقد خالف في ذلك السنة ولو أن صومه صحيح، فالسنة أن تقوم فتتسحر بما يسر الله، ليبارك الله في قيامك وصيامك.
ثانياً: أنها ساعة ينـزل الله فيها إلى سماء الدنيا فيقول: {هل من سائل فأستجيب له، هل من داع فأجيبه، هل من مستغفر فأغفر له } فإذا رآك الله وأنت متسحر ذاكرٌ له، مستغفر منيب تائب، غفر لك سبحانه، وقبل دعاءك وأجاب سؤالك، وتاب عليك فيمن تاب، وأعتق رقبتك من النار، فهنيئاً لك بتلك الجلسة الإيمانية، فمقصودها وسرها الثاني أن تكون مستغفراً في السحر، فما أحسن السحر! وما أطيب السحر!
قام طاوس بن كيسان العلامة الكبير الزاهد العابد يزور أخاً له وقت السحر، فطرق عليه الباب، فقال له صديقه: أتأتيني في هذا الوقت، أيزار في هذا الوقت؟ فقال طاوس : والله الذي لا إله إلا هو ما ظننت أن أحداً ينام في السحر، أي: من المسلمين.
فانظر إليه من كثرة عبادته واتصاله بالله يستغرب أن ينام أحدٌ من الناس في السحر.
ثالثاً: أنه يعينك بإذن الله على الصيام في النهار، ويسكن حالك وأنت تتلذذ بنعمة الله، وتتناول طعام سحورك، كأنك تقول: يا رب هذا الطعام الذي خلقته ورزقته أتقوى به على طاعتك، وهو من أنواع الشكر على النعمة، وما أحسن الطعام إذا نوى به العبد التقوي على عبادة الواحد الأحد.
http://im19.gulfup.com/2012-06-24/1340529088641.gif
الإكثار من الذكر
كان من هديه صلى الله عليه وسلم في رمضان: أن يكثر من الذكر والتبتل والاستغفار والمناجاة والدعاء، فإنها حياة القلوب.
كان يواصل الصيام وينهى الصحابة عن الوصال، فيواصلون ويقولون: يا رسول الله إنك تواصل، أي: مواصلة الليل بالنهار، قال: {إني لست كهيئتكم } وفي رواية: {لست بمثلكم، إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين } وفي رواية: {إن ربي يطعمني ويسقين }.
أورد هذه الروايات ابن القيم في زاد المعاد بألفاظها، قال: واختلف أهل العلم على قسمين: قوم يقولون: إنه طعام حسي وماء معروف يسقى به عليه الصلاة والسلام ويأكل، وليس هذا بصحيح؛ لأنه لو كان كذلك لما كان صائماً عليه الصلاة والسلام، ولو كان كذلك لما قال: {إني لست كهيئتكم } ولو كان كذلك لما كان له ميزة عليه الصلاة والسلام عليهم في الوصال.
والصحيح أنه يطعم ويسقى بالمعارف التي تفاض على قلبه من الواحد الأحد، من لذة المناجاة، وحسن الذكر، وعذوبة دعائه لمولاه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وبما يغدق على روحه، ويسدل على قلبه من ذكر ودعاء وتبتل يشبع ويروي، ولذلك ترى بعض الناس إذا سروا بأمر تركوا الطعام والشراب، وإذا سروا بأمر نزلت دموع الفرحة من خدودهم.
فبعض الناس لولهه ولكثرة سروره وفرحه يستعيض به عن الطعام،:
فكأنه عليه الصلاة والسلام لفرحه بعبودية ربه كان من أسر الناس قلباً، ومن أشرحهم صدراً، يستعيض عن كثرة الطعام والشراب بهذا،
لذلك يقول الأندلسي أبو إسحاق الألبيري لابنه في قصيدته الرائعة المبكية الحارة التي توجه إلى كل شاب، وهي من أحسن القصائد والوصايا، يقول:
فقوت الروح أرواح المعاني وليس بأن طعمت ولا شربتا
يقول: قوت القلب، وغذاء الروح هي جواهر المعاني من الآيات والأحاديث، وليس بأن تأكل وتشرب؛ لأن هذا للجسم،
فكان عليه الصلاة والسلام يتغذى بالذكر والتهليل والتكبير والتسبيح والاستغفار، وبكثرة المناجاة، والدعاء، فأدعوكم -أيها الأخيار والأبرار- إلى استغلال هذا الشهر في كثرة الذكر.
http://im19.gulfup.com/2012-06-24/1340529088641.gif
الاعتكاف
كان من هديه عليه الصلاة والسلام الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.
والاعتكاف: لزوم مسجدٍ لطاعة الله عز وجل، فيحيي قلبه بالذكر والتلاوة، ويقطع مشاغله وارتباطاته بالناس، ويحيا مع الله عز وجل، فيفرغ القلب لمولاه، ويكثر من دعاء ربه تبارك وتعالى، ويحيي قلبه بالآيات البينات.
والاعتكاف سنة من أحسن السنن وقد عطل إلا من بعض الأشخاص، وهو أحسن ما يمكن أن يربى به القلب، يوم تتفرغ من الناس، ومن كلامهم، والاتصال بهم، لتتصل برب الناس وملكهم وإلههم، وهل ثَم أحسن من هذا؟
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في رمضان أن يبشر به الأمة الإسلامية الخالدة، أمة لا إله إلا الله، وفي بعض الآثار: { أن الله عز وجل يعتق في كل ليلة من ليالي رمضان مائة ألف، وأما في آخر ليلة فيعتق بقدر ما أعتق في كل ليلة مرت }.
فهل بعد هذا من بشرى للأمة؟ إنها مبشرات وليست بشرى واحدة، وإنها مكرمات وليست مكرمة واحدة، وإنها أعطيات وليست أعطية واحدة، وكان عليه الصلاة والسلام في رمضان يقوم الليل -كم أسلفت- وربما قام الناس معه جماعة، وربما ترك عليه الصلاة والسلام الجماعة وصلى وحده، ولذلك أتى عمر فجمع الناس في صلاة التراويح.
للشيخ : ( عائض القرني )
من أعداد : منتدى الشيخ محمد العريفي ,,,
لآتنسونا ومن قام بهذا العمل من صالح دعواكم ..