صالح مسلم الجذلى
11-04-2012, 01:15 AM
بطلٌ يقبّلُ المسلمونَ رأسَه
كانَ هنالك صحابيٌّ جليلٌ، وبطلٌ عظيمٌ من أبطالِ المسلمينَ, وهو من السابقين الأوّلين إلى التصديقِِ برسالة محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلّم، اسمُهُ عبدُ اللهِ بنُ حُذافةَ السهميُّ. كان يجاهدُ في سبيلِ اللهِ في بلادِ الرومِ ، وذاتَ يومٍ وقع أسيرا في أيديهم . أخذَه الجنودُ مكبّلا بالأغلالِ، واقتادوه إلى ملكِهم، وعندما رآه الملكُ أُعجب به، ورأى عليه من المهابةِ والوقارِ ما يروعُ ويدهشُ، فأرادَ أن يكونَ من رجالِهِ، فدعاهُ إلى الدُخولِ في دينِهم، أي أنْ يتنصّرَ ويصبحَ منهم، وقال له:
- أعطيك نصفََ ملكي إن تنصّرتَ وتركتَ دينك..
قال عبدُ الله:
- لا أفعلُ ولو أعطيتَني ملكك كلَّه..
فأمر به الملكُ، فعُذِّب عذابا شديدا،و أحرقوا أمامه أسيرا من المسلمين، لكي يُخيفوه ويُرعبوه، وهو راسخٌ لا يضعفُ ولا يلينُ..
وكلّما أمعنوا في تعذيبِه ازداد قوةً وعزيمة، وكلّما قال له ملكُ الرومِ مخوِّفا:
- اتركْ دينَك وإلا ظللتَ تُعذَّبُ حتى تموتَ
قال عبدُ اللهِ بعزيمةِ المؤمنِ القويِّ:
- لا أتركُ ديني أيُّها الملكُ ولو قطّعتَني قطعا.. الموتُ أحبُّ إليّ من ذلك..
ولمّا أدرك ملِكُ الرومِ أنه أمامَ رجلٍ قويِّ الإيمانِ والعزيمةِ كالجبالِ، ولا يمكنُ أن يرتدَّ عن دينِهِ ولو أُعطِيتْ له الدّنيا كلُّها؛ قالَ له:
- حسنا.. قبِّلْ رأسي أيُّها الأسيرُ وأنا أُطلقُ سراحَكَ..
فكّر عبدُ اللهِ في الأمرِ طويلا، وتذكَّر إخوانَه المسلمين المأسورين عندَ هؤلاءِ الرومِ، يُعذَّبون ويُفتنون، ورأى أنّها فرصةٌ لتخليصِهم وفكِّ أسرِهم، وهداه اللهُ إلى أن يضحيَ بشيءٍ من كرامتِه لإرضاءِ هذا الملكِ المغرورِ من أجلِ مصلحةِ إخوانِه المسلمينَ. قالَ عبدُ اللهِ لملكِ الرُّومِ: - أقبِّلُ رأسَكَ بشرطِ أن تطلقَ سراحَ جميعِ المسلمين الأسرى عندَكَ.. وافقَ ملكُ الرُّومِ على ذلكَ ، فقبّلَ عبدُ اللهِ بنُ حُذافةَ رأسَه، وكان ثمنُ هذه القبلةَِ أنْ خلَّصتِ المسلمين من أسرِهم، وعادوا إلى ديارِهم سالمين.
ولمّا رجعَ عبدُ اللهِ ؛ دخلَ على خليفةِ المسلمينَ ، وهو يومذاكَ عمرُ بنُ الخطابِ – رضيَ اللهُ عنه –فرحّب به عمرُ ، وباركَ صنيعَه، وقال له: - قبّلتَ رأسَ ملكِ الرُّومِ من أجلِ المسلمينَ، وإنه لحقٌّ على كلِّ مسلمٍ في مقابلِ ذلك أن يقبِّلَ رأسَك الطاهرَ، وأنا أوّلُ منْ سيقبِّلُهُ.. وقام أميرُ المؤمنين عمرُ بنُ الخطّابِ- رضيَ اللهُ عنه- فقبَّل رأسَ عبدِ اللهِ، ثمّ قام المسلمون جميعا، فقبَّلوا رأسَه، تعظيما لهذا البطلِ، وردّا لمكانتِه واعتبارِه.
كانَ هنالك صحابيٌّ جليلٌ، وبطلٌ عظيمٌ من أبطالِ المسلمينَ, وهو من السابقين الأوّلين إلى التصديقِِ برسالة محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلّم، اسمُهُ عبدُ اللهِ بنُ حُذافةَ السهميُّ. كان يجاهدُ في سبيلِ اللهِ في بلادِ الرومِ ، وذاتَ يومٍ وقع أسيرا في أيديهم . أخذَه الجنودُ مكبّلا بالأغلالِ، واقتادوه إلى ملكِهم، وعندما رآه الملكُ أُعجب به، ورأى عليه من المهابةِ والوقارِ ما يروعُ ويدهشُ، فأرادَ أن يكونَ من رجالِهِ، فدعاهُ إلى الدُخولِ في دينِهم، أي أنْ يتنصّرَ ويصبحَ منهم، وقال له:
- أعطيك نصفََ ملكي إن تنصّرتَ وتركتَ دينك..
قال عبدُ الله:
- لا أفعلُ ولو أعطيتَني ملكك كلَّه..
فأمر به الملكُ، فعُذِّب عذابا شديدا،و أحرقوا أمامه أسيرا من المسلمين، لكي يُخيفوه ويُرعبوه، وهو راسخٌ لا يضعفُ ولا يلينُ..
وكلّما أمعنوا في تعذيبِه ازداد قوةً وعزيمة، وكلّما قال له ملكُ الرومِ مخوِّفا:
- اتركْ دينَك وإلا ظللتَ تُعذَّبُ حتى تموتَ
قال عبدُ اللهِ بعزيمةِ المؤمنِ القويِّ:
- لا أتركُ ديني أيُّها الملكُ ولو قطّعتَني قطعا.. الموتُ أحبُّ إليّ من ذلك..
ولمّا أدرك ملِكُ الرومِ أنه أمامَ رجلٍ قويِّ الإيمانِ والعزيمةِ كالجبالِ، ولا يمكنُ أن يرتدَّ عن دينِهِ ولو أُعطِيتْ له الدّنيا كلُّها؛ قالَ له:
- حسنا.. قبِّلْ رأسي أيُّها الأسيرُ وأنا أُطلقُ سراحَكَ..
فكّر عبدُ اللهِ في الأمرِ طويلا، وتذكَّر إخوانَه المسلمين المأسورين عندَ هؤلاءِ الرومِ، يُعذَّبون ويُفتنون، ورأى أنّها فرصةٌ لتخليصِهم وفكِّ أسرِهم، وهداه اللهُ إلى أن يضحيَ بشيءٍ من كرامتِه لإرضاءِ هذا الملكِ المغرورِ من أجلِ مصلحةِ إخوانِه المسلمينَ. قالَ عبدُ اللهِ لملكِ الرُّومِ: - أقبِّلُ رأسَكَ بشرطِ أن تطلقَ سراحَ جميعِ المسلمين الأسرى عندَكَ.. وافقَ ملكُ الرُّومِ على ذلكَ ، فقبّلَ عبدُ اللهِ بنُ حُذافةَ رأسَه، وكان ثمنُ هذه القبلةَِ أنْ خلَّصتِ المسلمين من أسرِهم، وعادوا إلى ديارِهم سالمين.
ولمّا رجعَ عبدُ اللهِ ؛ دخلَ على خليفةِ المسلمينَ ، وهو يومذاكَ عمرُ بنُ الخطابِ – رضيَ اللهُ عنه –فرحّب به عمرُ ، وباركَ صنيعَه، وقال له: - قبّلتَ رأسَ ملكِ الرُّومِ من أجلِ المسلمينَ، وإنه لحقٌّ على كلِّ مسلمٍ في مقابلِ ذلك أن يقبِّلَ رأسَك الطاهرَ، وأنا أوّلُ منْ سيقبِّلُهُ.. وقام أميرُ المؤمنين عمرُ بنُ الخطّابِ- رضيَ اللهُ عنه- فقبَّل رأسَ عبدِ اللهِ، ثمّ قام المسلمون جميعا، فقبَّلوا رأسَه، تعظيما لهذا البطلِ، وردّا لمكانتِه واعتبارِه.