ماجد سليمان البلوي
12-31-2012, 12:18 PM
قصة القسيس والطفل علي واقعية للتسامح الديني..؟؟
في أيام زمان .. وفي بلاد العرب كان التسامح الديني فيها يصل إلى حد الإخوة ..
كانوا يفرحون عندما يرى قسيس القرية بلباسه الأسود الثقيل .. وقلنسوته التي تشبه طاقية الجيش الفرنسي أيام نابليون ..
وفرحهم يأتي سريعا لان القسيس كان يحمل في جعبته ألوانا من ( الحامض حلو) وأنواعا أخرى من التوفي والملبسات ..
وما إن يرى المسلمون في الأعياد .. حتى يتبسط معهم ويسليهم بقصصه الطريفة ويعطينا شيئا مما تحمل جيوبه ..
وفي الدير الذي كان موجودآ على إطراف القرية العربية يوجد طفل مسلم يدعى ( علي اليتيم) يسكن بجوار الدير ..
والذي عاش مع أمه وحيدا بعد رحيل والده الى ربه .. فكان قسيس الدير يفتقدها بأنواع من الهدايا وبعض المأكولات..
لكي تستعين بها على تربية ( علي) ذو السنين العشر .
إلا إن ما كان يزعج ( القسيس) إن عليا كان سليط اللسان بعيدا عن التحدث بأدب بعدنا عن التهذيب ..
فما ان تكلفه أمه بشيء حتى يبدأ لسانه ( بالغلط) وكان القسيس يأتي اليه ويباركه.. ويضع يده على رأسه ويتمتم بكلمات من الإنجيل ..
ولكن علي ظل على حاله بل بالعكس .. ازدادت الشتائم والمسبات للدين والكلام الرذيل والعفرته ..
وفي يوم فكر القسيس بهذا الشقي وذهب الى امه وقال لها : يا ام علي .. اريد ان آخذ عليا الى الدير لكي يعمل عندنا ..
ضربت ام علي يدها على خديها وكادت تلطم وقالت : يا خيبتي .. بدك تسوي ابني مسيحي .. فقال لها القسيس :
يا ام علي .. المسيحيون لا ينقصون واحدا لكي يكتمل دينهم بعلي .. اريد ان يتعلم بعض العادات الجميلة .. واهمها ان لا يسب الدين ..
وان لا ينحرف لسانه الى الغلط .. لعل وعسى ان يثيبنا الرب على حسن صنيعنا مع علي..
ثم ان عليا اشتغل في الدير .. ومنذ اليوم الاول وضع القسيس تحت لسان علي حجرا صغيرا ذا اطراف مسننة ليمنعه من الكلام والسب قائلا له : يا علي ..
اذا تفوهت بكلمات غير مؤدبة او سببت الدين فان الحجر سوف يجرح لسانك.. وهكذا مضت الايام وعلي يحافظ على حسن الكلام فلا يلفظ قبيحا ..
وهكذا وبعد مرور بعض الوقت اصبح ( علي ) يد القسيس اليمنى .. فيكلفه بمهمات يقوم بها دون ان يلهج لسانه بالغلط ..
وكان (علي) يذهب الى امه في المساء مثل القطة الخائفة .. ويتحدث معها بهدوء وأدب لم تعهده من قبل ..
وجاء عيد الفصح المجيد للمسيحين .. فاصطحب القسيس عليا الى القرى المجاورة لمباركة الناس وزيارتهم في بيوتهم ..
وكانت ( الحصوة ) لا تزال تحت لسان علي ..
ولفحهما حر النهار وهما ينتظران الحافلة العتيقة على جوانب الطرقات ..
الا ان ذلك لم يمنع من ان يذهب الأب القسيس لزيارة الناس في منازلهم والسلام عليهم ..
وهكذا ما ان انقضى النهار حتى كان الجهد قد بلغ منهما مبلغا عظيما .
وقف القسيس وعلي يجففان عرقهما تحت ظل زيتونة على جانب الطريق انتظارا للحافلة في طريق العودة الى الدير ..
وطال الانتظار وازداد العرق منهما تصببا ..
وفي غضون ذلك .. سمعا صوتا لامرأة تنادى القسيس باسمه ..
فنظرا فاذا بها في اعلى الجبل تقف على باب بيتها وتطلب الى القسيس ان يأتي اليها مع الصبي في امر هام ..
وحاول القسيس ان يسألها عما تريده ..
فالجبل عال وبعيد وشمس النهار حارة وربما انقضت نصف ساعة قبل ان يصلا اليها فتمر الحافلة عنهما ..
وهكذا يقضيان ليلهما بين كروم الزيتون فصاحت المرأة ..
لن يستغرق ذلك طويلا يا ابانا القسيس .. فقط اصعد الى بيتنا ..
ضرب القسيس كفا بأخر وقال لعلي .. دعنا نصعد اليها ..
فربما كانت بحاجة الى المساعدة ..
وهكذا بدأت رحلة الصعود الى اعلى الجبل ..
وما ان وصلا بعد نصف ساعة من الزمان حتى هدهما التعب ..
فجلسا عند عتبة البيت وهما يلهثان ويلتقطان انفاسهما ..
ومن خلال تتابع أنفاسهما سأل القسيس المرأة :
ماذا تريدين يا ابنتي : قالت المرأة :
يا ابانا .. لقد مررت علينا قبل مدة فباركت البيت والأولاد ..
ولكنك نسيت ان تبارك ( قن ) خم الدجاج عند عتبة البيت ..
نظر علي الى وجه القسيس بشىء من الشماتة وابتسم ضاحكآ..
وتنقل نظر القسيس بين علي والمرأة ثم قال لعلي بحده :
هل لا تزال الحصوة تحت لسانك ؟
قال علي : نعم يا ابانا القسيس ..
قال القسيس : ابصق الحصوة وهات اسمعنا أنغامك السحرية ..
ففي مثل هذه المواقف لا يجوز ان تظل الحصوة تحت لسانك ..؟
هههههههههه
لكم تحيات
ماجد البلوي
في أيام زمان .. وفي بلاد العرب كان التسامح الديني فيها يصل إلى حد الإخوة ..
كانوا يفرحون عندما يرى قسيس القرية بلباسه الأسود الثقيل .. وقلنسوته التي تشبه طاقية الجيش الفرنسي أيام نابليون ..
وفرحهم يأتي سريعا لان القسيس كان يحمل في جعبته ألوانا من ( الحامض حلو) وأنواعا أخرى من التوفي والملبسات ..
وما إن يرى المسلمون في الأعياد .. حتى يتبسط معهم ويسليهم بقصصه الطريفة ويعطينا شيئا مما تحمل جيوبه ..
وفي الدير الذي كان موجودآ على إطراف القرية العربية يوجد طفل مسلم يدعى ( علي اليتيم) يسكن بجوار الدير ..
والذي عاش مع أمه وحيدا بعد رحيل والده الى ربه .. فكان قسيس الدير يفتقدها بأنواع من الهدايا وبعض المأكولات..
لكي تستعين بها على تربية ( علي) ذو السنين العشر .
إلا إن ما كان يزعج ( القسيس) إن عليا كان سليط اللسان بعيدا عن التحدث بأدب بعدنا عن التهذيب ..
فما ان تكلفه أمه بشيء حتى يبدأ لسانه ( بالغلط) وكان القسيس يأتي اليه ويباركه.. ويضع يده على رأسه ويتمتم بكلمات من الإنجيل ..
ولكن علي ظل على حاله بل بالعكس .. ازدادت الشتائم والمسبات للدين والكلام الرذيل والعفرته ..
وفي يوم فكر القسيس بهذا الشقي وذهب الى امه وقال لها : يا ام علي .. اريد ان آخذ عليا الى الدير لكي يعمل عندنا ..
ضربت ام علي يدها على خديها وكادت تلطم وقالت : يا خيبتي .. بدك تسوي ابني مسيحي .. فقال لها القسيس :
يا ام علي .. المسيحيون لا ينقصون واحدا لكي يكتمل دينهم بعلي .. اريد ان يتعلم بعض العادات الجميلة .. واهمها ان لا يسب الدين ..
وان لا ينحرف لسانه الى الغلط .. لعل وعسى ان يثيبنا الرب على حسن صنيعنا مع علي..
ثم ان عليا اشتغل في الدير .. ومنذ اليوم الاول وضع القسيس تحت لسان علي حجرا صغيرا ذا اطراف مسننة ليمنعه من الكلام والسب قائلا له : يا علي ..
اذا تفوهت بكلمات غير مؤدبة او سببت الدين فان الحجر سوف يجرح لسانك.. وهكذا مضت الايام وعلي يحافظ على حسن الكلام فلا يلفظ قبيحا ..
وهكذا وبعد مرور بعض الوقت اصبح ( علي ) يد القسيس اليمنى .. فيكلفه بمهمات يقوم بها دون ان يلهج لسانه بالغلط ..
وكان (علي) يذهب الى امه في المساء مثل القطة الخائفة .. ويتحدث معها بهدوء وأدب لم تعهده من قبل ..
وجاء عيد الفصح المجيد للمسيحين .. فاصطحب القسيس عليا الى القرى المجاورة لمباركة الناس وزيارتهم في بيوتهم ..
وكانت ( الحصوة ) لا تزال تحت لسان علي ..
ولفحهما حر النهار وهما ينتظران الحافلة العتيقة على جوانب الطرقات ..
الا ان ذلك لم يمنع من ان يذهب الأب القسيس لزيارة الناس في منازلهم والسلام عليهم ..
وهكذا ما ان انقضى النهار حتى كان الجهد قد بلغ منهما مبلغا عظيما .
وقف القسيس وعلي يجففان عرقهما تحت ظل زيتونة على جانب الطريق انتظارا للحافلة في طريق العودة الى الدير ..
وطال الانتظار وازداد العرق منهما تصببا ..
وفي غضون ذلك .. سمعا صوتا لامرأة تنادى القسيس باسمه ..
فنظرا فاذا بها في اعلى الجبل تقف على باب بيتها وتطلب الى القسيس ان يأتي اليها مع الصبي في امر هام ..
وحاول القسيس ان يسألها عما تريده ..
فالجبل عال وبعيد وشمس النهار حارة وربما انقضت نصف ساعة قبل ان يصلا اليها فتمر الحافلة عنهما ..
وهكذا يقضيان ليلهما بين كروم الزيتون فصاحت المرأة ..
لن يستغرق ذلك طويلا يا ابانا القسيس .. فقط اصعد الى بيتنا ..
ضرب القسيس كفا بأخر وقال لعلي .. دعنا نصعد اليها ..
فربما كانت بحاجة الى المساعدة ..
وهكذا بدأت رحلة الصعود الى اعلى الجبل ..
وما ان وصلا بعد نصف ساعة من الزمان حتى هدهما التعب ..
فجلسا عند عتبة البيت وهما يلهثان ويلتقطان انفاسهما ..
ومن خلال تتابع أنفاسهما سأل القسيس المرأة :
ماذا تريدين يا ابنتي : قالت المرأة :
يا ابانا .. لقد مررت علينا قبل مدة فباركت البيت والأولاد ..
ولكنك نسيت ان تبارك ( قن ) خم الدجاج عند عتبة البيت ..
نظر علي الى وجه القسيس بشىء من الشماتة وابتسم ضاحكآ..
وتنقل نظر القسيس بين علي والمرأة ثم قال لعلي بحده :
هل لا تزال الحصوة تحت لسانك ؟
قال علي : نعم يا ابانا القسيس ..
قال القسيس : ابصق الحصوة وهات اسمعنا أنغامك السحرية ..
ففي مثل هذه المواقف لا يجوز ان تظل الحصوة تحت لسانك ..؟
هههههههههه
لكم تحيات
ماجد البلوي