ماجد سليمان البلوي
01-19-2013, 06:39 PM
لم تعد لي شمعة تنير هذا الظلام..؟؟
مع بدايه فجراً جديد بدا المطر يهطل على شوارع البلدة
وبعد معركه طويله دامت طوال الليل.
ومع زقزقة العصافير بدأت الشمس ترسل خيوطها الذهبيه عبر فتحات الجدار.
التى خلّفها الرصاص على سرير (اميمه) التى كانت تبلغ من العمر العاشره.
وكانت اميمه تعيش في منزل صغير مع والدتها
التى كانت تبلغ من العمر الخامسه والاربعين,
وكانت اميمه فرحة والدتها واملها الوحيد الباقي لها
بعد ماعانت عشرين سنه من زواجها وهى تنتظر الامومه ،ولكن مشيئه الله
جعلت من اميمه فتاه يتيمه الاب لاتعرف سوى والدتها التى تعانى من مرضٍ,
قد المّ بها فأفقدها بصرها وجعلها لاتبصر الا سواداَ ،
كانت أميمه هي التى تعتني بوالدتها وتحضر حوائج المنزل وذات يوم بدا الباب يطرق.
فذهبت أميمه لتفتح الباب فإذا بجارهم ( أبو أحمد ).
كان الطارق وكان قد أسمع اميمه كلاماً قد آلمها وجعلها تذرف الدموع.
فسألتها أمها من الطارق يا أميمه فبدأت اميمه تمسح دموعها.
وكانت تعرف ان والدتها لاتبصر ولكنها تحس بابنتها وبفرحها والمها..
فقالت: انه جارنا ابو أحمد يا أماه
فقالت امها: وماذا يريد؟
قالت اميمه: ماذا يريد يا امي!!
وقد اعتدنا ألا يطرق الباب إلا وقد جاء ليأخذ الاجار الشهري..
فأوطأت الام رأسها وقالت: ليتني استطيع ان اساعدك يا ابنتي.؟
فاسرعت اميمه نحو والدتها وقبلت يديها وقالت:
لاتخافي ياماه في نهايه الشهر سيصبح المبلغ بحوزتى ان شاء الله..
وكانت اميمه الفتاه التى لم تعش طفولتها كباقي الاطفال.
تخدم في منازل الاثرياء لتجني اجراً وافيا يسد رمق معيشتهم وتساعد والدتها.
وكانت حالة ام أميمه تسوء يوم بعد يوم وكان البرد القارص سبباً في تدهور حالتها.
وذات يوم بينما أميمه كانت عائده الى المنزل وقد اتعبها العمل وانهكها.
واذا بها ترى اهالي الحي قد تجمعوا حول منزلهم فأخذ الخوف يتملكها,
وبدات تسرع في خطواتها لترى ماذا بهم!!
وعندما دخلت المنزل وجدت والدتها ممده على الارض,
فأخذت تصرخ وتقول:ماذا حدث لامي!! مابها؟
فقالت جارتهم : لاتخافي يا أميمه لقد ذهبوا لإحضار الطبيب.
وعندها سيخبرنا الطبيب ماذا بها..
وعندما قدم الطبيب اخذ يتفحصها
فقال : أين من يهمه أمر هذه المرأة؟
فقالت اميمه وقد تحشرج صوتها من البكاء : انا..؟
فاخذ الطبيب ينظر إليها بتعجب
فقال : ألا يوجد غيرك؟
فقالت: لا
فقال : حسناً يا ايتها الفتاه والدتك مريضه جداً
ويجب اجراء عملية لها في قلبها بأسرع وقت..
فأخذ الجيران يهدؤن اميمه ويقولون لها بانهم سيساعدونها بتكاليف المستشفي.
واخذوا والدتها الى المستشفى ولكن المستشفي
رفض إجراء العمليه الا بعد ان يتم دفع المال لهم.
فذهبت اميمه الى من وعدوها بأمل المساعده ولكن جميعهم بدوا يتهربون.
ويتحججون بأن الحرب لم يترك لهم شئ سوى الدمار ومنازلهم المحطمه.
فأخذت اميمه تزيد من ساعات عملها لكى تتقاضى اجراً وافياً
واصبحت اميمه تلك الفتاه التى تتمع بالحيويه فتاه نحيله رثة الثياب وبرزت عظام وجهها الصغير.
فكيف لتلك الفتاه أن تتحمل وهي تعمل من الصباح الباكر ولا تعود الا في منتصف الليل.؟
وبعد إسبوعين تقاضت اميمه اجرها ولكن كان مبلغاً يسيراً لايكفي لاجرا عمليه.
وبينما فقدت اميمه الأمل ويأست من حياه والدتها وبدأ بصيص النور يتلاشئ من عينيها.؟
وبينما هي عائده الى المنزل وكانت الدموع قد كست خديها فإذا بها ترى كتاب ملقى.
على قارعه الطريق وكان الهواء يقلب صفحاته فأخذته اميمه وكان الكتاب بعنوان(لاتحزن).
فأخذته معها الى المنزل وبدات تقرأه وكان الكتاب يعلم الانسان الايفقد الأمل ولا ييأس من
رحمه الله مهما كانت الظروف ،وانه بعد العسر يسر..
وبدات الحياه تدب من جديد في قلب اميمه الصغير
واخذت تدعوا الله بان يساعدها وان يشفي والدتها.
وان تتخطى محنتهاا ،عند نظرها الى والدتها.
وهي تفارق الحياه يوماً بعد يوم وهي لاتسطيع فعل شئ.
وفي اليوم التالي ذهبت اميمه الى والدتها في المستشفى كعادتها
فوجدت طبيباً من دوله مجاوره جاء ليساعد المرضى فأخبرها الطبيب
بان والدتها مريضه جداً ويجب اجراء لها عمليه في الحال وان حالتها في خطر
فأخبرته: بان المستشفي رفض اجراء العمليه بسب انها لاتملك تكاليف العمليه
فقال لها : لاتخافي انا ساساعدك وانا سأشرف على العمليه بنفسي
ففرحت اميمه واخذت تشكر الله..
وفي اليوم التالي حدد وقت العمليه بانه سيكون التاسعه صباحاً
فأخذت اميمه تقبل يد والدتها وتخبرها بأن الفرج قد أتى ولكن والدتها كانت كالجثه الهامده..
وكانت اميمه تعد الدقائق والساعات حتى نامت بجانب سرير والدتها.
ولم تستيقظ الا على صوت خطوات اقدام الممرضات.
والطبيب الذين جاءوا ليأخذوا والدتها فتقدم الطبيب نحو اميمه..
فقال لها:ادعي الله يابنيتى ان يوفقنا لنجاح العمليه
واخبرها ان العمليه ستكون مدتها ست ساعات .
فأخذوا والدتها وهي تنظر وتقول في نفسها هل ستعودين يا امي؟ وهل سأراك ثانيه؟
ومرت الساعات الست واميمه في ممر المستشفي قد شل تفكيرها وقدماها ترتجفان.
وفجأه واذا بالطبيب يخرج من غرفه العمليات واخذ ينظر الى اميمه
وهي تنظر اليه بعين خائفه فقال لها: مبروك لقد نجحت العمليه..
فلم تحس اميمه الا وقد وقعت على الارض وبدات تبكي بكاءًا شديداً مماجعل الطبيب
يبكي معها وجميع من كانوا في المكان .
فاخذ الطبيب يطمئن اميمه ونصحها بان تعود الى المنزل لانه لافائده من جلوسها..
لان والدتها لن تفيق من البنج الا بعد اربع وعشرين ساعه..
فذهبت اميمه الى الحي واخذت توزع الحلوى
لاهالي الحي وتخبرهم بأن والدتها اجرت العمليه..
وانها بخير وكان الجيران يهنون تلك الصغيره بفرحتها وامتلى الحي بالفرح وبعدما أنتهت
اميمه من توزيع الحلوى ذهبت الى المنزل ووضعت جسدها الصغير على سرير والدتها
وبدات تشتنشق رائحه فراش والدتها وتقول:هل ياترى ستعود امي الى المنزل ؟
فنظرت نحو وسادتها فوجدت الكتاب الذى اعطاها الأمل
فقالت : والله لقد صدقت مهما حصل سيأتى الفرج وغطت في نوماً عميق..
ولم تستيقض الا على دفئ اشعه الشمس التى لاول مره تحس بها وتشعر بدفئها..
فأخذت تستعد لزيارة والدتها وبينما هي خارجه من المنزل واذا بالجيران يخبرونها ..
بان هناك غاره جويه من العدو ستحل بهم وانهم قد اعلنوا حضر التجول..
ولكن اميمه رفضت واصرت على الذهاب لرؤية والدتها
وقالت : يجب ان اذهب الى امي ولو كان في سبيل موتي
وبينما صفارات الانذار تدوي في المكان وخلو الشوارع من الماره
فكانت اميمه هي الوحيده التى تسيرفي الشارع وخطواتها تسابق بعضها
وعندما اقبلت الى المستشفي واذا بغاره جويه تقصف المستشفي..
وكانت اميمه تنظر وكانها في كابوس من هول صدمتها.
وذهبت مسرعه ولكنها لم ترى سوى حطام وتراب غطى المكان فكانت كالصاعقه.
وقعت على راسها فسقطت ولم تستفيق الا في مخيمات لناجين.
فأخذت تسأل عن المستشفي ومن في المستشفي فأخبروها بان جميع من,
في المستشفى قتلوا الاعشره اشخاص قد نجوا بحول من الله..
فاخذت تسال عن اسماء الناجين فاخبرها جندي,
بانه قد دون اسمائهم في سجلهم وذهب لاحضاره..
وهنا كانت الفاجعه بان اسم والدتها ليس موجود مع الناجين.
فاخذت تصرخ وتقول:
(الآن انطفت شمعتي في وسط هذا الظلام)..
واخذت ترددها حتى اخذتها الممرضه واعطتها بعض المهدئات.
وبعد اربعه ايام استفاقت اميميه من غيبوبتها وكانت لاتستطيع الكلام.
وقد سمح لها الطبيب بمغادرة المستشفى.
ولم يكن لها سوى ان تعود لمنزلها الذى بقي لها من ذكريات والدتها.؟
وعندما ذهبت الى المنزل وجدت جارهم ابو احمد قد رمي بحاجياتهم خارج المنزل,
واخذ مفتاح المنزل.؟
فقال لها: ليس لكي منزل هنا قد استاجره اناس اخرون..
وكانت الدموع تملأ عينيها ولاتستطيع ان تتكلم فاخذت حاجياتها
وعندما همت الى الذهاب لتبحث عن مأوى لها.
واذا بجارهم ابو احمد يقول لها اميمه.
انا آسف لما حصل لوالدتك لقد رأيتها وهم ينتشلونها من تحت الانقاض..
فوقعت اميمه على الارض واخذت تبكي وكأنه وضع على جرحها ملح..
وقال:سأساعدك يا اميمه.
لقد طلبت لكي سياره لتحملك الى دار الايتام فهناك العيش لكي ارحم..؟
فاخذت اميمه تنظر اليه وتقول في نفسها:الى دار الايتام سيكون مصيري؟؟
وهو يقول لها : ماذا بك اميمه هل فقدتي لسانك.؟
وهي تنظر اليه وكانها في كابوس لاتستطيع ان تفيق منه..
واذا بسياره دار الايتام قد اتت..
فاخذوا اميمه واركبوها السياره واخذوا يبتعدون,
وهي تنظر الى اخر زاويه لمنزلهم وتقول:
(الآن انطفت شمعتي ولم تعد لي شمعه تنير هذا الظلام)..؟
تحيات
ماجد البلوي
مع بدايه فجراً جديد بدا المطر يهطل على شوارع البلدة
وبعد معركه طويله دامت طوال الليل.
ومع زقزقة العصافير بدأت الشمس ترسل خيوطها الذهبيه عبر فتحات الجدار.
التى خلّفها الرصاص على سرير (اميمه) التى كانت تبلغ من العمر العاشره.
وكانت اميمه تعيش في منزل صغير مع والدتها
التى كانت تبلغ من العمر الخامسه والاربعين,
وكانت اميمه فرحة والدتها واملها الوحيد الباقي لها
بعد ماعانت عشرين سنه من زواجها وهى تنتظر الامومه ،ولكن مشيئه الله
جعلت من اميمه فتاه يتيمه الاب لاتعرف سوى والدتها التى تعانى من مرضٍ,
قد المّ بها فأفقدها بصرها وجعلها لاتبصر الا سواداَ ،
كانت أميمه هي التى تعتني بوالدتها وتحضر حوائج المنزل وذات يوم بدا الباب يطرق.
فذهبت أميمه لتفتح الباب فإذا بجارهم ( أبو أحمد ).
كان الطارق وكان قد أسمع اميمه كلاماً قد آلمها وجعلها تذرف الدموع.
فسألتها أمها من الطارق يا أميمه فبدأت اميمه تمسح دموعها.
وكانت تعرف ان والدتها لاتبصر ولكنها تحس بابنتها وبفرحها والمها..
فقالت: انه جارنا ابو أحمد يا أماه
فقالت امها: وماذا يريد؟
قالت اميمه: ماذا يريد يا امي!!
وقد اعتدنا ألا يطرق الباب إلا وقد جاء ليأخذ الاجار الشهري..
فأوطأت الام رأسها وقالت: ليتني استطيع ان اساعدك يا ابنتي.؟
فاسرعت اميمه نحو والدتها وقبلت يديها وقالت:
لاتخافي ياماه في نهايه الشهر سيصبح المبلغ بحوزتى ان شاء الله..
وكانت اميمه الفتاه التى لم تعش طفولتها كباقي الاطفال.
تخدم في منازل الاثرياء لتجني اجراً وافيا يسد رمق معيشتهم وتساعد والدتها.
وكانت حالة ام أميمه تسوء يوم بعد يوم وكان البرد القارص سبباً في تدهور حالتها.
وذات يوم بينما أميمه كانت عائده الى المنزل وقد اتعبها العمل وانهكها.
واذا بها ترى اهالي الحي قد تجمعوا حول منزلهم فأخذ الخوف يتملكها,
وبدات تسرع في خطواتها لترى ماذا بهم!!
وعندما دخلت المنزل وجدت والدتها ممده على الارض,
فأخذت تصرخ وتقول:ماذا حدث لامي!! مابها؟
فقالت جارتهم : لاتخافي يا أميمه لقد ذهبوا لإحضار الطبيب.
وعندها سيخبرنا الطبيب ماذا بها..
وعندما قدم الطبيب اخذ يتفحصها
فقال : أين من يهمه أمر هذه المرأة؟
فقالت اميمه وقد تحشرج صوتها من البكاء : انا..؟
فاخذ الطبيب ينظر إليها بتعجب
فقال : ألا يوجد غيرك؟
فقالت: لا
فقال : حسناً يا ايتها الفتاه والدتك مريضه جداً
ويجب اجراء عملية لها في قلبها بأسرع وقت..
فأخذ الجيران يهدؤن اميمه ويقولون لها بانهم سيساعدونها بتكاليف المستشفي.
واخذوا والدتها الى المستشفى ولكن المستشفي
رفض إجراء العمليه الا بعد ان يتم دفع المال لهم.
فذهبت اميمه الى من وعدوها بأمل المساعده ولكن جميعهم بدوا يتهربون.
ويتحججون بأن الحرب لم يترك لهم شئ سوى الدمار ومنازلهم المحطمه.
فأخذت اميمه تزيد من ساعات عملها لكى تتقاضى اجراً وافياً
واصبحت اميمه تلك الفتاه التى تتمع بالحيويه فتاه نحيله رثة الثياب وبرزت عظام وجهها الصغير.
فكيف لتلك الفتاه أن تتحمل وهي تعمل من الصباح الباكر ولا تعود الا في منتصف الليل.؟
وبعد إسبوعين تقاضت اميمه اجرها ولكن كان مبلغاً يسيراً لايكفي لاجرا عمليه.
وبينما فقدت اميمه الأمل ويأست من حياه والدتها وبدأ بصيص النور يتلاشئ من عينيها.؟
وبينما هي عائده الى المنزل وكانت الدموع قد كست خديها فإذا بها ترى كتاب ملقى.
على قارعه الطريق وكان الهواء يقلب صفحاته فأخذته اميمه وكان الكتاب بعنوان(لاتحزن).
فأخذته معها الى المنزل وبدات تقرأه وكان الكتاب يعلم الانسان الايفقد الأمل ولا ييأس من
رحمه الله مهما كانت الظروف ،وانه بعد العسر يسر..
وبدات الحياه تدب من جديد في قلب اميمه الصغير
واخذت تدعوا الله بان يساعدها وان يشفي والدتها.
وان تتخطى محنتهاا ،عند نظرها الى والدتها.
وهي تفارق الحياه يوماً بعد يوم وهي لاتسطيع فعل شئ.
وفي اليوم التالي ذهبت اميمه الى والدتها في المستشفى كعادتها
فوجدت طبيباً من دوله مجاوره جاء ليساعد المرضى فأخبرها الطبيب
بان والدتها مريضه جداً ويجب اجراء لها عمليه في الحال وان حالتها في خطر
فأخبرته: بان المستشفي رفض اجراء العمليه بسب انها لاتملك تكاليف العمليه
فقال لها : لاتخافي انا ساساعدك وانا سأشرف على العمليه بنفسي
ففرحت اميمه واخذت تشكر الله..
وفي اليوم التالي حدد وقت العمليه بانه سيكون التاسعه صباحاً
فأخذت اميمه تقبل يد والدتها وتخبرها بأن الفرج قد أتى ولكن والدتها كانت كالجثه الهامده..
وكانت اميمه تعد الدقائق والساعات حتى نامت بجانب سرير والدتها.
ولم تستيقظ الا على صوت خطوات اقدام الممرضات.
والطبيب الذين جاءوا ليأخذوا والدتها فتقدم الطبيب نحو اميمه..
فقال لها:ادعي الله يابنيتى ان يوفقنا لنجاح العمليه
واخبرها ان العمليه ستكون مدتها ست ساعات .
فأخذوا والدتها وهي تنظر وتقول في نفسها هل ستعودين يا امي؟ وهل سأراك ثانيه؟
ومرت الساعات الست واميمه في ممر المستشفي قد شل تفكيرها وقدماها ترتجفان.
وفجأه واذا بالطبيب يخرج من غرفه العمليات واخذ ينظر الى اميمه
وهي تنظر اليه بعين خائفه فقال لها: مبروك لقد نجحت العمليه..
فلم تحس اميمه الا وقد وقعت على الارض وبدات تبكي بكاءًا شديداً مماجعل الطبيب
يبكي معها وجميع من كانوا في المكان .
فاخذ الطبيب يطمئن اميمه ونصحها بان تعود الى المنزل لانه لافائده من جلوسها..
لان والدتها لن تفيق من البنج الا بعد اربع وعشرين ساعه..
فذهبت اميمه الى الحي واخذت توزع الحلوى
لاهالي الحي وتخبرهم بأن والدتها اجرت العمليه..
وانها بخير وكان الجيران يهنون تلك الصغيره بفرحتها وامتلى الحي بالفرح وبعدما أنتهت
اميمه من توزيع الحلوى ذهبت الى المنزل ووضعت جسدها الصغير على سرير والدتها
وبدات تشتنشق رائحه فراش والدتها وتقول:هل ياترى ستعود امي الى المنزل ؟
فنظرت نحو وسادتها فوجدت الكتاب الذى اعطاها الأمل
فقالت : والله لقد صدقت مهما حصل سيأتى الفرج وغطت في نوماً عميق..
ولم تستيقض الا على دفئ اشعه الشمس التى لاول مره تحس بها وتشعر بدفئها..
فأخذت تستعد لزيارة والدتها وبينما هي خارجه من المنزل واذا بالجيران يخبرونها ..
بان هناك غاره جويه من العدو ستحل بهم وانهم قد اعلنوا حضر التجول..
ولكن اميمه رفضت واصرت على الذهاب لرؤية والدتها
وقالت : يجب ان اذهب الى امي ولو كان في سبيل موتي
وبينما صفارات الانذار تدوي في المكان وخلو الشوارع من الماره
فكانت اميمه هي الوحيده التى تسيرفي الشارع وخطواتها تسابق بعضها
وعندما اقبلت الى المستشفي واذا بغاره جويه تقصف المستشفي..
وكانت اميمه تنظر وكانها في كابوس من هول صدمتها.
وذهبت مسرعه ولكنها لم ترى سوى حطام وتراب غطى المكان فكانت كالصاعقه.
وقعت على راسها فسقطت ولم تستفيق الا في مخيمات لناجين.
فأخذت تسأل عن المستشفي ومن في المستشفي فأخبروها بان جميع من,
في المستشفى قتلوا الاعشره اشخاص قد نجوا بحول من الله..
فاخذت تسال عن اسماء الناجين فاخبرها جندي,
بانه قد دون اسمائهم في سجلهم وذهب لاحضاره..
وهنا كانت الفاجعه بان اسم والدتها ليس موجود مع الناجين.
فاخذت تصرخ وتقول:
(الآن انطفت شمعتي في وسط هذا الظلام)..
واخذت ترددها حتى اخذتها الممرضه واعطتها بعض المهدئات.
وبعد اربعه ايام استفاقت اميميه من غيبوبتها وكانت لاتستطيع الكلام.
وقد سمح لها الطبيب بمغادرة المستشفى.
ولم يكن لها سوى ان تعود لمنزلها الذى بقي لها من ذكريات والدتها.؟
وعندما ذهبت الى المنزل وجدت جارهم ابو احمد قد رمي بحاجياتهم خارج المنزل,
واخذ مفتاح المنزل.؟
فقال لها: ليس لكي منزل هنا قد استاجره اناس اخرون..
وكانت الدموع تملأ عينيها ولاتستطيع ان تتكلم فاخذت حاجياتها
وعندما همت الى الذهاب لتبحث عن مأوى لها.
واذا بجارهم ابو احمد يقول لها اميمه.
انا آسف لما حصل لوالدتك لقد رأيتها وهم ينتشلونها من تحت الانقاض..
فوقعت اميمه على الارض واخذت تبكي وكأنه وضع على جرحها ملح..
وقال:سأساعدك يا اميمه.
لقد طلبت لكي سياره لتحملك الى دار الايتام فهناك العيش لكي ارحم..؟
فاخذت اميمه تنظر اليه وتقول في نفسها:الى دار الايتام سيكون مصيري؟؟
وهو يقول لها : ماذا بك اميمه هل فقدتي لسانك.؟
وهي تنظر اليه وكانها في كابوس لاتستطيع ان تفيق منه..
واذا بسياره دار الايتام قد اتت..
فاخذوا اميمه واركبوها السياره واخذوا يبتعدون,
وهي تنظر الى اخر زاويه لمنزلهم وتقول:
(الآن انطفت شمعتي ولم تعد لي شمعه تنير هذا الظلام)..؟
تحيات
ماجد البلوي