ساعد وطني
02-04-2013, 07:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم..
أما بعد.
المربي لا يقف عمله التربوي عند حد توصيل المعلومات للطلاب وإكسابهم الخبرات العلمية والفنية بل هو مرشد وقائد إلى كل فضيلة خلقية وسلوكية ولكي تسلم له عملية التأثير في الطلاب يجب أن يكون رحيماً عطوفاً محباً لطلابه عادلاً في معاملاته معهم حريصاً على نفعهم وإسعادهم.
فالمربي الناجح في الوقت الحاضر لا يقتصر همه على تزويد الطالب بالمعارف والمعلومات بل يعتبر نفسه مسئول كل المسؤولية على أن يحقق لطلابه القدرة على حسن التوافق الاجتماعي والانفعالي بالإضافة إلى عنايته بجانب التحصيل العلمي.
لذا يقع عليك أخي المعلم ( المربي) مسئولية الاهتمام والعناية بالمراهق اهتماماً خاصاً حتى يستطيع أن يمر بأمان خلال هذه الفترة بعيداً عن الانحرافات السلوكية ولا يقع فريسة لبعض الأمراض النفسية.
فتعالى أخي المعلم لنتعرف على هذه الفترة الحساسة لطلاب المرحلة الثانوية حتى نتمكن بإذن الله التعامل معهم وفقاً لخصائص نموهم وحل مشكلاتهم وكسب ودهم وتنمية قدرتهم ودعوتهم إلى الخير.
المراهقة :تعني المرحلة التي تبدأ بالبلوغ وتنتهي بدخول المراهق في مرحلة الرشد . والبلوغ عملية فسيولوجية يتحول الفرد بها من كونه ( لا جنسي )
أي غير قادر على الإنجاب إلى شخص قادر . أما نهاية المراهقة فإنها تعتمد على دخول المراهق مرحلة الرشد. ولكن دخول الرشد ليس محددا بعلامات واضحة ولا بسنوات معينة فهي تختلف من عصر لعصر ومن مجتمع إلى آخر . وهذا هو الصحيح ، فان نهاية المراهقة لا تعتمد إلى حد ما على الوصول إلى سنوات معينة . لأنها تتأثر بمعطيات وظروف المجتمع . ففي الماضي يعد الفتى ذو الستة عشر عاما رجلا لأنه يعتمد على نفسه ويعمل داخل المجتمع ويكون فردا منتج ليس اتكالي.
من خصائص وشخصية المراهق
أولاً :من الناحية الجسمية.
يحتاج المراهق لراحة فيلاحظ زيادة النوم عنده وذلك لأن الجسم في حالة استنفار ويمر بتغيرات كثيرة تؤدي هذه التغيرات إلى شعور المراهق بالجهد والتعب والرغبة في الراحة نتيجة لانخفاض نبض القلب وارتفاع ضغط الدم تدريجياً والتغير في استهلاك الجسم للأكسجين ويلاحظ ذلك ويكون واضحاً في بداية البلوغ وما يرفقها من فترة نمو جسمي سريع وإحساس المراهق بأنه أصبح كبيراً يدفعه إلى تحاشي النوم المبكر مع حاجته إليه. فيجب توجيهه إلى النوم المبكر وذكر ما في ذلك من فوائد تعود عليه.
المراهق يهتم اهتماما زائدا بجسمه فيكون أكثر حساسية لما يقال عنه فعندما يعلق معلما مثلاً على أحد الطلاب مازحاً حول صفه جسمية بارزة لديه فإن هذا التعليق يبقى في ذهن الطالب فالمراهق حساسا للنقد الجسمي والشكلي من ذويه وزملائه والمدرسين وكذلك مقارنته بالآخرين قد يولد لديه أحيانا شعورا بأنه غير سوي أو غير طبيعي.
إعجاب المراهق بأبعاد جسمه يدفعه لتجربة قوته واستعراضها للقيام ببعض النشاطات التي قد تؤذيه أو تؤذي الآخرين أو تسبب إزعاجا لمن حوله وخصوصا المعلم.
ثانياً :من الناحية العقلية :
تمتاز مرحلة المراهقة بنضوج العقل وقدرته على التفكير المستقل وابرز التغيرات العقلية في هذه المرحلة ظهور التفكير المجرد يعني المقدرة على القيام بالعمليات دون التقيد بالمحسوس فيستطيع التفكير في أمور افتراضية يبدأ المراهق يفكر في أشياء لم يكن يفكر فيها من قبل كالكون والحياة والخلق وغير ذلك من الأمور ( وليس بالضرورة أن يبدو ذلك على جميع المراهقين) ونتيجة لهذا التفكير قد يسأل المراهقون عن أمور لم يكونوا يسألون عنها من قبل وقد تكون بعض هذه الأسئلة مما يحرج الكبار ومما لا يرضونه وقد يفسر بعض المدرسين هذه الأسئلة على أنها نوع من التحدي أو الاستهزاء.
إننا لابد أن نقدم الإجابة المناسبة أو نرشده إلى أين يمكنه الحصول عليها أما الزجر والنهي عن السؤال فقد يدفع المراهق إلى تكوين الإجابة بنفسه أو الحصول عليها من مصادر لا نثق بها.
المراهقون يميلون بكثرة إلى تحليل الأمور عقلياً ولا يكتفون بمجرد القول لهم إنه ينبغي عمل كذا بل يحتاجون معه إلى التعليل. إن تقبلهم لما يؤمرون أو ينهون عنه سيكون ضعيفاً ما لم يصاحب بتبرير يقنعهم ولو جزئيا وتبدو بشكل واضح للذين لديهم مستويات عليا من الذكاء ومن التفكير ولكن لا ينبغي مواجهتها بالتهكم والسخرية وإنما بالتوجيه والإرشاد ويمكن استثمارها وتنميتها في مجالات نافعة .
المراهق يكون مثاليا في التفكير أحيانا وتصدر عنه أراء مثالية ومطالب نموذجية تواجه بالرفض والإهمال من قبل الوالدين أو المجتمع ينشأ عن ذلك صراع بينه وبين الأسرة أو بينه وبين المجتمع أو ينشأ عن ذلك اليأس والإحباط ورفض للمجتمع فتكون العزلة وعدم الثقة بالناس.
ثالثاً :الناحية الانفعالية .
أن الفرد في أغلب أحواله يسلك طريقه وفقا للمفهوم الذي يحمله عن نفسه بغض النظر عن مدى مطابقة هذا المفهوم لواقع الشخص وحقيقته فالمراهق الذي يرى نفسه غير مقبول من الآخرين سيسلك سلوكاً يتمشى مع هذا المفهوم فقد يكون على سبيل المثال انطوائي أو قد يكون عدواني حتى لو كان هذا المراهق في حقيقة الأمر عادياً أو ربما مقبولاً من الآخرين . فيجب تشجيع الطالب وعدم وصفه بأنه فاشل أو غبي بل التمس الايجابيات التي عنده وعززها وحاول بعد ذلك تعديل السلوك السلبي بالتوجيه المنطلق من الرحمة به ومحبة الخير له برفق ولين . إن كثرة اللوم والتحقير ومقارنة المراهق بغيره لا تجدي في الغالب في تغيير سلوك المراهق هذا إن لم تزده سوءاً.
المراهق ذا حساسية مرهفة لنقد الآخرين يتألم من ذلك ويتوجع وقد يطوي حسراته وآلامه تلك عن الآخرين إنما نتجت بسبب ما يشعر به من خسارة وخيبة أمل فيما كان يعتقده عن رأي الآخرين فيه يجد الذم عوضاً عن المديح وذكر عيوبه بدلاً من مزاياه وتسفيه حاله بدلاً من الإشادة به.
لا يتمالك المراهق نفسه في بعض المواقف فقد يضحك لشيء حدث أمامه ولو كان الموقف لا يناسب ذلك كأن يكون في عزاء على سبيل المثال وقد تدمع عيناه أو توشكا عندما يوبخه أحد المدرسين أو الوكيل وعندما يغضب قد يحطم ما في يديه. إن عدم قدرة المراهق على التحكم في انفعالاته في بعض المواقف ينبغي ألا يكون مثار سخرية الآخرين لكن لا يعني ذلك عدم التوجيه فالمراهق الذي توشك عيناه تدمع عندما يوبخ لا ينبغي الاستهزاء به ووصفه بالطفل أو البنت وما إلى ذلك من الأوصاف بل يجب أن يوظف هذا الموقف لصالحه وليس العكس.إن النقد الهادف الهادئ الذي لا ميل فيه إلى العنف أو الإعراض أو الإقلال من قيمة المراهق هو أمثل الطرق في معالجة انفعالاته وإنه ليستجيب إلى النصح والإرشاد إذا ما أحس أن ذاته مصونة وأن الناقد المربي لا يقصد أهانته ولا إذلاله. كن مخلصاً له كرجل يخلص لك بدوره علمه معنى الشرف عملياً وكن قدوة صالحة له وإذا أخطأ أو غضب مرة فلا تستفزه , فإن هذا يزيده عناداّ بل اتخذ وسيلة يلمس نتائج سلوكه عن طريق غير مباشر فيدرك الصواب والخطأ.انظر أخي المربي إلى ذلك الفتى الذي لم تمنعه حداثة سنه ولا مهابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي ألقيت عليه المهابة أن يقصد إليه يسأله الإذن بما يخفف معاناته من استعار الشهوة وعنفوان الشباب , فها هو يأتي رسول الله وأصحابه حوله فيقوم ويقصده بسؤاله قائلا : يارسول الله ائذن لي في الزنا . وكان سؤالا صاعقة استلفت إليه من حول الرسول صلى الله عليه وسلم فصاحوا به : مه مه , اذ كيف يستأذن بالزنا من نزل عليه تحريمه , وكيف يأذن بالفاحشة من جاء لتطهير البشرية منها ؟ فاقبل النبي صلى الله عليه وسلم عليهم وقال لهم ( دعوه , أقروه ) أي تركوه يستفسر ولا تفزعوه ,ثم أقبل عليه فقال ( أدن ) . فدنا الشاب حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له بأبوة المعلم , وبصيرة الداعية , وبراعة المحاور :( أتحب أن يفعل أحد ذلك بأمك ؟) فقال الشاب : لا والله يارسول الله جعلني الله فداءك , قال ( فكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم , أفتحب أن يفعل أحد ذلك بابنتك ؟) قال (لا والله يارسول الله جعلني الله فداءك, قال (فكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم الا أخر ما قال . وعرف الفتى أن ما حدث به نفسه خطيئة تلوث القلب فقال : يارسول الله , ادع الله أن يطهر قلبي , فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على صدره ثم قال ( اللهم اغفر ذنبه , وطهر قلبه وحصن فرجه ) . إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يراعي في تعليمه ودعوته بيئة المتعلم وخلفيته التكوينية , وبذلك يصل من أقرب الطرق إلى عقلة وقلبه.
يميل المراهق إلى الاستقلالية بشؤونه الخاصة وتزداد حساسيته تجاه ما يمس ذلك فهو يشعر بأنه كبير له الحق في أن يتصرف بنفسه دون تدخل الآخرين إن أي تدخل في شؤونه سيفسره بأنه انتقاص من قدره وقدراته أو أنه مازال يعامل كالصغار, فالمراهق قد يلجأ إلى سبل متعددة للتعبير عن استقلاليته فمن ذلك على سبيل المثال : أنه قد يتصرف تصرف يخالف المجتمع مثل : التدخين أو لبس الملابس الغربية أو بعض قصات الشعر وقد يكون ذلك أحياناً على شكل تبني أفكار أو آراء مخالفة للمحيطين به وهو لا يؤمن بها فعلاً وإنما لإظهار أن له استقلاليته وأنه كبير, إن مجادلة المراهق فيما يقول خصوصاً أمام الآخرين قد يحقق له من الناحية النفسية ما أراد مما يدفعه للإصرار على رأيه.
هناك ميل للمراهقين لمخالفة الأوامر أو التهكم أو السخرية بمن لهم سلطة عليا وبخاصة مع المدرسين ولكن ليس شرطاً .
فمثلاً مخالفة المدرسين أو مسئولي المدرسة وتحديهم أو العبث من خلفهم لا يقوم به جميع طلاب الفصل ولكن الذين لا يقومون به غالباً ما يؤيدون في أنفسهم تلك التصرفات . هذه الحقيقة ربما تفسر لنا لماذا يصر بعض الطلاب على إيذاء المدرسين رغم ما ينالونه من عقاب فالطالب يحصل على تأييد زملائه وتشجيعهم لأنه عبر عما لم يستطيعوا التعبير عنه. إن التشهير ببعض الحالات أمام الطلاب قد يكون مشجعاً لها دون أن نشعر . وتزداد نزعة المراهق للتمرد في بعض المواقف أكثر من غيرها فهي تظهر عندما يتعامل الكبير مع المراهق بنوع من التحقير أو التحدي ولا سيما أمام الآخرين . أخي المعلم ( المربي) التعامل الحسن بالرفق هو المفتاح لتجنب كثير من السلبيات التي قد تنتج عن هذه الخاصية الانفعالية عند المراهقين وهي النزعة للتمرد على السلطة . وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول [ إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه وينزع من شيء إلا شانه ]
ولا شك أن الالتزام بالنظام مطلب شرعي وتربوي ولكن ليتحقق لابد من الأسلوب المناسب مع هذه المرحلة. إن تقدير المراهقين ومعاملتهم على أنهم كبار يمكن أن يؤدي إلى السلوك الاجتماعي المطلوب بطريقة أكثر فاعلية مما تؤديه طريقة التحقير والتهديد
وإن التحدي يولد تحدياً ولذلك أخي المعلم حاول قدر استطاعتك تجنب الدخول في حلقة التحدي لأنه متى تم الدخول فيها صعب الخروج . يحدث في كثير من الأحيان أن يطلب المدرس من الطالب أمراً فيرفضه المراهق مقدماً تعليلاً معينا فيصر المدرس على طلبه ويصر الشاب على موقفه. ويتأزم الموقف وقد يود المدرس عند ذلك أن يتنازل عن طلبه لأنه لا يريد أن يجاري هذا المراهق في عقليته وتصرفه ولكنه لا يستطيع ذلك الآن لأنه يحس أن في ذلك إهانة لكرامته كما أن تنازله في هذا الوقت ليس مناسباً لن فيه تشجيعاً لتصرف المراهق وكم ندم بعض الآباء والمدرسين على دخولهم في مثل هذه الدائرة هذا بالتأكيد لا يعني عدم التوجيه أو إعطاء الأوامر ولا يعني ترك المراهق يتصرف كيف يشاء ولكن المقصود هو تجنب هذه المواقف قبل وقوعها.
في بعض الحالات يعطي التغاضي عن سلوك الطالب في المرة الأولى نتائج أفضل من معاقبته وذلك لما تحدثه العقوبة من آثار نفسية تفاعلية خصوصاً وأن المراهق بالخوف من العقاب. ومن ثم العفو عنه يشعره بالتعاطف مع من عفا عنه ويجعله أكثر ندماً على ما صدر منه كما أن العقاب قد يولد ردة فعل لديه مما يضعف تقبله للتوجيه والإرشاد ومن ناحية أخرى فإن العفو يعطي القدوة للطالب بالتسامح وحسن التعامل لكن هذه الآثار تختلف من مراهق لآخر.
حاجات المراهقين ومطالبهم
يمكن تقسيم حاجات المراهقين ومطالبهم إلى ثلاثة أنواع:
أ- حاجات نفسية :
الحاجة إلى العبادة: وهذا أمر فطري عند كل الناس ومما يسهم في تنمية الجانب العبادي عند المراهق وتساعد على تيسير التربية إذا ما رعاها المربي.
أن يكون حث المراهق وتوجيهه إلى هذا الجانب عفوياً وبطريقة غير مباشرة ما أمكن إذ أن المراهقين حساسون للأسلوب الإملائي المباشر ويمتازون بالاعتداد بأنفسهم واستقلاليتهم وقد يعاندون أحياناً.
مخاطبة عقول المراهقين وأفكارهم إلى جانب عواطفهم ومشاعرهم نظراً لما يتميز به المراهق من تفتح عقلي وقدرة منطقية وحيوية فكرية تتوق إلى مخاطبة العواطف والمشاعر الممزوجة بالمناقشة العقلية.
أن يبدأ المربي في مناقشة هذا الجانب والتوجيه إلى ممارسته مبكراً مع بداية المراهقة أو قبلها.
توظيف قدرات المراهق في التأمل والتساؤل والتفكر حول الكون والنفس والحياة.
استثمار مواقف الضعف والضيق والشدائد والنوازل عند تربية الناحية العبادية.
ب- الحاجة إلى الأمن:
المراهق يعيش فترة حرجة ونقصد بذلك أنها فترة انتقالية مؤقتة يحكمها تغيرات سريعة ومتنوعة فهي غير مستقرة. يجب تدريب المراهقين على الحوار والمناقشة وتبادل الآراء معهم وتعويدهم على عرض وجهات نظرهم وتشجيعهم على المشاركة والمبادأة بما لا يتعارض مع الآداب الإسلامية من احترام الكبار والاستئذان والتواضع ونحو ذلك.
ج- الحاجات الاجتماعية:
1- الحاجة إلى الرفقة.
ارتباط المراهق بمجموعة من الأصدقاء يعد في حد ذاته أمرا طبيعيا ، بل له ايجابيات من الناحية النفسية والاجتماعية . ومن جانب أخر فان تشكيل هذه المجموعة يحدث بصورة تلقائية تدريجية قد لايدركها الإباء ،وبالتالي لا يكون للأب أو المعلم دور في تغييرها لو كتشف أنها مجموعة غير صالحة . من الواجب على المربي أعطاء المراهق معايير الاختيار لصديق وكذلك السعي بطريقة غير مباشرة لتكوين تلك المجموعة التي ستصبح فيما بعد الثلة التي يرتبط بها المراهق على سبيل المثال :
جماعات النشاط المرسي جماعة تحفيظ القران ونحوها.
أذا أرتبط المراهق بمجموعة غير صالحة فلعل من الأساليب المناسبة في هذه الحالة محاولة أصلاح المجموعة ككل ، بالتركيز على الأعضاء القياديين والمؤثرين في المجموعة وكذلك بمحاولة التغير التدريجي في سلوك المجموعة لأنهم سيعارضون أي تدخل مباشر.
مقتطفات :
أ ـ أستمع للمراهق .
ب ــ عبر له عن الحب بالهدية وإفشاء السلام .
ج ــ أحترم أصدقاءه.
د ــ تحدث معه كصديق (لا تكثر المحاضرات واللوم وأختصر كلامك )
2- الحاجة إلى الزواج.
في بداية المراهقة ينجذب المراهقون من الجنسين بعضهم إلى بعض بدلا من ذلك النفور الذي كان في الطفولة . وهذا الانجذاب والميل يكون بشكل تدريجي فيبدأ بالإعجاب وبعد سنوات من البلوغ ( ثلاث إلى أربع سنوات تقريبا) يصبح الدافع الجنسي واضحا ، وتظهر الرغبة في الممارسة الجنسية ويصبح الدافع الجنسي مصدرا للقلق ، وسببا في كثير من المشكلات بسبب تأجيل الإشباع لهذا الدافع بالطريقة السوية وهي الزواج .
3 – الحاجة إلى العمل والمسؤولية.
العمل يشعر المراهق بالاستقلالية وأن له دور في المجتمع ، ويشعره السعادة واحترام الذات .
د- الحاجات الثقافية:
الحاجة إلى الاستطلاع.
الحاجة إلى الهوية.
أخيراً.. أخي المعلم ( المربي ):
أقبل الوقوع في الخطأ. 2 ــ عدم إشاعة الخطأ عند الآخرين
3 ـ أحفظ كرامة المخطئ. 4 ــ لا تكن كثير النقد.
5 ـ أفتح باب التوبة. 6 ــ خاطب خطاب المودة والمحبة.
وكان المعلم الأول صلى الله عليه وسلم لطيفاً رحيماً رقيقاً في معاملته لأصحابه وفي تعامله مع أخطائهم.
يصف لنا ذلك معاوية بن الحكم السلمي فيقول - كما في صحيح مسلم - عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقُلْتُ: وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهْ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ فوا لله مَا كَهَرَنِي وَلا ضَرَبَنِي وَلا شَتَمَنِي قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصَّلاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
هذا والله أعلم . قدمت ما استطعت وحاولت الاختصار فإن كان من تقصير فمن نفسي والشيطان وإن كان من صواب فمن الله.
أخوكم
الأستاذ / فهيد ظافر السبيعي
المراجع :
تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس
د/ محمد السيد الزغبلاوي.
علم نفس المراحل العمرية .
د / عمر بن عبد الرحمن المفدى.
المراهقون.
د / عبد العزيز بن محمد النغيمشي.
4
لوحات نبوية نبوية
د / عبدالوهاب الطريري
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم..
أما بعد.
المربي لا يقف عمله التربوي عند حد توصيل المعلومات للطلاب وإكسابهم الخبرات العلمية والفنية بل هو مرشد وقائد إلى كل فضيلة خلقية وسلوكية ولكي تسلم له عملية التأثير في الطلاب يجب أن يكون رحيماً عطوفاً محباً لطلابه عادلاً في معاملاته معهم حريصاً على نفعهم وإسعادهم.
فالمربي الناجح في الوقت الحاضر لا يقتصر همه على تزويد الطالب بالمعارف والمعلومات بل يعتبر نفسه مسئول كل المسؤولية على أن يحقق لطلابه القدرة على حسن التوافق الاجتماعي والانفعالي بالإضافة إلى عنايته بجانب التحصيل العلمي.
لذا يقع عليك أخي المعلم ( المربي) مسئولية الاهتمام والعناية بالمراهق اهتماماً خاصاً حتى يستطيع أن يمر بأمان خلال هذه الفترة بعيداً عن الانحرافات السلوكية ولا يقع فريسة لبعض الأمراض النفسية.
فتعالى أخي المعلم لنتعرف على هذه الفترة الحساسة لطلاب المرحلة الثانوية حتى نتمكن بإذن الله التعامل معهم وفقاً لخصائص نموهم وحل مشكلاتهم وكسب ودهم وتنمية قدرتهم ودعوتهم إلى الخير.
المراهقة :تعني المرحلة التي تبدأ بالبلوغ وتنتهي بدخول المراهق في مرحلة الرشد . والبلوغ عملية فسيولوجية يتحول الفرد بها من كونه ( لا جنسي )
أي غير قادر على الإنجاب إلى شخص قادر . أما نهاية المراهقة فإنها تعتمد على دخول المراهق مرحلة الرشد. ولكن دخول الرشد ليس محددا بعلامات واضحة ولا بسنوات معينة فهي تختلف من عصر لعصر ومن مجتمع إلى آخر . وهذا هو الصحيح ، فان نهاية المراهقة لا تعتمد إلى حد ما على الوصول إلى سنوات معينة . لأنها تتأثر بمعطيات وظروف المجتمع . ففي الماضي يعد الفتى ذو الستة عشر عاما رجلا لأنه يعتمد على نفسه ويعمل داخل المجتمع ويكون فردا منتج ليس اتكالي.
من خصائص وشخصية المراهق
أولاً :من الناحية الجسمية.
يحتاج المراهق لراحة فيلاحظ زيادة النوم عنده وذلك لأن الجسم في حالة استنفار ويمر بتغيرات كثيرة تؤدي هذه التغيرات إلى شعور المراهق بالجهد والتعب والرغبة في الراحة نتيجة لانخفاض نبض القلب وارتفاع ضغط الدم تدريجياً والتغير في استهلاك الجسم للأكسجين ويلاحظ ذلك ويكون واضحاً في بداية البلوغ وما يرفقها من فترة نمو جسمي سريع وإحساس المراهق بأنه أصبح كبيراً يدفعه إلى تحاشي النوم المبكر مع حاجته إليه. فيجب توجيهه إلى النوم المبكر وذكر ما في ذلك من فوائد تعود عليه.
المراهق يهتم اهتماما زائدا بجسمه فيكون أكثر حساسية لما يقال عنه فعندما يعلق معلما مثلاً على أحد الطلاب مازحاً حول صفه جسمية بارزة لديه فإن هذا التعليق يبقى في ذهن الطالب فالمراهق حساسا للنقد الجسمي والشكلي من ذويه وزملائه والمدرسين وكذلك مقارنته بالآخرين قد يولد لديه أحيانا شعورا بأنه غير سوي أو غير طبيعي.
إعجاب المراهق بأبعاد جسمه يدفعه لتجربة قوته واستعراضها للقيام ببعض النشاطات التي قد تؤذيه أو تؤذي الآخرين أو تسبب إزعاجا لمن حوله وخصوصا المعلم.
ثانياً :من الناحية العقلية :
تمتاز مرحلة المراهقة بنضوج العقل وقدرته على التفكير المستقل وابرز التغيرات العقلية في هذه المرحلة ظهور التفكير المجرد يعني المقدرة على القيام بالعمليات دون التقيد بالمحسوس فيستطيع التفكير في أمور افتراضية يبدأ المراهق يفكر في أشياء لم يكن يفكر فيها من قبل كالكون والحياة والخلق وغير ذلك من الأمور ( وليس بالضرورة أن يبدو ذلك على جميع المراهقين) ونتيجة لهذا التفكير قد يسأل المراهقون عن أمور لم يكونوا يسألون عنها من قبل وقد تكون بعض هذه الأسئلة مما يحرج الكبار ومما لا يرضونه وقد يفسر بعض المدرسين هذه الأسئلة على أنها نوع من التحدي أو الاستهزاء.
إننا لابد أن نقدم الإجابة المناسبة أو نرشده إلى أين يمكنه الحصول عليها أما الزجر والنهي عن السؤال فقد يدفع المراهق إلى تكوين الإجابة بنفسه أو الحصول عليها من مصادر لا نثق بها.
المراهقون يميلون بكثرة إلى تحليل الأمور عقلياً ولا يكتفون بمجرد القول لهم إنه ينبغي عمل كذا بل يحتاجون معه إلى التعليل. إن تقبلهم لما يؤمرون أو ينهون عنه سيكون ضعيفاً ما لم يصاحب بتبرير يقنعهم ولو جزئيا وتبدو بشكل واضح للذين لديهم مستويات عليا من الذكاء ومن التفكير ولكن لا ينبغي مواجهتها بالتهكم والسخرية وإنما بالتوجيه والإرشاد ويمكن استثمارها وتنميتها في مجالات نافعة .
المراهق يكون مثاليا في التفكير أحيانا وتصدر عنه أراء مثالية ومطالب نموذجية تواجه بالرفض والإهمال من قبل الوالدين أو المجتمع ينشأ عن ذلك صراع بينه وبين الأسرة أو بينه وبين المجتمع أو ينشأ عن ذلك اليأس والإحباط ورفض للمجتمع فتكون العزلة وعدم الثقة بالناس.
ثالثاً :الناحية الانفعالية .
أن الفرد في أغلب أحواله يسلك طريقه وفقا للمفهوم الذي يحمله عن نفسه بغض النظر عن مدى مطابقة هذا المفهوم لواقع الشخص وحقيقته فالمراهق الذي يرى نفسه غير مقبول من الآخرين سيسلك سلوكاً يتمشى مع هذا المفهوم فقد يكون على سبيل المثال انطوائي أو قد يكون عدواني حتى لو كان هذا المراهق في حقيقة الأمر عادياً أو ربما مقبولاً من الآخرين . فيجب تشجيع الطالب وعدم وصفه بأنه فاشل أو غبي بل التمس الايجابيات التي عنده وعززها وحاول بعد ذلك تعديل السلوك السلبي بالتوجيه المنطلق من الرحمة به ومحبة الخير له برفق ولين . إن كثرة اللوم والتحقير ومقارنة المراهق بغيره لا تجدي في الغالب في تغيير سلوك المراهق هذا إن لم تزده سوءاً.
المراهق ذا حساسية مرهفة لنقد الآخرين يتألم من ذلك ويتوجع وقد يطوي حسراته وآلامه تلك عن الآخرين إنما نتجت بسبب ما يشعر به من خسارة وخيبة أمل فيما كان يعتقده عن رأي الآخرين فيه يجد الذم عوضاً عن المديح وذكر عيوبه بدلاً من مزاياه وتسفيه حاله بدلاً من الإشادة به.
لا يتمالك المراهق نفسه في بعض المواقف فقد يضحك لشيء حدث أمامه ولو كان الموقف لا يناسب ذلك كأن يكون في عزاء على سبيل المثال وقد تدمع عيناه أو توشكا عندما يوبخه أحد المدرسين أو الوكيل وعندما يغضب قد يحطم ما في يديه. إن عدم قدرة المراهق على التحكم في انفعالاته في بعض المواقف ينبغي ألا يكون مثار سخرية الآخرين لكن لا يعني ذلك عدم التوجيه فالمراهق الذي توشك عيناه تدمع عندما يوبخ لا ينبغي الاستهزاء به ووصفه بالطفل أو البنت وما إلى ذلك من الأوصاف بل يجب أن يوظف هذا الموقف لصالحه وليس العكس.إن النقد الهادف الهادئ الذي لا ميل فيه إلى العنف أو الإعراض أو الإقلال من قيمة المراهق هو أمثل الطرق في معالجة انفعالاته وإنه ليستجيب إلى النصح والإرشاد إذا ما أحس أن ذاته مصونة وأن الناقد المربي لا يقصد أهانته ولا إذلاله. كن مخلصاً له كرجل يخلص لك بدوره علمه معنى الشرف عملياً وكن قدوة صالحة له وإذا أخطأ أو غضب مرة فلا تستفزه , فإن هذا يزيده عناداّ بل اتخذ وسيلة يلمس نتائج سلوكه عن طريق غير مباشر فيدرك الصواب والخطأ.انظر أخي المربي إلى ذلك الفتى الذي لم تمنعه حداثة سنه ولا مهابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي ألقيت عليه المهابة أن يقصد إليه يسأله الإذن بما يخفف معاناته من استعار الشهوة وعنفوان الشباب , فها هو يأتي رسول الله وأصحابه حوله فيقوم ويقصده بسؤاله قائلا : يارسول الله ائذن لي في الزنا . وكان سؤالا صاعقة استلفت إليه من حول الرسول صلى الله عليه وسلم فصاحوا به : مه مه , اذ كيف يستأذن بالزنا من نزل عليه تحريمه , وكيف يأذن بالفاحشة من جاء لتطهير البشرية منها ؟ فاقبل النبي صلى الله عليه وسلم عليهم وقال لهم ( دعوه , أقروه ) أي تركوه يستفسر ولا تفزعوه ,ثم أقبل عليه فقال ( أدن ) . فدنا الشاب حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له بأبوة المعلم , وبصيرة الداعية , وبراعة المحاور :( أتحب أن يفعل أحد ذلك بأمك ؟) فقال الشاب : لا والله يارسول الله جعلني الله فداءك , قال ( فكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم , أفتحب أن يفعل أحد ذلك بابنتك ؟) قال (لا والله يارسول الله جعلني الله فداءك, قال (فكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم الا أخر ما قال . وعرف الفتى أن ما حدث به نفسه خطيئة تلوث القلب فقال : يارسول الله , ادع الله أن يطهر قلبي , فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على صدره ثم قال ( اللهم اغفر ذنبه , وطهر قلبه وحصن فرجه ) . إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يراعي في تعليمه ودعوته بيئة المتعلم وخلفيته التكوينية , وبذلك يصل من أقرب الطرق إلى عقلة وقلبه.
يميل المراهق إلى الاستقلالية بشؤونه الخاصة وتزداد حساسيته تجاه ما يمس ذلك فهو يشعر بأنه كبير له الحق في أن يتصرف بنفسه دون تدخل الآخرين إن أي تدخل في شؤونه سيفسره بأنه انتقاص من قدره وقدراته أو أنه مازال يعامل كالصغار, فالمراهق قد يلجأ إلى سبل متعددة للتعبير عن استقلاليته فمن ذلك على سبيل المثال : أنه قد يتصرف تصرف يخالف المجتمع مثل : التدخين أو لبس الملابس الغربية أو بعض قصات الشعر وقد يكون ذلك أحياناً على شكل تبني أفكار أو آراء مخالفة للمحيطين به وهو لا يؤمن بها فعلاً وإنما لإظهار أن له استقلاليته وأنه كبير, إن مجادلة المراهق فيما يقول خصوصاً أمام الآخرين قد يحقق له من الناحية النفسية ما أراد مما يدفعه للإصرار على رأيه.
هناك ميل للمراهقين لمخالفة الأوامر أو التهكم أو السخرية بمن لهم سلطة عليا وبخاصة مع المدرسين ولكن ليس شرطاً .
فمثلاً مخالفة المدرسين أو مسئولي المدرسة وتحديهم أو العبث من خلفهم لا يقوم به جميع طلاب الفصل ولكن الذين لا يقومون به غالباً ما يؤيدون في أنفسهم تلك التصرفات . هذه الحقيقة ربما تفسر لنا لماذا يصر بعض الطلاب على إيذاء المدرسين رغم ما ينالونه من عقاب فالطالب يحصل على تأييد زملائه وتشجيعهم لأنه عبر عما لم يستطيعوا التعبير عنه. إن التشهير ببعض الحالات أمام الطلاب قد يكون مشجعاً لها دون أن نشعر . وتزداد نزعة المراهق للتمرد في بعض المواقف أكثر من غيرها فهي تظهر عندما يتعامل الكبير مع المراهق بنوع من التحقير أو التحدي ولا سيما أمام الآخرين . أخي المعلم ( المربي) التعامل الحسن بالرفق هو المفتاح لتجنب كثير من السلبيات التي قد تنتج عن هذه الخاصية الانفعالية عند المراهقين وهي النزعة للتمرد على السلطة . وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول [ إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه وينزع من شيء إلا شانه ]
ولا شك أن الالتزام بالنظام مطلب شرعي وتربوي ولكن ليتحقق لابد من الأسلوب المناسب مع هذه المرحلة. إن تقدير المراهقين ومعاملتهم على أنهم كبار يمكن أن يؤدي إلى السلوك الاجتماعي المطلوب بطريقة أكثر فاعلية مما تؤديه طريقة التحقير والتهديد
وإن التحدي يولد تحدياً ولذلك أخي المعلم حاول قدر استطاعتك تجنب الدخول في حلقة التحدي لأنه متى تم الدخول فيها صعب الخروج . يحدث في كثير من الأحيان أن يطلب المدرس من الطالب أمراً فيرفضه المراهق مقدماً تعليلاً معينا فيصر المدرس على طلبه ويصر الشاب على موقفه. ويتأزم الموقف وقد يود المدرس عند ذلك أن يتنازل عن طلبه لأنه لا يريد أن يجاري هذا المراهق في عقليته وتصرفه ولكنه لا يستطيع ذلك الآن لأنه يحس أن في ذلك إهانة لكرامته كما أن تنازله في هذا الوقت ليس مناسباً لن فيه تشجيعاً لتصرف المراهق وكم ندم بعض الآباء والمدرسين على دخولهم في مثل هذه الدائرة هذا بالتأكيد لا يعني عدم التوجيه أو إعطاء الأوامر ولا يعني ترك المراهق يتصرف كيف يشاء ولكن المقصود هو تجنب هذه المواقف قبل وقوعها.
في بعض الحالات يعطي التغاضي عن سلوك الطالب في المرة الأولى نتائج أفضل من معاقبته وذلك لما تحدثه العقوبة من آثار نفسية تفاعلية خصوصاً وأن المراهق بالخوف من العقاب. ومن ثم العفو عنه يشعره بالتعاطف مع من عفا عنه ويجعله أكثر ندماً على ما صدر منه كما أن العقاب قد يولد ردة فعل لديه مما يضعف تقبله للتوجيه والإرشاد ومن ناحية أخرى فإن العفو يعطي القدوة للطالب بالتسامح وحسن التعامل لكن هذه الآثار تختلف من مراهق لآخر.
حاجات المراهقين ومطالبهم
يمكن تقسيم حاجات المراهقين ومطالبهم إلى ثلاثة أنواع:
أ- حاجات نفسية :
الحاجة إلى العبادة: وهذا أمر فطري عند كل الناس ومما يسهم في تنمية الجانب العبادي عند المراهق وتساعد على تيسير التربية إذا ما رعاها المربي.
أن يكون حث المراهق وتوجيهه إلى هذا الجانب عفوياً وبطريقة غير مباشرة ما أمكن إذ أن المراهقين حساسون للأسلوب الإملائي المباشر ويمتازون بالاعتداد بأنفسهم واستقلاليتهم وقد يعاندون أحياناً.
مخاطبة عقول المراهقين وأفكارهم إلى جانب عواطفهم ومشاعرهم نظراً لما يتميز به المراهق من تفتح عقلي وقدرة منطقية وحيوية فكرية تتوق إلى مخاطبة العواطف والمشاعر الممزوجة بالمناقشة العقلية.
أن يبدأ المربي في مناقشة هذا الجانب والتوجيه إلى ممارسته مبكراً مع بداية المراهقة أو قبلها.
توظيف قدرات المراهق في التأمل والتساؤل والتفكر حول الكون والنفس والحياة.
استثمار مواقف الضعف والضيق والشدائد والنوازل عند تربية الناحية العبادية.
ب- الحاجة إلى الأمن:
المراهق يعيش فترة حرجة ونقصد بذلك أنها فترة انتقالية مؤقتة يحكمها تغيرات سريعة ومتنوعة فهي غير مستقرة. يجب تدريب المراهقين على الحوار والمناقشة وتبادل الآراء معهم وتعويدهم على عرض وجهات نظرهم وتشجيعهم على المشاركة والمبادأة بما لا يتعارض مع الآداب الإسلامية من احترام الكبار والاستئذان والتواضع ونحو ذلك.
ج- الحاجات الاجتماعية:
1- الحاجة إلى الرفقة.
ارتباط المراهق بمجموعة من الأصدقاء يعد في حد ذاته أمرا طبيعيا ، بل له ايجابيات من الناحية النفسية والاجتماعية . ومن جانب أخر فان تشكيل هذه المجموعة يحدث بصورة تلقائية تدريجية قد لايدركها الإباء ،وبالتالي لا يكون للأب أو المعلم دور في تغييرها لو كتشف أنها مجموعة غير صالحة . من الواجب على المربي أعطاء المراهق معايير الاختيار لصديق وكذلك السعي بطريقة غير مباشرة لتكوين تلك المجموعة التي ستصبح فيما بعد الثلة التي يرتبط بها المراهق على سبيل المثال :
جماعات النشاط المرسي جماعة تحفيظ القران ونحوها.
أذا أرتبط المراهق بمجموعة غير صالحة فلعل من الأساليب المناسبة في هذه الحالة محاولة أصلاح المجموعة ككل ، بالتركيز على الأعضاء القياديين والمؤثرين في المجموعة وكذلك بمحاولة التغير التدريجي في سلوك المجموعة لأنهم سيعارضون أي تدخل مباشر.
مقتطفات :
أ ـ أستمع للمراهق .
ب ــ عبر له عن الحب بالهدية وإفشاء السلام .
ج ــ أحترم أصدقاءه.
د ــ تحدث معه كصديق (لا تكثر المحاضرات واللوم وأختصر كلامك )
2- الحاجة إلى الزواج.
في بداية المراهقة ينجذب المراهقون من الجنسين بعضهم إلى بعض بدلا من ذلك النفور الذي كان في الطفولة . وهذا الانجذاب والميل يكون بشكل تدريجي فيبدأ بالإعجاب وبعد سنوات من البلوغ ( ثلاث إلى أربع سنوات تقريبا) يصبح الدافع الجنسي واضحا ، وتظهر الرغبة في الممارسة الجنسية ويصبح الدافع الجنسي مصدرا للقلق ، وسببا في كثير من المشكلات بسبب تأجيل الإشباع لهذا الدافع بالطريقة السوية وهي الزواج .
3 – الحاجة إلى العمل والمسؤولية.
العمل يشعر المراهق بالاستقلالية وأن له دور في المجتمع ، ويشعره السعادة واحترام الذات .
د- الحاجات الثقافية:
الحاجة إلى الاستطلاع.
الحاجة إلى الهوية.
أخيراً.. أخي المعلم ( المربي ):
أقبل الوقوع في الخطأ. 2 ــ عدم إشاعة الخطأ عند الآخرين
3 ـ أحفظ كرامة المخطئ. 4 ــ لا تكن كثير النقد.
5 ـ أفتح باب التوبة. 6 ــ خاطب خطاب المودة والمحبة.
وكان المعلم الأول صلى الله عليه وسلم لطيفاً رحيماً رقيقاً في معاملته لأصحابه وفي تعامله مع أخطائهم.
يصف لنا ذلك معاوية بن الحكم السلمي فيقول - كما في صحيح مسلم - عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقُلْتُ: وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهْ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ فوا لله مَا كَهَرَنِي وَلا ضَرَبَنِي وَلا شَتَمَنِي قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصَّلاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
هذا والله أعلم . قدمت ما استطعت وحاولت الاختصار فإن كان من تقصير فمن نفسي والشيطان وإن كان من صواب فمن الله.
أخوكم
الأستاذ / فهيد ظافر السبيعي
المراجع :
تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس
د/ محمد السيد الزغبلاوي.
علم نفس المراحل العمرية .
د / عمر بن عبد الرحمن المفدى.
المراهقون.
د / عبد العزيز بن محمد النغيمشي.
4
لوحات نبوية نبوية
د / عبدالوهاب الطريري