سحاب
11-28-2005, 10:18 AM
ان يعترف الدكتور اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الاسبق بان انتهاكات حقوق الانسان في العراق تضاهي ما كانت عليه في عهد نظام الرئيس صدام حسين ان لم تكن اسوأ، فإن هذا الاعتراف، يؤكد مجدداً بأن العراق المحرر ، امريكياً وبريطانياً، ليس افضل حالاً، مثلما كان الرئيس الامريكي جورج بوش يكرر في جميع خطاباته التي القاها منذ سقوط بغداد.
الدكتور علاوي، الذي كان من الشخصيات العراقية الابرز التي شاركت، وسهلت الغزو الامريكي للعراق، ذهب الي ما هو ابعد من ذلك في حديث ادلي به الي صحيفة الاوبزرفر البريطانية المعروفة، عندما قال ان الناس وبسبب الانتهاكات نفسها، باتت تترحم علي ايام صدام حسين، الذي حاربناه بسبب تلك الممارسات .
هذه الشهادة الشجاعة لو صدرت عن اي كاتب او مسؤول عربي لووجهت بالتكذيب، وتعرض صاحبها لاقذع الهجمات واشرس الاتهامات، مثل مناصرة الديكتاتورية وتأييد القبور الجماعية، والدفاع عن استخدام الاسلحة الكيماوية ضد المواطنين الابرياء، وتلقي كوبونات النفط، وبناء القصور من اموال صدام.
ندرك جيداً ان الدكتور علاوي يقف حالياً في المعسكر الآخر لحكومة الائتلاف الطائفية التي يرأسها الدكتور ابراهيم الجعفري، ويدعمها السيد آيه اللة علي السيستاني، وهو يخوض حالياً حملة انتخابية يأمل من خلالها حشد اكبر عدد ممكن من القوميين والبعثيين، والسنة والعلمانيين الشيعة خلف قائمته الانتخابية، ولكن الاعتراف بفشل العراق الجديد في تقديم النموذج الديمقراطي المأمول، ومن قبل ابرز اعمدته، يستحق وقفة تأمل، ويمكن ان يسجل مرحلة جديدة من النقد الذاتي والمراجعة الشاملة لكل الاخطاء والخطايا.
فتجربة العامين الماضيين من الغزو والاحتلال، اثبتت انه لا الاحتلال الامريكي قدم هذا النموذج بممارساته المتعددة، ولا القوي السياسية المنبثقة عنه، والمنخرطة في عمليته السياسية كانت اهلاً لهذه المهمة.
فالاحتلال الامريكي تورط في عمليات فساد اخلاقي وانتهاكات لحقوق الانسان دمرت مصداقيته وفضحت كل ادعاءاته، ودفعت رئيساً امريكياً فائزاً بجائزة نوبل للسلام مثل جيمي كارتر للتبرؤ منه والاعتراف بانه يشعر بالعار كأمريكي من وجود ادارة امريكية تدافع عن التعذيب، وتقترف جرائمه في العراق، وان يكرر الشيء نفسه رئيس آخر هو بيل كلينتون.
فإذا كانت الولايات المتحدة زعيمة العالم الحر، والمسؤولة عن حماية القيم الغربية والعمل علي نشرها علي اوسع نطاق ممكن، تنتهك حقوق السجناء في ابو غريب، وتستخدم الفسفور الابيض المحرم دولياً في قصف مدينة الفلوجة، وتضع خططاً لتدمير محطة الجزيرة الفضائية فوق رؤوس العاملين فيها، فلماذا نستغرب ان يفعل الشيء نفسه السيد بيان جبر صولاغ وزير الداخلية، وميليشيات بدر التي يتزعمها السيد عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الاعلي للثورة الاسلامية التي تشكل عماد الشرطة وقوات الامن والحرس الوطني وتتصرف كدولة داخل دولة؟
قوات الامن في زمن العراق الجديد تقيم معتقلات سرية لتعذيب المعتقلين حتي الموت، ولاسباب طائفية صرفة، وهو امر لم يحدث في زمن النظام السابق رغم اعترافنا وادانتنا لكل جرائمه، وانتهاكاته البشعة لحقوق الانسان، وهو النظام الذي اعترف السيد السيستاني بانه لم يكن طائفياً، ولو كان كذلك لما بقي السيد السيستاني نفسه علي قيد الحياة حتي اليوم، وليؤيد تحالفاً طائفياً أساء للشيعة وتاريخهم الوطني في العراق وغير العراق، ولما كان ستة وثلاثون من مجموع اثنين وخمسين من المطلوبين لدي القوات الامريكــية من قيادات النظام السابق هم من الشيعة.
في اقل من ستة اشهر سرقوا ملياري دولار من وزارة الدفاع وحدها، وبات رجالات العراق الجديد وازلامهم يملكون القصور والعمارات الفخمة والارصدة السرية والطائرات الخاصة، بينما لم تعثر الولايات المتحدة، حتي هذه اللحظة، علي قصر واحد لصدام حسين، او أي من اولاده في اي بلد عربي، او غير عربي، بل ان افراد اسرته يعيشون حالياً علي صدقات المحسنين في الاردن واليمن وقطر. اما قصوره التي بناها في العراق، فقد بقيت للشعب العراقي، ومن المؤلم ان من يقيم فيها حالياً ليس ابناء هذا الشعب، وانما غزاته، والمتعاملين معهم.
نقول هذا الكلام والرجل خلف القضبان وإبناه وحفيده في قبور مجهولة في تكريت، واركان نظامه اما مشردون في اصقاع الارض، او ينتظرون محاكمة الجلادين الجدد، الذين مارسوا ويمارسون جرائم اكبر واكثر وحشية من جرائمهم. وقوائم كوبونات النفط جري نشرها علي الملأ، وبات معروفاً من استفاد من النظام ومن لم يستفد.
اليوم تستأنف محاكمة الرئيس السابق واركان نظامه تحت حراب قوات الاحتلال، ولكن من يستحقون المحاكمة ايضاً هم جميع رموز النظام الجديد، بل ان عقوبة هؤلاء في رأينا يجب ان تكون اشد واكثر صرامة، لانهم قدموا انفسهم علي انهم رسل العدالة وحقوق الانسان والرخاء والنظافة، وطهارة اليد والممارسة فجاءت انجازاتهم كما نراها حالياً علي الارض، خرابا ودمارا وتقسيمات طائفية وعرقية وأقبية تعذيب، وقبورا جماعية والتعاون مع الاحتلال.
كان العراق القديم قوياً موحداً آمنا يتمتع بمكانة دولية مرموقة، ودور اقليمي بارز، ويحقق التوازن الاستراتيجي في المنطقة، فحولوه الي بلد ضعيف ممزق، بلا هوية، خاضع للاحتلال، منهوبة ثرواته، مجوعين ابناؤه، مهانة كرامته.
نأمل ان نسمع اعترافات اخري، علي غرار اعتراف الدكتور علاوي، خاصة من مثقفي الاحتلال في العراق والمهجر، نريد ان ينحاز هؤلاء الي ضميرهم، او ما تبقي منه، وان يتخلصوا من اسطوانة القاء كل التبعات علي النظام السابق، ولو مؤقتاً، او ان يساووا بين النظامين علي الاقل، من خلال نقد ذاتي يعيد اليهم مصداقيتهم، ويطهرهم من خطاياهم.
العراق الحالي ليس العراق الجديد المأمول وانما نسخة مزورة ومشوهة ليس لها اي مثيل في تاريخ هذا البلد العريق صاحب سبعة آلاف سنة من الحضارة والابداع. العراق الجديد الحقيقي سينشأ، بعد اطاحة جميع هؤلاء، وتحويلهم الي المحاكم، ووصول نظام ديمقراطي حقيقي ينبذ الطائفية واللصوصية، ويعيد السيادة، والكرامة. فصدام حسين ورفاقه لا يحاكمون اليوم بتهمة الخيانة العظمي ، بل انها التهمة الوحيدة التي لم توجه اليهم، ولكن محاكمات حكام العراق الجديد ستشمل كل التهم الموجهة اليـــــه حالياً من قــــتل وتعذيب ونهب المال العام اضافة الي التواطؤ مع الاحتلال الاجنبي في قتل مئات الآلاف من ابناء العراق، وهي تهمة ربما ترتقي الي تهمة الخيانة العظمي، ان لم تكن اكبر.
الدكتور علاوي، الذي كان من الشخصيات العراقية الابرز التي شاركت، وسهلت الغزو الامريكي للعراق، ذهب الي ما هو ابعد من ذلك في حديث ادلي به الي صحيفة الاوبزرفر البريطانية المعروفة، عندما قال ان الناس وبسبب الانتهاكات نفسها، باتت تترحم علي ايام صدام حسين، الذي حاربناه بسبب تلك الممارسات .
هذه الشهادة الشجاعة لو صدرت عن اي كاتب او مسؤول عربي لووجهت بالتكذيب، وتعرض صاحبها لاقذع الهجمات واشرس الاتهامات، مثل مناصرة الديكتاتورية وتأييد القبور الجماعية، والدفاع عن استخدام الاسلحة الكيماوية ضد المواطنين الابرياء، وتلقي كوبونات النفط، وبناء القصور من اموال صدام.
ندرك جيداً ان الدكتور علاوي يقف حالياً في المعسكر الآخر لحكومة الائتلاف الطائفية التي يرأسها الدكتور ابراهيم الجعفري، ويدعمها السيد آيه اللة علي السيستاني، وهو يخوض حالياً حملة انتخابية يأمل من خلالها حشد اكبر عدد ممكن من القوميين والبعثيين، والسنة والعلمانيين الشيعة خلف قائمته الانتخابية، ولكن الاعتراف بفشل العراق الجديد في تقديم النموذج الديمقراطي المأمول، ومن قبل ابرز اعمدته، يستحق وقفة تأمل، ويمكن ان يسجل مرحلة جديدة من النقد الذاتي والمراجعة الشاملة لكل الاخطاء والخطايا.
فتجربة العامين الماضيين من الغزو والاحتلال، اثبتت انه لا الاحتلال الامريكي قدم هذا النموذج بممارساته المتعددة، ولا القوي السياسية المنبثقة عنه، والمنخرطة في عمليته السياسية كانت اهلاً لهذه المهمة.
فالاحتلال الامريكي تورط في عمليات فساد اخلاقي وانتهاكات لحقوق الانسان دمرت مصداقيته وفضحت كل ادعاءاته، ودفعت رئيساً امريكياً فائزاً بجائزة نوبل للسلام مثل جيمي كارتر للتبرؤ منه والاعتراف بانه يشعر بالعار كأمريكي من وجود ادارة امريكية تدافع عن التعذيب، وتقترف جرائمه في العراق، وان يكرر الشيء نفسه رئيس آخر هو بيل كلينتون.
فإذا كانت الولايات المتحدة زعيمة العالم الحر، والمسؤولة عن حماية القيم الغربية والعمل علي نشرها علي اوسع نطاق ممكن، تنتهك حقوق السجناء في ابو غريب، وتستخدم الفسفور الابيض المحرم دولياً في قصف مدينة الفلوجة، وتضع خططاً لتدمير محطة الجزيرة الفضائية فوق رؤوس العاملين فيها، فلماذا نستغرب ان يفعل الشيء نفسه السيد بيان جبر صولاغ وزير الداخلية، وميليشيات بدر التي يتزعمها السيد عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الاعلي للثورة الاسلامية التي تشكل عماد الشرطة وقوات الامن والحرس الوطني وتتصرف كدولة داخل دولة؟
قوات الامن في زمن العراق الجديد تقيم معتقلات سرية لتعذيب المعتقلين حتي الموت، ولاسباب طائفية صرفة، وهو امر لم يحدث في زمن النظام السابق رغم اعترافنا وادانتنا لكل جرائمه، وانتهاكاته البشعة لحقوق الانسان، وهو النظام الذي اعترف السيد السيستاني بانه لم يكن طائفياً، ولو كان كذلك لما بقي السيد السيستاني نفسه علي قيد الحياة حتي اليوم، وليؤيد تحالفاً طائفياً أساء للشيعة وتاريخهم الوطني في العراق وغير العراق، ولما كان ستة وثلاثون من مجموع اثنين وخمسين من المطلوبين لدي القوات الامريكــية من قيادات النظام السابق هم من الشيعة.
في اقل من ستة اشهر سرقوا ملياري دولار من وزارة الدفاع وحدها، وبات رجالات العراق الجديد وازلامهم يملكون القصور والعمارات الفخمة والارصدة السرية والطائرات الخاصة، بينما لم تعثر الولايات المتحدة، حتي هذه اللحظة، علي قصر واحد لصدام حسين، او أي من اولاده في اي بلد عربي، او غير عربي، بل ان افراد اسرته يعيشون حالياً علي صدقات المحسنين في الاردن واليمن وقطر. اما قصوره التي بناها في العراق، فقد بقيت للشعب العراقي، ومن المؤلم ان من يقيم فيها حالياً ليس ابناء هذا الشعب، وانما غزاته، والمتعاملين معهم.
نقول هذا الكلام والرجل خلف القضبان وإبناه وحفيده في قبور مجهولة في تكريت، واركان نظامه اما مشردون في اصقاع الارض، او ينتظرون محاكمة الجلادين الجدد، الذين مارسوا ويمارسون جرائم اكبر واكثر وحشية من جرائمهم. وقوائم كوبونات النفط جري نشرها علي الملأ، وبات معروفاً من استفاد من النظام ومن لم يستفد.
اليوم تستأنف محاكمة الرئيس السابق واركان نظامه تحت حراب قوات الاحتلال، ولكن من يستحقون المحاكمة ايضاً هم جميع رموز النظام الجديد، بل ان عقوبة هؤلاء في رأينا يجب ان تكون اشد واكثر صرامة، لانهم قدموا انفسهم علي انهم رسل العدالة وحقوق الانسان والرخاء والنظافة، وطهارة اليد والممارسة فجاءت انجازاتهم كما نراها حالياً علي الارض، خرابا ودمارا وتقسيمات طائفية وعرقية وأقبية تعذيب، وقبورا جماعية والتعاون مع الاحتلال.
كان العراق القديم قوياً موحداً آمنا يتمتع بمكانة دولية مرموقة، ودور اقليمي بارز، ويحقق التوازن الاستراتيجي في المنطقة، فحولوه الي بلد ضعيف ممزق، بلا هوية، خاضع للاحتلال، منهوبة ثرواته، مجوعين ابناؤه، مهانة كرامته.
نأمل ان نسمع اعترافات اخري، علي غرار اعتراف الدكتور علاوي، خاصة من مثقفي الاحتلال في العراق والمهجر، نريد ان ينحاز هؤلاء الي ضميرهم، او ما تبقي منه، وان يتخلصوا من اسطوانة القاء كل التبعات علي النظام السابق، ولو مؤقتاً، او ان يساووا بين النظامين علي الاقل، من خلال نقد ذاتي يعيد اليهم مصداقيتهم، ويطهرهم من خطاياهم.
العراق الحالي ليس العراق الجديد المأمول وانما نسخة مزورة ومشوهة ليس لها اي مثيل في تاريخ هذا البلد العريق صاحب سبعة آلاف سنة من الحضارة والابداع. العراق الجديد الحقيقي سينشأ، بعد اطاحة جميع هؤلاء، وتحويلهم الي المحاكم، ووصول نظام ديمقراطي حقيقي ينبذ الطائفية واللصوصية، ويعيد السيادة، والكرامة. فصدام حسين ورفاقه لا يحاكمون اليوم بتهمة الخيانة العظمي ، بل انها التهمة الوحيدة التي لم توجه اليهم، ولكن محاكمات حكام العراق الجديد ستشمل كل التهم الموجهة اليـــــه حالياً من قــــتل وتعذيب ونهب المال العام اضافة الي التواطؤ مع الاحتلال الاجنبي في قتل مئات الآلاف من ابناء العراق، وهي تهمة ربما ترتقي الي تهمة الخيانة العظمي، ان لم تكن اكبر.