ماجد سليمان البلوي
04-19-2013, 10:52 PM
ذكريات قديمة وحزينة..؟؟
السلام عليكم
عندما وصلنا مفترق الطريق المؤدي الى منطقة المزارع.
في قريتنا الصغيره الضائعه الملقاه في اقصى الخارطه,
وقفت تلك العجوز بأبتسامتها العابره ,
عندها كنت لا اتجاوز السابعه من عمري ,
اشاحت بكفها سلاما على العابرين , تجاوزناها بحمارنا
(وكانت هذه الحمارة سيارتنا الوحيدة في تلك الفترة).
ولكن والدي عاد اليها , كانت تحمل حملا ثقيلا
على عاتقها , فقد لفت اوراق الأعشاب بثوب واسع ,
(والثوب ) مصطلح يستخدمونه قديما عباره عن قطعة قماش بدون (اكمام طبعا ).
يربطون فيها مايستطيعون من اوراق البرسيم او سنابل القمح, كان لونه ازرق
بزرقة السماء والوقت ربيعيآ جميلآ , وتخرج براعم ازهار البرسيم بلون البنفسج زاهيه ,
وبعد حديث قصير وضعنا ثوبها على ( ظهر حمارنا),
وكأن قدومنا نجدة ليختصر طريقها الطويل المليء بالمرتفعات والمنخفضات ,
وعند الجبل توقفنا لتنزل حملها الثقيل ,
كان المنزل صغيرا بالقرب من الجبل الذي نخشى المرور بجانبه.
(نظرا للاساطير عن الغول والغولة ).
التي يلقيها علينا ابناء القريه حول تلك العجوز وحول منزلها الذي لا يتعدى غرفتان.
وفي الزاوية الاخرى بضع غنمات وحوض ماء
والقليل من الدجاج , وصلنا منزلها , ودعتنا للدخول دخل اخوتي ودخلت معهم ,
لعبنا مع الدجاج , وصعدنا كومة القش ,
وخرجت العجوز من غرفتها وحملتنا بما لذ وطاب من الحلوى , ومن الزيتون الاحمر والاخضر
والاصفر , ووضعت لنا بيضا من قن الدجاج الموجود في باحة منزلها .
خرجنا لوالدي وودعته ,وقفت على اعتاب منزلها الصغير المتواضع ,
وقالت لنا : لماذا لا تزورونني دائما .
من حينها وانا اخرج من منزلنا كلما غفلت امي عني
واشق الطريق البعيد خلف الجبل وازورها .
فتسعد بزيارتي . كلما اشتقت لطعم الحلوى اكرر زيارتي لها .
كانت لنكهه قصصها وحديثها الممتع واسلوب حياتها..مشهدا فريدا من نوعه..
انها قلما تخرج ,ومن النادر ان تجد من يزورها .
ولكنها تستمتع بحياتها وبعملها الشاق في المزرعه . وتستمتع بتربية
الدجاج . وتستمتع برعاية غنماتها القلائل .
وتنسج احيانا خيوط الصوف وشعر الماعز اذا وجدت متسع من الوقت..
وبعد غياب طويل عن القريه..
عدنا لنسترجع ذكريات ارض أخذت من طفولتنا الكثير..
فسألت عنها ,وقيل لي انها ماتت ؟؟؟؟
ماتت عند قن الدجاج في ليلة بارده ..
دون انيس ... وجدوها صباحا ..
ربما تحكي للدجاجات قصة حزينة..؟
وبكيت حزنآ عليها..؟
(رحمها الله )
تحيات
ماجد البلوي
السلام عليكم
عندما وصلنا مفترق الطريق المؤدي الى منطقة المزارع.
في قريتنا الصغيره الضائعه الملقاه في اقصى الخارطه,
وقفت تلك العجوز بأبتسامتها العابره ,
عندها كنت لا اتجاوز السابعه من عمري ,
اشاحت بكفها سلاما على العابرين , تجاوزناها بحمارنا
(وكانت هذه الحمارة سيارتنا الوحيدة في تلك الفترة).
ولكن والدي عاد اليها , كانت تحمل حملا ثقيلا
على عاتقها , فقد لفت اوراق الأعشاب بثوب واسع ,
(والثوب ) مصطلح يستخدمونه قديما عباره عن قطعة قماش بدون (اكمام طبعا ).
يربطون فيها مايستطيعون من اوراق البرسيم او سنابل القمح, كان لونه ازرق
بزرقة السماء والوقت ربيعيآ جميلآ , وتخرج براعم ازهار البرسيم بلون البنفسج زاهيه ,
وبعد حديث قصير وضعنا ثوبها على ( ظهر حمارنا),
وكأن قدومنا نجدة ليختصر طريقها الطويل المليء بالمرتفعات والمنخفضات ,
وعند الجبل توقفنا لتنزل حملها الثقيل ,
كان المنزل صغيرا بالقرب من الجبل الذي نخشى المرور بجانبه.
(نظرا للاساطير عن الغول والغولة ).
التي يلقيها علينا ابناء القريه حول تلك العجوز وحول منزلها الذي لا يتعدى غرفتان.
وفي الزاوية الاخرى بضع غنمات وحوض ماء
والقليل من الدجاج , وصلنا منزلها , ودعتنا للدخول دخل اخوتي ودخلت معهم ,
لعبنا مع الدجاج , وصعدنا كومة القش ,
وخرجت العجوز من غرفتها وحملتنا بما لذ وطاب من الحلوى , ومن الزيتون الاحمر والاخضر
والاصفر , ووضعت لنا بيضا من قن الدجاج الموجود في باحة منزلها .
خرجنا لوالدي وودعته ,وقفت على اعتاب منزلها الصغير المتواضع ,
وقالت لنا : لماذا لا تزورونني دائما .
من حينها وانا اخرج من منزلنا كلما غفلت امي عني
واشق الطريق البعيد خلف الجبل وازورها .
فتسعد بزيارتي . كلما اشتقت لطعم الحلوى اكرر زيارتي لها .
كانت لنكهه قصصها وحديثها الممتع واسلوب حياتها..مشهدا فريدا من نوعه..
انها قلما تخرج ,ومن النادر ان تجد من يزورها .
ولكنها تستمتع بحياتها وبعملها الشاق في المزرعه . وتستمتع بتربية
الدجاج . وتستمتع برعاية غنماتها القلائل .
وتنسج احيانا خيوط الصوف وشعر الماعز اذا وجدت متسع من الوقت..
وبعد غياب طويل عن القريه..
عدنا لنسترجع ذكريات ارض أخذت من طفولتنا الكثير..
فسألت عنها ,وقيل لي انها ماتت ؟؟؟؟
ماتت عند قن الدجاج في ليلة بارده ..
دون انيس ... وجدوها صباحا ..
ربما تحكي للدجاجات قصة حزينة..؟
وبكيت حزنآ عليها..؟
(رحمها الله )
تحيات
ماجد البلوي