ماجد سليمان البلوي
05-10-2013, 11:20 PM
في مستشفى الولادة وعودتي من عالم الأموات..؟؟
وانا على طاولة الولادة مرّت علي لحظات عصيبة ؛
كانت انفاسي متقطّعة ودقّات قلبي متسارعة
وآلامي فظيعة لا تحتمل وفجاة ابصرت غماما ابيضا آتي من بعيد...
هزّني بلمسة دافئة ثمّ بدا يصعد بي الى السماء..
تزايدت صرخات الطبيبة ومساعداتها:
( سيدتي ؛ سيدتي )...
وسمعت صوت بكاء اختي ونحيب زوجي بالخارج...
كنت ارى واسمع ما يحدث واحاول ان اصرخ
بكل ما اوتيت من قوة ولكني لا استطيع..
رفعني الغمام اكثر فاكثر وادركت لحظتها انني هالكة لا محال..
لحظتها شعرت كم انا ضعيفة ؛ كم انا لا اساوي شيئا..
وادركت ان بين موتي وحياتي ادقّ من الشعرة ؛
بينهما غمام ابيض يسعى بي الى مثوايا الاخير...
وبدات استعرض شريط حياتي ؛ واتذكر الماضي ؛
اعترتني رعشة قوية ..
ساوارى التراب..
يا الـــــهي ؛ اتراه زادي يكفيني في رحلتي ؟
لم استطع ان اوصي ولم تكن لي فرصة لاعيد حساباتي ...
يا الــــهي هل سترحم غباوتي وتمنحني فرصة اخرى ؟
كنت احدُّث نفسي ؛ احاول ان افلت من الغمامة البيضاء
وهي ترتقي بي الى السماء في لحظات مرّت علي كلمح البصر..
كان الحاضرون يتاسّفون لموتي احببت ان اخبرهم ..
انا هنا انا موجودة ؛ ما لكم لا تشعرون ؟
انا اسمعكم واراكم فكيف لا تفهمون ؟
ولكني كنت خرساء لا املك ان اكلّمهم
ولا حتى ان احرّك اعضائي فيدركون اني حيّة...
كنت مجرّد جسد على طاولة وروح تصعد الى السماء..
تجمّد الدم في عروقي ؛ من يحملني والى اين يذهبون بي ؟
هل انا ميتة ؟
يا الـــهي ؛ مرّت حياتي بسرعة البرق
ولم ادرك ان دنيايا دهليز ضيّق دخلته من باب
وسرعان ما ساغادره من بابه الآخر..
تمنّيت لو بامكاني ان اسجد ثانية لربي ؛
ان اتوسّله ؛ ان اعود فلا اضيع لحظة واحدة بعيدة عنه...
تمنّيت وتمنيت ولكن الاماني لا تتحقق..
ساجد نفسي بعد لحظات في كفني ...
ساحمل فوق الاكتاف الى قبري ..
يا ويحي ؛ شعرت باضلعي تطبق على قلبي ...
الى اين المفرّ ؟
منك واليك ربي ...منك و اليك...
كانت الغمامة البيضاء تتحرّك ببطء ؛
تحملني الى مكان آخر لا اعرفه ؛
اجاهد مرات ومرات حتى اسمع الكون باني هاهنا لست ميتة..
ولكن لا احد يسمعني...
بدات اجمع رصيدي والملم حسناتي عبر شريط حياتي
علّي اقابل مولايا وزادي كثير..
كيف ارفع راسي امام خالقي ؟
وما عساني اقول ؟
وماذا تركت ورائي في دنياي ؟
لحظتها سالت دموعي ساخنة على وجنتّي ؛
احرقت قلبي وجلدي فاستفقت..
فتحت عينايا واذا بالغمامة البيضاء تتركني لاهوي من السماء...
كنت اريد ان استنجد باهلي ؛ بالناس اجمعين..
انا اسقط فمن لي بيد تقيني صدمة السقوط ؟
وعدت الى وعيي وما هي الا ثواني حتى وجدت نفسي
على طاولة الولادة من جديد
وابصرت ذاك الغمام الابيض ينسحب ويعود..
اتراها فرصة اخرى ؟
هل استجاب مولايا لدعائي وشكواي ؟
هل انا فعلا حيّة ؟
ام انها مجرد اوهام...
كان الكلّ مصدوم من عودتي ...
بين متعجّب و فرح و باك..
وكنت انا ابلع ريقي واتحسس جسدي
واحاول ان استوعب هذا الرجوع...
وادركت انني في لحظة كنت ساصبح في عالم من لا يعود...
كنت ساواجه مصيري لوحدي
ولن ينفعني لا زوجي ولا ابني ولا احد ...
ادركت ان الموت ليس ببعيد ؛
يتسلّل الينا ونحن غافلين ؛
يخطفنا او يخطف احبابنا دون ان يكون لنا اختيار...
فالاحرى بنا ان نعدّ العدّة للرحيل...
الاحرى بنا ان نسرج الخيول ونحمّل عليها ما استطعنا من زاد..
حتى اذا ناد المنادي ؛ ارحلوا ؛ كنا في قمة الاستعداد ؛
فلا نحزن على ما فات ولا نتمنى فرصا اخرى...
نحن ها هنا ننتظر رنين الجرس للرحيل
فاليوم موجودون وربما غدا لا نكون...
فلنفكّر كيف يكون رحيلنا وعلى اي الغمام نرتقي...
بيننا وبين الموت لحظة ادق من الشعرة ؛
ولسنا ندري متى واين سيكون...
كل ما نعلمه اننا في دنيا فانية ومصيرنا الى الزوال...
فسبحانك ربي اغفر لي تقصيري واملا قلبي بما يرضيك..
واجعل قبري روضة من رياض الجنة
فانا امتك الضعيفة لا حول لي ولا قوة..؟
لكم تحيات
ماجد البلوي
وانا على طاولة الولادة مرّت علي لحظات عصيبة ؛
كانت انفاسي متقطّعة ودقّات قلبي متسارعة
وآلامي فظيعة لا تحتمل وفجاة ابصرت غماما ابيضا آتي من بعيد...
هزّني بلمسة دافئة ثمّ بدا يصعد بي الى السماء..
تزايدت صرخات الطبيبة ومساعداتها:
( سيدتي ؛ سيدتي )...
وسمعت صوت بكاء اختي ونحيب زوجي بالخارج...
كنت ارى واسمع ما يحدث واحاول ان اصرخ
بكل ما اوتيت من قوة ولكني لا استطيع..
رفعني الغمام اكثر فاكثر وادركت لحظتها انني هالكة لا محال..
لحظتها شعرت كم انا ضعيفة ؛ كم انا لا اساوي شيئا..
وادركت ان بين موتي وحياتي ادقّ من الشعرة ؛
بينهما غمام ابيض يسعى بي الى مثوايا الاخير...
وبدات استعرض شريط حياتي ؛ واتذكر الماضي ؛
اعترتني رعشة قوية ..
ساوارى التراب..
يا الـــــهي ؛ اتراه زادي يكفيني في رحلتي ؟
لم استطع ان اوصي ولم تكن لي فرصة لاعيد حساباتي ...
يا الــــهي هل سترحم غباوتي وتمنحني فرصة اخرى ؟
كنت احدُّث نفسي ؛ احاول ان افلت من الغمامة البيضاء
وهي ترتقي بي الى السماء في لحظات مرّت علي كلمح البصر..
كان الحاضرون يتاسّفون لموتي احببت ان اخبرهم ..
انا هنا انا موجودة ؛ ما لكم لا تشعرون ؟
انا اسمعكم واراكم فكيف لا تفهمون ؟
ولكني كنت خرساء لا املك ان اكلّمهم
ولا حتى ان احرّك اعضائي فيدركون اني حيّة...
كنت مجرّد جسد على طاولة وروح تصعد الى السماء..
تجمّد الدم في عروقي ؛ من يحملني والى اين يذهبون بي ؟
هل انا ميتة ؟
يا الـــهي ؛ مرّت حياتي بسرعة البرق
ولم ادرك ان دنيايا دهليز ضيّق دخلته من باب
وسرعان ما ساغادره من بابه الآخر..
تمنّيت لو بامكاني ان اسجد ثانية لربي ؛
ان اتوسّله ؛ ان اعود فلا اضيع لحظة واحدة بعيدة عنه...
تمنّيت وتمنيت ولكن الاماني لا تتحقق..
ساجد نفسي بعد لحظات في كفني ...
ساحمل فوق الاكتاف الى قبري ..
يا ويحي ؛ شعرت باضلعي تطبق على قلبي ...
الى اين المفرّ ؟
منك واليك ربي ...منك و اليك...
كانت الغمامة البيضاء تتحرّك ببطء ؛
تحملني الى مكان آخر لا اعرفه ؛
اجاهد مرات ومرات حتى اسمع الكون باني هاهنا لست ميتة..
ولكن لا احد يسمعني...
بدات اجمع رصيدي والملم حسناتي عبر شريط حياتي
علّي اقابل مولايا وزادي كثير..
كيف ارفع راسي امام خالقي ؟
وما عساني اقول ؟
وماذا تركت ورائي في دنياي ؟
لحظتها سالت دموعي ساخنة على وجنتّي ؛
احرقت قلبي وجلدي فاستفقت..
فتحت عينايا واذا بالغمامة البيضاء تتركني لاهوي من السماء...
كنت اريد ان استنجد باهلي ؛ بالناس اجمعين..
انا اسقط فمن لي بيد تقيني صدمة السقوط ؟
وعدت الى وعيي وما هي الا ثواني حتى وجدت نفسي
على طاولة الولادة من جديد
وابصرت ذاك الغمام الابيض ينسحب ويعود..
اتراها فرصة اخرى ؟
هل استجاب مولايا لدعائي وشكواي ؟
هل انا فعلا حيّة ؟
ام انها مجرد اوهام...
كان الكلّ مصدوم من عودتي ...
بين متعجّب و فرح و باك..
وكنت انا ابلع ريقي واتحسس جسدي
واحاول ان استوعب هذا الرجوع...
وادركت انني في لحظة كنت ساصبح في عالم من لا يعود...
كنت ساواجه مصيري لوحدي
ولن ينفعني لا زوجي ولا ابني ولا احد ...
ادركت ان الموت ليس ببعيد ؛
يتسلّل الينا ونحن غافلين ؛
يخطفنا او يخطف احبابنا دون ان يكون لنا اختيار...
فالاحرى بنا ان نعدّ العدّة للرحيل...
الاحرى بنا ان نسرج الخيول ونحمّل عليها ما استطعنا من زاد..
حتى اذا ناد المنادي ؛ ارحلوا ؛ كنا في قمة الاستعداد ؛
فلا نحزن على ما فات ولا نتمنى فرصا اخرى...
نحن ها هنا ننتظر رنين الجرس للرحيل
فاليوم موجودون وربما غدا لا نكون...
فلنفكّر كيف يكون رحيلنا وعلى اي الغمام نرتقي...
بيننا وبين الموت لحظة ادق من الشعرة ؛
ولسنا ندري متى واين سيكون...
كل ما نعلمه اننا في دنيا فانية ومصيرنا الى الزوال...
فسبحانك ربي اغفر لي تقصيري واملا قلبي بما يرضيك..
واجعل قبري روضة من رياض الجنة
فانا امتك الضعيفة لا حول لي ولا قوة..؟
لكم تحيات
ماجد البلوي