ماجد سليمان البلوي
06-03-2013, 11:51 AM
ما هو تأثير جوجل علينا..؟؟
سؤال بدأت أسأله لنفسي الفترة الماضية بعد أن أصبح جلوسي أمام كتاب لقراءته معجزة نادرة الحدوث، فهل تشعر أن طريقة تفكيرك لم تعد كما كانت في السابق؟
وهل أصبح من الصعوبة الشديدة بل ومن النادر أن تجلس لتقرأ كتاب أو تقرأ مقالا طويلا؟
وهل أصبح أقصى ما يمكنك فعله هو أن تتصفح ثلاث أو أربع صفحات قبل أن تمَل وتلقي الكتاب جانبا لتقوم وتبحث عن أي شيء آخر لتفعله؟
إذا كانت إجابتك بنعم على هذه الأسئلة فأنت وأنا وعدد كبير جدا من الأشخاص حول العالم في مرحلة إعادة برمجة تقوم بها جوجل لعقولنا حسب ما ذكر الكاتب نيكولاس كار في مجلة أتلانتس الأمريكية.
فبعدما كان البحث في موضوع معين يتطلب ساعات وأيام من البحث بين أرفف المكتبة وبين صفحات الكتب والمراجع أصبح الآن يتم ببساطة شديدة في بضعة دقائق وببضعة ضغطات على لوحة المفاتيح.
يتساءل نيكولاس كار فيقول:
كم مرة جلست في اليوم لتبحث عن معلومة سريعة هنا أو معنى كلمة هناك؟
وكم مرة جلست حتى دون البحث عن أي معلومة معين لتنتقل من وصلة لأخرى ومن صفحة لأخرى لتجد نفسك بعد ساعات غارقا في محيط الإنترنت دون وجهة محددة؟
أصبح الإنترنت وأصبح جوجل يسيطران على تدفق المعلومات عبر أعيننا وآذاننا إلى عقولنا ليوفرا لنا كما هائلا من المعلومات بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية بسهولة شديدة وسرعة فائقة.
ولكن كما هي سنة الحياة دائما..
لا يوجد شيء بالمجان..؟
أشار أستاذ الإعلام مارشال ماكلوهان في العام 1960 إلى “أن الإعلام لا يوفر لنا فقط معلومات للتفكير، بل يقوم بتغيير طريقة التفكير”، وهو ما يبدو أن جوجل يفعله. فهو يقوم بالتأثير بشكل كبير على قدرتنا على التركيز والتأمل، لأن عقولنا أصبحت تنتظر الحصول على المعلومة بنفس الطريقة التي تحصل عليها عبر جوجل.. معلومات سريعة ومختصرة، وكلما قضيت وقتا أطول على الإنترنت، كل أصبحت قدرتك على التركيز والتأمل أقل، فأصبح من الصعوبة الشديدة قراءة مقالة طويلة دون القفز بين فقراتها وبين عناوينها الرئيسية كما نفعل مع صفحات الإنترنت..؟
لا يوجد حتى الآن ما يثبت هذا التغيير بشكل علمي، ولكن بدأت أولى المؤشرات تظهر ببحث قام به مجموعة من الباحثين في أحد الجامعات البريطانية عن عادات وسلوكيات البحث على الإنترنت،
حيث يتحدث هذا البحث عن أننا ربما على أعتاب عملية تغيير ضخمة في طريقة قراءتنا وتفكيرنا.
حيث قام الباحثون بتسجيل حركة زوار موقعين من أكبر مواقع البحث البريطانية، فوجدوا أن الغالبية العظمى من الزوار تقرأ صفحة أو صفحتين على الأكثر من كل موقع قبل أن تقفز للموقع التالي، ونادرا جدا ما يعود أحدهم إلى موقع زاره سابقا، حتى وصل الباحثون إلى استنتاج يقولون فيه: أن الزوار لا يقرأون على الإنترنت بالطريقة التقليدية، بل يقومون بقراءة العناوين الرئيسية.. مقتطفات من هنا وهناك.
وتقول أستاذة علم النفس:
ماريان وولف أنه لم تعد القاعدة كما كانت في السابق:
“أنت.. ما تقرأ” بل أصبحت: “أنت.. كيف تقرأ”
فهل سنترك أنفسنا ننساق وراء عملية البرمجة تلك
لنغامر بتغيير طريقة تفكيرنا وقدرتنا على التركيز والتأمل..؟
لكم تحيات
ماجد البلوي
سؤال بدأت أسأله لنفسي الفترة الماضية بعد أن أصبح جلوسي أمام كتاب لقراءته معجزة نادرة الحدوث، فهل تشعر أن طريقة تفكيرك لم تعد كما كانت في السابق؟
وهل أصبح من الصعوبة الشديدة بل ومن النادر أن تجلس لتقرأ كتاب أو تقرأ مقالا طويلا؟
وهل أصبح أقصى ما يمكنك فعله هو أن تتصفح ثلاث أو أربع صفحات قبل أن تمَل وتلقي الكتاب جانبا لتقوم وتبحث عن أي شيء آخر لتفعله؟
إذا كانت إجابتك بنعم على هذه الأسئلة فأنت وأنا وعدد كبير جدا من الأشخاص حول العالم في مرحلة إعادة برمجة تقوم بها جوجل لعقولنا حسب ما ذكر الكاتب نيكولاس كار في مجلة أتلانتس الأمريكية.
فبعدما كان البحث في موضوع معين يتطلب ساعات وأيام من البحث بين أرفف المكتبة وبين صفحات الكتب والمراجع أصبح الآن يتم ببساطة شديدة في بضعة دقائق وببضعة ضغطات على لوحة المفاتيح.
يتساءل نيكولاس كار فيقول:
كم مرة جلست في اليوم لتبحث عن معلومة سريعة هنا أو معنى كلمة هناك؟
وكم مرة جلست حتى دون البحث عن أي معلومة معين لتنتقل من وصلة لأخرى ومن صفحة لأخرى لتجد نفسك بعد ساعات غارقا في محيط الإنترنت دون وجهة محددة؟
أصبح الإنترنت وأصبح جوجل يسيطران على تدفق المعلومات عبر أعيننا وآذاننا إلى عقولنا ليوفرا لنا كما هائلا من المعلومات بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية بسهولة شديدة وسرعة فائقة.
ولكن كما هي سنة الحياة دائما..
لا يوجد شيء بالمجان..؟
أشار أستاذ الإعلام مارشال ماكلوهان في العام 1960 إلى “أن الإعلام لا يوفر لنا فقط معلومات للتفكير، بل يقوم بتغيير طريقة التفكير”، وهو ما يبدو أن جوجل يفعله. فهو يقوم بالتأثير بشكل كبير على قدرتنا على التركيز والتأمل، لأن عقولنا أصبحت تنتظر الحصول على المعلومة بنفس الطريقة التي تحصل عليها عبر جوجل.. معلومات سريعة ومختصرة، وكلما قضيت وقتا أطول على الإنترنت، كل أصبحت قدرتك على التركيز والتأمل أقل، فأصبح من الصعوبة الشديدة قراءة مقالة طويلة دون القفز بين فقراتها وبين عناوينها الرئيسية كما نفعل مع صفحات الإنترنت..؟
لا يوجد حتى الآن ما يثبت هذا التغيير بشكل علمي، ولكن بدأت أولى المؤشرات تظهر ببحث قام به مجموعة من الباحثين في أحد الجامعات البريطانية عن عادات وسلوكيات البحث على الإنترنت،
حيث يتحدث هذا البحث عن أننا ربما على أعتاب عملية تغيير ضخمة في طريقة قراءتنا وتفكيرنا.
حيث قام الباحثون بتسجيل حركة زوار موقعين من أكبر مواقع البحث البريطانية، فوجدوا أن الغالبية العظمى من الزوار تقرأ صفحة أو صفحتين على الأكثر من كل موقع قبل أن تقفز للموقع التالي، ونادرا جدا ما يعود أحدهم إلى موقع زاره سابقا، حتى وصل الباحثون إلى استنتاج يقولون فيه: أن الزوار لا يقرأون على الإنترنت بالطريقة التقليدية، بل يقومون بقراءة العناوين الرئيسية.. مقتطفات من هنا وهناك.
وتقول أستاذة علم النفس:
ماريان وولف أنه لم تعد القاعدة كما كانت في السابق:
“أنت.. ما تقرأ” بل أصبحت: “أنت.. كيف تقرأ”
فهل سنترك أنفسنا ننساق وراء عملية البرمجة تلك
لنغامر بتغيير طريقة تفكيرنا وقدرتنا على التركيز والتأمل..؟
لكم تحيات
ماجد البلوي