ماجد سليمان البلوي
07-03-2013, 04:50 AM
من أجمل القصص والقصائد للقاضي عن القهوة قبل 200عام..؟؟
السلام عليكم
جرت أحداث هذة القصة المختارة قديما قبل لا يقل عن المائتي عام في منطقة عنيزة قلب القصيم ..
وقلت منطقة عنيزة ولم أقل مدينة عنيزة لصغر حجمها آنذاك مقارنة بحجمها الحالي ..
إلا أنها منطقة زراعية أشتهرت بزراعة النخيل
(السكري وهو أحد أجود أنواع الرطب والتمور ، وكذلك بعض الخضروات البسيطة والقمح)،
سميت قديما بلقب " باريس نجد "
يسكنها مجموعة من الأسر العريقة الكريمة أمثال أسرة القاضي وغيرهم
من الكرام أهل عنيزة والقصيم وشبة الجزيرة العربية والعرب جميعا ..
كان بطل هذة القصة ..
الشاعر محمد بن عبدالله القاضي وهو شاعر ويمتهن مهنة القضاة رجل خلوق أديب ..
يتسم بالوقار ..
إذا حضر في محلٍ ما كان قطب ذلك المجلس لما تحمل طيات أحاديثه المشوقة
من أدب وشعر وطرافة وعفة غزل ..
كان شاعرا فحلا لا يشق له غبار سليل أسرة أشتهرت بشيئين :
مهنة القضاء والشعر..
حدث أن شاعرنا والذي إعتاد إرتياد أحد المجالس (الديوانيات) أن قال له صاحب مجلسه :
إنك يا القاضي لا تستطيع الإتيان بقصيدة دون أن تعرج على ذكر الغزل فيها ..
وتحدى صاحب المجلس القاضي بأن يأتي على قصيدة لا تقل عن عشرين بيتاً
دون أن يأتي فيها على بيت واحد من الغزل ..
لمعرفته بطبع القاضي الرقيق وحبه لذكر الغزل العفيف ووصف المحبوب بما يليق
من الأوصاف الراقية لفظا ومعنى ..
وكان الرهان بينهما أن يولم وليمة الخاسر في الرهان لرواد المجلس
وإتفقا على يوم معين يأتي فيه القاضي ليلقي قصيدته ..
فكان ذلك اليوم
أتى الشاعر محمد بن عبدالله القاضي وقد أعد واحدة من أجمل القصائد
التي وصفت القهوة وظلت إلى يومنا الحاضر مرجعا في الشعر النبطي
لوصف القهوة وطريقة صنعها وما يضاف إليها من بهار للعناية بها قبل تقديمها للضيوف
وقد إهتم العرب في الجزيرة العربية على وجه الخصوص بالقهوة حيث كانت
مشروب الضيف وعنوان الكرم وإكرام الضيوف وتغنوا بها كثيرا وحددوا
معاني للثلاثة الفناجين الأول كما سمعت فقالوا قديما:
الفنجان الأول .. للضيف
والثاني....... للسيف
والثالث ........للكيف
فالأول حق إكرام الضيف يبادر فيه المضيف ..
والثاني يأمن به الضيف ويلقى بشربه الحماية من مضيفه..
والثالث .. يكيف به مزاجه !!!
عودة إلى حديثنا ..
قال القاضي في وصفه للقهوة وقد بدأ قصيدته بوصف حال نفسه وما توطنها من هموم:
يا مل قلب كلما إلتـم بالأشـواق
من عام الأول به دواكيك وخفوق
كنه مع الدلال يجلب بالأسـواق
وعايم عند إمعزل الوسط ما سوق
يجاهد جنود في سواهيج الأطراق
ويكشف له اسرار كتمها بصندوق
لا عن له تذكار الأحباب وإشتاق
باله وطاف بخاطره طاري الشوق
ثم راح يصف القهوة ..
وكيفية صنعها تفصيلا وهو موضوع القصيدة والرهان ...
دنيت له مـن غالـي البـن مـا لاق
بالكف ناقيها عـن العـذف منسـوق
إحمس ثلاث يا نديمـي علـى سـاق
ريحه على جمر الغضى يفضح السوق
وإيـاك والنيـة وبالـك والأحـراق
وإحذر تصير بحمسة البـن مطفـوق
إلى إصفر لونه ثم بشـت بالأعـراق
أصفر كما الياقوت يطرب لها المـوق
وعطت بريـح فاخـر فاضـح فـاق
ريحه كما العنبر بالأنفـاس منشـوق
دقـه بنجـر يسمعـه كـل مشتـاق
راع الهوى يطرب إلـى دق بخفـوق
لقِـم بدلـة مولـع كنـهـا ســاق
مصبوبـة مربوبـة تقـل غـرنـوق
خله تفوح وراعـي الكيـف يشتـاق
إلى طفح له جوهـر صـح لـه ذوق
أصفر قمـوره كالزمـرد بالأشعـاق
وكبارها الطافح كما صافـي المـوق
بعد طبخ القهوة ..
وإستوائها ودليل ذلك ريحتها الفواحة الطيبة التي تزكم الأنوف طيبا..
يذكر القاضي البهارات التي تضاف للقهوة آنذاك والتي سبقها
بقوله خمسة أرناق أي خمسة أصناف
وهو ما يدل على عناية العرب بالقهوة قديما :
زله على وضحى بها خمسة أرناق
هيل ومسمار بالأسباب مسحـوق
مع زعفران والشمطري إلى إنساق
والعنبر الغالي على الطاق مطبوق
الآن جهزت القهوة ..
وجاء وصف تقديمها ..
يقول القاضي مسترسلا :
فليا اجتمـع هـذا وهـذا بتيفـاق
صبه كفيت العوق عن كل مخلوق
بفنجان صين زاهي عند الأرمـاق
يغضي بكرسيه كما إغضاة غرنوق
إلى إنطلق من ثعبته تقل شبـراق
أو دم قلب وإنمزع منـه معلـوق
أثناء قيام القاضي بسرد أبياته منذ البداية..
علم صاحب البيت بشاعرية القاضي وأنه خاسر لا محالة..
وكان قد اتفق مع أهله أن يدبروا دعابة تلهي القاضي
وتصرفه عن الشعر والمعنى الذي اعده ..
لكي يعرج مضطرا على الغزل ..
لكن كيف يمكنه فعل ذلك ؟؟
لابد أن يرى فتاة وأي فتاة ..
لابد أن يرى فتاة جميلة تصرفه عن القهوة وتشده طائعا للغزل..
قبل أن يصل القاضي للبيت الثامن عشر ..
دخل صاحب البيت وأشار لفتاة جميلة من أهل بيته ،
فتاة بيضاء في زهرة الشباب إختلط بياض وجهها مع حمرته ..
وكانت ممتلئة الجسم بضة،
قيدت الحجول ساقيها وضقن ذرعا بها وكذلك الذراعان
فهن الأخريات حبيسات للأساور ينشدن الحرية ..
طلب من الفتاة أن تحمل وعاء من الفخار مملوء ماءاً
وتدخله من باب المجلس الذي يفيء على فناء الدار ..
تدخل الوعاء عند الباب .. بمسافة كافية وتتركه وتنصرف ..
لمدة وجيزة كافية لكي يراها القاضي وينصرف عن الأبيات التي أعدها
عن موضوع القصيدة والرهان.. وكان ذلك ..؟
فما أن رآها القاضي حتى تحول أتوماتيكيا للغزل
فقال مكملا مرتجلا باقي القصيدة:
إلى حصل لك صاحبك وأنت مشتاق
إقطف زهر ما لاق والعمر ملحوق
عبث يعيل بحبـه مـا بعـد مـاق
وهو يزاهي باهر البـدر بعشـوق
بين إشفتيه إلى غنـج حـق بـراق
عجل رفيفه بالطها يعطـي طبـوق
سطر كتب من حبر عينيه بـأوراق
خديه صادين ونونيـن مـن فـوق
كن العرق بخدودها حمر الأرنـاق
ينثر على الوجنات باللون معشـوق
إلى تبسم شـع وأشـرق بالآفـاق
نوره يفوق البدر سحـر ومنطـوق
بالعنق كن المسـك والخـد بـراق
شخص بصدره كما الشاخ مدقـوق
يمشي برفق خايف مدمـج السـاق
يفصم حجول ضامها الثقل من فوق
فليا حضر ما قلت عندي بـالأرزاق
بيـد كريـم كافلـن كـل مخلـوق
صلاة ربي عـد مـا بـارق حـاق
على النبي الهاشمي خيـر مخلـوق
وهكذا
خسر القاضي بدعابة مدبرة من صاحب المجلس..
إلا أن صاحب المجلس أخبر القاضي بتدبيره وأولم للحاضرين بالمجلس..؟
وكانت القصيدة الجميلة في القهوة من أجمل
القصائد من هذا الشاعر الفذ..؟؟
ولكم تحيات
ماجد البلوي
السلام عليكم
جرت أحداث هذة القصة المختارة قديما قبل لا يقل عن المائتي عام في منطقة عنيزة قلب القصيم ..
وقلت منطقة عنيزة ولم أقل مدينة عنيزة لصغر حجمها آنذاك مقارنة بحجمها الحالي ..
إلا أنها منطقة زراعية أشتهرت بزراعة النخيل
(السكري وهو أحد أجود أنواع الرطب والتمور ، وكذلك بعض الخضروات البسيطة والقمح)،
سميت قديما بلقب " باريس نجد "
يسكنها مجموعة من الأسر العريقة الكريمة أمثال أسرة القاضي وغيرهم
من الكرام أهل عنيزة والقصيم وشبة الجزيرة العربية والعرب جميعا ..
كان بطل هذة القصة ..
الشاعر محمد بن عبدالله القاضي وهو شاعر ويمتهن مهنة القضاة رجل خلوق أديب ..
يتسم بالوقار ..
إذا حضر في محلٍ ما كان قطب ذلك المجلس لما تحمل طيات أحاديثه المشوقة
من أدب وشعر وطرافة وعفة غزل ..
كان شاعرا فحلا لا يشق له غبار سليل أسرة أشتهرت بشيئين :
مهنة القضاء والشعر..
حدث أن شاعرنا والذي إعتاد إرتياد أحد المجالس (الديوانيات) أن قال له صاحب مجلسه :
إنك يا القاضي لا تستطيع الإتيان بقصيدة دون أن تعرج على ذكر الغزل فيها ..
وتحدى صاحب المجلس القاضي بأن يأتي على قصيدة لا تقل عن عشرين بيتاً
دون أن يأتي فيها على بيت واحد من الغزل ..
لمعرفته بطبع القاضي الرقيق وحبه لذكر الغزل العفيف ووصف المحبوب بما يليق
من الأوصاف الراقية لفظا ومعنى ..
وكان الرهان بينهما أن يولم وليمة الخاسر في الرهان لرواد المجلس
وإتفقا على يوم معين يأتي فيه القاضي ليلقي قصيدته ..
فكان ذلك اليوم
أتى الشاعر محمد بن عبدالله القاضي وقد أعد واحدة من أجمل القصائد
التي وصفت القهوة وظلت إلى يومنا الحاضر مرجعا في الشعر النبطي
لوصف القهوة وطريقة صنعها وما يضاف إليها من بهار للعناية بها قبل تقديمها للضيوف
وقد إهتم العرب في الجزيرة العربية على وجه الخصوص بالقهوة حيث كانت
مشروب الضيف وعنوان الكرم وإكرام الضيوف وتغنوا بها كثيرا وحددوا
معاني للثلاثة الفناجين الأول كما سمعت فقالوا قديما:
الفنجان الأول .. للضيف
والثاني....... للسيف
والثالث ........للكيف
فالأول حق إكرام الضيف يبادر فيه المضيف ..
والثاني يأمن به الضيف ويلقى بشربه الحماية من مضيفه..
والثالث .. يكيف به مزاجه !!!
عودة إلى حديثنا ..
قال القاضي في وصفه للقهوة وقد بدأ قصيدته بوصف حال نفسه وما توطنها من هموم:
يا مل قلب كلما إلتـم بالأشـواق
من عام الأول به دواكيك وخفوق
كنه مع الدلال يجلب بالأسـواق
وعايم عند إمعزل الوسط ما سوق
يجاهد جنود في سواهيج الأطراق
ويكشف له اسرار كتمها بصندوق
لا عن له تذكار الأحباب وإشتاق
باله وطاف بخاطره طاري الشوق
ثم راح يصف القهوة ..
وكيفية صنعها تفصيلا وهو موضوع القصيدة والرهان ...
دنيت له مـن غالـي البـن مـا لاق
بالكف ناقيها عـن العـذف منسـوق
إحمس ثلاث يا نديمـي علـى سـاق
ريحه على جمر الغضى يفضح السوق
وإيـاك والنيـة وبالـك والأحـراق
وإحذر تصير بحمسة البـن مطفـوق
إلى إصفر لونه ثم بشـت بالأعـراق
أصفر كما الياقوت يطرب لها المـوق
وعطت بريـح فاخـر فاضـح فـاق
ريحه كما العنبر بالأنفـاس منشـوق
دقـه بنجـر يسمعـه كـل مشتـاق
راع الهوى يطرب إلـى دق بخفـوق
لقِـم بدلـة مولـع كنـهـا ســاق
مصبوبـة مربوبـة تقـل غـرنـوق
خله تفوح وراعـي الكيـف يشتـاق
إلى طفح له جوهـر صـح لـه ذوق
أصفر قمـوره كالزمـرد بالأشعـاق
وكبارها الطافح كما صافـي المـوق
بعد طبخ القهوة ..
وإستوائها ودليل ذلك ريحتها الفواحة الطيبة التي تزكم الأنوف طيبا..
يذكر القاضي البهارات التي تضاف للقهوة آنذاك والتي سبقها
بقوله خمسة أرناق أي خمسة أصناف
وهو ما يدل على عناية العرب بالقهوة قديما :
زله على وضحى بها خمسة أرناق
هيل ومسمار بالأسباب مسحـوق
مع زعفران والشمطري إلى إنساق
والعنبر الغالي على الطاق مطبوق
الآن جهزت القهوة ..
وجاء وصف تقديمها ..
يقول القاضي مسترسلا :
فليا اجتمـع هـذا وهـذا بتيفـاق
صبه كفيت العوق عن كل مخلوق
بفنجان صين زاهي عند الأرمـاق
يغضي بكرسيه كما إغضاة غرنوق
إلى إنطلق من ثعبته تقل شبـراق
أو دم قلب وإنمزع منـه معلـوق
أثناء قيام القاضي بسرد أبياته منذ البداية..
علم صاحب البيت بشاعرية القاضي وأنه خاسر لا محالة..
وكان قد اتفق مع أهله أن يدبروا دعابة تلهي القاضي
وتصرفه عن الشعر والمعنى الذي اعده ..
لكي يعرج مضطرا على الغزل ..
لكن كيف يمكنه فعل ذلك ؟؟
لابد أن يرى فتاة وأي فتاة ..
لابد أن يرى فتاة جميلة تصرفه عن القهوة وتشده طائعا للغزل..
قبل أن يصل القاضي للبيت الثامن عشر ..
دخل صاحب البيت وأشار لفتاة جميلة من أهل بيته ،
فتاة بيضاء في زهرة الشباب إختلط بياض وجهها مع حمرته ..
وكانت ممتلئة الجسم بضة،
قيدت الحجول ساقيها وضقن ذرعا بها وكذلك الذراعان
فهن الأخريات حبيسات للأساور ينشدن الحرية ..
طلب من الفتاة أن تحمل وعاء من الفخار مملوء ماءاً
وتدخله من باب المجلس الذي يفيء على فناء الدار ..
تدخل الوعاء عند الباب .. بمسافة كافية وتتركه وتنصرف ..
لمدة وجيزة كافية لكي يراها القاضي وينصرف عن الأبيات التي أعدها
عن موضوع القصيدة والرهان.. وكان ذلك ..؟
فما أن رآها القاضي حتى تحول أتوماتيكيا للغزل
فقال مكملا مرتجلا باقي القصيدة:
إلى حصل لك صاحبك وأنت مشتاق
إقطف زهر ما لاق والعمر ملحوق
عبث يعيل بحبـه مـا بعـد مـاق
وهو يزاهي باهر البـدر بعشـوق
بين إشفتيه إلى غنـج حـق بـراق
عجل رفيفه بالطها يعطـي طبـوق
سطر كتب من حبر عينيه بـأوراق
خديه صادين ونونيـن مـن فـوق
كن العرق بخدودها حمر الأرنـاق
ينثر على الوجنات باللون معشـوق
إلى تبسم شـع وأشـرق بالآفـاق
نوره يفوق البدر سحـر ومنطـوق
بالعنق كن المسـك والخـد بـراق
شخص بصدره كما الشاخ مدقـوق
يمشي برفق خايف مدمـج السـاق
يفصم حجول ضامها الثقل من فوق
فليا حضر ما قلت عندي بـالأرزاق
بيـد كريـم كافلـن كـل مخلـوق
صلاة ربي عـد مـا بـارق حـاق
على النبي الهاشمي خيـر مخلـوق
وهكذا
خسر القاضي بدعابة مدبرة من صاحب المجلس..
إلا أن صاحب المجلس أخبر القاضي بتدبيره وأولم للحاضرين بالمجلس..؟
وكانت القصيدة الجميلة في القهوة من أجمل
القصائد من هذا الشاعر الفذ..؟؟
ولكم تحيات
ماجد البلوي