ماجد سليمان البلوي
07-05-2013, 02:20 AM
قلق أميركي من تنامي القبلية..؟؟
السلام عليكم
بعد تنامي الحس القبلي في كل من محافظة الانبار في العراق وإقليم وزيرستان في باكستان أضحت للقبيلة في الحساسية الأمنية الاميركية معان مقلقة بوصفها تشكيلة اجتماعية تتجاوز الطبقة كمحصلة للمصالح الاقتصادية لتصبح وعاء بشريا يحتوي مزيجا هو محصلة لبعدي الدين والوطنية المناوئين للهيمنة الغربية.
القبيلة في كل من الانبار ووزيرستان استطاعت ان تفرمل المشروع الأميركي وتشتبك معه ودفعته نحو إعادة حساباته الاستعمارية، إذ كان اليمين المحافظ يؤمن بفكرة إعادة إنتاج حكومة الهند الشرقية التي صنعتها بريطانيا وكانت أداتها في التحكم في كل مستعمراتها على مدى قرنين فأرادت واشنطن أن تجعل العراق يلعب دورا شبيها في الدور الذي لعبته الهند في الاستراتيجية الاستعمارية البريطانية إلا ان القبيلة وعصبيتها فرملت المشروع برمته.
الحساسية الاميركية الأمنية ناشئة عن هول المفاجأة التي شكلتها الحالة التضامنية داخل الخلية القبلية وقدرتها على التشكل في مزيج من التدين المتشدد والوطنية الشوفينية اللتين بامتزاجهما أسستا لحالة مقاومة عصية على الكسر استطاعت ان تعطل ميكانزمات القوة المفرطة التي اعتمدتها واشنطن في تطويع تلك الأماكن سواء في وسط آسيا أو في جنوبها.
الحقيقة الغائبة عن الثقافة الغربية هي فهم الآليات الثقافية التي تنتهجها القبيلة في إعادة تعريف الاستقلال الوطني كهدف معبر عنه ضمن سياق مفاهيم دينية جهادية وبالتالي يجري تحشيد التدين من اجل ''النضال الوطني المناوئ للهيمنة الغربية.
أكثر من باحث غربي تفاجأ في قدرة القبيلة في إعادة إنتاج لحمتها في غياب الدولة أو في حالات ضعفها كما حصل في الانبار حين سقط النظام السياسي وفي وزيرستان عندما ضعف حضور الدولة الباكستانية، ومكمن المفاجأة يكمن في القدرة الفائقة لدى القبيلة في إنتاج سلطتها الداخلية كبديل عن الدولة الغائبة أو الضعيفة وقدرتها الفائقة على ملء الفراغ الناشئ عن غياب الدولة في مفهومها الحديث.
ثمة غياب مريع في الأبحاث العربية التي تدرس علاقة القبيلة بالدولة الحديثة ولم توفر مراكز الأبحاث العربية ( قليلة وغير جدية في معظمها) مادة عن هذه القضية الحيوية في حين تمتلئ المنطقة العربية ومناطق وسط آسيا بالباحثين والدارسين الغربيين الذين يتناولون علاقة المكونات الاجتماعية في المجتمعات الآسيوية المسلمة بالبناء الفوقي القانوني والسلطوي ومفاهيم الشرعية وآليات إنتاجها.
الحملة الاستشراقية الجديدة التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر والاحتلالين الغربيين في أفغانستان والعراق لم تظهر اتجاها بحثيا مستحدثا بقدر ما اعتمدت على دراسات استشراقية تقليدية مثل رؤى برنارد لويس وأبحاث يمينية متطرفة مثل إنتاج دانييل بايبس ، في المقابل هناك غياب كبير لدراسات عربية أصيلة في هذا المضمار.
ان القلق الغربي ناشئ عن حساسية أمنية في المقام الأول وليست نزعة معرفية صرفة، أما حساسيتنا العربية فهي غائبة في كلا الاتجاهين..؟
لكم تحيات
ماجد البلوي
السلام عليكم
بعد تنامي الحس القبلي في كل من محافظة الانبار في العراق وإقليم وزيرستان في باكستان أضحت للقبيلة في الحساسية الأمنية الاميركية معان مقلقة بوصفها تشكيلة اجتماعية تتجاوز الطبقة كمحصلة للمصالح الاقتصادية لتصبح وعاء بشريا يحتوي مزيجا هو محصلة لبعدي الدين والوطنية المناوئين للهيمنة الغربية.
القبيلة في كل من الانبار ووزيرستان استطاعت ان تفرمل المشروع الأميركي وتشتبك معه ودفعته نحو إعادة حساباته الاستعمارية، إذ كان اليمين المحافظ يؤمن بفكرة إعادة إنتاج حكومة الهند الشرقية التي صنعتها بريطانيا وكانت أداتها في التحكم في كل مستعمراتها على مدى قرنين فأرادت واشنطن أن تجعل العراق يلعب دورا شبيها في الدور الذي لعبته الهند في الاستراتيجية الاستعمارية البريطانية إلا ان القبيلة وعصبيتها فرملت المشروع برمته.
الحساسية الاميركية الأمنية ناشئة عن هول المفاجأة التي شكلتها الحالة التضامنية داخل الخلية القبلية وقدرتها على التشكل في مزيج من التدين المتشدد والوطنية الشوفينية اللتين بامتزاجهما أسستا لحالة مقاومة عصية على الكسر استطاعت ان تعطل ميكانزمات القوة المفرطة التي اعتمدتها واشنطن في تطويع تلك الأماكن سواء في وسط آسيا أو في جنوبها.
الحقيقة الغائبة عن الثقافة الغربية هي فهم الآليات الثقافية التي تنتهجها القبيلة في إعادة تعريف الاستقلال الوطني كهدف معبر عنه ضمن سياق مفاهيم دينية جهادية وبالتالي يجري تحشيد التدين من اجل ''النضال الوطني المناوئ للهيمنة الغربية.
أكثر من باحث غربي تفاجأ في قدرة القبيلة في إعادة إنتاج لحمتها في غياب الدولة أو في حالات ضعفها كما حصل في الانبار حين سقط النظام السياسي وفي وزيرستان عندما ضعف حضور الدولة الباكستانية، ومكمن المفاجأة يكمن في القدرة الفائقة لدى القبيلة في إنتاج سلطتها الداخلية كبديل عن الدولة الغائبة أو الضعيفة وقدرتها الفائقة على ملء الفراغ الناشئ عن غياب الدولة في مفهومها الحديث.
ثمة غياب مريع في الأبحاث العربية التي تدرس علاقة القبيلة بالدولة الحديثة ولم توفر مراكز الأبحاث العربية ( قليلة وغير جدية في معظمها) مادة عن هذه القضية الحيوية في حين تمتلئ المنطقة العربية ومناطق وسط آسيا بالباحثين والدارسين الغربيين الذين يتناولون علاقة المكونات الاجتماعية في المجتمعات الآسيوية المسلمة بالبناء الفوقي القانوني والسلطوي ومفاهيم الشرعية وآليات إنتاجها.
الحملة الاستشراقية الجديدة التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر والاحتلالين الغربيين في أفغانستان والعراق لم تظهر اتجاها بحثيا مستحدثا بقدر ما اعتمدت على دراسات استشراقية تقليدية مثل رؤى برنارد لويس وأبحاث يمينية متطرفة مثل إنتاج دانييل بايبس ، في المقابل هناك غياب كبير لدراسات عربية أصيلة في هذا المضمار.
ان القلق الغربي ناشئ عن حساسية أمنية في المقام الأول وليست نزعة معرفية صرفة، أما حساسيتنا العربية فهي غائبة في كلا الاتجاهين..؟
لكم تحيات
ماجد البلوي