ماجد سليمان البلوي
08-05-2013, 12:56 AM
حجر تيماء التاريخي والمؤآمرات الدولية من أجل الحصول عليه..؟؟
السلام عليكم
يتفق معظم الباحثين من مؤرخين واَثاريين أرض الجزيرة العربية ماتزال مجالاَ بِكراَ فى عالم الإكتشافات الأثرية حيث يتوقع أن تخفى رمال الجزيرة العديد نت الاَثار والكنوز التى تركتها الأقوام المتعاقبة على سكْنى هذه الأرض التى تعتبر من أقدم مراكز الإستيطان التى عرفتها البشرية , ويوما بعد يوم يتم فى الجزيرة العربية اكتشاف المزيد من الاَثار رغم أن وتيرة البحث ماتزال حتى الاَن دون المستوى المطلوب, ومن بين الاَثار التى عُثر عليها فى الجزيرة العربية وعرفت طريقها الى أشهر متاحف اللوفر تلك السلة الصغيرة المعروفة بحجر تيماء [Tiema stone ]
والتى كشف النقاب عنها قبل قرن وربع من الزمان وسبق وصولها الى باريس احداث دامية قُتل خلالها العالم الذى اشترى الحجر ورُميت جثته فى رمال الصحراء وهذا الموضوع محاولة للتعرف على تلك القصة الغريبة..؟
[ تيماء ]
تيماء لمن لايعرفها بلدة تقع حاليا فى شمال المملكة العربية السعودية وتتبع إمارة تبوك وهى تتمضوع فى منتصف الطريق بين حائل وتبوك وتقع فلكياَ على 38- 27 عرضا و29- 38 طولا ويبلغ عدد سكانها حالياَ عشرون الفا نسمة تقريباَ ولعل أشهر معالم تيماء هو بئرها المشهور [هداج]
الذى لايُعرف له مثيل فى الغزارة والتدفق ويبلغ محيط فوهته [65 ] مترا وقد ضُرب به المثل للرجل الكريم فيقال عنه [ هداج تيماء ] وذكره الكثير من الشعراء وفى ذلك يقول شاعر الزبير* عبداللة بن ربيعة مادحاَ :
فإن قيل من هو قلت هداج تيما = عده قراح مرتكي للدواهيم
وقد قيل أن من سكنها هم العماليق وقد ذكرت فى العديد من الاَثار
*السومرية والاَرامية كما انها وردت فى التوراة فى سِفر
*أيوب وسِفر أشعيا وغيرهما وذُكرت فى الشعر الجاهلى أكثر من مرة فهذا
*إمرىء القيس يقول فى معلقته:
وتيماء لم يُترك بها جِذع نخلةَ = ولا أطما إلا مشيدْ بجندلِ
ولعل أشهر من سكن تيماء
*السموأل بن عاديا المشهور بالوفاء والذى يُنسب إليه حصن الأبلق وللسموأل قصة مشهورة فى الوفاء حتى ضُرب به المثل بالوفاء حتى قالت العرب أوفى من السموال ورغم أن حصن الأبلق لم يعد له أثر الاَن إلا ان هناك بعض الخرائب التى يُعتقد انها تخفى أساسات الأبلق وقد استمر الإستقرار البشري فى تيماء طوال هذه القرون الى أن غمرها طوفان منذ سبعمائة سنة وأدى الى دمارها بالكامل وبالتالى هُجرت ثلاثة قرون كاملة الى ان هاجر اليها رجل يدعى *سليمان الغنيم فاعاد تيماء الى الحياة وعمرها هو وذريته حتى عادت الى مكانتها المعهودة ومعظم الأُسر التيماوية تعود الى سليمان هذا..؟
[ العثور على الحجر ]
بدأت حكاية هذا الحجر الذى سُمي تجوزاَ بالمسلة لشبه *بالمسلات العراقية مثل مسلة حمورابى ولكنها لاتقارن حجما بالمسلات المصرية أقول بدات الحكاية عندما مرَ بتيماء الرحالة الإنجليزى*
تشارز داوتى سنة 1877م ورأى ذلك الحجر الذى كان فى الأساس ضمن الأحجار المتساقطة من جدار بئر هداج والتى تم استخدامها فى بناء أحد المنازل حيث كتب
[ بعد أن شربنا القهوة قادنى الى الخارج خلف منزله الى بناء ضخم من الحجر من اَثار تيماء القديمة وهو يامل أن أُفسر له نقشاَ قديماَ أشار اليه
على عارضة المدخل المصنوعة من كتل كبيرة من الحجر الرملى ]
وحدث بعد عام من زيارة داوتى التى لم يُلم عنها إلا بعد سنوات أن اتفقت الحكومة الفرنسية مع عالم من منطقة الألزاس المتنازع عليها مع المانيا ويُدعى *تشالرز هوبر على السفر الى الجزيرة العربية والتجول فيها وتقديم تقرير عن منطقة نجد, وصل هوبر الى تيماء فعثر أثناء تجواله على الحجر الأثرى الذى أثار إنتباهه؟
واشتهر فيما بعد بحجر تيماء وقد عاد هوبر بعد خمس سنوات عام 1883م الى تيماء بصحبة مستشرق المانى يُدعى
*يوليوس أُوتنج [juIius Euting ] الذى مااشتكى فى كتابه
[ رحلة داخل الجزيرة العربية ]
من تهرب رفيقه هوبر من التعاون معه والتملص من إرشاده
الى مكامن الاَثار فى تلك المنطقة!
وتمكن هوبر فى رحلته تلك من الحصول على ذلك الحجر بعد إرضاء
صاحب المنزل الذى يوجد الحجر فى سوره وإقناع امير تيماء فى ذلك الوقت
*عبدالعزيز بن رمان وافترق الرفيقان المتنافسان بعد ذلك؟
ولكي نعرف مشاعر الرجلين الألماني والفرنسي نجد أن
هوبر لايذكر أوُتنج فى رحلته مطلقاَ!
وعن حادثة شراء الحجر يكتب هوبر
[ لقد أرسلت الحاكم عبدالعزيز ومعه عبده ومعهما محمود ليعرفوا من يملك الحجر الذى عليه نقوش فينيقية كبيرة وفوضتهم بالإتفاق معه وإحضار الحجر بأي ثمن مهما كان البقشيش الذى سأدفعه فنأمل أن ينجحوا وفى الساعة العاشرة والنصف عاد رجالى بالحجر والحمد لله لقد استطاع فريقان يضم كل منهما أربعة رجال أن يُحضروا الحجر الى هنا وأخرجت من جيبي ريالين لصاحب الحجر وريالين اَخرين لمن حملوه ]..؟
أما أُوتنج فقد كتب عن نفس الحادثة رواية أخرى مختلفة:
فيقول[ مشيت الى منزل فسيح ثم اتجهت جنوباَ نحو خمس دقائق حيث وجدت أروع مكافأة على رحلتى فى الجزيرة العربية فعلى عارضة الباب الداخلى الثانى كان هناك حجر مثبت بالمقلوب وهو الحجر الذى يعرفه علماء اليوم بإسم حجر تيماء ولم أستطع إخفاء انفعالي عندما رأيت الكتابة المنقوشة عليه! ولكنى اسطنعت الهدوء ونسخته على الورق ومنحت صاحب الدار شيئاَ من المال بعد إلحاح من جانبه وبعد أن حددت موعداَ فى ساعة مبكرة من اليوم التالى عدت الى هوبر فى المنزل وأنا أشعر بالتعب ولكن البهجة تملأ كل حواسي لأُبلغه بالإكتشاف الجديد وبأهمية النقوش التى تعود بالتأكيد الى القرن السادس قبل الميلاد وكان قد تقرر رفع الحجر وتسليمه لنا فى منزلنا فى اليوم التالى..
[ وصف الحجر ]
الحجر ثقيل يصل وزنه الى 150كيلوغراما ويتكون من ثلاث وعشرين سطراَ تتحدث عن أمرين رئيسيين الأول هو تنصيب أحد الكهنة فى معبد الإله الوثنى[ صلم] فى تيماء والأمر الثانى هو ينص على المعابد الأخرى بالإلتزام بتقديم محصول واحد وعشرون نخلة ضريبة لمعبد هذا الإله ويُقدر تاريخ هذه المسلة الى بين القرن السادس والخامس قبل الميلاد ويتكون من كتابه تُهدد من يتعرض للحجر بالقضاء عليه وعلى ذريته كما يحمل على أحد جانبيه, وتلك المسلة محفوظة الاَن فى متحف اللوفر بباريس وعُثر حديثاَ على مسلة أخرى فى تيماء تُعرف بإسم [ مسلة تيماء اللحيانية ] ..؟
وهى محفوظة فى المتحف الوطنى فى الرياض وقد أطلق عليها عبدالرحمن الطيب الأنصاري الإستاذ الجامعى فى تاريخ الجزيرة العربية واَثارها والعضو السابق فى مجلس الشورى إسم مسلة تيماء اللحيانية لأنها تذكر أبناء ملك*لحيانى يُدعى [ فصبحو شهرو بن ملك لحيان ]
وقد كتب النص اللحيانى* بالأرامية والمسلة هى عبارة عن لوح حجري وهى من الحجر الرملي طولها 11سم وعرضها 43سم وسمكها 12سم والنهاية العليا للمسلة مقوسه ويحتوى السطح الأمامى من المسلة على كتابة اَرامية ومشهد دينى نُحت نحتاَ بارزاَ .
[ مقتل هوبر ]
إصطحب هوبر الحجر معه الى حائل التى كان يحمل الى أميرها *محمد بن رشيد هدايا من سيوف وأسلحة ويقول عنها العلامة الراحل حمد الجاسر إن أهل حائل مازالوا يذكرون منها السيوف الهوبرية وأودع هوبر الحجر أمانة لدى أمير حائل بعد أن غلفه بعناية وأسرع بعد أن أوجس خيفة من رفيقه الألماني أُويتنج بالذهاب الى جدة ليرسل صورة الحجر وملاحظاته عنه عن طريق القنصل الفرنسي الى قطب الإستشراق الفرنسي *أرنست لينان عازماَ العودة الى حائل لإستعادة الحجر ومحاولة حمله وإرساله الى باريس , وقد كان توجسه فى محله إذ ماان وصل الألمانى يوليوس أُوتينج الى القدس حتى أرسل بدوره ملحوظاته عن ذلك الحجر الى قطب الإستشراق * نولدكه ومن ضمنها رسالة تقول أنه سيحاول الحصول عليه وإرساله لألمانيا !
ومازاد أحداث القصة إثارة كان مقتل تشالز هوبر بعد ثلاثة أيام من خروجه من جدة فى طريق عودته الى حائل ! وذلك فى ليلة
30يوليو 1884م عندما قتله دليله برصاصة فى الرأس وهو نائم بعد أن تاَمر على ذلك مع الدليل الثانى ! وأفرجا عن خادم هوبر المدعو محمود بعد أن إحتجزاه مدة يومين وقد سبب مقتل هوبر المفاجىء إشتعال صراع محموم من أجل الحصول على الحجر فاستعان القنصل الفرنسي بجهود مهاجر جزائري يُدعى سي عزيز والذى أخبره أثناء المساومة للإتفاق على أتعابه التى بلغت 5000 فرنك مقابل إحضار الحجر من حائل بأن شخصا اَخر دفع له ضعف ذلك المبلغ ليحضره له ؟
وحامت الشكوك حول المستشرق الهولندى *ستوك هورخرونيه الذى كان فى جدة اَنذاك لإتقان اللغة العربية وتوطيد علاقاته وإقامة إتصالاته لتمهيد دخوله الى مكة ؟ فنفى علاقته بمقتل هوبر إلا انه اعترف بإرساله خطاباَ لإستاذه أُوتينج مؤكدا له إمكانية وصول الحجر الى جدة سالماَ! فما كان من القنصل الفرنسي إلا أن زود الصحف الفرنسية بتلك الأخبار والشكوك وأدى ذلك بان تصدر مقالة فى جريدة الزمان [ Le TemPS ] الفرنسية تناولت مقتل هوبر ومحاولة سرقة الحجر من قبل الهولندي هورخرونيه فنقلت عنها الخبر جريدة إسطنبول العثمانية لتقول أن هناك هولندياَ يتخفى فى الحجاز تحت إسم عبدالغفار يحالول سرقة نقوش حجرية؟
فأوعزت السلطات العثمانية الى واليها فى مكة بطرد ذلك الهولندي فوراَ دون إبداء الأسباب فماكان من القائم مقام العثماني النائب عن الوالي الغائب إلا ان طلب من هورخوربيه المغادرة خلال ساعات مخفوراَ بجنديين الى جدة! ويرجح أن السبب فى قتل هوبر كان الطمع فيما حمل من أموال من القنصل الفرنسي لتغطية تكاليف نقل الحجر الأثرى الذى لم يمنعه من إحضاره معه الى جدة؟ إلا ربما قلة ماكان معه من أموال لتغطية تلك التكاليف التى قد تكون السبب الأساس فى حضوره الى جدة ونيته بالعودة الى حائل.
[ نقله الى فرنسا ]
وبعد مراسلات تمكن حاكم نجد القوي فى ذلك الوقت *محمد العبداللة الرشيد من إعادة مقتنيات هوبر ومن بينها الحجر وأوراقه وقام بتسليم ذلك كله الى القنصلية الفرنسية بجدة وهكذا عرف حجر تيماء طريقه الى أُوربا حتى استقر أخيراَ فى متحف اللوفر بباريس وهو مسجل برقم[ ao1505 ] وقد نالت الكتابة الأَرامية التى يحملها الحجر إهتماماَ كبيراَ من العلماء والباحثين فعكفوا على دراسته وترجمته الى بعض اللغات..؟
جريدة عالم اليوم:
بقلم الباحث ابراهيم الخالدى 21صفر 1428هـ 11مارس 2007م
عدد52السنة الأولى..؟؟
ولكم تحيات
ماجد البلوي
السلام عليكم
يتفق معظم الباحثين من مؤرخين واَثاريين أرض الجزيرة العربية ماتزال مجالاَ بِكراَ فى عالم الإكتشافات الأثرية حيث يتوقع أن تخفى رمال الجزيرة العديد نت الاَثار والكنوز التى تركتها الأقوام المتعاقبة على سكْنى هذه الأرض التى تعتبر من أقدم مراكز الإستيطان التى عرفتها البشرية , ويوما بعد يوم يتم فى الجزيرة العربية اكتشاف المزيد من الاَثار رغم أن وتيرة البحث ماتزال حتى الاَن دون المستوى المطلوب, ومن بين الاَثار التى عُثر عليها فى الجزيرة العربية وعرفت طريقها الى أشهر متاحف اللوفر تلك السلة الصغيرة المعروفة بحجر تيماء [Tiema stone ]
والتى كشف النقاب عنها قبل قرن وربع من الزمان وسبق وصولها الى باريس احداث دامية قُتل خلالها العالم الذى اشترى الحجر ورُميت جثته فى رمال الصحراء وهذا الموضوع محاولة للتعرف على تلك القصة الغريبة..؟
[ تيماء ]
تيماء لمن لايعرفها بلدة تقع حاليا فى شمال المملكة العربية السعودية وتتبع إمارة تبوك وهى تتمضوع فى منتصف الطريق بين حائل وتبوك وتقع فلكياَ على 38- 27 عرضا و29- 38 طولا ويبلغ عدد سكانها حالياَ عشرون الفا نسمة تقريباَ ولعل أشهر معالم تيماء هو بئرها المشهور [هداج]
الذى لايُعرف له مثيل فى الغزارة والتدفق ويبلغ محيط فوهته [65 ] مترا وقد ضُرب به المثل للرجل الكريم فيقال عنه [ هداج تيماء ] وذكره الكثير من الشعراء وفى ذلك يقول شاعر الزبير* عبداللة بن ربيعة مادحاَ :
فإن قيل من هو قلت هداج تيما = عده قراح مرتكي للدواهيم
وقد قيل أن من سكنها هم العماليق وقد ذكرت فى العديد من الاَثار
*السومرية والاَرامية كما انها وردت فى التوراة فى سِفر
*أيوب وسِفر أشعيا وغيرهما وذُكرت فى الشعر الجاهلى أكثر من مرة فهذا
*إمرىء القيس يقول فى معلقته:
وتيماء لم يُترك بها جِذع نخلةَ = ولا أطما إلا مشيدْ بجندلِ
ولعل أشهر من سكن تيماء
*السموأل بن عاديا المشهور بالوفاء والذى يُنسب إليه حصن الأبلق وللسموأل قصة مشهورة فى الوفاء حتى ضُرب به المثل بالوفاء حتى قالت العرب أوفى من السموال ورغم أن حصن الأبلق لم يعد له أثر الاَن إلا ان هناك بعض الخرائب التى يُعتقد انها تخفى أساسات الأبلق وقد استمر الإستقرار البشري فى تيماء طوال هذه القرون الى أن غمرها طوفان منذ سبعمائة سنة وأدى الى دمارها بالكامل وبالتالى هُجرت ثلاثة قرون كاملة الى ان هاجر اليها رجل يدعى *سليمان الغنيم فاعاد تيماء الى الحياة وعمرها هو وذريته حتى عادت الى مكانتها المعهودة ومعظم الأُسر التيماوية تعود الى سليمان هذا..؟
[ العثور على الحجر ]
بدأت حكاية هذا الحجر الذى سُمي تجوزاَ بالمسلة لشبه *بالمسلات العراقية مثل مسلة حمورابى ولكنها لاتقارن حجما بالمسلات المصرية أقول بدات الحكاية عندما مرَ بتيماء الرحالة الإنجليزى*
تشارز داوتى سنة 1877م ورأى ذلك الحجر الذى كان فى الأساس ضمن الأحجار المتساقطة من جدار بئر هداج والتى تم استخدامها فى بناء أحد المنازل حيث كتب
[ بعد أن شربنا القهوة قادنى الى الخارج خلف منزله الى بناء ضخم من الحجر من اَثار تيماء القديمة وهو يامل أن أُفسر له نقشاَ قديماَ أشار اليه
على عارضة المدخل المصنوعة من كتل كبيرة من الحجر الرملى ]
وحدث بعد عام من زيارة داوتى التى لم يُلم عنها إلا بعد سنوات أن اتفقت الحكومة الفرنسية مع عالم من منطقة الألزاس المتنازع عليها مع المانيا ويُدعى *تشالرز هوبر على السفر الى الجزيرة العربية والتجول فيها وتقديم تقرير عن منطقة نجد, وصل هوبر الى تيماء فعثر أثناء تجواله على الحجر الأثرى الذى أثار إنتباهه؟
واشتهر فيما بعد بحجر تيماء وقد عاد هوبر بعد خمس سنوات عام 1883م الى تيماء بصحبة مستشرق المانى يُدعى
*يوليوس أُوتنج [juIius Euting ] الذى مااشتكى فى كتابه
[ رحلة داخل الجزيرة العربية ]
من تهرب رفيقه هوبر من التعاون معه والتملص من إرشاده
الى مكامن الاَثار فى تلك المنطقة!
وتمكن هوبر فى رحلته تلك من الحصول على ذلك الحجر بعد إرضاء
صاحب المنزل الذى يوجد الحجر فى سوره وإقناع امير تيماء فى ذلك الوقت
*عبدالعزيز بن رمان وافترق الرفيقان المتنافسان بعد ذلك؟
ولكي نعرف مشاعر الرجلين الألماني والفرنسي نجد أن
هوبر لايذكر أوُتنج فى رحلته مطلقاَ!
وعن حادثة شراء الحجر يكتب هوبر
[ لقد أرسلت الحاكم عبدالعزيز ومعه عبده ومعهما محمود ليعرفوا من يملك الحجر الذى عليه نقوش فينيقية كبيرة وفوضتهم بالإتفاق معه وإحضار الحجر بأي ثمن مهما كان البقشيش الذى سأدفعه فنأمل أن ينجحوا وفى الساعة العاشرة والنصف عاد رجالى بالحجر والحمد لله لقد استطاع فريقان يضم كل منهما أربعة رجال أن يُحضروا الحجر الى هنا وأخرجت من جيبي ريالين لصاحب الحجر وريالين اَخرين لمن حملوه ]..؟
أما أُوتنج فقد كتب عن نفس الحادثة رواية أخرى مختلفة:
فيقول[ مشيت الى منزل فسيح ثم اتجهت جنوباَ نحو خمس دقائق حيث وجدت أروع مكافأة على رحلتى فى الجزيرة العربية فعلى عارضة الباب الداخلى الثانى كان هناك حجر مثبت بالمقلوب وهو الحجر الذى يعرفه علماء اليوم بإسم حجر تيماء ولم أستطع إخفاء انفعالي عندما رأيت الكتابة المنقوشة عليه! ولكنى اسطنعت الهدوء ونسخته على الورق ومنحت صاحب الدار شيئاَ من المال بعد إلحاح من جانبه وبعد أن حددت موعداَ فى ساعة مبكرة من اليوم التالى عدت الى هوبر فى المنزل وأنا أشعر بالتعب ولكن البهجة تملأ كل حواسي لأُبلغه بالإكتشاف الجديد وبأهمية النقوش التى تعود بالتأكيد الى القرن السادس قبل الميلاد وكان قد تقرر رفع الحجر وتسليمه لنا فى منزلنا فى اليوم التالى..
[ وصف الحجر ]
الحجر ثقيل يصل وزنه الى 150كيلوغراما ويتكون من ثلاث وعشرين سطراَ تتحدث عن أمرين رئيسيين الأول هو تنصيب أحد الكهنة فى معبد الإله الوثنى[ صلم] فى تيماء والأمر الثانى هو ينص على المعابد الأخرى بالإلتزام بتقديم محصول واحد وعشرون نخلة ضريبة لمعبد هذا الإله ويُقدر تاريخ هذه المسلة الى بين القرن السادس والخامس قبل الميلاد ويتكون من كتابه تُهدد من يتعرض للحجر بالقضاء عليه وعلى ذريته كما يحمل على أحد جانبيه, وتلك المسلة محفوظة الاَن فى متحف اللوفر بباريس وعُثر حديثاَ على مسلة أخرى فى تيماء تُعرف بإسم [ مسلة تيماء اللحيانية ] ..؟
وهى محفوظة فى المتحف الوطنى فى الرياض وقد أطلق عليها عبدالرحمن الطيب الأنصاري الإستاذ الجامعى فى تاريخ الجزيرة العربية واَثارها والعضو السابق فى مجلس الشورى إسم مسلة تيماء اللحيانية لأنها تذكر أبناء ملك*لحيانى يُدعى [ فصبحو شهرو بن ملك لحيان ]
وقد كتب النص اللحيانى* بالأرامية والمسلة هى عبارة عن لوح حجري وهى من الحجر الرملي طولها 11سم وعرضها 43سم وسمكها 12سم والنهاية العليا للمسلة مقوسه ويحتوى السطح الأمامى من المسلة على كتابة اَرامية ومشهد دينى نُحت نحتاَ بارزاَ .
[ مقتل هوبر ]
إصطحب هوبر الحجر معه الى حائل التى كان يحمل الى أميرها *محمد بن رشيد هدايا من سيوف وأسلحة ويقول عنها العلامة الراحل حمد الجاسر إن أهل حائل مازالوا يذكرون منها السيوف الهوبرية وأودع هوبر الحجر أمانة لدى أمير حائل بعد أن غلفه بعناية وأسرع بعد أن أوجس خيفة من رفيقه الألماني أُويتنج بالذهاب الى جدة ليرسل صورة الحجر وملاحظاته عنه عن طريق القنصل الفرنسي الى قطب الإستشراق الفرنسي *أرنست لينان عازماَ العودة الى حائل لإستعادة الحجر ومحاولة حمله وإرساله الى باريس , وقد كان توجسه فى محله إذ ماان وصل الألمانى يوليوس أُوتينج الى القدس حتى أرسل بدوره ملحوظاته عن ذلك الحجر الى قطب الإستشراق * نولدكه ومن ضمنها رسالة تقول أنه سيحاول الحصول عليه وإرساله لألمانيا !
ومازاد أحداث القصة إثارة كان مقتل تشالز هوبر بعد ثلاثة أيام من خروجه من جدة فى طريق عودته الى حائل ! وذلك فى ليلة
30يوليو 1884م عندما قتله دليله برصاصة فى الرأس وهو نائم بعد أن تاَمر على ذلك مع الدليل الثانى ! وأفرجا عن خادم هوبر المدعو محمود بعد أن إحتجزاه مدة يومين وقد سبب مقتل هوبر المفاجىء إشتعال صراع محموم من أجل الحصول على الحجر فاستعان القنصل الفرنسي بجهود مهاجر جزائري يُدعى سي عزيز والذى أخبره أثناء المساومة للإتفاق على أتعابه التى بلغت 5000 فرنك مقابل إحضار الحجر من حائل بأن شخصا اَخر دفع له ضعف ذلك المبلغ ليحضره له ؟
وحامت الشكوك حول المستشرق الهولندى *ستوك هورخرونيه الذى كان فى جدة اَنذاك لإتقان اللغة العربية وتوطيد علاقاته وإقامة إتصالاته لتمهيد دخوله الى مكة ؟ فنفى علاقته بمقتل هوبر إلا انه اعترف بإرساله خطاباَ لإستاذه أُوتينج مؤكدا له إمكانية وصول الحجر الى جدة سالماَ! فما كان من القنصل الفرنسي إلا أن زود الصحف الفرنسية بتلك الأخبار والشكوك وأدى ذلك بان تصدر مقالة فى جريدة الزمان [ Le TemPS ] الفرنسية تناولت مقتل هوبر ومحاولة سرقة الحجر من قبل الهولندي هورخرونيه فنقلت عنها الخبر جريدة إسطنبول العثمانية لتقول أن هناك هولندياَ يتخفى فى الحجاز تحت إسم عبدالغفار يحالول سرقة نقوش حجرية؟
فأوعزت السلطات العثمانية الى واليها فى مكة بطرد ذلك الهولندي فوراَ دون إبداء الأسباب فماكان من القائم مقام العثماني النائب عن الوالي الغائب إلا ان طلب من هورخوربيه المغادرة خلال ساعات مخفوراَ بجنديين الى جدة! ويرجح أن السبب فى قتل هوبر كان الطمع فيما حمل من أموال من القنصل الفرنسي لتغطية تكاليف نقل الحجر الأثرى الذى لم يمنعه من إحضاره معه الى جدة؟ إلا ربما قلة ماكان معه من أموال لتغطية تلك التكاليف التى قد تكون السبب الأساس فى حضوره الى جدة ونيته بالعودة الى حائل.
[ نقله الى فرنسا ]
وبعد مراسلات تمكن حاكم نجد القوي فى ذلك الوقت *محمد العبداللة الرشيد من إعادة مقتنيات هوبر ومن بينها الحجر وأوراقه وقام بتسليم ذلك كله الى القنصلية الفرنسية بجدة وهكذا عرف حجر تيماء طريقه الى أُوربا حتى استقر أخيراَ فى متحف اللوفر بباريس وهو مسجل برقم[ ao1505 ] وقد نالت الكتابة الأَرامية التى يحملها الحجر إهتماماَ كبيراَ من العلماء والباحثين فعكفوا على دراسته وترجمته الى بعض اللغات..؟
جريدة عالم اليوم:
بقلم الباحث ابراهيم الخالدى 21صفر 1428هـ 11مارس 2007م
عدد52السنة الأولى..؟؟
ولكم تحيات
ماجد البلوي