معتز الشمالي
08-31-2013, 08:02 PM
كان لا بُد من المعاناة تلك أن تنتهي, ولذلك الظلم أن يزول. بعد أن أُشبعت الأرضُ بدماء الأبرياء الذين وقعوا ضحيةً لمجون ولغطرسة ذلك المدعو " نيرون" الإمبراطور الخامس لروما , ولأن الزمان عُرفت عنه الإستدارة , كان لزاماً أن يذوق نيرون ما أذاقهُ لشعبه.
كان وصول " نيرون" للحُكم وصولاً مفروشاً ببساط الإنقلابات والمؤامرات والإغتيلات التي مزّقت أحشاء الإمبراطورية الرومانية , فكانت هي ديدن من كان يتطلّع لإعتلاء الحُكم آنذاك . وبالرُغم من كونه ليس ابناً شرعياً للإمبراطور " كلاوديوس" إلّا أن أمه " اغربينيا " عكفت على إقناع الإمبراطور كلاوديوس لتبنّيه , متجاهلةً الإبن الشرعي له " بريتانيكوس" بعد أن مهّدت لنيرون شرعية اعتلاءه للسُلطة متممةً خطتها تلك بتزويج نيرون من ابنة الإمبراطور" أوكتافيا ",
في بداية فترة اعتلاء نيرون للحُكم , وبعد أن اغتالت " اغربينيا" زوجها الإمبراطور بدس السُم له , كان نيرون يعيش حياته بين احضان الفيلسوف " سينيك" والقائد " بروتوس" اللذان وعدتهما " اغربينيا" بإعتلاء مناصب قيادية كونهما أكثر المخلصين لها , كان نيرون المتعطّش للحُكم يحنق أشد الحُنق على والدته وهو يشاهد نفوذها الطاغي في روما , مما حداهُ أن يتخلّص منها , حتى أرسل اليها " إنيكيتوس" ليقوم بقتلها , وكان له ما أراد .
انصرف نيرون عن تدبير شؤون امبراطوريته بعد أن انغمس بالمجون واللّهو والتلذذ بإراقة دماء الأبرياء , كان فشلهُ في السياسة مُدقعٌ جداً , وكانت تُسيطر عليه فكرةُ أنّه كان بارعٌ في الغناء والتمثيل, كان يطوفُ أرجاء اليونان ويحصد الجوائز فيهما التي لم تكنُ تجرؤ لجان التحكيم على انتقاده خوفاً من بطشه , حتى اشتهر عنه أنه كان يُجبر الناس على سماع صوته وهو يُغني الى أن تُصيبهم حالة الإغماء من قباحة صوته ونشازه.
زاد حُنق الشعب عليه , حتى دبّر له مؤامرة انقلابٍ فاشلة راح ضحيتها أكثر من خمسة آلافٍ من معارضيه تكدّست جُثثهم في فِناء قصره.
كانت جرائم نيرون في حق شعبه أكثر من أن تُحصى , ولكن أشدها دموية كان حريق روما الشهير سنة 64 للميلاد ,
كانت تُراود نيرون فكرة إعادة بناء روما , حتى قام بإشعال النيران في أرجاء المدينة بينما كان يُشاهد السنة النيران وهو متربعٌ في برجه العالي وهو يُردد أشعار " هوميروس" التي وصف بها حريق طروادة .
تخلّى أصدقاء نيرون عنهُ لمّا زادت اوضاع البلاد سوءاً , حتى هرب الى كوخ أحد خدمه الذين بقوا معه , كان يبكي كثيراً وهو يتذكر أمهُ التي يقول بأنها هي من جلبت له اللعنة , وظل مُختبئاً حتى سمع اصوات حوافر الخيل تحوم المكان باحثةً عنهُ , فما كان منه إلا أن قتل نفسه , وانتهت قصة حٌقبةٍ من الظلم والطغيان .
في عصرنا الحاضر, اُستُنسخ " نيرون" بأكثر من شخصية لعبت نفس الدور الذي كان يلعبه نيرون, وعاشت حياته المليئة بالمجون واللهو والفسق والخنوع, متناسيةً عجلة الزمان التي ستقفُ على اعتاب سُلطانهم , والتي سوف تنتشلهم الى مزبلة التأريخ .
شاهدنا نيرون القذافي , ونيرون بن علي , وسنشاهدُ نيرون الأسد قريباً بإذن الله ,
المتمعن في فترة حُكم نيرون , وفي الدول البائدة التي انتهت حقبتها الزمنية , يجدُ أن للظلم وللإستبداد اليد الطولى في دكِّ عروشهم وإقصائهم من التأريخ, فالظلم والفساد قرينان لا يفترقان , ومتى وُجِد أحدهما فحتماً سيوجد الآخر ,وهما المسمار الأول في نَعَشِ السُلطة والحُكم , والّا , فما قيل عن العدل أنه أساسُ المُلك , وتلك الدماءُ البريئة التي ملئت فجاج بلاد المُسلمين سيُقتصُّ لها طال الزمان أم قصُر, وقديماً قيل : السعيدُ من اتعض بغيره , والتعيسُ من اتعض بنفسه .
أسطُرٌ وددت بها تسليةً لمن ظنّ أن الظُلم سيطول , بعد أن رأى مآسي المسلمين يتناولها المنبطحون بشيءٍ من إسدال الستارة و إطفاء الأنوار عنها , نعم, هي مسرحية , ولكن وإن طالت فصولها , ستنتهي حتماً . بنصرٍ من الله القوي .
كان وصول " نيرون" للحُكم وصولاً مفروشاً ببساط الإنقلابات والمؤامرات والإغتيلات التي مزّقت أحشاء الإمبراطورية الرومانية , فكانت هي ديدن من كان يتطلّع لإعتلاء الحُكم آنذاك . وبالرُغم من كونه ليس ابناً شرعياً للإمبراطور " كلاوديوس" إلّا أن أمه " اغربينيا " عكفت على إقناع الإمبراطور كلاوديوس لتبنّيه , متجاهلةً الإبن الشرعي له " بريتانيكوس" بعد أن مهّدت لنيرون شرعية اعتلاءه للسُلطة متممةً خطتها تلك بتزويج نيرون من ابنة الإمبراطور" أوكتافيا ",
في بداية فترة اعتلاء نيرون للحُكم , وبعد أن اغتالت " اغربينيا" زوجها الإمبراطور بدس السُم له , كان نيرون يعيش حياته بين احضان الفيلسوف " سينيك" والقائد " بروتوس" اللذان وعدتهما " اغربينيا" بإعتلاء مناصب قيادية كونهما أكثر المخلصين لها , كان نيرون المتعطّش للحُكم يحنق أشد الحُنق على والدته وهو يشاهد نفوذها الطاغي في روما , مما حداهُ أن يتخلّص منها , حتى أرسل اليها " إنيكيتوس" ليقوم بقتلها , وكان له ما أراد .
انصرف نيرون عن تدبير شؤون امبراطوريته بعد أن انغمس بالمجون واللّهو والتلذذ بإراقة دماء الأبرياء , كان فشلهُ في السياسة مُدقعٌ جداً , وكانت تُسيطر عليه فكرةُ أنّه كان بارعٌ في الغناء والتمثيل, كان يطوفُ أرجاء اليونان ويحصد الجوائز فيهما التي لم تكنُ تجرؤ لجان التحكيم على انتقاده خوفاً من بطشه , حتى اشتهر عنه أنه كان يُجبر الناس على سماع صوته وهو يُغني الى أن تُصيبهم حالة الإغماء من قباحة صوته ونشازه.
زاد حُنق الشعب عليه , حتى دبّر له مؤامرة انقلابٍ فاشلة راح ضحيتها أكثر من خمسة آلافٍ من معارضيه تكدّست جُثثهم في فِناء قصره.
كانت جرائم نيرون في حق شعبه أكثر من أن تُحصى , ولكن أشدها دموية كان حريق روما الشهير سنة 64 للميلاد ,
كانت تُراود نيرون فكرة إعادة بناء روما , حتى قام بإشعال النيران في أرجاء المدينة بينما كان يُشاهد السنة النيران وهو متربعٌ في برجه العالي وهو يُردد أشعار " هوميروس" التي وصف بها حريق طروادة .
تخلّى أصدقاء نيرون عنهُ لمّا زادت اوضاع البلاد سوءاً , حتى هرب الى كوخ أحد خدمه الذين بقوا معه , كان يبكي كثيراً وهو يتذكر أمهُ التي يقول بأنها هي من جلبت له اللعنة , وظل مُختبئاً حتى سمع اصوات حوافر الخيل تحوم المكان باحثةً عنهُ , فما كان منه إلا أن قتل نفسه , وانتهت قصة حٌقبةٍ من الظلم والطغيان .
في عصرنا الحاضر, اُستُنسخ " نيرون" بأكثر من شخصية لعبت نفس الدور الذي كان يلعبه نيرون, وعاشت حياته المليئة بالمجون واللهو والفسق والخنوع, متناسيةً عجلة الزمان التي ستقفُ على اعتاب سُلطانهم , والتي سوف تنتشلهم الى مزبلة التأريخ .
شاهدنا نيرون القذافي , ونيرون بن علي , وسنشاهدُ نيرون الأسد قريباً بإذن الله ,
المتمعن في فترة حُكم نيرون , وفي الدول البائدة التي انتهت حقبتها الزمنية , يجدُ أن للظلم وللإستبداد اليد الطولى في دكِّ عروشهم وإقصائهم من التأريخ, فالظلم والفساد قرينان لا يفترقان , ومتى وُجِد أحدهما فحتماً سيوجد الآخر ,وهما المسمار الأول في نَعَشِ السُلطة والحُكم , والّا , فما قيل عن العدل أنه أساسُ المُلك , وتلك الدماءُ البريئة التي ملئت فجاج بلاد المُسلمين سيُقتصُّ لها طال الزمان أم قصُر, وقديماً قيل : السعيدُ من اتعض بغيره , والتعيسُ من اتعض بنفسه .
أسطُرٌ وددت بها تسليةً لمن ظنّ أن الظُلم سيطول , بعد أن رأى مآسي المسلمين يتناولها المنبطحون بشيءٍ من إسدال الستارة و إطفاء الأنوار عنها , نعم, هي مسرحية , ولكن وإن طالت فصولها , ستنتهي حتماً . بنصرٍ من الله القوي .