سجى الليل
12-04-2013, 10:18 PM
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم " المرء مع من أحب "
" المرء مع من أحب " هذا الحديث فيه الحث على قوة محبة
الرســل ، واتباعهم بحسب مراتبهم ، والتحذير مـــن محبــة
ضدهم، فإن المحبة دليل على قوة اتصال المحب بمن يحبه ،
ومناسبته لأخلاقه، اقتدائه به، فهي دليل على وجود ذلك ،
وهي أيضا باعثة على ذلك .
وأيضــا مــن أحب الله تعالى ، فـــإن نفـس محبته مـن أعظم
ما يقربه إلى الله ، فــإن الله تعـــالى شكور ، يعطي المتقرب
أعظم - بأضعاف مضاعفة - مما بذل ، ومـــن شكره تعالى :
أن يلحقه بمن أحب ، وإن قصر عمله ، قــال تعــالى ( وَمَن
يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ
رَفِيقاً ) النساء : 69
ولهذا قال أنس" ما فرحنا بشيء فرحنا بقوله صلى الله عليه
وسلم " المرء مع من أحب " قـال : فأنا أحب رسول الله ،
وأبا بكر ، وعمر ، فأرجو أن أكون معهم " .
وقــال تـعـــالـى ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ
وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ) الرعـد : 23 . وقـال سبحانه ( وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم
مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ) . الطور : 21 .
وهــذا مشاهد مجرب إذا أحب العبد أهل الخير رأيته منضما
إليهــم ، حريصا على أن يكون مثلهم ، وإذا أحب أهل الشر
انضم إليهم ، وعمل بأعمالهم .
وقال صلى الله عليه وسلم " الرجل على دين خليله فلينظر
أحدكم من يخالل ، و " مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ والسَّوءِ ،
كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ ، فحاملُ المسكِ : إمَّا أن يُحذِيَكَ ،
وإمَّا أن تبتاعَ منهُ ، وإمَّا أن تجدَ منــهُ ريحًا طيِّبةً ، ونافخُ
الكيرِ : إمَّا أن يحرِقَ ثيابَكَ وإمَّا أن تجدَ ريحًا خبيثةً
وإذا كــان هـذا في محبة الخلق فيما بينهم ، فكيف بمن أحب
الله ، وقــــدم محبته وخشيته على كل شيء ؟ فإنه مع الله ،
وقد حصل له القرب الكامل منه ، وهو قرب المحبين ، وكان
الله معه . فـ ( إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ )
النحل : 128 .
وأعلى أنواع الإحسان محبة الرحيم الكريم الرحمن ، محبة
مقرونة بمعرفته .
فنسأل الله أن يرزقنا حبه ، وحب من يحبه ، وحب العمل
الذي يقرب إلى حبه ، إنه جواد كريم ، وبالله التوفيق .
كتـــــاب : بهجة قــلـــوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح
جوامع الأخبارللشيخ عبد الرحمن السعدي (بتصرف)
.....
صلى الله عليه وسلم " المرء مع من أحب "
" المرء مع من أحب " هذا الحديث فيه الحث على قوة محبة
الرســل ، واتباعهم بحسب مراتبهم ، والتحذير مـــن محبــة
ضدهم، فإن المحبة دليل على قوة اتصال المحب بمن يحبه ،
ومناسبته لأخلاقه، اقتدائه به، فهي دليل على وجود ذلك ،
وهي أيضا باعثة على ذلك .
وأيضــا مــن أحب الله تعالى ، فـــإن نفـس محبته مـن أعظم
ما يقربه إلى الله ، فــإن الله تعـــالى شكور ، يعطي المتقرب
أعظم - بأضعاف مضاعفة - مما بذل ، ومـــن شكره تعالى :
أن يلحقه بمن أحب ، وإن قصر عمله ، قــال تعــالى ( وَمَن
يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ
رَفِيقاً ) النساء : 69
ولهذا قال أنس" ما فرحنا بشيء فرحنا بقوله صلى الله عليه
وسلم " المرء مع من أحب " قـال : فأنا أحب رسول الله ،
وأبا بكر ، وعمر ، فأرجو أن أكون معهم " .
وقــال تـعـــالـى ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ
وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ) الرعـد : 23 . وقـال سبحانه ( وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم
مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ) . الطور : 21 .
وهــذا مشاهد مجرب إذا أحب العبد أهل الخير رأيته منضما
إليهــم ، حريصا على أن يكون مثلهم ، وإذا أحب أهل الشر
انضم إليهم ، وعمل بأعمالهم .
وقال صلى الله عليه وسلم " الرجل على دين خليله فلينظر
أحدكم من يخالل ، و " مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ والسَّوءِ ،
كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ ، فحاملُ المسكِ : إمَّا أن يُحذِيَكَ ،
وإمَّا أن تبتاعَ منهُ ، وإمَّا أن تجدَ منــهُ ريحًا طيِّبةً ، ونافخُ
الكيرِ : إمَّا أن يحرِقَ ثيابَكَ وإمَّا أن تجدَ ريحًا خبيثةً
وإذا كــان هـذا في محبة الخلق فيما بينهم ، فكيف بمن أحب
الله ، وقــــدم محبته وخشيته على كل شيء ؟ فإنه مع الله ،
وقد حصل له القرب الكامل منه ، وهو قرب المحبين ، وكان
الله معه . فـ ( إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ )
النحل : 128 .
وأعلى أنواع الإحسان محبة الرحيم الكريم الرحمن ، محبة
مقرونة بمعرفته .
فنسأل الله أن يرزقنا حبه ، وحب من يحبه ، وحب العمل
الذي يقرب إلى حبه ، إنه جواد كريم ، وبالله التوفيق .
كتـــــاب : بهجة قــلـــوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح
جوامع الأخبارللشيخ عبد الرحمن السعدي (بتصرف)
.....