م. أحمد بن حسن البلوي
03-29-2014, 11:19 AM
ذكاء إياس بن معاوية المزني
إنه التابعي الجليل إياس بن معاوية المزني
الذي يضرب به المثل في الذكاء فيقال فلان ذكاؤه كذكاء إياس.
ولقد استدل أبو تمام الشاعر الشهير بذكاء إياس فقال مادحا رجلا:
إقدام عمرو في سماحة حاتم في حلم أحنف في ذكاء إياس
وكل واحد منهم نموذج فعمرو بن معدي كرب يضرب به المثل في شجاعته وإقدامه وقدرته العسكرية العجيبة
وحاتم الطائي يضرب به المثل في جوده وكرمه
و حلم أحنف بن قيس الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لقد ساد قومه بالحلم.
وإذا ذكر الذكاء فإنه يضرب المثل بإياس.
لكن من هو إياس بن معاوية.....؟
بات عمر بن عبد العزيز ليلة ولم يستطع أن يغمض عينيه والسبب في ذلك أن قاضي البصرة قد مات
وهو يريد أن يختار قاضيا للبصرة واختيار قاض للبصرة ليس بالأمر الهين
لأن البصرة حينها كانت من أعظم البلدان الإسلامية آنذاك ومن أكبرها والمشاكل فيها كثيرة.
لهذا فإنها تحتاج إلى قاض حازم
لكنه عادل ويحتاج إلى إنسان يقيم العدل ويحكم بما أنزل الله ولا تأخذه في الله لومة لائم
لهذا فإن القضاء يحتاج شخصا لا يلين حتى لو كان الوالي ممن سيحكم عليه.
فبقي يفكر عمر طوال الليل في من يكون أهلا لاستلام القضاء في البصرة
وهكذا حتى وصل الأمر إلى اثنين وهما كفرسي رهان.
فكلاهما لديهما علم بالفقه وعندهما صلابة في الحق وعندهما ذكاء شديد
وبدأ يذكر مزايا كلا الطرفين فاحتار في أمره.
وعندما أصبح الصباح استدعى والي العراق عدي بن أرطأ
وكان في زيارة إلى دمشق عاصمة الأمويين وفيها عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد.
فقال لعدي يا عدي اجمع بين إياس بن معاوية المزني والقاسم بن ربيعة الحارثي وكلمهما في أمر قضاء البصرة
وولِّ أحدهما عليه فقال عدي سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين.
رجع عدي إلى العراق واستدعى إياس بن معاوية والقاسم وأخبرهما بما أمر به الخليفة.
وجعل كل واحد منهم يقول ولِّه أمر القضاء عني فهو أقدر على هذا الأمر مني
وبدأ كل واحد منهم يمدح الآخر حتى لا يتولى القضاء.
وبدأ التنافس بين الرجلين ليس على المنصب وإنما التنافس كان من أجل الهروب عن المنصب.
فاحتار والي العراق وقال لهما لقد اختاركما أمير المؤمنين
ولن تخرجوا من عندي حتى تتفقوا على من سيستلم المنصب منكما.
فقال له إياس لطالما أنك احترت في أمرنا فلدي اقتراح لك فقال له عدي ماذا تقترح...؟
قال لديك فقهاء كبار وعلماء أجلاء أمثال الحسن البصري ومحمد بن سيرين
فاسألهما عني وعن القاسم ودعهما يختارون واحدا منا.
وهذا ذكاء من إياس لأن القاسم كان يزور الحسن البصري وابن سيرين كثيرا وبينهم علاقة وطيدة
بينما علاقة إياس بهم كانت علاقة ضعيفة ليست قوية
وعلم إياس أنه إذا استشار العلماء فسيرشحون القاسم بن ربيعة.
فانتبه القاسم إلى نباهة إياس وأن إياس يريد أن يورطه بالقضاء وأن الأمير إذا استشار العلماء فسيشيرون عليه
فأراد أن يخرج نفسه من هذه الورطة.
فقال القاسم يا أمير لا تسأل أحدا من العلماء فوالله إن إياس أفقه مني في دين الله تعالى وأعلم مني بالقضاء
ثم قال يا أمير أنا أقسمت فإن كنت كاذبا في قسمي هذا فلا يحل لك أن توليني القضاء وأنا أقترف الكذب.
وإن كنت صادقا في قسمي هذا فلا يجوز أن توليني وهو أفضل منّي.
فشعر إياس بالورطة فالتفت إلى الأمير وقال أيها الأمير
لقد جئت برجل ودعوته إلى القضاء وهو يعتبر القضاء على حافة جهنم
فنجى نفسه منها بيمين يستغفر الله عنها بعد ذلك ويكفر عنها فيما بعد وينجو بنفسه من القضاء ولهذا أقسم.
فقال والي العراق والله يا إياس إن من يفهم هذا الفهم مثلك لجدير بالقضاء فأنت القاضي يا إياس.
Sent from my GT-I9082 using منتدى قبيلة بلي الرسمي mobile app
إنه التابعي الجليل إياس بن معاوية المزني
الذي يضرب به المثل في الذكاء فيقال فلان ذكاؤه كذكاء إياس.
ولقد استدل أبو تمام الشاعر الشهير بذكاء إياس فقال مادحا رجلا:
إقدام عمرو في سماحة حاتم في حلم أحنف في ذكاء إياس
وكل واحد منهم نموذج فعمرو بن معدي كرب يضرب به المثل في شجاعته وإقدامه وقدرته العسكرية العجيبة
وحاتم الطائي يضرب به المثل في جوده وكرمه
و حلم أحنف بن قيس الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لقد ساد قومه بالحلم.
وإذا ذكر الذكاء فإنه يضرب المثل بإياس.
لكن من هو إياس بن معاوية.....؟
بات عمر بن عبد العزيز ليلة ولم يستطع أن يغمض عينيه والسبب في ذلك أن قاضي البصرة قد مات
وهو يريد أن يختار قاضيا للبصرة واختيار قاض للبصرة ليس بالأمر الهين
لأن البصرة حينها كانت من أعظم البلدان الإسلامية آنذاك ومن أكبرها والمشاكل فيها كثيرة.
لهذا فإنها تحتاج إلى قاض حازم
لكنه عادل ويحتاج إلى إنسان يقيم العدل ويحكم بما أنزل الله ولا تأخذه في الله لومة لائم
لهذا فإن القضاء يحتاج شخصا لا يلين حتى لو كان الوالي ممن سيحكم عليه.
فبقي يفكر عمر طوال الليل في من يكون أهلا لاستلام القضاء في البصرة
وهكذا حتى وصل الأمر إلى اثنين وهما كفرسي رهان.
فكلاهما لديهما علم بالفقه وعندهما صلابة في الحق وعندهما ذكاء شديد
وبدأ يذكر مزايا كلا الطرفين فاحتار في أمره.
وعندما أصبح الصباح استدعى والي العراق عدي بن أرطأ
وكان في زيارة إلى دمشق عاصمة الأمويين وفيها عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد.
فقال لعدي يا عدي اجمع بين إياس بن معاوية المزني والقاسم بن ربيعة الحارثي وكلمهما في أمر قضاء البصرة
وولِّ أحدهما عليه فقال عدي سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين.
رجع عدي إلى العراق واستدعى إياس بن معاوية والقاسم وأخبرهما بما أمر به الخليفة.
وجعل كل واحد منهم يقول ولِّه أمر القضاء عني فهو أقدر على هذا الأمر مني
وبدأ كل واحد منهم يمدح الآخر حتى لا يتولى القضاء.
وبدأ التنافس بين الرجلين ليس على المنصب وإنما التنافس كان من أجل الهروب عن المنصب.
فاحتار والي العراق وقال لهما لقد اختاركما أمير المؤمنين
ولن تخرجوا من عندي حتى تتفقوا على من سيستلم المنصب منكما.
فقال له إياس لطالما أنك احترت في أمرنا فلدي اقتراح لك فقال له عدي ماذا تقترح...؟
قال لديك فقهاء كبار وعلماء أجلاء أمثال الحسن البصري ومحمد بن سيرين
فاسألهما عني وعن القاسم ودعهما يختارون واحدا منا.
وهذا ذكاء من إياس لأن القاسم كان يزور الحسن البصري وابن سيرين كثيرا وبينهم علاقة وطيدة
بينما علاقة إياس بهم كانت علاقة ضعيفة ليست قوية
وعلم إياس أنه إذا استشار العلماء فسيرشحون القاسم بن ربيعة.
فانتبه القاسم إلى نباهة إياس وأن إياس يريد أن يورطه بالقضاء وأن الأمير إذا استشار العلماء فسيشيرون عليه
فأراد أن يخرج نفسه من هذه الورطة.
فقال القاسم يا أمير لا تسأل أحدا من العلماء فوالله إن إياس أفقه مني في دين الله تعالى وأعلم مني بالقضاء
ثم قال يا أمير أنا أقسمت فإن كنت كاذبا في قسمي هذا فلا يحل لك أن توليني القضاء وأنا أقترف الكذب.
وإن كنت صادقا في قسمي هذا فلا يجوز أن توليني وهو أفضل منّي.
فشعر إياس بالورطة فالتفت إلى الأمير وقال أيها الأمير
لقد جئت برجل ودعوته إلى القضاء وهو يعتبر القضاء على حافة جهنم
فنجى نفسه منها بيمين يستغفر الله عنها بعد ذلك ويكفر عنها فيما بعد وينجو بنفسه من القضاء ولهذا أقسم.
فقال والي العراق والله يا إياس إن من يفهم هذا الفهم مثلك لجدير بالقضاء فأنت القاضي يا إياس.
Sent from my GT-I9082 using منتدى قبيلة بلي الرسمي mobile app