ماجد سليمان البلوي
05-04-2014, 12:55 AM
لا تقنط من رحمته الله..؟؟
السلام عليكم
أبو كريم موظف محبوب بين زملائه، متزوج ولديه ثلاث بنات، وكان كلما ناداه رفاقه يا أبا كريم يتمنى من كل قلبه أن يرزق بصبي ويطلق عليه اسم والده كريم، حاول أن يقرأ الكثير من المقالات والكتب عن الإنجاب وكيف يمكن أن يكون المولود ذكراً، وأينما قرأ مادة علمية حول هذا الموضوع صورها وجلبها إلى زوجته، عسى أن تتم عملية الحمل المقبلة وفق ما يتمناه ويرزقه الله بغلام.
حياة سعيدة
مر عام وهو سعيد بحياته مع أسرته وبناته، لكن كلما رن الهاتف وتحدث أحد الأصدقاء معه منادياً إياه يا أبا كريم يشعر بالغصة، وذات يوم اغرورقت عيناه بالدموع حينما أبلغته زوجته أنها حامل، توضأ وصلى ركعتين داعياً الله أن يكون المولود ذكراً، وبعد كل صلاة يردد الدعاء نفسه. في اليوم التالي سأل زوجته: متى موعد التصوير لمعرفة جنس المولود؟
ردت عليه بابتسامة: لا تستعجل هذه هبة من الله تعالى صبياً كان أم بنتاً، احمد الله أنني أنجب لك، ولم أكن عاقراً.
مرت ثلاثة شهور، وكأنها ثلاث سنوات وهو ينتظر نتيجة التصوير، وأخيراً عادت زوجته من العيادة وهو تحمد الله على صحة الجنين، وقالت له قبل أن يسألها: البنت الرابعة قادمة بإذن الله. نظر إليها وقال: لاحول ولا قوة إلا بالله. وبالله المستعان.
ردت عليه: لماذا أنت حزين هل فقدت أحداً من العائلة، لا تقنط من رحمة ربك عسى أن تكون هذه الفتاة أفضل من عشرة صبيان. لم يكن منشرح الصدر خرج من البيت وذهب إلى المقهى جلس مع أصدقائه وروى لهم قصته.
زوجة ثانية
قال أحدهم: لماذا لا تتزوج ثانية عسى أن يأتيك منها غلام؟ نظر إليه متردداً بالجواب: عندي الآن ثلاث بنات والرابعة على الأبواب، وهن بحاجة إلى مصاريف كثيرة للدراسة والتربية والحياة ليست سهلة.
رد عليه صديقه: الرزق على الله. لم يفكر إطلاقاً بالزواج مرة أخرى فهو سعيد بحياته مع أسرته وتابع عمله كالعادة ولم يتغير شيء بجدول حياته، إلى أن مر عام آخر، وإذا بزوجته تخبره أنها حامل، نظر إليها وقال: هذه المرة سيأتي كريم. ردت عليه والسعادة تغمرها: أنا أنتظر كريم أكثر منك، وان شاء الله تتحقق أحلامنا. قل آمين. توجه إلى الصلاة والدعاء كالعادة بأن يكون المولود الجديد ذكراً.
لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن فقد ظهرت نتيجة التصوير بأنها حامل بفتاة أيضاً. لم يصدق أبو كريم النتيجة وقال: لابد أن أتزوج ثانية عسى أن يرزقني الله بغلام.
لم تصدق زوجته الكلام الذي سمعته من زوجها وحسبت انه كرد فعل لحالة تعرف مغزاها جيداً. ومرت الأيام وأنجبت الطفلة الخامسة وهي حزينة جداً لأنها تتمنى لو أنها أنجبت ذكراً.
لكن أبا كريم بدأ يبحث عن فتاة لتكون زوجته الثانية، ومن خلال الأصدقاء تمكن من التعرف على موظفة رضيت بأن تكون زوجة ثانية، وأتم حفل الزفاف رغم عدم موافقة زوجته الأولى لكنها قبلت على مضض عسى أن يرزق بغلام ويصبح أبو كريم عن حق وحقيقة.
مر عام وأعلنت الزوجة الأولى أنها حامل، كما أعلنت الزوجة الثانية أنها حامل أيضاً. وبدأت الغيرة والمنافسة وكل منهما تتدلل على أبي كريم وكثرت الطلبات وأنواع الغذاء والراحة التامة. ما أن اقترب موعد التصوير لمعرفة نوع الحمل حتى بدأ أبو كريم بالتوتر والعصبية ويدعو الله أن يكون المولود عند كل واحدة ذكراً. وفي إحدى الجلسات مع الأصدقاء قال أحدهم: يا أبا كريم ماذا لو أنجبت كل واحدة بنتاً؟ نظر إليه وقال: في فمك فأرة ولا هذه البشارة.
مرت الأيام وأبو كريم ينتظر بفارغ الصبر نتائج التصوير، وعند الزوجة الثانية كانت المفاجأة فقد أبلغته أنها تحمل أنثى وليس ذكراً وخرج هائماً من عندها إلى المقهى ليفرج كربه بلقائه مع زملائه. وفي آخر الليل توجه إلى زوجته الأولى وهناك كانت المفاجأة الكبرى.
ما أن فتح الباب حتى انطلقت الزغاريد من زوجته الأولى فقد أظهرت الصورة أنها تحمل ذكراً، الفتيات الخمس زينوا البيت وشعلوا الشموع ليزفوا لوالدهم النبأ الذي انتظره طويلاً، اغرورقت عيناه بالدموع عانق زوجته وهو يقول الحمد لله.. الحمد لله..
ردت زوجته: قلت لك لا تقنط من رحمة ربك؟
نظر إليها وقال: اليوم لا ينفع الندم.
ولكم تحيات
ماجد البلوي
السلام عليكم
أبو كريم موظف محبوب بين زملائه، متزوج ولديه ثلاث بنات، وكان كلما ناداه رفاقه يا أبا كريم يتمنى من كل قلبه أن يرزق بصبي ويطلق عليه اسم والده كريم، حاول أن يقرأ الكثير من المقالات والكتب عن الإنجاب وكيف يمكن أن يكون المولود ذكراً، وأينما قرأ مادة علمية حول هذا الموضوع صورها وجلبها إلى زوجته، عسى أن تتم عملية الحمل المقبلة وفق ما يتمناه ويرزقه الله بغلام.
حياة سعيدة
مر عام وهو سعيد بحياته مع أسرته وبناته، لكن كلما رن الهاتف وتحدث أحد الأصدقاء معه منادياً إياه يا أبا كريم يشعر بالغصة، وذات يوم اغرورقت عيناه بالدموع حينما أبلغته زوجته أنها حامل، توضأ وصلى ركعتين داعياً الله أن يكون المولود ذكراً، وبعد كل صلاة يردد الدعاء نفسه. في اليوم التالي سأل زوجته: متى موعد التصوير لمعرفة جنس المولود؟
ردت عليه بابتسامة: لا تستعجل هذه هبة من الله تعالى صبياً كان أم بنتاً، احمد الله أنني أنجب لك، ولم أكن عاقراً.
مرت ثلاثة شهور، وكأنها ثلاث سنوات وهو ينتظر نتيجة التصوير، وأخيراً عادت زوجته من العيادة وهو تحمد الله على صحة الجنين، وقالت له قبل أن يسألها: البنت الرابعة قادمة بإذن الله. نظر إليها وقال: لاحول ولا قوة إلا بالله. وبالله المستعان.
ردت عليه: لماذا أنت حزين هل فقدت أحداً من العائلة، لا تقنط من رحمة ربك عسى أن تكون هذه الفتاة أفضل من عشرة صبيان. لم يكن منشرح الصدر خرج من البيت وذهب إلى المقهى جلس مع أصدقائه وروى لهم قصته.
زوجة ثانية
قال أحدهم: لماذا لا تتزوج ثانية عسى أن يأتيك منها غلام؟ نظر إليه متردداً بالجواب: عندي الآن ثلاث بنات والرابعة على الأبواب، وهن بحاجة إلى مصاريف كثيرة للدراسة والتربية والحياة ليست سهلة.
رد عليه صديقه: الرزق على الله. لم يفكر إطلاقاً بالزواج مرة أخرى فهو سعيد بحياته مع أسرته وتابع عمله كالعادة ولم يتغير شيء بجدول حياته، إلى أن مر عام آخر، وإذا بزوجته تخبره أنها حامل، نظر إليها وقال: هذه المرة سيأتي كريم. ردت عليه والسعادة تغمرها: أنا أنتظر كريم أكثر منك، وان شاء الله تتحقق أحلامنا. قل آمين. توجه إلى الصلاة والدعاء كالعادة بأن يكون المولود الجديد ذكراً.
لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن فقد ظهرت نتيجة التصوير بأنها حامل بفتاة أيضاً. لم يصدق أبو كريم النتيجة وقال: لابد أن أتزوج ثانية عسى أن يرزقني الله بغلام.
لم تصدق زوجته الكلام الذي سمعته من زوجها وحسبت انه كرد فعل لحالة تعرف مغزاها جيداً. ومرت الأيام وأنجبت الطفلة الخامسة وهي حزينة جداً لأنها تتمنى لو أنها أنجبت ذكراً.
لكن أبا كريم بدأ يبحث عن فتاة لتكون زوجته الثانية، ومن خلال الأصدقاء تمكن من التعرف على موظفة رضيت بأن تكون زوجة ثانية، وأتم حفل الزفاف رغم عدم موافقة زوجته الأولى لكنها قبلت على مضض عسى أن يرزق بغلام ويصبح أبو كريم عن حق وحقيقة.
مر عام وأعلنت الزوجة الأولى أنها حامل، كما أعلنت الزوجة الثانية أنها حامل أيضاً. وبدأت الغيرة والمنافسة وكل منهما تتدلل على أبي كريم وكثرت الطلبات وأنواع الغذاء والراحة التامة. ما أن اقترب موعد التصوير لمعرفة نوع الحمل حتى بدأ أبو كريم بالتوتر والعصبية ويدعو الله أن يكون المولود عند كل واحدة ذكراً. وفي إحدى الجلسات مع الأصدقاء قال أحدهم: يا أبا كريم ماذا لو أنجبت كل واحدة بنتاً؟ نظر إليه وقال: في فمك فأرة ولا هذه البشارة.
مرت الأيام وأبو كريم ينتظر بفارغ الصبر نتائج التصوير، وعند الزوجة الثانية كانت المفاجأة فقد أبلغته أنها تحمل أنثى وليس ذكراً وخرج هائماً من عندها إلى المقهى ليفرج كربه بلقائه مع زملائه. وفي آخر الليل توجه إلى زوجته الأولى وهناك كانت المفاجأة الكبرى.
ما أن فتح الباب حتى انطلقت الزغاريد من زوجته الأولى فقد أظهرت الصورة أنها تحمل ذكراً، الفتيات الخمس زينوا البيت وشعلوا الشموع ليزفوا لوالدهم النبأ الذي انتظره طويلاً، اغرورقت عيناه بالدموع عانق زوجته وهو يقول الحمد لله.. الحمد لله..
ردت زوجته: قلت لك لا تقنط من رحمة ربك؟
نظر إليها وقال: اليوم لا ينفع الندم.
ولكم تحيات
ماجد البلوي