ماجد سليمان البلوي
05-04-2014, 01:20 AM
قصيدة بدر شاكر السياب يشرح معاناته..؟؟
آه لعل روحا في الرياح
هامت تمر على المرافئ أو محطات القطار
لتسائل الغرباء عني، عن غريب أمس راح
يمشي على قدمين، وهو اليوم يزحف في انكسار.
هي روح أمي هزّها الحب العميق,
حب الأمومة فهي تبكي:
" آه يا ولدي البعيد عن الديار !
ويلاه ! كيف تعود وحدك، لا دليل ولا رفيق
أمّاه… ليتك لم تغيبي خلف سور من حجار
لا باب في لكي أدق ولا نوافذ في الجدار!
كيف انطلقت على طريق لا يعود السائرون
من ظلمة صفراء فيه كأنها غسق البحار,
كيف انطلقت بلا وداع فالصغار يولولون,
يتراكضون على الطريق ويفزعون فيرجعون
ويسائلون الليل عنك وهم لعودك في انتظار
تعبر القصيدة عن حالة من المعاناة يمر بها الشاعر، فقد نظم الشاعر القصيدة سنة 1963 قبل وفاته بسنة حيث كان مريضا في مستشفى في لندن حيث أصيب بالشلل وأصبح لا يستطيع السير على قدميه حيث يقول " يمشي على قدميه وهو اليوم يزحف في انكسار فالمعاناة هنا المرض وهو بعيد عن الوطن العراق فهو في بلد غريب حيث لا صديق ولا قريب ويقول:
هذا الغريب ابنك السهران يحرقه الحنين.
فهو في حنين وشوق إلى بلده العراق حيث يقول:
صرخات قلبي وهو يذبحه الحنين إلى العراق.
ولا ننسى بأن الشاعر كان محروما من الحنان والعطف وهو صغير حيث ماتت أمه حين كان صغيرا فلم يعش السياب حياة عائلية ناجحة في طفولته وفي صباه لذلك تخيل روح أمه تطرق عليه الباب في المستشفى وتذكر أمه حين ماتت وهو صغير وكيف أنهم خرجوا في جنازة أمهم ثم عادوا من الطريق إلى البيت وفي كل مساء كانوا ينتظرون عودة أمهم.
لقد سيطرت على الشاعر عاطفة الحزن واليأس فهو مريض وفقد أمه منذ الصغر وهو غريب بعيد عن الوطن فكان بحاجة إلى الحنان الذي لا يملك إطلاقا أن يحصل عليه من الآخرين ولو أنّ السياب عاش حياة عائلية ناجحة في طفولته وفي صباه لاستطاع أن يحذف أثر صدمة وفاة الأم من داخله فأمه عاشت في أعماقه حيث أضفى اللون القاتم على صورة اليأس والشعور بعدم الأمن وميله نحو الموت.
لقد نجح الشاعر في التعبير عن ذلك فالشعر تعبير عن العواطف والمطامح والأشواق أي ترميم الأجزاء المهدمة من حياته فهو شاعر مأساة، وهذه القصيدة جنائزية.
ويرز في النص حنينان: هما الحنين إلى أمه حيث تذكر موت أمه وبأن روح أمه هي التي تقرع عليه الباب وهو مازال يتذكر قسمات وجه أمه مع أنه كان صغيرا عندما ماتت والحنين الثاني هو الحنين إلى وطنه العراق وهو يتمنى العودة إلى وطنه العراق فهو مريض في مستشفى بعيد عن وطنه العراق والعلاقة بينهما قوية جدا ففقدانه العاطفة منذ الصغر هي التي جعلته يتخيل بأن روح أمه تطرق عليه باب المستشفى وهو غريب حيث يرقد في المستشفى ولا يوجد بالقرب منه لا صديق ولا قريب.
وقد أظهر الشاعر في النص صورتين واحدة للقبر وواحدة للموت فقد صورة للقبر بأن ظلمته صفراء فهي أشبه بظلام البحار فالصورة هنا بيانية شعرية عبارة عن تشبيه حيث شبه ظلمة القبر بظلام البحار, إلى صورة الموت فتتمثل في موت أمه التي وضعت في قبر خلف سور من الحجار وهذا القبر لا نوافذ فيه ولا باب لكي يطرقه والذي يموت لا يعود حيث يقول " كيف انطلقت على طريق لا يعود السائرون " وعندما ماتت أمه لم تودع أطفالها وخرجوا في جنازة أمهم ثم خافوا وعادوا الى البيت ثم انتظروا عودة أمهم ولكنها لم تعد فصورة الموت محزنة تثير عواطف الحزن والشفقة على هؤلاء الأطفال التي ماتت أمهم ولم تعد مع أنهم في انتظارها..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
آه لعل روحا في الرياح
هامت تمر على المرافئ أو محطات القطار
لتسائل الغرباء عني، عن غريب أمس راح
يمشي على قدمين، وهو اليوم يزحف في انكسار.
هي روح أمي هزّها الحب العميق,
حب الأمومة فهي تبكي:
" آه يا ولدي البعيد عن الديار !
ويلاه ! كيف تعود وحدك، لا دليل ولا رفيق
أمّاه… ليتك لم تغيبي خلف سور من حجار
لا باب في لكي أدق ولا نوافذ في الجدار!
كيف انطلقت على طريق لا يعود السائرون
من ظلمة صفراء فيه كأنها غسق البحار,
كيف انطلقت بلا وداع فالصغار يولولون,
يتراكضون على الطريق ويفزعون فيرجعون
ويسائلون الليل عنك وهم لعودك في انتظار
تعبر القصيدة عن حالة من المعاناة يمر بها الشاعر، فقد نظم الشاعر القصيدة سنة 1963 قبل وفاته بسنة حيث كان مريضا في مستشفى في لندن حيث أصيب بالشلل وأصبح لا يستطيع السير على قدميه حيث يقول " يمشي على قدميه وهو اليوم يزحف في انكسار فالمعاناة هنا المرض وهو بعيد عن الوطن العراق فهو في بلد غريب حيث لا صديق ولا قريب ويقول:
هذا الغريب ابنك السهران يحرقه الحنين.
فهو في حنين وشوق إلى بلده العراق حيث يقول:
صرخات قلبي وهو يذبحه الحنين إلى العراق.
ولا ننسى بأن الشاعر كان محروما من الحنان والعطف وهو صغير حيث ماتت أمه حين كان صغيرا فلم يعش السياب حياة عائلية ناجحة في طفولته وفي صباه لذلك تخيل روح أمه تطرق عليه الباب في المستشفى وتذكر أمه حين ماتت وهو صغير وكيف أنهم خرجوا في جنازة أمهم ثم عادوا من الطريق إلى البيت وفي كل مساء كانوا ينتظرون عودة أمهم.
لقد سيطرت على الشاعر عاطفة الحزن واليأس فهو مريض وفقد أمه منذ الصغر وهو غريب بعيد عن الوطن فكان بحاجة إلى الحنان الذي لا يملك إطلاقا أن يحصل عليه من الآخرين ولو أنّ السياب عاش حياة عائلية ناجحة في طفولته وفي صباه لاستطاع أن يحذف أثر صدمة وفاة الأم من داخله فأمه عاشت في أعماقه حيث أضفى اللون القاتم على صورة اليأس والشعور بعدم الأمن وميله نحو الموت.
لقد نجح الشاعر في التعبير عن ذلك فالشعر تعبير عن العواطف والمطامح والأشواق أي ترميم الأجزاء المهدمة من حياته فهو شاعر مأساة، وهذه القصيدة جنائزية.
ويرز في النص حنينان: هما الحنين إلى أمه حيث تذكر موت أمه وبأن روح أمه هي التي تقرع عليه الباب وهو مازال يتذكر قسمات وجه أمه مع أنه كان صغيرا عندما ماتت والحنين الثاني هو الحنين إلى وطنه العراق وهو يتمنى العودة إلى وطنه العراق فهو مريض في مستشفى بعيد عن وطنه العراق والعلاقة بينهما قوية جدا ففقدانه العاطفة منذ الصغر هي التي جعلته يتخيل بأن روح أمه تطرق عليه باب المستشفى وهو غريب حيث يرقد في المستشفى ولا يوجد بالقرب منه لا صديق ولا قريب.
وقد أظهر الشاعر في النص صورتين واحدة للقبر وواحدة للموت فقد صورة للقبر بأن ظلمته صفراء فهي أشبه بظلام البحار فالصورة هنا بيانية شعرية عبارة عن تشبيه حيث شبه ظلمة القبر بظلام البحار, إلى صورة الموت فتتمثل في موت أمه التي وضعت في قبر خلف سور من الحجار وهذا القبر لا نوافذ فيه ولا باب لكي يطرقه والذي يموت لا يعود حيث يقول " كيف انطلقت على طريق لا يعود السائرون " وعندما ماتت أمه لم تودع أطفالها وخرجوا في جنازة أمهم ثم خافوا وعادوا الى البيت ثم انتظروا عودة أمهم ولكنها لم تعد فصورة الموت محزنة تثير عواطف الحزن والشفقة على هؤلاء الأطفال التي ماتت أمهم ولم تعد مع أنهم في انتظارها..
ولكم تحيات
ماجد البلوي