ماجد سليمان البلوي
05-13-2014, 10:11 PM
من الموروث الشعبي عين الحسد..؟؟
السلام عليكم
الحسد بحسب المعجم هو تمني زوال النعمة عن الآخرين .
بمعنى آخر هو قدرة العين على إلحاق الأذى بالآخرين
ولهذا تسمى العين الحاسدة بالعين الشريرة .
والاعتقاد بالحسد متأصل في منطقتنا العربية , جذوره ضاربة في القدم
ففي مصر الفرعونية اشتهرت عين حورس بأنها تدرأ الحسد ..
وفي سومر كانوا يعلقون التمائم على أبواب البيوت للغرض ذاته .
وكانت العرب في الجاهلية تتطير من العين , خصوصا الملونة منها
والحسد مذكور في القرآن الكريم .
ولدرء الحسد قد يقدم الناس على أمور عجيبة
كأن يطلق بعضهم على أولاده أسماء قبيحة
فترى أحدهم يسمي أبنه إسم غريب وغير مقبول ! ..
وذلك لكي لا تناله عيون الحاسدين , وهناك من يلبس ولده الصغير
ملابس البنات ويطيل شعره , خصوصا عندما يكون الولد جميلا
أو يهمل نظافته حتى ليظن من يراه بأنه متشرد ..
كل ذلك من أجل إبعاد العين الشريرة عنه .
وقد يمنعون المرأة العاقر من دخول منازلهم , لئلا تحسد أطفالهم
ولو عن غير قصد منها هذه الأمور وغيرها لم تكن غريبة
عن مجتمعاتنا في الماضي , خصوصا فيما يتعلق بالأطفال
كونهم كانوا يموتون بكثرة لعدم توفر الدواء والطبيب
وكان هناك اعتقاد راسخ بأن مرض الطفل وموته سببه العين الحاسدة .
وحتى في أيامنا هذا فليس من الغريب بأن تسمع أما تردد بغضب
وهي تحمل طفلها المريض قائلة :
" لقد حسدوه .. بالأمس لم يكن به شيء!" .
تلطيخ الحائط بدم الأضحية لدرء الحسد وابعاد الجن ..
وهناك أمور أخرى قد يقوم بها الناس لحماية أنفسهم من الحسد
كالرقية وتعليق التمائم ولبس الحجب
وتعليق حذاء قديم بالسيارة الجديدة
وتلطيخ جدار البيت الجديد بدم الأضحية .
ولعل الخمسة التي تكون على شكل يد في وسطها
عين زرقاء مفتوحة هي الأشهر , تعلق على البيوت والسيارات
وقد تلبس كقلادة , ومنها جاء القول المأثور :
"خمسة وخميسة" .
والبخور والحرمل وسيلة أخرى تستعمل لرد العين الحاسدة
حيث دأبت بعض ربات البيوت على تبخير منازلهن
لحماية أحبابهن وهن يرددن :
"عين الحسود فيها عود" .
لعلماء الدين آراء متباينة فيما يختص بالعين الشريرة
يرى بعضهم أن فهم وأدارك الناس لمسألة الحسد يشوبها
الكثير من الخطأ , فعين البشر ليس بإمكانها أن تؤذي الآخرين
بمعزل عن إرادة الخالق , ذلك أن الله هو الذي يقدر ويجري الأمور
وعليه فالمقصود بالنهي عن الحسد والتحذير منه
هو أن يترفع الإنسان عن الأفكار السيئة والشريرة
وأن لا يضمر لأخيه سوى الخير والمحبة
إذ لا يليق بالإنسان المؤمن الصالح أن يضمر الشر في قلبه .
الجدير بالذكر هو أن الحسد ليس كله مذموم
فهناك نوع منه محمود , وهو الغبطة , ويعني التطلع إلى النعم
التي بيد الغير من دون تمني زوالها عنهم , كأن تطمح لأن تصبح
ثريا مثل جارك , فأنت تغبطه على ثرائه لكنك لا تحسده
ولا تتمنى أن يفتقر , أو تتمنى أن تصبح طبيبا مثل أخيك
من باب الإقتداء والإعجاب .
وهناك من يرى بأنه لولا الحسد الذي يولد المنافسة
لما وصلت البشرية إلى ما وصلت إليه من تطور ورقي..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
السلام عليكم
الحسد بحسب المعجم هو تمني زوال النعمة عن الآخرين .
بمعنى آخر هو قدرة العين على إلحاق الأذى بالآخرين
ولهذا تسمى العين الحاسدة بالعين الشريرة .
والاعتقاد بالحسد متأصل في منطقتنا العربية , جذوره ضاربة في القدم
ففي مصر الفرعونية اشتهرت عين حورس بأنها تدرأ الحسد ..
وفي سومر كانوا يعلقون التمائم على أبواب البيوت للغرض ذاته .
وكانت العرب في الجاهلية تتطير من العين , خصوصا الملونة منها
والحسد مذكور في القرآن الكريم .
ولدرء الحسد قد يقدم الناس على أمور عجيبة
كأن يطلق بعضهم على أولاده أسماء قبيحة
فترى أحدهم يسمي أبنه إسم غريب وغير مقبول ! ..
وذلك لكي لا تناله عيون الحاسدين , وهناك من يلبس ولده الصغير
ملابس البنات ويطيل شعره , خصوصا عندما يكون الولد جميلا
أو يهمل نظافته حتى ليظن من يراه بأنه متشرد ..
كل ذلك من أجل إبعاد العين الشريرة عنه .
وقد يمنعون المرأة العاقر من دخول منازلهم , لئلا تحسد أطفالهم
ولو عن غير قصد منها هذه الأمور وغيرها لم تكن غريبة
عن مجتمعاتنا في الماضي , خصوصا فيما يتعلق بالأطفال
كونهم كانوا يموتون بكثرة لعدم توفر الدواء والطبيب
وكان هناك اعتقاد راسخ بأن مرض الطفل وموته سببه العين الحاسدة .
وحتى في أيامنا هذا فليس من الغريب بأن تسمع أما تردد بغضب
وهي تحمل طفلها المريض قائلة :
" لقد حسدوه .. بالأمس لم يكن به شيء!" .
تلطيخ الحائط بدم الأضحية لدرء الحسد وابعاد الجن ..
وهناك أمور أخرى قد يقوم بها الناس لحماية أنفسهم من الحسد
كالرقية وتعليق التمائم ولبس الحجب
وتعليق حذاء قديم بالسيارة الجديدة
وتلطيخ جدار البيت الجديد بدم الأضحية .
ولعل الخمسة التي تكون على شكل يد في وسطها
عين زرقاء مفتوحة هي الأشهر , تعلق على البيوت والسيارات
وقد تلبس كقلادة , ومنها جاء القول المأثور :
"خمسة وخميسة" .
والبخور والحرمل وسيلة أخرى تستعمل لرد العين الحاسدة
حيث دأبت بعض ربات البيوت على تبخير منازلهن
لحماية أحبابهن وهن يرددن :
"عين الحسود فيها عود" .
لعلماء الدين آراء متباينة فيما يختص بالعين الشريرة
يرى بعضهم أن فهم وأدارك الناس لمسألة الحسد يشوبها
الكثير من الخطأ , فعين البشر ليس بإمكانها أن تؤذي الآخرين
بمعزل عن إرادة الخالق , ذلك أن الله هو الذي يقدر ويجري الأمور
وعليه فالمقصود بالنهي عن الحسد والتحذير منه
هو أن يترفع الإنسان عن الأفكار السيئة والشريرة
وأن لا يضمر لأخيه سوى الخير والمحبة
إذ لا يليق بالإنسان المؤمن الصالح أن يضمر الشر في قلبه .
الجدير بالذكر هو أن الحسد ليس كله مذموم
فهناك نوع منه محمود , وهو الغبطة , ويعني التطلع إلى النعم
التي بيد الغير من دون تمني زوالها عنهم , كأن تطمح لأن تصبح
ثريا مثل جارك , فأنت تغبطه على ثرائه لكنك لا تحسده
ولا تتمنى أن يفتقر , أو تتمنى أن تصبح طبيبا مثل أخيك
من باب الإقتداء والإعجاب .
وهناك من يرى بأنه لولا الحسد الذي يولد المنافسة
لما وصلت البشرية إلى ما وصلت إليه من تطور ورقي..
ولكم تحيات
ماجد البلوي