ماجد سليمان البلوي
08-13-2014, 12:21 PM
أربعين سنة فقط لاغير..؟؟
مقال أكثر من رائع
للدكتور/ فهد عودة ابو خشيم البلوي..
السلام عليكم
اخترت هذا العنوان لأنه عادة تستخدم كلمة فقط ولاغير في كتابة الاموال وهناك ما هو أهم من المال وهو الوقت والزمن الذي لا يقدر بمال وهو إذا أستثمر الاستثمار الصحيح يجلب الاموال .
تجربة تستحق الدراسة البحث والتأمل والمحاكاة في جوانبها الايجابية لعناصر النجاح والتقدم والتطور من قبل المخططين وأصحاب الرؤية والقرار في مملكتنا الغالية, لما لا ؟؟؟؟؟؟؟؟
سنغافورة أو كما يطلق عليها سويسرا أسيا استثمرت «رأس المال البشري» لتتحول في 4 عقود إلى «مصاف دول العالم الأول»
ما إن تهبط بك الطائرة في مطار سنغافورة الدولي حتى تشعر بأنك في بلد من طراز مختلف، منتهى النظافة والدقة والنظام والسرعة في تنفيذ إجراءات الفيزا والدخول.
وحينما تأخذ السيارة من المطار إلى وسط المدينة التي تشكل كل سنغافورة، تبحر بك السيارة تحت ظلال الأشجار الوارفة التي تغطي كل الطريق وتظن أنك تسير وسط غابة لولا وجود البنايات العالية هنا وهناك. وفي التجوال داخل سنغافورة تكتشف أن البلاد كلها عبارة عن غابة مورقة زرعت بينها البنايات. تعتقد في البداية أن هذه البلاد غنية بالثروات الطبيعية مثلما هو الحال في الخليج العربي الذي يختزن النفط والغاز الطبيعي وبعض المعادن النادرة الثمينة ، ولكن تصاب بالدهشة حينما تعلم، **أن سنغافورة لا توجد بها موارد طبيعية تذكر. ورغم وفرة الأمطار فإن المساحة الضيقة لا تسمح بتخزين الماء الكافي للسكان، وبالتالي فإنها تلجأ إلى تحليه مياه البحر لتغطية النقص، مثلما هو الحال في السعودية وبعض دول الخليج.
وسنغافورة، التي أطلق عليها أحد ملوك ماليزيا «مدينة الأسود»، جزيرة صغيرة مساحتها لا تتعدى 699 كيلومترا مربعا، أي أقل من سدس مساحة مدينة لندن ولا يتعدى عدد سكانها 4.7 مليون نسمة ولكنها حققت المعجزات منذ استقلالها،
حيث تحولت من دولة نامية من دول العالم الثالث التي خرجت للتو من الاستعمار، بل أسوأ حالا، لأنها لا تملك موارد طبيعية تذكر مثل العديد من مثيلاتها - تحولت إلى دولة متقدمة في أربعة عقود فقط من الزمان، وتحديدا في عام 1999، قفزت سنغافورة من صف الدول الوسيطة لتحجز موقعها بين دول الصف الأول.
ودولة سنغافورة تتكون من جزيرة رئيسية مأهولة بالسكان و63 جزيرة أخرى صغيرة جدا غير مسكونة. ويتكون سكانها من أصول صينية بنسبة 76 في المائة وأصول ماليزية بنسبة 14 في المائة وأصول هندية بنسبة 9 في المائة.
واعتمدت سنغافورة في نجاحها على رأس المال البشري، حيث تبنت نظما قائمة على التأهيل العالي في التعليم والتدريب والتنظيم لتحقيق أهداف النمو. وخلال أربعة عقود فقط تحولت سنغافورة من دولة من دول العالم الثالث إلى دولة من دول العالم الأول، حيث تمكنت منذ استقلالها في عام 1963 من تحقيق معدل نمو سنوي بلغ 8 في المائة في المتوسط وتحقيق قفزة في الحجم التجاري بلغ معدل 217 في المائة في عام 2006 مقارنة بالحجم التجاري في عام 2000.
فقد اعتمدت سنغافورة في السنوات الأولى على إستراتيجية الإنتاج المعتمد على الاستخدام الكثيف للأيدي العاملة ثم تحولت إلى «اقتصاد القيمة المضافة» ثم إلى التصنيع المعتمد على التقنية الرفيعة والخدمات المالية والمصرفية لتصبح المركز المالي لآسيا ثم طورت إمكانياتها السياحية لتصبح دولة الخدمات السياحية.
ويعد ميناء سنغافورة الآن ثاني أكبر ميناء لاستقبال السفن في العالم بعد شنغهاي. وتعتمد الفلسفة الاقتصادية في سنغافورة على مبدأين؛ أولهما :التنفيذ الكامل والصارم لنظام السوق الحرة والانفتاح التجاري التام على العالم الخارجي. واعتبرت الأمم المتحدة سنغافورة في العام 2006 كواحدة من أكثر بلدان العالم انفتاحا. ولتمتين قاعدة الانفتاح التجاري وتفادي الازدواج الضريبي,وثانيا: وقعت سنغافورة مجموعة من اتفاقيات التبادل الحر كان آخرها تلك التي وقعتها مع دول مجلس التعاون .
وتتمتع سنغافورة بترتيب متقدم عالميا في ثلاثة مجالات تعد من المجالات الجاذبة للأعمال التجارية العالمية ورؤوس الأموال الباحثة عن الاستثمار:
العامل الأول: انخفاض المخاطر السياسية، حيث تحكم سنغافورة على أساس النظام البرلماني البريطاني «ديمقراطية ويستمنستر» منذ استقلالها دون أن تواجه أية اضطرابات سياسية طوال تاريخها منذ الاستقلال في عام 1965.
والعامل الثاني : معدل إنتاجية عالية للقوى العاملة المؤهلة تأهيلا عاليا.
والعامل الثالث: تطبيق نظام حوكمة الشركات.
ونتيجة لهذه العوامل الثلاثة أصبحت سنغافورة الوجهة المفضلة للشركات والأعمال التجارية العالمية، حيث تستضيف سنغافورة حاليا 7 آلاف شركة متعددة الجنسيات و100 ألف من الأعمال التجارية المتوسطة والصغيرة التي يملكها أجانب بعضها بشراكات محلية. وتشكل الصناعة والخدمات الماكينة الرئيسية المحركة لاقتصاد سنغافورة حيث تشكل الصناعة نسبة 27 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي فيما تشكل الخدمات نسبة 63 في المائة. ويعتمد القطاع الصناعي في سنغافورة على صناعة الإليكترونيات والكيماويات والأدوية ومعدات حفر آبار النفط. كما تتخصص سنغافورة كذلك في صناعة المواد البترولية المكررة والصناعات المطاطية، حيث تستورد كميات كبيرة من الخامات النفطية أغلبها من الإمارات العربية المتحدة وتقوم بتكريرها وبيع المشتقات في آسيا..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
مقال أكثر من رائع
للدكتور/ فهد عودة ابو خشيم البلوي..
السلام عليكم
اخترت هذا العنوان لأنه عادة تستخدم كلمة فقط ولاغير في كتابة الاموال وهناك ما هو أهم من المال وهو الوقت والزمن الذي لا يقدر بمال وهو إذا أستثمر الاستثمار الصحيح يجلب الاموال .
تجربة تستحق الدراسة البحث والتأمل والمحاكاة في جوانبها الايجابية لعناصر النجاح والتقدم والتطور من قبل المخططين وأصحاب الرؤية والقرار في مملكتنا الغالية, لما لا ؟؟؟؟؟؟؟؟
سنغافورة أو كما يطلق عليها سويسرا أسيا استثمرت «رأس المال البشري» لتتحول في 4 عقود إلى «مصاف دول العالم الأول»
ما إن تهبط بك الطائرة في مطار سنغافورة الدولي حتى تشعر بأنك في بلد من طراز مختلف، منتهى النظافة والدقة والنظام والسرعة في تنفيذ إجراءات الفيزا والدخول.
وحينما تأخذ السيارة من المطار إلى وسط المدينة التي تشكل كل سنغافورة، تبحر بك السيارة تحت ظلال الأشجار الوارفة التي تغطي كل الطريق وتظن أنك تسير وسط غابة لولا وجود البنايات العالية هنا وهناك. وفي التجوال داخل سنغافورة تكتشف أن البلاد كلها عبارة عن غابة مورقة زرعت بينها البنايات. تعتقد في البداية أن هذه البلاد غنية بالثروات الطبيعية مثلما هو الحال في الخليج العربي الذي يختزن النفط والغاز الطبيعي وبعض المعادن النادرة الثمينة ، ولكن تصاب بالدهشة حينما تعلم، **أن سنغافورة لا توجد بها موارد طبيعية تذكر. ورغم وفرة الأمطار فإن المساحة الضيقة لا تسمح بتخزين الماء الكافي للسكان، وبالتالي فإنها تلجأ إلى تحليه مياه البحر لتغطية النقص، مثلما هو الحال في السعودية وبعض دول الخليج.
وسنغافورة، التي أطلق عليها أحد ملوك ماليزيا «مدينة الأسود»، جزيرة صغيرة مساحتها لا تتعدى 699 كيلومترا مربعا، أي أقل من سدس مساحة مدينة لندن ولا يتعدى عدد سكانها 4.7 مليون نسمة ولكنها حققت المعجزات منذ استقلالها،
حيث تحولت من دولة نامية من دول العالم الثالث التي خرجت للتو من الاستعمار، بل أسوأ حالا، لأنها لا تملك موارد طبيعية تذكر مثل العديد من مثيلاتها - تحولت إلى دولة متقدمة في أربعة عقود فقط من الزمان، وتحديدا في عام 1999، قفزت سنغافورة من صف الدول الوسيطة لتحجز موقعها بين دول الصف الأول.
ودولة سنغافورة تتكون من جزيرة رئيسية مأهولة بالسكان و63 جزيرة أخرى صغيرة جدا غير مسكونة. ويتكون سكانها من أصول صينية بنسبة 76 في المائة وأصول ماليزية بنسبة 14 في المائة وأصول هندية بنسبة 9 في المائة.
واعتمدت سنغافورة في نجاحها على رأس المال البشري، حيث تبنت نظما قائمة على التأهيل العالي في التعليم والتدريب والتنظيم لتحقيق أهداف النمو. وخلال أربعة عقود فقط تحولت سنغافورة من دولة من دول العالم الثالث إلى دولة من دول العالم الأول، حيث تمكنت منذ استقلالها في عام 1963 من تحقيق معدل نمو سنوي بلغ 8 في المائة في المتوسط وتحقيق قفزة في الحجم التجاري بلغ معدل 217 في المائة في عام 2006 مقارنة بالحجم التجاري في عام 2000.
فقد اعتمدت سنغافورة في السنوات الأولى على إستراتيجية الإنتاج المعتمد على الاستخدام الكثيف للأيدي العاملة ثم تحولت إلى «اقتصاد القيمة المضافة» ثم إلى التصنيع المعتمد على التقنية الرفيعة والخدمات المالية والمصرفية لتصبح المركز المالي لآسيا ثم طورت إمكانياتها السياحية لتصبح دولة الخدمات السياحية.
ويعد ميناء سنغافورة الآن ثاني أكبر ميناء لاستقبال السفن في العالم بعد شنغهاي. وتعتمد الفلسفة الاقتصادية في سنغافورة على مبدأين؛ أولهما :التنفيذ الكامل والصارم لنظام السوق الحرة والانفتاح التجاري التام على العالم الخارجي. واعتبرت الأمم المتحدة سنغافورة في العام 2006 كواحدة من أكثر بلدان العالم انفتاحا. ولتمتين قاعدة الانفتاح التجاري وتفادي الازدواج الضريبي,وثانيا: وقعت سنغافورة مجموعة من اتفاقيات التبادل الحر كان آخرها تلك التي وقعتها مع دول مجلس التعاون .
وتتمتع سنغافورة بترتيب متقدم عالميا في ثلاثة مجالات تعد من المجالات الجاذبة للأعمال التجارية العالمية ورؤوس الأموال الباحثة عن الاستثمار:
العامل الأول: انخفاض المخاطر السياسية، حيث تحكم سنغافورة على أساس النظام البرلماني البريطاني «ديمقراطية ويستمنستر» منذ استقلالها دون أن تواجه أية اضطرابات سياسية طوال تاريخها منذ الاستقلال في عام 1965.
والعامل الثاني : معدل إنتاجية عالية للقوى العاملة المؤهلة تأهيلا عاليا.
والعامل الثالث: تطبيق نظام حوكمة الشركات.
ونتيجة لهذه العوامل الثلاثة أصبحت سنغافورة الوجهة المفضلة للشركات والأعمال التجارية العالمية، حيث تستضيف سنغافورة حاليا 7 آلاف شركة متعددة الجنسيات و100 ألف من الأعمال التجارية المتوسطة والصغيرة التي يملكها أجانب بعضها بشراكات محلية. وتشكل الصناعة والخدمات الماكينة الرئيسية المحركة لاقتصاد سنغافورة حيث تشكل الصناعة نسبة 27 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي فيما تشكل الخدمات نسبة 63 في المائة. ويعتمد القطاع الصناعي في سنغافورة على صناعة الإليكترونيات والكيماويات والأدوية ومعدات حفر آبار النفط. كما تتخصص سنغافورة كذلك في صناعة المواد البترولية المكررة والصناعات المطاطية، حيث تستورد كميات كبيرة من الخامات النفطية أغلبها من الإمارات العربية المتحدة وتقوم بتكريرها وبيع المشتقات في آسيا..
ولكم تحيات
ماجد البلوي