ماجد سليمان البلوي
08-20-2014, 12:34 PM
سالفة للعبرة الإخوة وصندوق المال..؟؟
السلام عليكم
(هارون) وشقيقه كانت تجمعهم أكثر من الأخوة رابط الدم عندهم
يختلف عن كل الفصائل
الأخرى , تلك الكيمياء بينهم التي حاول أن يفكهـا الفقر والعمر
وكوارث الدهر التي تعصف
بالجميع لكنها أنكسرت ذلا أمام جبروت تماسكهم
كانوا يعملون في صيد الأسماك الرزق الحلال
الذي تربوا عليه , ذات يوما مشؤؤم كأن البحر أراد أن يعاقبهم
فلم يكن هناك أسماكا أو شيئا
آخر تعودوا على أصطياده لكنهم لم ييأسوا بل ظلوا يعومون
بقاربهم هنا وهناك لعلهم يجدون مكانا يفيدهم ..
لحظات على حالتهم تلك حتى وصلوا إلى منطقة في البحر
يوجد عليها جزيرة يحيطها
ضبابا وظلام , الأمر الذي أثار ربيتهم فلم يسمعوا من قبل بوجود
جزيرة أو شجرة أو حتى صخرة
في هذه البقعة , بعد تخبط وتردد ذهبوا إلى تلك الجزيرة
ونزلوا فيها دخلوا يبحثون عن أحدا أو
شيئا أو عسى علامة يستدلون بها , لكن كل ماحولهم
كان يوحي بوحشة المكان ظلوا على حيرتهم..
وطيشهم وحدتهم يتمازحون تارة وتارة يبحثون
وفجأة وجدوا صندوقا كبيرا يلفت النظر بشكله ولمعانه
فتحوه بسرعة كأنهم غير مصدقين ذلك واذا به مالا كثيرا
يذل العزيز ويعز الذليل , هنا وقفوا
ينظران لبعضهما البعض بنظرات لم يعتادونها تلك اللحظة
قد تفرقهم كما فعلت بخطى السابقين
من قبلهم , لم يعجب الشقيقان ماحدث بينهم
فتركوا ذلك الصندوق وأبتعدوا عن المكان وجلسوا
في محلا منعزل على جزيرة الشؤم التي لن تنم قبل أن تغرر بأحدهم
لحظات قليلة أستلقى
الشقيقان وظلوا يتحدثون فيما بينهم حتى غطى الأثنان في سبات..
مرت ساعة فتح (هارون) عينه
ولم يجد شقيقه نظر يمينا شمالا فرآه يتصرف بشكلا مريبا للشك
يذهب ويعود بتجاه القارب لكنه
لم يحرك ساكنا بل تصرف كأنه نائم , لحظات عاد شقيقه
وأستلقى بجانبه وغطى في نومه بدأ
(هارون) يوسوس بين نفسه :
هل شقيقي سيسرق المال ويهرب ؟
هل سيقتلني خلسة في نومي ؟
كل دقيقة تمر والشك يكبر فيها لديه ظل يخطط يجهز يستعد خوفا
من أن يقتله شقيقه في أي
لحظة , لم يقدر أن يغمض عينيه كل تلك الكوابيس والهواجس
التي يعيشها تجعل جزيرة الشؤم
بهيبتها تحذر منه , هنا قال لايوجد سوى حلا واحد أن
أقوم بقتله كي آمن نفسي وأسرق المال وأرجع ..
شيئا فشيئا كبرت الفكرة داخل عقله فقام وأخذ حجرا كبيرا
من الأرض أضاء برقا في السماء
تبعه صوت رعد فرفع (هارون) مابيده عاليا وضرب رأس شقيقه بقوة
شديدة أهتزت منه جزيرة
الشؤم هز , أعاد الكرة مرارا تكرارا حتى هشم رأسه بالأرض
ذهب بسرعة أخذ صندوق المال ركب قاربه وهرب ..
تاركا جزيرة الشؤم خلفه وشقيقا تتلذذ بلحمه السباع
ظل (هارون) يبحر عائدا إلى
دياره لكنه لاحظ بأن الماء يدخل القارب بكثرة فذهب ليصلحه
يحاول تارة ويغطيه تارة أخرى لكن
بدون فائدة أمتلى نصفه بالماء وهو لايفعل شيئا
وبينما هو منشغلا بمشكلته يمد يده هنا وهناك..
وجد رسالة تحت إحدى الخشبات أخذها فتحها بدأ يقرأ :
(شقيقي العزيز , عندما رأينا صندوق
المال بالإمس كل شيئا تحطم بيننا الأخوة الدم الصداقة التعاون المحبة
كلها ضاعت في نظرة ,
عرفت حينها بإنك ستقتلني أو سأقتلك
فالليل وجدتك نائما ذهبت لقاربنا الذي حمل ذكرايتنا
أحلامنا دموعنا أفراحنا وأحدثت فيه شقا , فمن سيقتل فينا الآخر غدرا
وهو نائم ويركب القارب
ليهرب بالمال فلن يستطيع العودة به
تذكرت عهدا قطعناه صغارا , نحيا معا أو نموت معا لايفرق شيئا بيننا ..
عندما نظرنا إلى بعضنا بعضا تلك النظرة المخيفة
لم نكن نحن كنا أشخاصا آخرين باعوا
أغلى مالديهم بأبخس ثمن , أشخاصا نظروا إلى الصندوق
ولم ينظرون بداخله فتحوه وأخذوا منه
مالا , أشتروا الكراهية وباعوا الحب , أشتروا الكذب وباعوا الصدق
أشتروا الخيانة وباعوا الأمانة ,
أشتروا الذل وباعوا الكرامة , أشتروا الغدر وباعوا الشجاعة
أشتروا القسوة وباعوا الرحمة , اللعنة
على تلك اللحظة التي رأينا فيها المال , المحب شقيقك)
أنهى (هارون) قراءة الرسالة ..
أنتابته قشعريرة لم يشعر بها من قبل كخنجرا يطعن في بطنه
وصدره وكل جسده صرخ حسرة هزت البحر
بمداها , ظل يبكي ويبكي ويبكي حتى امتلاء القارب بالماء
غرق (هارون) وصندوق المال معه..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
السلام عليكم
(هارون) وشقيقه كانت تجمعهم أكثر من الأخوة رابط الدم عندهم
يختلف عن كل الفصائل
الأخرى , تلك الكيمياء بينهم التي حاول أن يفكهـا الفقر والعمر
وكوارث الدهر التي تعصف
بالجميع لكنها أنكسرت ذلا أمام جبروت تماسكهم
كانوا يعملون في صيد الأسماك الرزق الحلال
الذي تربوا عليه , ذات يوما مشؤؤم كأن البحر أراد أن يعاقبهم
فلم يكن هناك أسماكا أو شيئا
آخر تعودوا على أصطياده لكنهم لم ييأسوا بل ظلوا يعومون
بقاربهم هنا وهناك لعلهم يجدون مكانا يفيدهم ..
لحظات على حالتهم تلك حتى وصلوا إلى منطقة في البحر
يوجد عليها جزيرة يحيطها
ضبابا وظلام , الأمر الذي أثار ربيتهم فلم يسمعوا من قبل بوجود
جزيرة أو شجرة أو حتى صخرة
في هذه البقعة , بعد تخبط وتردد ذهبوا إلى تلك الجزيرة
ونزلوا فيها دخلوا يبحثون عن أحدا أو
شيئا أو عسى علامة يستدلون بها , لكن كل ماحولهم
كان يوحي بوحشة المكان ظلوا على حيرتهم..
وطيشهم وحدتهم يتمازحون تارة وتارة يبحثون
وفجأة وجدوا صندوقا كبيرا يلفت النظر بشكله ولمعانه
فتحوه بسرعة كأنهم غير مصدقين ذلك واذا به مالا كثيرا
يذل العزيز ويعز الذليل , هنا وقفوا
ينظران لبعضهما البعض بنظرات لم يعتادونها تلك اللحظة
قد تفرقهم كما فعلت بخطى السابقين
من قبلهم , لم يعجب الشقيقان ماحدث بينهم
فتركوا ذلك الصندوق وأبتعدوا عن المكان وجلسوا
في محلا منعزل على جزيرة الشؤم التي لن تنم قبل أن تغرر بأحدهم
لحظات قليلة أستلقى
الشقيقان وظلوا يتحدثون فيما بينهم حتى غطى الأثنان في سبات..
مرت ساعة فتح (هارون) عينه
ولم يجد شقيقه نظر يمينا شمالا فرآه يتصرف بشكلا مريبا للشك
يذهب ويعود بتجاه القارب لكنه
لم يحرك ساكنا بل تصرف كأنه نائم , لحظات عاد شقيقه
وأستلقى بجانبه وغطى في نومه بدأ
(هارون) يوسوس بين نفسه :
هل شقيقي سيسرق المال ويهرب ؟
هل سيقتلني خلسة في نومي ؟
كل دقيقة تمر والشك يكبر فيها لديه ظل يخطط يجهز يستعد خوفا
من أن يقتله شقيقه في أي
لحظة , لم يقدر أن يغمض عينيه كل تلك الكوابيس والهواجس
التي يعيشها تجعل جزيرة الشؤم
بهيبتها تحذر منه , هنا قال لايوجد سوى حلا واحد أن
أقوم بقتله كي آمن نفسي وأسرق المال وأرجع ..
شيئا فشيئا كبرت الفكرة داخل عقله فقام وأخذ حجرا كبيرا
من الأرض أضاء برقا في السماء
تبعه صوت رعد فرفع (هارون) مابيده عاليا وضرب رأس شقيقه بقوة
شديدة أهتزت منه جزيرة
الشؤم هز , أعاد الكرة مرارا تكرارا حتى هشم رأسه بالأرض
ذهب بسرعة أخذ صندوق المال ركب قاربه وهرب ..
تاركا جزيرة الشؤم خلفه وشقيقا تتلذذ بلحمه السباع
ظل (هارون) يبحر عائدا إلى
دياره لكنه لاحظ بأن الماء يدخل القارب بكثرة فذهب ليصلحه
يحاول تارة ويغطيه تارة أخرى لكن
بدون فائدة أمتلى نصفه بالماء وهو لايفعل شيئا
وبينما هو منشغلا بمشكلته يمد يده هنا وهناك..
وجد رسالة تحت إحدى الخشبات أخذها فتحها بدأ يقرأ :
(شقيقي العزيز , عندما رأينا صندوق
المال بالإمس كل شيئا تحطم بيننا الأخوة الدم الصداقة التعاون المحبة
كلها ضاعت في نظرة ,
عرفت حينها بإنك ستقتلني أو سأقتلك
فالليل وجدتك نائما ذهبت لقاربنا الذي حمل ذكرايتنا
أحلامنا دموعنا أفراحنا وأحدثت فيه شقا , فمن سيقتل فينا الآخر غدرا
وهو نائم ويركب القارب
ليهرب بالمال فلن يستطيع العودة به
تذكرت عهدا قطعناه صغارا , نحيا معا أو نموت معا لايفرق شيئا بيننا ..
عندما نظرنا إلى بعضنا بعضا تلك النظرة المخيفة
لم نكن نحن كنا أشخاصا آخرين باعوا
أغلى مالديهم بأبخس ثمن , أشخاصا نظروا إلى الصندوق
ولم ينظرون بداخله فتحوه وأخذوا منه
مالا , أشتروا الكراهية وباعوا الحب , أشتروا الكذب وباعوا الصدق
أشتروا الخيانة وباعوا الأمانة ,
أشتروا الذل وباعوا الكرامة , أشتروا الغدر وباعوا الشجاعة
أشتروا القسوة وباعوا الرحمة , اللعنة
على تلك اللحظة التي رأينا فيها المال , المحب شقيقك)
أنهى (هارون) قراءة الرسالة ..
أنتابته قشعريرة لم يشعر بها من قبل كخنجرا يطعن في بطنه
وصدره وكل جسده صرخ حسرة هزت البحر
بمداها , ظل يبكي ويبكي ويبكي حتى امتلاء القارب بالماء
غرق (هارون) وصندوق المال معه..
ولكم تحيات
ماجد البلوي