ابراهيم بن علي العثماني
06-04-2003, 04:50 PM
[سماحة المفتي داعيا للوقوف صفاً ضد التيارات المنحرفة
انكار المنكر لا بة له من علم وقدرة ورفق
شدد سماحة مفتي عام المملكة فضيلة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في حديثه على وجوب ان يقف المجتمع بكل فئاته صفاً واحداً لمواجهة التيارات المنحرفة بكافة أشكالها.
موضحاً أنه يجب على المدرسة والمسؤولين عن التعليم ومناهجه أن يكثفوا العلم الشرعي الذي يبصر الطالب بعقيدته الصحيحة الصافية ملفتاً الى وجوب شغل أوقات الشباب بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع والفائدة.
وبيّن سماحته أن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لنجاة الأمم والاعراض عنه وتركه سبب لهلاكها مفيداً أنه من الواجب على ولي أمر المسلمين أن ينتدب أقواماً لاقامة هذه الشعيرة.
مؤكداً ان تأصيل العلم الشرعي وتأكيده وتكثيفه في مناهج التعليم والمساجد ووسائل الاعلام المختلفة الحل الحقيقي لحماية الشباب من التيارات الهدامة والافكار والمعتقدات المنحرفة والمتطرفة تجاه فهم الدين.
* هل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالذات التغيير باليد حق للجميع أم أنه حق مشروط لولي الأمر أو من يعيّنه ولي الأمر?
** الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة عظيمة يجب على المسلمين القيام بها لأن الله أمرهم بذلك في قوله: {ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} وهي سبب خيرية أمة الاسلام يقول الله عز وجل: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله},
وترك هذا الواجب العظيم سبب لغضب الله ولعنته يقول الله عز وجل: {لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}.
والاعراض عن هذا الواجب سبب لحلول المصائب والعقوبات وعدم اجابة الدعوات يقول النبي : (والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) أخرجه الترمذي وحسنه.
وبكل حال فالقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لنجاة الأمم والاعراض عنه وتركه سبب لهلاكها يقول النبي : (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم, فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فان تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وان أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً) أخرجه البخاري.
والقيام بهذه الشعيرة واظهارها واجب على الكفاية فيجب على من ولي أمر المسلمين أن ينتدب أقواماً لاقامة هذه الشعيرة العظيمة لقول الله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} وقول الله تعالى: {الذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}.
هذا وان على كل مسلم واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متى رآه بقدر علمه وقدرته لقول النبي : (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان) أخرجه الامام مسلم.
فإنكار المنكر بالقلب واجب على كل مسلم يعلم أن هذا منكر, وأما الانكار باللسان واليد فعلى حسب القدرة, وانكار المنكر لابد له من علم وقدرة ورفق حتى يكون أمره ونهيه وفق الشرع وقد ذكر العلماء ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قواعد مفيدة في هذا الباب يحسن بمن تصدى لهذا الأمر العظيم أن يطالعها ويطبقها حتى يسير في أمره ونهيه وفق شرع ربه.
ونحن نذكر هنا بعض الفوائد من كلامه رحمه الله فمن ذلك قوله رحمه الله: وجماع ذلك داخل في (القاعدة العامة): فيما اذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات أو تزاحمت, فانه يجب ترجيح الراجح منها فيما اذا ازدحمت المصالح والمفاسد, وتعارضت المصالح والمفاسد. فان الأمر والنهي وان كان متضمناً لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة فينظر في المعارض له, فان كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر لم يكن مأموراً به, بل يكون محرماً اذا كانت مفسدته اكثر من مصلحته, لكن اعتبار مقادير المصالح والمفاسد هو بميزان الشريعة, فمتى قدر الانسان على اتباع النصوص لم يعدل عنها, وإلا اجتهد برأيه لمعرفة الأشباه والنظائر, وقل ان تعوز النصوص من يكون خبيراً بها وبدلالتها على الأحكام.
وقال رحمه الله: فلا بد من هذه الثلاثة: العلم, والرفق, والصبر. العلم قبل الأمر والنهي, والرفق معه, والصبر بعده, وان كان كل من الثلاثة مستصحباً في هذه الأحوال, وهذا كما جاء في الأثر عن بعض السلف ورووه مرفوعاً, ذكره القاضي ابو يعلى في المعتمد: (لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيهاً فيما ينهى عنه, رفيقاً فيما يأمر به, رفيقاً فيما ينهى عنه, حليماً فيما يأمر به, حليما فيما ينهى عنه). وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
تكثيف التأصيل في المناهج
* كيف نحمي شبابنا من التيارات الهدامة والأفكار والمعتقدات المنحرفة والمتطرفة والمغالية تجاه فهم الدين لا سيما في ظل تقنية الاتصالات الحديثة?
** المسلم إنما يقي نفسه واخوانه من الشرور بأنواعها بالتزام شرع الله وأن يسعى في طلب علم ما يرفع عنه الجهل بهذه الشرور ومن لم يكن عنده العلم الكافي فواجبه سؤال أهل العلم ولا يبقى على جهله.
ونحن نعلم أن الله سبحانه يبتلي عباده بالفتن ليختبر ايمانهم وصبرهم على دينهم يقول الله عز وجل: {آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} والابتلاء بالفتن سنة ماضية والفتن قد تكون بالشهوات بأنواعها شهوة المال والجاه واللذة المحرمة وقد تكون بالشبهات والشبه أنواع إما طعن في الدين وتنقص منه ومن أهله وإما غلو في الدين وخروج عن جادة الاعتدال في الدين وكلا طرفي قصد الامور ذميم فالغلو والجفاء كلاهما من طرق الشيطان والصد عن طريق الرحمن, ولا يمكن حل هذه المشكلة وتجاوز هذه الفتن الا بتقرير العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة وفق فهم سلف الامة فبهذا تنكشف الغمة ويتضح الهدى من الضلال والحق من الباطل, والا فدين الله حق وهو ايضا متين ويجب على من التزم به ان يأخذه بأصوله الشرعية يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) اخرجه البخاري.
ويقول صلى الله عليه وسلم: (ان هذا الدين متين فاغلوا فيه برفق) اخرجه الامام احمد.
والمقصود ان تأصيل العلم الشرعي وتأكيده وتكثيفه في مناهج التعليم وفي المساجد وكذلك في وسائل الاعلام المختلفة هو الحل الحقيقي لهذه المشكلة وماسوى ذلك من حلول غير مبنية على العلم الشرعي فهي اوهام ولا تزيد الفتن الا اشتعالا اسأل الله تعالى ان يمن على الجميع بالفقه في الدين والتزام سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
كلام يسر الخاطر
* رد صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في المؤتمر الصحفي الذي عقده حول اسئلة بعض الصحفيين بالغاء هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لاتهامها بانها تدعم الارهاب بان الهيئة باقية ما بقي الاسلام في هذه البلاد.. ماهو ردكم وتعليقكم حول رد سموه?
** سمعنا هذا الرد الموفق والمسدد وهذا مما يسر الخاطر كون هذه الدولة المباركة سائرة وفق شرع الله ومراده فالله تعالى يقول {الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور} وما كلام صاحب السمو الملكي الامير نايف حفظه الله الا تأكيد وتقرير على التزام هذه الدولة المباركة بالمنهج القرآني الحكيم الذي يكفل لها العز والتمكين والرفعة في الدنيا والآخرة, اسأل الله العظيم ان يجعل ما قاله مدخرا له موفورا احوج ما يكون اليه عند لقاء ربه.
صف واحد لمواجهة المنحرفين
* كيف يمكن لنا مواجهة الارهاب والتطرف ومحاربته.. وماهو المطلوب تقديمه من المؤسسات التعليمية والدينية والاسر والمواطنين والمقيمين في هذا السياق لمحاربة الارهاب والعنف?
** يجب على المجتمع بكل فئاته الوقوف صفا واحدا لمواجهة التيارات المنحرفة بكافة اشكالها فالمدرسة والمسؤولون عن التعليم ومناهجه يجب ان يكثفوا العلم الشرعي الذي يبصر الطالب بعقيدته الصحيحة الصافية ويجعله مدركا لواقعه الادراك الصحيح المستقيم والاب يجب عليه ملاحظة اولاده ورعايتهم واختيار الصحبة الصالحة لهم وهكذا ايضا للمسجد دوره في التوجيه وللاعلام دوره ايضا المهم ان المخرج هو الرجوع الى الله والتوبة اليه من كل الذنوب ومع هذا يجب علينا التواصي بالتمسك بالدين الحق الصراط المستقيم تعلما وتعليما ثم ايضا يجب ان تشغل اوقات الشباب بما يعود نفعه عليهم وعلى مجتمعهم في دينهم ودنياهم. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
انكار المنكر لا بة له من علم وقدرة ورفق
شدد سماحة مفتي عام المملكة فضيلة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في حديثه على وجوب ان يقف المجتمع بكل فئاته صفاً واحداً لمواجهة التيارات المنحرفة بكافة أشكالها.
موضحاً أنه يجب على المدرسة والمسؤولين عن التعليم ومناهجه أن يكثفوا العلم الشرعي الذي يبصر الطالب بعقيدته الصحيحة الصافية ملفتاً الى وجوب شغل أوقات الشباب بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع والفائدة.
وبيّن سماحته أن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لنجاة الأمم والاعراض عنه وتركه سبب لهلاكها مفيداً أنه من الواجب على ولي أمر المسلمين أن ينتدب أقواماً لاقامة هذه الشعيرة.
مؤكداً ان تأصيل العلم الشرعي وتأكيده وتكثيفه في مناهج التعليم والمساجد ووسائل الاعلام المختلفة الحل الحقيقي لحماية الشباب من التيارات الهدامة والافكار والمعتقدات المنحرفة والمتطرفة تجاه فهم الدين.
* هل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالذات التغيير باليد حق للجميع أم أنه حق مشروط لولي الأمر أو من يعيّنه ولي الأمر?
** الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة عظيمة يجب على المسلمين القيام بها لأن الله أمرهم بذلك في قوله: {ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} وهي سبب خيرية أمة الاسلام يقول الله عز وجل: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله},
وترك هذا الواجب العظيم سبب لغضب الله ولعنته يقول الله عز وجل: {لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}.
والاعراض عن هذا الواجب سبب لحلول المصائب والعقوبات وعدم اجابة الدعوات يقول النبي : (والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) أخرجه الترمذي وحسنه.
وبكل حال فالقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لنجاة الأمم والاعراض عنه وتركه سبب لهلاكها يقول النبي : (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم, فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فان تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وان أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً) أخرجه البخاري.
والقيام بهذه الشعيرة واظهارها واجب على الكفاية فيجب على من ولي أمر المسلمين أن ينتدب أقواماً لاقامة هذه الشعيرة العظيمة لقول الله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} وقول الله تعالى: {الذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}.
هذا وان على كل مسلم واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متى رآه بقدر علمه وقدرته لقول النبي : (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان) أخرجه الامام مسلم.
فإنكار المنكر بالقلب واجب على كل مسلم يعلم أن هذا منكر, وأما الانكار باللسان واليد فعلى حسب القدرة, وانكار المنكر لابد له من علم وقدرة ورفق حتى يكون أمره ونهيه وفق الشرع وقد ذكر العلماء ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قواعد مفيدة في هذا الباب يحسن بمن تصدى لهذا الأمر العظيم أن يطالعها ويطبقها حتى يسير في أمره ونهيه وفق شرع ربه.
ونحن نذكر هنا بعض الفوائد من كلامه رحمه الله فمن ذلك قوله رحمه الله: وجماع ذلك داخل في (القاعدة العامة): فيما اذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات أو تزاحمت, فانه يجب ترجيح الراجح منها فيما اذا ازدحمت المصالح والمفاسد, وتعارضت المصالح والمفاسد. فان الأمر والنهي وان كان متضمناً لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة فينظر في المعارض له, فان كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر لم يكن مأموراً به, بل يكون محرماً اذا كانت مفسدته اكثر من مصلحته, لكن اعتبار مقادير المصالح والمفاسد هو بميزان الشريعة, فمتى قدر الانسان على اتباع النصوص لم يعدل عنها, وإلا اجتهد برأيه لمعرفة الأشباه والنظائر, وقل ان تعوز النصوص من يكون خبيراً بها وبدلالتها على الأحكام.
وقال رحمه الله: فلا بد من هذه الثلاثة: العلم, والرفق, والصبر. العلم قبل الأمر والنهي, والرفق معه, والصبر بعده, وان كان كل من الثلاثة مستصحباً في هذه الأحوال, وهذا كما جاء في الأثر عن بعض السلف ورووه مرفوعاً, ذكره القاضي ابو يعلى في المعتمد: (لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيهاً فيما ينهى عنه, رفيقاً فيما يأمر به, رفيقاً فيما ينهى عنه, حليماً فيما يأمر به, حليما فيما ينهى عنه). وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
تكثيف التأصيل في المناهج
* كيف نحمي شبابنا من التيارات الهدامة والأفكار والمعتقدات المنحرفة والمتطرفة والمغالية تجاه فهم الدين لا سيما في ظل تقنية الاتصالات الحديثة?
** المسلم إنما يقي نفسه واخوانه من الشرور بأنواعها بالتزام شرع الله وأن يسعى في طلب علم ما يرفع عنه الجهل بهذه الشرور ومن لم يكن عنده العلم الكافي فواجبه سؤال أهل العلم ولا يبقى على جهله.
ونحن نعلم أن الله سبحانه يبتلي عباده بالفتن ليختبر ايمانهم وصبرهم على دينهم يقول الله عز وجل: {آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} والابتلاء بالفتن سنة ماضية والفتن قد تكون بالشهوات بأنواعها شهوة المال والجاه واللذة المحرمة وقد تكون بالشبهات والشبه أنواع إما طعن في الدين وتنقص منه ومن أهله وإما غلو في الدين وخروج عن جادة الاعتدال في الدين وكلا طرفي قصد الامور ذميم فالغلو والجفاء كلاهما من طرق الشيطان والصد عن طريق الرحمن, ولا يمكن حل هذه المشكلة وتجاوز هذه الفتن الا بتقرير العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة وفق فهم سلف الامة فبهذا تنكشف الغمة ويتضح الهدى من الضلال والحق من الباطل, والا فدين الله حق وهو ايضا متين ويجب على من التزم به ان يأخذه بأصوله الشرعية يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) اخرجه البخاري.
ويقول صلى الله عليه وسلم: (ان هذا الدين متين فاغلوا فيه برفق) اخرجه الامام احمد.
والمقصود ان تأصيل العلم الشرعي وتأكيده وتكثيفه في مناهج التعليم وفي المساجد وكذلك في وسائل الاعلام المختلفة هو الحل الحقيقي لهذه المشكلة وماسوى ذلك من حلول غير مبنية على العلم الشرعي فهي اوهام ولا تزيد الفتن الا اشتعالا اسأل الله تعالى ان يمن على الجميع بالفقه في الدين والتزام سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
كلام يسر الخاطر
* رد صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في المؤتمر الصحفي الذي عقده حول اسئلة بعض الصحفيين بالغاء هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لاتهامها بانها تدعم الارهاب بان الهيئة باقية ما بقي الاسلام في هذه البلاد.. ماهو ردكم وتعليقكم حول رد سموه?
** سمعنا هذا الرد الموفق والمسدد وهذا مما يسر الخاطر كون هذه الدولة المباركة سائرة وفق شرع الله ومراده فالله تعالى يقول {الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور} وما كلام صاحب السمو الملكي الامير نايف حفظه الله الا تأكيد وتقرير على التزام هذه الدولة المباركة بالمنهج القرآني الحكيم الذي يكفل لها العز والتمكين والرفعة في الدنيا والآخرة, اسأل الله العظيم ان يجعل ما قاله مدخرا له موفورا احوج ما يكون اليه عند لقاء ربه.
صف واحد لمواجهة المنحرفين
* كيف يمكن لنا مواجهة الارهاب والتطرف ومحاربته.. وماهو المطلوب تقديمه من المؤسسات التعليمية والدينية والاسر والمواطنين والمقيمين في هذا السياق لمحاربة الارهاب والعنف?
** يجب على المجتمع بكل فئاته الوقوف صفا واحدا لمواجهة التيارات المنحرفة بكافة اشكالها فالمدرسة والمسؤولون عن التعليم ومناهجه يجب ان يكثفوا العلم الشرعي الذي يبصر الطالب بعقيدته الصحيحة الصافية ويجعله مدركا لواقعه الادراك الصحيح المستقيم والاب يجب عليه ملاحظة اولاده ورعايتهم واختيار الصحبة الصالحة لهم وهكذا ايضا للمسجد دوره في التوجيه وللاعلام دوره ايضا المهم ان المخرج هو الرجوع الى الله والتوبة اليه من كل الذنوب ومع هذا يجب علينا التواصي بالتمسك بالدين الحق الصراط المستقيم تعلما وتعليما ثم ايضا يجب ان تشغل اوقات الشباب بما يعود نفعه عليهم وعلى مجتمعهم في دينهم ودنياهم. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه