ماجد سليمان البلوي
06-02-2015, 11:07 PM
تاريخ حاسم للأمة الاسلامية معركة نافارين ..؟؟
السلام عليكم
حدثت في 20 أكتوبر 1827م في خليج نافارين (فيلوس شرقي بيلوبونز)جنوب اليونان..
تاريخ مهم غير مجرى التاريخ وكان له انعكاسات خطيرة الى يومنا هذا..
في هذا اليوم وقعت واحدة من أعتى المعارك البحرية بين الأساطيل العثمانية
والجزائرية والمصرية والتي كانت تشكل الدرع الواقي للأمة الاسلامية .
وبين الأساطيل البريطانية والفرنسية والروسية من جهة أخرى..
كانت خلاصتهاهو الإنهزام الذي وقع لأكبر الأساطيل البحرية في ذلك الوقت وتكالب الأمم عليها . تحطم الأسطول العثماني،
والأسطول الجزائري الذي فقد تقريبا 85 بالمئة منقوته، والذي كان السبب المباشر في سهولة الإستعمار الفرنسي للجزائر
وكذلك الأسطول المصري بقيادة إبراهيم باشا..
لهذا تعتبر معركة نافارين من أسوء المعارك التي خاضتها القوات العثمانية في البحر المتوسط وذلك لما خلفته من آثار خطيرة
أدت إلى انهزام الأمة الإسلامية تماما ووقوعها تحت نير الإستعمار الغربي الحاقد الذي كان يخطط من القديم للإستيلاء على أهم المراكز الإستراتيجية
أهمها الجزائر وبالتالي التمهيد لبسط السيطرة على القارة الإفريقية ككل وهو الأمر الذي حدث مباشرة بعد سنوات فقط من وقوع المعركة
وكذلك بسط السيطرة على البحر المتوسط وإضعاف قوة الدولة العثمانية وانفصال اليونان التي كانت تابعة لها.
الخلفية التاريخية:
عام 1821 كانت اليونان جزءٌ من الإمبراطورية العثمانية عدا الجزر الفينيسية والتي كانت تحت سيطرة الفينيسيين وبعدها الفرنسيين وفي عام 1815 وقعت
بيد البريطانيين بدأت بذور الثورة اليونانية بالظهور من خلال نشاطات أخوية الصداقة وتلفظ : فيليكي إيثيريا باليونانية،
وهي منظمة وطنية سرية تأسست عام 1814م في أوديسا الواقعة اليوم في أوكرانيا وفي تلك الفترة كانت رغبة
الإستقلال متفشية بين اليونانيين بجميع طبقاتهم وفئاتهم..
بعد أن تم شحن مشاعرهم الوطنية لفترة طويلة من الزمن بفضل جهود الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية التي كانت تعمل على تعزيز روح القومية الهيلينية
أو اليونانية في نفوس أتباعها، وقد كانت الكنيسة حينها الحصن الأخير للغة اليونانية والمسؤول الإداري عن اليونانيين أمام السلطان العثماني
ومن العوامل التي ساعدت أيضاً على اندلاع الحرب، النمو الاقتصادي في اليونان والتأثر بالأفكار الثورية الغربية
التي ألهبت في نفوس اليونانيين الغيرة على قوميتهم ووطنهم.. ؟
بداية الحرب:
اندلعت شرارة الحرب في شهر آذار/مارس عام1821 عندما قام أليكساندروس إبسيلانتيس زعيم الفليكي إيثيريا بعبور نهر بروت اتجاه مولودافيا الرومانية
والتي كانت حينها مقاطعة عثمانية، وكانت برفقته فرقة صغيرة من 4500 محارب يوناني وكان أليكس اندروس يأمل بأن تحض تحركاته الريفيين الرومانيين
للتمرد على الأتراك، ولكن بدلا من ذلك قام الرومانيون بمهاجمة الأثرياء من بني جلدتهم فاضطر ألكس ندروس ورجاله للفرار سريعاً من أمام وجه العثمانيين..
ولكن في نفس تلك الفترة انتفض اليونانيين ضد الحكم التركي في شبه جزيرة بيلوبونيس شمال خليج كورنتوس والتي تشكل جزء كبير من مساحة البلاد،
وكان البطريرك الأرثوذكسي جريجوريوس المقيم في إستانبول هو المحرك الأول لهذه الثورة، ويجمع كل خيوطها في يديه تأثر عدد من الشباب اليوناني
الذي كان خارج اليونان بشعارات الثورة الفرنسية، فأنشئوا العديد من الجمعيات في فرنسا والنمسا وغيرها من الدول الأوربية، كان أهمها:
جمعية الفكرة العظمى قامت هذه الجمعيات اليونانية بأنشطة سرية داخل اليونان وغيرها، وأخذت تجند الكثير من اليونانيين لأفكارها، وكان من بين تلك الأهداف:
إحياء الإمبراطورية البيزنطية، واسترداد إستانبول باعتبارها ملكا للأرثوذكس وإخراج الأتراك من أوربا، ودفعهم ثانية إلى قارة آسيا التي خرجوا منها..
رأت روسيا في الثورة اليونانية فرصة لتمزيق الدولة العثمانية التي تناصبها العداء، ورأى ألكسندر الأول قيصر روسيا أن مساندة اليونانيين
ستخدم المصالح الروسية، حيث ستظهر الروس حماة للمذهب الأرثوذكسي في العالم، وهو ما سيقود إلى تأليب كثير من العناصر الأرثوذكسية داخل الدولة العثمانية..
مما سيضعفها عن مواجهة روسيا في أي حرب مقبلة، خاصة أن الناطقين باللغة اليونانية ضمن الدولة العثمانية كانوا يتمركزون في الم
ورة وكريت وقبرص، وكان هؤلاء يشكلون ما يقرب من نصف سكان تلك المناطق، أي إنهم يتفوقون على العنصر التركي
الموجود بين ظهرانيهم، مما يجعل أي ثورة ذات قوة وعنفوان ودموية في ذات الوقت..
اكتشاف الرأس المدبر:
تعجبت الدولة العثمانية من الدموية التي مارسها الثوار اليونانيون ضد الأتراك رغم أن الدولة العثمانية كفلت لهم حرية المذهب،
وحالت دون سحق الكاثوليك للأرثوذكس في كثير من المناطق. وكان السلطان العثماني يعتبر نفسه حامي المذهب الأرثوذكسي استطاعت المخابرات العثمانية
أن تحدد الرأس المدبر وهو بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسي جريجوريوس الخامس المقيم في إستانبول..
فأمر السلطان العثماني محمود الثاني بتفتيش مقره بدقة، وعثر على أوراق تثبت ضلوعه في الثورة وقيامه بمراسلات مع الدول الأوربية
وحثها على مساندة اليونانيين، ومن ذلك الرسالة التي بعث بها إلى قيصر روسيا يبين له كيفية هدم الدولة العثمانية وإمعانا في صرف الأنظار عنه
أصدر جريجوريوس حرمانا كنسيا لكل من يشارك في تلك الثورة، لكن هذه الحيلة لم تخدع العثمانيين..
وقد أمر السلطان محمود الثاني بالقبض على جريجوريوس، حيث اعترف بجميع أنشطته في الثورة، ومن ثَم صدر الحكم بإعدامه
ونفذ في يوم عيد الفصح عند الأرثوذكس (20 من رجب 1236 هـ= 22 من إبريل 1821م) في بطريركية فنار وظل معلقا 3 أيام، مكتوبا في عنقه لوحة بخيانته
للدولة العثمانية، وتم تعيين بطريك جديد، وأغلق الباب الذي أعدم أمامه جريجوريوس..
وأصر البطريرك الجديد ألا يفتح حتى يعدم أمامه رئيس حكومة أو دولة تركي، وما زال مغلقا من يومها، وأعدم عدد من القساوسة
والأعيان الذين شاركوا في تلك الثورة. التفت بعدها مجموعة من يونانيي إسطنبول حول البطريرك الجديد في إدانة التمرد..
وفي تاريخ 25 مارس 1821م(يوم عيد الإستقلال في اليونان)، قام جيرمانوس مطران باتراس برفع علم الثورة في دير آيا لافرا بالقرب من
كالا فريتا هاتفاً الحرية أو الموت، لتصبح كلماته تلك الشعار الذي تبناه الثوار في السنين اللاحقة..
ىبدأت حدة المعارك تتصاعد شيئاً فشيئاً متسببةً بمجازر من قبل الطرفين، ففي جزيرة شيوس قتل العثمانيون 25000 يوناني،
بينما قتل اليونانيون 15000من الأربعين ألف تركي المقيمين في شبه جزيرة بيلوبونيس.
وسرعان ما تدخل إبراهيم باشا أيضا لإخماد الثورة..
الأسباب العامة لمعركة نافارين:
- الخوف من التوسع العثماني في أوروبا الشرقية حيث استطاع الجيش العثماني الوصول إلى أسوار مدينة فيينا وأيضا الفتوحات الاسلامية التي وصلت إلى منطقة القوقاز بما يعرف اليوم بالشيشان وداغستان.
- رغبة التملك والتسلط التي كانت عند قياصرة روسيا ( نيقولا الاول، الكسندر الثاني ) حيث رأت روسيا في الثورة اليونانية
فرصة لاضعاف الدولة العثمانية، فقام ألكسندر الأول بمساندة اليونانيين، تحت غطاء حماية الأرثوذكس في العالم، خاصة أن اليونان التمركزون في المورة و كريت و قبرص..
حيث يشكلون ما يقرب من نصف سكانالمناطق، أي إنهم يتفوقون على العنصر التركي الموجود بين ظهرانيهم، مما يجعل أي ثورة ذات قوة وعنفوان ودموية
في ذات الوقت. باتفاقية لندن في 6 جويلية 1827 صارت كل من فرنسا ،بريطانيا العظمى و روسيا ضامني الحكم الذاتي لليونان في إطار الخلافة العثمانية.
حيث ان الثوار
اليونانيون قبلوا التسوية بسهولة..
اتفقت القوات الأوروبية الثلاثة على إرسال أسطول بحري لمضايقة قوات إبراهيم باشا و إجباره على إخلاء بيلوبونيز الحالية ،
قاد الأسطول نائب أمير البحر ادواردقودرينكتن، هنري دي رنيي و لوقين بيتروفيتش قيدن و تقرر فقط استظهار القوة لا المواجهة..
الأسباب المباشرة:
كان الأسطول العثماني راسيا في خليج نافارين و كانت البارجة دارتموث قصدته مرتين لتعرض على ابراهيم باشا شروط اخلاء الخليج المقترحة من طرف القوات الثلاثة.
لكن إبراهيم باشا رفض ، فقرر الأدميرال ٌقودرنكتن استعراض القوة في 20 أكتوبر 1827، مغتنما رياح جنوبية غربية ،
دخل شراعيا في الخليج معززا ب 11 سفسنة بريطانية و 8 سفن روسية و 7 سفن فرنسية معززا ب1270 مدفعا أما القوات العثمانية فكانت متكونة
من 82 مركبا 2438 فوهة نارية و16000رجلا العثمانية باطلاق النار على السفينة البريطانية..
فقتلت الملازم فيتزوري، أول ضحية في المعركة و عددا من مجدفيه. قامت البارجتان الدارثموت و لاسيران بالرد
وبدأت المعركة بينما لم تبدأ بوارج الأمراء تبادل أي طلقة نارية كما أرادته العادة.
نتائج المعركة:
تعد معركة نافارين واحدة من المعارك البحرية التي غيرت مجرى التاريخ وغيرت مواقع الكثير من القوى المعروفة آنذاك.
كانت خلاصتها هو الإنهزام الذي وقع لأكبر الأساطيل البحرية، وهو تحطم الأسطول العثماني ..
كذلك الأسطول المصري بقيادة إبراهيم باشا الجزائر التي وجهت غالبية قطعها الحربية، لمساندة الأسطول العثماني ضد
القوى البريطانية الفرنسية و الروسية، قادت معركة بحرية في غاية الشراسة..
كل الهجمات تركزت على الأسطول الجزائري الذي فقد معظم قطعه ترتب بعد المعركة ضعف عسكري جزائري في البحر
فاتحا الباب أمام الهجومات المعادية و مما شجع شارل العاشر ملك فرنسا على فرض حصار بحري
والذي انتهى باحتلال الجزائر في 1830 ثلاث سنوات بعد معركة نافارين..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
السلام عليكم
حدثت في 20 أكتوبر 1827م في خليج نافارين (فيلوس شرقي بيلوبونز)جنوب اليونان..
تاريخ مهم غير مجرى التاريخ وكان له انعكاسات خطيرة الى يومنا هذا..
في هذا اليوم وقعت واحدة من أعتى المعارك البحرية بين الأساطيل العثمانية
والجزائرية والمصرية والتي كانت تشكل الدرع الواقي للأمة الاسلامية .
وبين الأساطيل البريطانية والفرنسية والروسية من جهة أخرى..
كانت خلاصتهاهو الإنهزام الذي وقع لأكبر الأساطيل البحرية في ذلك الوقت وتكالب الأمم عليها . تحطم الأسطول العثماني،
والأسطول الجزائري الذي فقد تقريبا 85 بالمئة منقوته، والذي كان السبب المباشر في سهولة الإستعمار الفرنسي للجزائر
وكذلك الأسطول المصري بقيادة إبراهيم باشا..
لهذا تعتبر معركة نافارين من أسوء المعارك التي خاضتها القوات العثمانية في البحر المتوسط وذلك لما خلفته من آثار خطيرة
أدت إلى انهزام الأمة الإسلامية تماما ووقوعها تحت نير الإستعمار الغربي الحاقد الذي كان يخطط من القديم للإستيلاء على أهم المراكز الإستراتيجية
أهمها الجزائر وبالتالي التمهيد لبسط السيطرة على القارة الإفريقية ككل وهو الأمر الذي حدث مباشرة بعد سنوات فقط من وقوع المعركة
وكذلك بسط السيطرة على البحر المتوسط وإضعاف قوة الدولة العثمانية وانفصال اليونان التي كانت تابعة لها.
الخلفية التاريخية:
عام 1821 كانت اليونان جزءٌ من الإمبراطورية العثمانية عدا الجزر الفينيسية والتي كانت تحت سيطرة الفينيسيين وبعدها الفرنسيين وفي عام 1815 وقعت
بيد البريطانيين بدأت بذور الثورة اليونانية بالظهور من خلال نشاطات أخوية الصداقة وتلفظ : فيليكي إيثيريا باليونانية،
وهي منظمة وطنية سرية تأسست عام 1814م في أوديسا الواقعة اليوم في أوكرانيا وفي تلك الفترة كانت رغبة
الإستقلال متفشية بين اليونانيين بجميع طبقاتهم وفئاتهم..
بعد أن تم شحن مشاعرهم الوطنية لفترة طويلة من الزمن بفضل جهود الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية التي كانت تعمل على تعزيز روح القومية الهيلينية
أو اليونانية في نفوس أتباعها، وقد كانت الكنيسة حينها الحصن الأخير للغة اليونانية والمسؤول الإداري عن اليونانيين أمام السلطان العثماني
ومن العوامل التي ساعدت أيضاً على اندلاع الحرب، النمو الاقتصادي في اليونان والتأثر بالأفكار الثورية الغربية
التي ألهبت في نفوس اليونانيين الغيرة على قوميتهم ووطنهم.. ؟
بداية الحرب:
اندلعت شرارة الحرب في شهر آذار/مارس عام1821 عندما قام أليكساندروس إبسيلانتيس زعيم الفليكي إيثيريا بعبور نهر بروت اتجاه مولودافيا الرومانية
والتي كانت حينها مقاطعة عثمانية، وكانت برفقته فرقة صغيرة من 4500 محارب يوناني وكان أليكس اندروس يأمل بأن تحض تحركاته الريفيين الرومانيين
للتمرد على الأتراك، ولكن بدلا من ذلك قام الرومانيون بمهاجمة الأثرياء من بني جلدتهم فاضطر ألكس ندروس ورجاله للفرار سريعاً من أمام وجه العثمانيين..
ولكن في نفس تلك الفترة انتفض اليونانيين ضد الحكم التركي في شبه جزيرة بيلوبونيس شمال خليج كورنتوس والتي تشكل جزء كبير من مساحة البلاد،
وكان البطريرك الأرثوذكسي جريجوريوس المقيم في إستانبول هو المحرك الأول لهذه الثورة، ويجمع كل خيوطها في يديه تأثر عدد من الشباب اليوناني
الذي كان خارج اليونان بشعارات الثورة الفرنسية، فأنشئوا العديد من الجمعيات في فرنسا والنمسا وغيرها من الدول الأوربية، كان أهمها:
جمعية الفكرة العظمى قامت هذه الجمعيات اليونانية بأنشطة سرية داخل اليونان وغيرها، وأخذت تجند الكثير من اليونانيين لأفكارها، وكان من بين تلك الأهداف:
إحياء الإمبراطورية البيزنطية، واسترداد إستانبول باعتبارها ملكا للأرثوذكس وإخراج الأتراك من أوربا، ودفعهم ثانية إلى قارة آسيا التي خرجوا منها..
رأت روسيا في الثورة اليونانية فرصة لتمزيق الدولة العثمانية التي تناصبها العداء، ورأى ألكسندر الأول قيصر روسيا أن مساندة اليونانيين
ستخدم المصالح الروسية، حيث ستظهر الروس حماة للمذهب الأرثوذكسي في العالم، وهو ما سيقود إلى تأليب كثير من العناصر الأرثوذكسية داخل الدولة العثمانية..
مما سيضعفها عن مواجهة روسيا في أي حرب مقبلة، خاصة أن الناطقين باللغة اليونانية ضمن الدولة العثمانية كانوا يتمركزون في الم
ورة وكريت وقبرص، وكان هؤلاء يشكلون ما يقرب من نصف سكان تلك المناطق، أي إنهم يتفوقون على العنصر التركي
الموجود بين ظهرانيهم، مما يجعل أي ثورة ذات قوة وعنفوان ودموية في ذات الوقت..
اكتشاف الرأس المدبر:
تعجبت الدولة العثمانية من الدموية التي مارسها الثوار اليونانيون ضد الأتراك رغم أن الدولة العثمانية كفلت لهم حرية المذهب،
وحالت دون سحق الكاثوليك للأرثوذكس في كثير من المناطق. وكان السلطان العثماني يعتبر نفسه حامي المذهب الأرثوذكسي استطاعت المخابرات العثمانية
أن تحدد الرأس المدبر وهو بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسي جريجوريوس الخامس المقيم في إستانبول..
فأمر السلطان العثماني محمود الثاني بتفتيش مقره بدقة، وعثر على أوراق تثبت ضلوعه في الثورة وقيامه بمراسلات مع الدول الأوربية
وحثها على مساندة اليونانيين، ومن ذلك الرسالة التي بعث بها إلى قيصر روسيا يبين له كيفية هدم الدولة العثمانية وإمعانا في صرف الأنظار عنه
أصدر جريجوريوس حرمانا كنسيا لكل من يشارك في تلك الثورة، لكن هذه الحيلة لم تخدع العثمانيين..
وقد أمر السلطان محمود الثاني بالقبض على جريجوريوس، حيث اعترف بجميع أنشطته في الثورة، ومن ثَم صدر الحكم بإعدامه
ونفذ في يوم عيد الفصح عند الأرثوذكس (20 من رجب 1236 هـ= 22 من إبريل 1821م) في بطريركية فنار وظل معلقا 3 أيام، مكتوبا في عنقه لوحة بخيانته
للدولة العثمانية، وتم تعيين بطريك جديد، وأغلق الباب الذي أعدم أمامه جريجوريوس..
وأصر البطريرك الجديد ألا يفتح حتى يعدم أمامه رئيس حكومة أو دولة تركي، وما زال مغلقا من يومها، وأعدم عدد من القساوسة
والأعيان الذين شاركوا في تلك الثورة. التفت بعدها مجموعة من يونانيي إسطنبول حول البطريرك الجديد في إدانة التمرد..
وفي تاريخ 25 مارس 1821م(يوم عيد الإستقلال في اليونان)، قام جيرمانوس مطران باتراس برفع علم الثورة في دير آيا لافرا بالقرب من
كالا فريتا هاتفاً الحرية أو الموت، لتصبح كلماته تلك الشعار الذي تبناه الثوار في السنين اللاحقة..
ىبدأت حدة المعارك تتصاعد شيئاً فشيئاً متسببةً بمجازر من قبل الطرفين، ففي جزيرة شيوس قتل العثمانيون 25000 يوناني،
بينما قتل اليونانيون 15000من الأربعين ألف تركي المقيمين في شبه جزيرة بيلوبونيس.
وسرعان ما تدخل إبراهيم باشا أيضا لإخماد الثورة..
الأسباب العامة لمعركة نافارين:
- الخوف من التوسع العثماني في أوروبا الشرقية حيث استطاع الجيش العثماني الوصول إلى أسوار مدينة فيينا وأيضا الفتوحات الاسلامية التي وصلت إلى منطقة القوقاز بما يعرف اليوم بالشيشان وداغستان.
- رغبة التملك والتسلط التي كانت عند قياصرة روسيا ( نيقولا الاول، الكسندر الثاني ) حيث رأت روسيا في الثورة اليونانية
فرصة لاضعاف الدولة العثمانية، فقام ألكسندر الأول بمساندة اليونانيين، تحت غطاء حماية الأرثوذكس في العالم، خاصة أن اليونان التمركزون في المورة و كريت و قبرص..
حيث يشكلون ما يقرب من نصف سكانالمناطق، أي إنهم يتفوقون على العنصر التركي الموجود بين ظهرانيهم، مما يجعل أي ثورة ذات قوة وعنفوان ودموية
في ذات الوقت. باتفاقية لندن في 6 جويلية 1827 صارت كل من فرنسا ،بريطانيا العظمى و روسيا ضامني الحكم الذاتي لليونان في إطار الخلافة العثمانية.
حيث ان الثوار
اليونانيون قبلوا التسوية بسهولة..
اتفقت القوات الأوروبية الثلاثة على إرسال أسطول بحري لمضايقة قوات إبراهيم باشا و إجباره على إخلاء بيلوبونيز الحالية ،
قاد الأسطول نائب أمير البحر ادواردقودرينكتن، هنري دي رنيي و لوقين بيتروفيتش قيدن و تقرر فقط استظهار القوة لا المواجهة..
الأسباب المباشرة:
كان الأسطول العثماني راسيا في خليج نافارين و كانت البارجة دارتموث قصدته مرتين لتعرض على ابراهيم باشا شروط اخلاء الخليج المقترحة من طرف القوات الثلاثة.
لكن إبراهيم باشا رفض ، فقرر الأدميرال ٌقودرنكتن استعراض القوة في 20 أكتوبر 1827، مغتنما رياح جنوبية غربية ،
دخل شراعيا في الخليج معززا ب 11 سفسنة بريطانية و 8 سفن روسية و 7 سفن فرنسية معززا ب1270 مدفعا أما القوات العثمانية فكانت متكونة
من 82 مركبا 2438 فوهة نارية و16000رجلا العثمانية باطلاق النار على السفينة البريطانية..
فقتلت الملازم فيتزوري، أول ضحية في المعركة و عددا من مجدفيه. قامت البارجتان الدارثموت و لاسيران بالرد
وبدأت المعركة بينما لم تبدأ بوارج الأمراء تبادل أي طلقة نارية كما أرادته العادة.
نتائج المعركة:
تعد معركة نافارين واحدة من المعارك البحرية التي غيرت مجرى التاريخ وغيرت مواقع الكثير من القوى المعروفة آنذاك.
كانت خلاصتها هو الإنهزام الذي وقع لأكبر الأساطيل البحرية، وهو تحطم الأسطول العثماني ..
كذلك الأسطول المصري بقيادة إبراهيم باشا الجزائر التي وجهت غالبية قطعها الحربية، لمساندة الأسطول العثماني ضد
القوى البريطانية الفرنسية و الروسية، قادت معركة بحرية في غاية الشراسة..
كل الهجمات تركزت على الأسطول الجزائري الذي فقد معظم قطعه ترتب بعد المعركة ضعف عسكري جزائري في البحر
فاتحا الباب أمام الهجومات المعادية و مما شجع شارل العاشر ملك فرنسا على فرض حصار بحري
والذي انتهى باحتلال الجزائر في 1830 ثلاث سنوات بعد معركة نافارين..
ولكم تحيات
ماجد البلوي