ماجد سليمان البلوي
06-23-2015, 11:13 PM
يقال أن الزرب أكلة الحرامية ..؟؟
السلام عليكم
في الماضي الذي هو ليس بالبعيد كان عدد الحرامية في المجتمع العربي إن وجد عدداً قليلاً جداً ومن منهم تجبره ظروفه على الانتساب لهذه المهنة كان عليه أن يتقيد بشروطها وقواعدها وتعليماتها فهي مهنة لها أصولها وأول هذه الشروط أن يكون هذا المنتسب الجديد معدماً لا يملك قوت يومه وثاني هذه الشروط أن لا يسرق شيئاً يمتلك مثله وثالث هذه الشروط أن يقر ويعترف بأن ما يقوم به من سرقة هو عمل منكر عليه إخفائه وعدم الجهر به ورابع هذه الشروط أن لا يدخل ما يسرقه إلى بيته ولا يطعمه لأولاده!.
وكان تذوق طعم لحم الخاروف البلدي المشوي أو تذوق طعم لحم الدجاج المشوي هو كل ما يطلبه ويشتهيه حرامية أيام زمان لأن مثل هذه اللحوم غير متوفرة لديهم ولا يجدونها في بيوتهم فيضطرون لسرقتها من بيوت البعيدين وكان عليهم في جميع الحالات أن يراعوا شروط مهنتهم التي تمنعهم من أكل ما سرقوا في داخل بيوتهم لهذا كان لا بد لهم من اختراع طريقة جديدة لأكل هذه اللحمة المسروقة وملأ بطونهم منها دون أن ينكشف أمرهم على أحد فاخترعوا أكلة خاصة بهم سموها «الزرب».
فكانوا يذهبون إلى الخلاء بعيداً عن الناس ومعهم ما سرقوا من لحوم أو دجاج ثم يقومون بحفر حفرة عميقة في الأرض ثم يملئونها بالحطب والخشب ويشعلون فيها النار وينتظرون عليها حتى تخبو شعلتها ويلمع جمرها وتشتد حرارتها ثم يضعون فيها الخاروف أو الدجاج «المسروق» بعد تنظيفه وتقطيعه وتغطيته جيداً ثم يقومون بتغطية كامل الحفرة بالتراب وبعد ساعتين من الزمن يفتحون هذه الحفرة فيجدون اللحمة قد احمرت وانشوت فيأكلونها دون ضجة أو شوشرة!.
هكذا كانوا حرامية زمان قنوعين جداً فهم لا يسرقون إلا سراً ولا يسرقون شيئاً يمتلكون مثله وهم إن سرقوا فيسرقون ليأكلوا هم فقط ولا يطعمون أهلهم مما يسرقون أما حرامية هذه الأيام فقد كسروا قواعد وشروط مهنتهم فلم يعد السارق معدمأ بل أصبح من يملك أكثر هو من يسرق أكثر ليزيد من أملاكه ولم تعد السرقة من أجل الأكل فقط بل أصبحت من أجل الغنى أيضاً..
ولم تعد السرقة تجلب العار لأصحابها بل أصبحت مفخرة لهم ولم تعد حفرة الزرب تحفر في الخلاء كما كانت أيام زمان بل أصبحت تحفر في البيوت قبل بناءها ولم تعد أكلة الزرب أكلة للحرامية بل أصبحت أكلة شعبية شائعة في المجتمع بعد أن تذوق الأولاد طعم اللحمة المشوية المسروقة فأعجبتهم فقرروا أن يمتهنوا هذه المهنة لكن من غير شروطها.
وتمكن هؤلاء الحرامية الجدد مع ازدياد أعدادهم أن يستبدلوا ثقافتنا العربية التي ورثناها عن أجدادنا وثقافتنا الإسلامية التي ورثناها عن ديننا الحنيف بثقافتهم الجديدة ولم يعد ما يقومون به سراً من الأسرار عليهم إخفاؤه بل أصبح لهم في كل مدينة من مدننا العربية والإسلامية سوقاً كبيراً سموه «سوق الحرامية» يعرضون فيه بضاعتهم المسروقة ويبيعون فيه ما يسرقون على مرأى ومسمع من الحكومات المتعاقبة وانتزعوا بذلك اعترافاً من الناس أجمعين بمهنتهم السهلة بعد أن أصبح الناس يشترون بضاعتهم وهم يعلمون بأنها مسروقة..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
السلام عليكم
في الماضي الذي هو ليس بالبعيد كان عدد الحرامية في المجتمع العربي إن وجد عدداً قليلاً جداً ومن منهم تجبره ظروفه على الانتساب لهذه المهنة كان عليه أن يتقيد بشروطها وقواعدها وتعليماتها فهي مهنة لها أصولها وأول هذه الشروط أن يكون هذا المنتسب الجديد معدماً لا يملك قوت يومه وثاني هذه الشروط أن لا يسرق شيئاً يمتلك مثله وثالث هذه الشروط أن يقر ويعترف بأن ما يقوم به من سرقة هو عمل منكر عليه إخفائه وعدم الجهر به ورابع هذه الشروط أن لا يدخل ما يسرقه إلى بيته ولا يطعمه لأولاده!.
وكان تذوق طعم لحم الخاروف البلدي المشوي أو تذوق طعم لحم الدجاج المشوي هو كل ما يطلبه ويشتهيه حرامية أيام زمان لأن مثل هذه اللحوم غير متوفرة لديهم ولا يجدونها في بيوتهم فيضطرون لسرقتها من بيوت البعيدين وكان عليهم في جميع الحالات أن يراعوا شروط مهنتهم التي تمنعهم من أكل ما سرقوا في داخل بيوتهم لهذا كان لا بد لهم من اختراع طريقة جديدة لأكل هذه اللحمة المسروقة وملأ بطونهم منها دون أن ينكشف أمرهم على أحد فاخترعوا أكلة خاصة بهم سموها «الزرب».
فكانوا يذهبون إلى الخلاء بعيداً عن الناس ومعهم ما سرقوا من لحوم أو دجاج ثم يقومون بحفر حفرة عميقة في الأرض ثم يملئونها بالحطب والخشب ويشعلون فيها النار وينتظرون عليها حتى تخبو شعلتها ويلمع جمرها وتشتد حرارتها ثم يضعون فيها الخاروف أو الدجاج «المسروق» بعد تنظيفه وتقطيعه وتغطيته جيداً ثم يقومون بتغطية كامل الحفرة بالتراب وبعد ساعتين من الزمن يفتحون هذه الحفرة فيجدون اللحمة قد احمرت وانشوت فيأكلونها دون ضجة أو شوشرة!.
هكذا كانوا حرامية زمان قنوعين جداً فهم لا يسرقون إلا سراً ولا يسرقون شيئاً يمتلكون مثله وهم إن سرقوا فيسرقون ليأكلوا هم فقط ولا يطعمون أهلهم مما يسرقون أما حرامية هذه الأيام فقد كسروا قواعد وشروط مهنتهم فلم يعد السارق معدمأ بل أصبح من يملك أكثر هو من يسرق أكثر ليزيد من أملاكه ولم تعد السرقة من أجل الأكل فقط بل أصبحت من أجل الغنى أيضاً..
ولم تعد السرقة تجلب العار لأصحابها بل أصبحت مفخرة لهم ولم تعد حفرة الزرب تحفر في الخلاء كما كانت أيام زمان بل أصبحت تحفر في البيوت قبل بناءها ولم تعد أكلة الزرب أكلة للحرامية بل أصبحت أكلة شعبية شائعة في المجتمع بعد أن تذوق الأولاد طعم اللحمة المشوية المسروقة فأعجبتهم فقرروا أن يمتهنوا هذه المهنة لكن من غير شروطها.
وتمكن هؤلاء الحرامية الجدد مع ازدياد أعدادهم أن يستبدلوا ثقافتنا العربية التي ورثناها عن أجدادنا وثقافتنا الإسلامية التي ورثناها عن ديننا الحنيف بثقافتهم الجديدة ولم يعد ما يقومون به سراً من الأسرار عليهم إخفاؤه بل أصبح لهم في كل مدينة من مدننا العربية والإسلامية سوقاً كبيراً سموه «سوق الحرامية» يعرضون فيه بضاعتهم المسروقة ويبيعون فيه ما يسرقون على مرأى ومسمع من الحكومات المتعاقبة وانتزعوا بذلك اعترافاً من الناس أجمعين بمهنتهم السهلة بعد أن أصبح الناس يشترون بضاعتهم وهم يعلمون بأنها مسروقة..
ولكم تحيات
ماجد البلوي