أحمد بن حمودالعرادي
01-02-2006, 11:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى وصلوات ربي على الحبيب المصطفى وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انها رسالة إليك أنت بالذات , أنت إياك اعني . انت عظيم الهدف وكبير الغاية , أنت المعلم , أنت العامل ,أنت الجندي , انت الطالب ولو لم تكن من أولائك فأنت رب الأسرةوعائلها, أنت الراعي لهم بعد الله , الزوجة أسيرة تحت يدك والابناء أمانة في عنقك , والجيران أنت مسؤل عنهم وعن حسن جوارهم , من هذا المنطلق أحببت الحديث معك واللقاء بك لاعلى كرسي الضيافة , ولكن عبر هتاف الكلمة ومصداقية النصيحة فأقول : حدثني زميلي قبل زمن أنك من أنصار القنوات الفضائية مادحاً ومبجلاً ومعجباً هالني خبرك , والمني حديثك , وتمنيت يومها أن زميلي ماحدثني ولا ذكرني , ومرت الأيام أنا أشعر في قلبي بأسً , الخبر يطمس شيئاً من مآثر شخصك الكريم , جالت بنا الأيام فحدثني آخر عن أمانيك فاذا بها أن تكون يوماً تدير مشاهد العالم برأس أصبعيك على جهاز (( الريموت )) الصغير فزدت بذلك لوعة وخوفاً على مستقبلك وكل ما يمنعني يومها عن التحدث إليك كبرك في خاطري وعظيم نفسك في مخيلتي وكانت الكلمات تؤلمني لكن سرعان مايمسح ذلك كله يوم أن أراك ساجداً لمولاك , وأمس بالذات ومع كل أسف ترجمت الحديث والأماني إلى حقائق واقعية فهالني صحن الاستقبال ( الدش ) فوق سطح منزلك , توقفت , أعدت النظر , كررت , نعم هي مسأساة لابد منها , هو الحزن لابد منه , هو التأنيب والمساءلة المرة , نعم هو الجراح الذي يسيل الدماء بمجرد نظرة علو سطحك البائس , جلست أسال نفسي هل هذا هو الذي يتردد على المساجد , هل هذا هو القانت الداعي , هل هذا هو الراكع الساجد . دعني أخي اليوم أناقشك , دعني أهامسك بحديث الود فو الله لولا الشفقة عليك ماحدثتك ولا سألتك ولا حتى أضمرت في نفسي حزناً واسى على مادنست به نفسك وأضعت به أسرتك وكنت جار سوء على حيك ومجتمعك .
أخي الفاضل :
هل بامكانك بارك الله فيك أن تجمع بين متناقضين اثنين طاعتك , صلاتك سجودك , دعاءك , وبين مجاهرتك بهذا الطبق العالي فوق منزلك , أو لم تقراء حديث رسولك الكريم : (( كل أمتي معافى إلا المجاهرون )) رواه مسلم والبخاري
وما أدري كيف لو فاتتك معافاة ربك في هذه الحياة قد يتحول الستر الذي عليك فضيحة في نفسك , وكشف عورات لأهلك , وعاقبة سوء في أسرتك , ومقالة سوء تتأجج على كل لسان في كل طريق , ولاتأمن ذلك فمن استخفيت به ولم له من حرمة قد يمكر بك فتكون ضحية نفسك الأمارة بالسوء .
أخي الفاضل :
العين المسكينة التي تحدها للنظر في محارم الله عبر هذا الطبق ألست مسؤلاً عنها ؟ وقد قال رسولك صلى الله عليه وسلم (( العين تزني وزناها النظر )) رواه مسلم
فما جوابك عند ربك في إسرافك على هذه النعمة في غير حقها وستدرك يوماً أنها هي التي ستكون خصماً لدود لك .
أخي الفاضل :
لماذا أنت بالذات غلبتك شهوتك ؟ لماذا شطحت بك نفسك ؟ لماذا شعرت بالانهزامية حتى إندمست فطرتك فتلقيت ذراعيك صنع أعدئك وشانئيك بل تغيرت معالم الفطرة لديك فادخلتهم قعر بيتك وجعلتهم قدوات لزوجك وابنيك وسائر أسرتك واخويك .
أخي الفاضل :
المسكينة تلك المرأة الأسيرة الضعيفة إذا شاهدت سفهاً في الاخلاق وسوءاً في المعاملة وازدادت بعداً عن الله كيف تجيب المسكينة ربها يوم يسالها يوم يعاقبها يوم ياخذ بناصيتها , يوم تقول بملء فمها ظلمني يارب , ظلمني يارب والله وماخرجت ولا اتجهت , ولكن آذاني به في قعر بيتي فأسأت وأخطائت .
أخي الفاضل :
أو لم تفكر في أولادك الصبية يوم يتعلقون بك فيقبلونك ويمازحونك يسرحون ويمرحون فرحاً وسروراً بك وهم والله يا أخي في أحوج ما يكونون الي حنان وتربية يعيشون بها في ظلال الجنان , فكيف بك تنسى معالم الابوة لهم فتفتح لهم باباً إلى النار يرونه صغاراً أشبه ما يكون بالسراب الذي يعتقدون أنه ماء , فيتضح لهم أنه لهم يحرق غيرتهم ويؤلم أعينهم وينكس فطرهم , فيكونوا ضحية تصرفاتك المشينة فلا حياة خيرة لأنفسم ولا دعوة صالحة لأبيهم , بل شراً محضاً وداء مؤلماً على مجتمعهم .
أخي الفاضل :
كل هذه المآسي التي ذكرت تكفي كل مسلم من أمثالك أن يتفكر في عاقبة أمره فكيف يا أخي إذا ضم لذلك حديث رسولك ( مامن عبد يسترعيه الله رعية يموت وهو غاش لرعيته إلاحرم الله عليه الجنة ) متفق عليه
بل فكر ملياً أنك بشرائك لهذا ( الدش ) كنت قدوة سئية لمجتمعك وحينها يكون كل من شرى هذا أو نظر فيه أو شارك في وجوده عليك من سيئاتهم مثل ماعليهم حتى تقوم الساعة مصدقاً لقول ربك ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزارهم الذين يضلونهم بغير علم ) النحل (25)
بل وانت في ظلمة القبر يجري عليك هذا بسيئاته يوماً تلو يوم فتكون في قبرك رهين سيئات مجتمعه أثر تصرفاتك المشينة مصدلقاً لحديث رسولك ( من سن في الاسلام سنة سيئه فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) متفق عليه
فما أدري هل أنت على إستعداد أن تضحي بهذه النفس نتيجة شهوات عاجلة وغداً ليس ببعيد , تقف في عرصات القيامة عرياناً من الثياب صامتاً قلقاً متفكراً وربك أمامك يسالك لماذا يا عبدي تسيء إلي ؟ لماذا ياعبدي تستخف بي ؟ لماذا تؤثر عاجلاً فأنت زائل على أجل باق مستقر .
أخي الفاضل :
وجهت إليك هذه الرسالة حباً فيك أولاً , وثانياً أخش غداً أن تراني في عرصات يوم القيامة فتشكوني إلى الله فأصبح رهين شكوتك المؤلمة .
فلنكن مفاتيح للخير , ومغاليق للشر ..
فان احسنت فمن الله وحده ,وإن اسأت فمن الشيطان ونفسي , واستغفر الله
والله اعلم واصلي واسلم على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين
أخوكم
أحمد العرادي
الحمدلله وكفى وصلوات ربي على الحبيب المصطفى وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انها رسالة إليك أنت بالذات , أنت إياك اعني . انت عظيم الهدف وكبير الغاية , أنت المعلم , أنت العامل ,أنت الجندي , انت الطالب ولو لم تكن من أولائك فأنت رب الأسرةوعائلها, أنت الراعي لهم بعد الله , الزوجة أسيرة تحت يدك والابناء أمانة في عنقك , والجيران أنت مسؤل عنهم وعن حسن جوارهم , من هذا المنطلق أحببت الحديث معك واللقاء بك لاعلى كرسي الضيافة , ولكن عبر هتاف الكلمة ومصداقية النصيحة فأقول : حدثني زميلي قبل زمن أنك من أنصار القنوات الفضائية مادحاً ومبجلاً ومعجباً هالني خبرك , والمني حديثك , وتمنيت يومها أن زميلي ماحدثني ولا ذكرني , ومرت الأيام أنا أشعر في قلبي بأسً , الخبر يطمس شيئاً من مآثر شخصك الكريم , جالت بنا الأيام فحدثني آخر عن أمانيك فاذا بها أن تكون يوماً تدير مشاهد العالم برأس أصبعيك على جهاز (( الريموت )) الصغير فزدت بذلك لوعة وخوفاً على مستقبلك وكل ما يمنعني يومها عن التحدث إليك كبرك في خاطري وعظيم نفسك في مخيلتي وكانت الكلمات تؤلمني لكن سرعان مايمسح ذلك كله يوم أن أراك ساجداً لمولاك , وأمس بالذات ومع كل أسف ترجمت الحديث والأماني إلى حقائق واقعية فهالني صحن الاستقبال ( الدش ) فوق سطح منزلك , توقفت , أعدت النظر , كررت , نعم هي مسأساة لابد منها , هو الحزن لابد منه , هو التأنيب والمساءلة المرة , نعم هو الجراح الذي يسيل الدماء بمجرد نظرة علو سطحك البائس , جلست أسال نفسي هل هذا هو الذي يتردد على المساجد , هل هذا هو القانت الداعي , هل هذا هو الراكع الساجد . دعني أخي اليوم أناقشك , دعني أهامسك بحديث الود فو الله لولا الشفقة عليك ماحدثتك ولا سألتك ولا حتى أضمرت في نفسي حزناً واسى على مادنست به نفسك وأضعت به أسرتك وكنت جار سوء على حيك ومجتمعك .
أخي الفاضل :
هل بامكانك بارك الله فيك أن تجمع بين متناقضين اثنين طاعتك , صلاتك سجودك , دعاءك , وبين مجاهرتك بهذا الطبق العالي فوق منزلك , أو لم تقراء حديث رسولك الكريم : (( كل أمتي معافى إلا المجاهرون )) رواه مسلم والبخاري
وما أدري كيف لو فاتتك معافاة ربك في هذه الحياة قد يتحول الستر الذي عليك فضيحة في نفسك , وكشف عورات لأهلك , وعاقبة سوء في أسرتك , ومقالة سوء تتأجج على كل لسان في كل طريق , ولاتأمن ذلك فمن استخفيت به ولم له من حرمة قد يمكر بك فتكون ضحية نفسك الأمارة بالسوء .
أخي الفاضل :
العين المسكينة التي تحدها للنظر في محارم الله عبر هذا الطبق ألست مسؤلاً عنها ؟ وقد قال رسولك صلى الله عليه وسلم (( العين تزني وزناها النظر )) رواه مسلم
فما جوابك عند ربك في إسرافك على هذه النعمة في غير حقها وستدرك يوماً أنها هي التي ستكون خصماً لدود لك .
أخي الفاضل :
لماذا أنت بالذات غلبتك شهوتك ؟ لماذا شطحت بك نفسك ؟ لماذا شعرت بالانهزامية حتى إندمست فطرتك فتلقيت ذراعيك صنع أعدئك وشانئيك بل تغيرت معالم الفطرة لديك فادخلتهم قعر بيتك وجعلتهم قدوات لزوجك وابنيك وسائر أسرتك واخويك .
أخي الفاضل :
المسكينة تلك المرأة الأسيرة الضعيفة إذا شاهدت سفهاً في الاخلاق وسوءاً في المعاملة وازدادت بعداً عن الله كيف تجيب المسكينة ربها يوم يسالها يوم يعاقبها يوم ياخذ بناصيتها , يوم تقول بملء فمها ظلمني يارب , ظلمني يارب والله وماخرجت ولا اتجهت , ولكن آذاني به في قعر بيتي فأسأت وأخطائت .
أخي الفاضل :
أو لم تفكر في أولادك الصبية يوم يتعلقون بك فيقبلونك ويمازحونك يسرحون ويمرحون فرحاً وسروراً بك وهم والله يا أخي في أحوج ما يكونون الي حنان وتربية يعيشون بها في ظلال الجنان , فكيف بك تنسى معالم الابوة لهم فتفتح لهم باباً إلى النار يرونه صغاراً أشبه ما يكون بالسراب الذي يعتقدون أنه ماء , فيتضح لهم أنه لهم يحرق غيرتهم ويؤلم أعينهم وينكس فطرهم , فيكونوا ضحية تصرفاتك المشينة فلا حياة خيرة لأنفسم ولا دعوة صالحة لأبيهم , بل شراً محضاً وداء مؤلماً على مجتمعهم .
أخي الفاضل :
كل هذه المآسي التي ذكرت تكفي كل مسلم من أمثالك أن يتفكر في عاقبة أمره فكيف يا أخي إذا ضم لذلك حديث رسولك ( مامن عبد يسترعيه الله رعية يموت وهو غاش لرعيته إلاحرم الله عليه الجنة ) متفق عليه
بل فكر ملياً أنك بشرائك لهذا ( الدش ) كنت قدوة سئية لمجتمعك وحينها يكون كل من شرى هذا أو نظر فيه أو شارك في وجوده عليك من سيئاتهم مثل ماعليهم حتى تقوم الساعة مصدقاً لقول ربك ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزارهم الذين يضلونهم بغير علم ) النحل (25)
بل وانت في ظلمة القبر يجري عليك هذا بسيئاته يوماً تلو يوم فتكون في قبرك رهين سيئات مجتمعه أثر تصرفاتك المشينة مصدلقاً لحديث رسولك ( من سن في الاسلام سنة سيئه فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) متفق عليه
فما أدري هل أنت على إستعداد أن تضحي بهذه النفس نتيجة شهوات عاجلة وغداً ليس ببعيد , تقف في عرصات القيامة عرياناً من الثياب صامتاً قلقاً متفكراً وربك أمامك يسالك لماذا يا عبدي تسيء إلي ؟ لماذا ياعبدي تستخف بي ؟ لماذا تؤثر عاجلاً فأنت زائل على أجل باق مستقر .
أخي الفاضل :
وجهت إليك هذه الرسالة حباً فيك أولاً , وثانياً أخش غداً أن تراني في عرصات يوم القيامة فتشكوني إلى الله فأصبح رهين شكوتك المؤلمة .
فلنكن مفاتيح للخير , ومغاليق للشر ..
فان احسنت فمن الله وحده ,وإن اسأت فمن الشيطان ونفسي , واستغفر الله
والله اعلم واصلي واسلم على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين
أخوكم
أحمد العرادي