äÇÕÑ
01-02-2006, 08:50 PM
أحبتي الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله أوقاتكم بالكل الخير والبركة
الإستماع هو فعالية إتصالية إنسانية بالغة الاهمية والخطورة، وهو ليس مجرد عملية وظيفية بيولوجية تقتصر على السمع الظاهري، فمعظم الناس يسمعون ،لكنهم لا يستمعون، ولا يصغون ولا يفهمون شيئاً، فهو نشاط معقد وخصب ومشحون بكثير من المعطيات النفسية والإجتماعية والإتصالية ، وسيكلوجية الإستماع مفهوم غني ومتعدد الجوانب ، ولهذا يُقال عن الإستماع أنه مهارة غير منظورة، بمعنى أنه من الصعب رصدها عن طريق الملاحظة.
المقصود هنا في هذه المشاركة بالإستماع هو الإصغاء الإيجابي المبدع، بحيث يصبح الإستماع وفقاً لهذا المعنى فعالية فكرية وإتصالية إيجابية مبادرة، تعني الإصغاء العميق إلى المتحدث بقصد فهمه وإستيعابه وتقييمه.
ومن المؤكد أن كل إنسان يتحدث يريد أن يصغي أليه أحد ما بإهتمام، كما أن مرسلي الرسائل لشفهية يتوقعون من مستمعيهم الإصغاء، تماماً كما يتوقع مرسلو الرسائل الكتابية من قرائهم القراءة.
سنحاول في هذه المشاركة أن نلقى بعضاً من الضوء على موضوع الاستماع ، مركزين على ثلاث جوانب أساسية ، هي علاقة الإستماع بمقدرة الذهن البشري على التعامل مع المعلومات، ومخاطر الاستماع ، والعقبات التي تواجه هذه الفعالية، مرحبين بأي إضافة من طرفكم، أواي إستفسار .
*الإستماع ومقدرة الذهن البشري على التعامل مع المعلومات:-
بلا أدنى شك أن فعالية الإستماع مرتبطة بشكل شبه مطلق بمقدرة العقل البشري على التعامل مع المعلومات، إذ أنه من الثابت علمياً ، أن الانسان عندما يتكلم يتحدث بمعدل مائة وخمس وعشرون كلمة(125) في الدقيقة الواحدة ، تقد تقل أو تزيد حسب طبيعة المتحدث وحالته النفسية أو الإنفعالية، كما تختلف من شخص لاخر، لكن هذا المعدل العام والطبيعي ، في حين أن الانسان عندما يستمع يستطيع فهم هذه المادة الكلامية (125 كلمة) بمعدل يزيد بثلاثة أو أربعة أضعاف عن سرعة إلقائها أونطقها.
والسؤال المهم هنا، كيف يستخدم المستمع هذه الفجوة القائمة بين نشاط الذهن وسرعة إلقاء المتحدث، هذا ما يميز المستمع الجيد عن المستمع العادي. والمستمع الجيد عموماً لكي يسيطر على هذه الفجوة يفكر أمام المتحدث وأحيانا يصل إلى النقطة الجوهرية حتى قبل أن يصل إليها المتحدث ، بحيث يستخدم المستمع الجيد زمن التفاعل الذهني الفائض هذا( الفرق بين سرعة التحدث وسرعة الفهم والإدراك) للتفكير بما يقال.
* مخاطر الإستماع :-
الإستماع بحاجة إلى جراة وشجاعة من قبل المستمع ، ذلك لانه يعرض صاحبه إلى خطرين أساسيين .
يتمثل الخطر الأول في أن المستمع يُعرض معلوماته وأفكاره وقيمه ومواقفه وقناعاته لإمكانية التبديل، ما يتعلمه الإنسان " أي إنسان" من الإستماع إلى الأخر ( أو الأخرين) قد يهدد ثبات وتماسك المنظومة المعرفية والقيمية لديه، وقد يدفع بإتجاه إعادة النظر بهذه المنظومة كلياً أو جزئياً ، او كان ذلك بصدد قضية ما أو ظاهرة ما ...
المؤكد هنا أن الإستماع إلى أفكار شخص ما يعرض المستمع إلى إحتمال ان بعضاً من أفكاره أو معلوماته او مواقفه ، أو سلوكه قد يكون خاطئاً ، ولهذا من المتعذر أن يكون الإنسان المستمع ، مستمعاً جيداً ما لم يكن واسع الأفق ومنفتح الذهن ، وبعيداً عن ضيق الأفق وإنغلاق الفكر والذهن.
يفتح الحوار مع الاخرين عالماً واسع ويوفر فرصة ثمينة للتحرر من الذات لملاقاة الاخر، عبر الحوار ، النتائج المبدعة تأتي من عادات الإستماع الجيد المستخدمة في المناقشات والحوارات ، فأفكارنا تتوالد غالباً ، من مثيرات خارجية أكثر مما تتوالد من الإستبطان الصامت ، وعندما نستمع بفعالية تزداد مقدرتنا على الإبداع.
وأما الخطر الثاني الكامن والمحتمل في فعالية الإستماع فيتمثل في توريط المستمع وجذبه للإنخراط وجعله معنياً ومنشغلاً بالموضوع الذي إستمع إليه ، وما يترتب على ذلك من تبعات ومواقف وسلوكيات.
عقبات الإستماع : -
المحور الاخير في هذه المشاركة يتناول العقبات التي تواجه فعالية الأستماع الجيد ، حيث يواجه الإستماع الجيد والمبدع إجتماعياً وتربوياً عقبتين رئيسيتين هما :-
الاولى : أن الموروث الإجتماعي يُعدنا للحديث أكثر مما يُعدنا للإستماع
الثانية: أن تربيتنا أن نكون مستمعين سلبيين في البيت والمدرسة والعمل، وأن نقبل أو نتظاهر بقبول ما يُعرض أمامنا، في حين أن الدراسات الإحصائية العالمية التجريبية تشير إلة أن الناس عموماً تستمع أثناء تواصلها بنسبة 42% ، وتتحدث بنسبة32% ، وتقرأ بنسبة 15% ، وتكتب بنسبة 11% ...
وبالتالي يصبح العالم كله أجمل من خلال الإستماع الفعّال والمبدع ....
نكتفي إلى هنا .... وربما لي عودة مع بعض النصائح لتحقيق إستماع فعّال ومبدع ...والذي يطلق عليه البعض "فن" الإستماع
أطيب المنى
من خربشاتي ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله أوقاتكم بالكل الخير والبركة
الإستماع هو فعالية إتصالية إنسانية بالغة الاهمية والخطورة، وهو ليس مجرد عملية وظيفية بيولوجية تقتصر على السمع الظاهري، فمعظم الناس يسمعون ،لكنهم لا يستمعون، ولا يصغون ولا يفهمون شيئاً، فهو نشاط معقد وخصب ومشحون بكثير من المعطيات النفسية والإجتماعية والإتصالية ، وسيكلوجية الإستماع مفهوم غني ومتعدد الجوانب ، ولهذا يُقال عن الإستماع أنه مهارة غير منظورة، بمعنى أنه من الصعب رصدها عن طريق الملاحظة.
المقصود هنا في هذه المشاركة بالإستماع هو الإصغاء الإيجابي المبدع، بحيث يصبح الإستماع وفقاً لهذا المعنى فعالية فكرية وإتصالية إيجابية مبادرة، تعني الإصغاء العميق إلى المتحدث بقصد فهمه وإستيعابه وتقييمه.
ومن المؤكد أن كل إنسان يتحدث يريد أن يصغي أليه أحد ما بإهتمام، كما أن مرسلي الرسائل لشفهية يتوقعون من مستمعيهم الإصغاء، تماماً كما يتوقع مرسلو الرسائل الكتابية من قرائهم القراءة.
سنحاول في هذه المشاركة أن نلقى بعضاً من الضوء على موضوع الاستماع ، مركزين على ثلاث جوانب أساسية ، هي علاقة الإستماع بمقدرة الذهن البشري على التعامل مع المعلومات، ومخاطر الاستماع ، والعقبات التي تواجه هذه الفعالية، مرحبين بأي إضافة من طرفكم، أواي إستفسار .
*الإستماع ومقدرة الذهن البشري على التعامل مع المعلومات:-
بلا أدنى شك أن فعالية الإستماع مرتبطة بشكل شبه مطلق بمقدرة العقل البشري على التعامل مع المعلومات، إذ أنه من الثابت علمياً ، أن الانسان عندما يتكلم يتحدث بمعدل مائة وخمس وعشرون كلمة(125) في الدقيقة الواحدة ، تقد تقل أو تزيد حسب طبيعة المتحدث وحالته النفسية أو الإنفعالية، كما تختلف من شخص لاخر، لكن هذا المعدل العام والطبيعي ، في حين أن الانسان عندما يستمع يستطيع فهم هذه المادة الكلامية (125 كلمة) بمعدل يزيد بثلاثة أو أربعة أضعاف عن سرعة إلقائها أونطقها.
والسؤال المهم هنا، كيف يستخدم المستمع هذه الفجوة القائمة بين نشاط الذهن وسرعة إلقاء المتحدث، هذا ما يميز المستمع الجيد عن المستمع العادي. والمستمع الجيد عموماً لكي يسيطر على هذه الفجوة يفكر أمام المتحدث وأحيانا يصل إلى النقطة الجوهرية حتى قبل أن يصل إليها المتحدث ، بحيث يستخدم المستمع الجيد زمن التفاعل الذهني الفائض هذا( الفرق بين سرعة التحدث وسرعة الفهم والإدراك) للتفكير بما يقال.
* مخاطر الإستماع :-
الإستماع بحاجة إلى جراة وشجاعة من قبل المستمع ، ذلك لانه يعرض صاحبه إلى خطرين أساسيين .
يتمثل الخطر الأول في أن المستمع يُعرض معلوماته وأفكاره وقيمه ومواقفه وقناعاته لإمكانية التبديل، ما يتعلمه الإنسان " أي إنسان" من الإستماع إلى الأخر ( أو الأخرين) قد يهدد ثبات وتماسك المنظومة المعرفية والقيمية لديه، وقد يدفع بإتجاه إعادة النظر بهذه المنظومة كلياً أو جزئياً ، او كان ذلك بصدد قضية ما أو ظاهرة ما ...
المؤكد هنا أن الإستماع إلى أفكار شخص ما يعرض المستمع إلى إحتمال ان بعضاً من أفكاره أو معلوماته او مواقفه ، أو سلوكه قد يكون خاطئاً ، ولهذا من المتعذر أن يكون الإنسان المستمع ، مستمعاً جيداً ما لم يكن واسع الأفق ومنفتح الذهن ، وبعيداً عن ضيق الأفق وإنغلاق الفكر والذهن.
يفتح الحوار مع الاخرين عالماً واسع ويوفر فرصة ثمينة للتحرر من الذات لملاقاة الاخر، عبر الحوار ، النتائج المبدعة تأتي من عادات الإستماع الجيد المستخدمة في المناقشات والحوارات ، فأفكارنا تتوالد غالباً ، من مثيرات خارجية أكثر مما تتوالد من الإستبطان الصامت ، وعندما نستمع بفعالية تزداد مقدرتنا على الإبداع.
وأما الخطر الثاني الكامن والمحتمل في فعالية الإستماع فيتمثل في توريط المستمع وجذبه للإنخراط وجعله معنياً ومنشغلاً بالموضوع الذي إستمع إليه ، وما يترتب على ذلك من تبعات ومواقف وسلوكيات.
عقبات الإستماع : -
المحور الاخير في هذه المشاركة يتناول العقبات التي تواجه فعالية الأستماع الجيد ، حيث يواجه الإستماع الجيد والمبدع إجتماعياً وتربوياً عقبتين رئيسيتين هما :-
الاولى : أن الموروث الإجتماعي يُعدنا للحديث أكثر مما يُعدنا للإستماع
الثانية: أن تربيتنا أن نكون مستمعين سلبيين في البيت والمدرسة والعمل، وأن نقبل أو نتظاهر بقبول ما يُعرض أمامنا، في حين أن الدراسات الإحصائية العالمية التجريبية تشير إلة أن الناس عموماً تستمع أثناء تواصلها بنسبة 42% ، وتتحدث بنسبة32% ، وتقرأ بنسبة 15% ، وتكتب بنسبة 11% ...
وبالتالي يصبح العالم كله أجمل من خلال الإستماع الفعّال والمبدع ....
نكتفي إلى هنا .... وربما لي عودة مع بعض النصائح لتحقيق إستماع فعّال ومبدع ...والذي يطلق عليه البعض "فن" الإستماع
أطيب المنى
من خربشاتي ...