ماجد سليمان البلوي
01-17-2016, 01:07 PM
موقف للمعاق ..؟؟
السلام عليكم
كان الجو مشمساً، وحرارة الصيف أشعلت الدنيا لهيباً، عندما وصلت إلى باب أحد المتاجر،
وكنت أحتاج شراء بعض الأشياء، وأنا على عجلةٍ من أمري، وكالعادة التسوق السريع
لا يحتاج إلا لربع ساعة بالنسبة لي؛ لكن مع زحمة السير وأزمة مواقف السيارات
سيحتاج الأمر إلى ما يزيد عن الساعة، وأمام المتجر بدأت رحلة البحث عن
موقفٍ للسيارة، ولفترة دامت أكثر من ربع ساعة.
وبالقرب من مواقف المعاقين وجدت سيارة قد ركنت في موقف المعاقين ولا يوجد عليها
أي إشارة أو دليل على أنها لمعاق، وكانت سيارة أخرى تلف في المكان، وكانت لمعاق
يبحث عن موقفٍ لسيارته، وقد فتح نافذته وبدت على وجهه ملامح الغضب وكان يشتم
ويتحدث مع نفسه، وبعد أن يأس من إيجاد الموقف، وقف بجانب موقف المعاق الذي
وقفت به تلك السيارة، ووقفت خلفه أرقبه وأختلس النظر إليه، وودت لو أستطيع مساعدته..
وبعد مضي ما يقارب العشر دقائق خرج من المتجر رجل يحمل أغراضه،
ويتجه إلى السيارة، والمعاق ينظر إليه بازدراء، فتح نافذته وقال له :
"الحمدلله على سلامتك"..
نظر إليه الرجل مستغرباً نبرته، وقال: لا تؤاخذني لم أجد موقفاً قريباً،
وكنت في عجلة من أمري- ضحك وواصل حديثه- فاضطررت للوقوف هنا،
فأنا دائما أحسد المعاق على المواقف المهيئة له، فنظر إليه الرجل المعاق وقال:
"أعطني قدميك وخذ موقفي"..
فكانت كلمة سقطت في قلب الرجل كالسيف، تغير لونه وارتبك،
وتمنى لو انشقت الأرض وابتلعته، عندها التفت إلى الرجل واعتذر بأدب وقال له :
"أعتذر منك، وشكراً لك فقد علمتني درساً لن أنساه ماحييت".
"الحياة دروس وعبر نتعلم منها وما أجمل أن نعود أنفسنا تقبل الآخر واحترام خصوصيته"
ولكم تحيات
ماجد البلوي
السلام عليكم
كان الجو مشمساً، وحرارة الصيف أشعلت الدنيا لهيباً، عندما وصلت إلى باب أحد المتاجر،
وكنت أحتاج شراء بعض الأشياء، وأنا على عجلةٍ من أمري، وكالعادة التسوق السريع
لا يحتاج إلا لربع ساعة بالنسبة لي؛ لكن مع زحمة السير وأزمة مواقف السيارات
سيحتاج الأمر إلى ما يزيد عن الساعة، وأمام المتجر بدأت رحلة البحث عن
موقفٍ للسيارة، ولفترة دامت أكثر من ربع ساعة.
وبالقرب من مواقف المعاقين وجدت سيارة قد ركنت في موقف المعاقين ولا يوجد عليها
أي إشارة أو دليل على أنها لمعاق، وكانت سيارة أخرى تلف في المكان، وكانت لمعاق
يبحث عن موقفٍ لسيارته، وقد فتح نافذته وبدت على وجهه ملامح الغضب وكان يشتم
ويتحدث مع نفسه، وبعد أن يأس من إيجاد الموقف، وقف بجانب موقف المعاق الذي
وقفت به تلك السيارة، ووقفت خلفه أرقبه وأختلس النظر إليه، وودت لو أستطيع مساعدته..
وبعد مضي ما يقارب العشر دقائق خرج من المتجر رجل يحمل أغراضه،
ويتجه إلى السيارة، والمعاق ينظر إليه بازدراء، فتح نافذته وقال له :
"الحمدلله على سلامتك"..
نظر إليه الرجل مستغرباً نبرته، وقال: لا تؤاخذني لم أجد موقفاً قريباً،
وكنت في عجلة من أمري- ضحك وواصل حديثه- فاضطررت للوقوف هنا،
فأنا دائما أحسد المعاق على المواقف المهيئة له، فنظر إليه الرجل المعاق وقال:
"أعطني قدميك وخذ موقفي"..
فكانت كلمة سقطت في قلب الرجل كالسيف، تغير لونه وارتبك،
وتمنى لو انشقت الأرض وابتلعته، عندها التفت إلى الرجل واعتذر بأدب وقال له :
"أعتذر منك، وشكراً لك فقد علمتني درساً لن أنساه ماحييت".
"الحياة دروس وعبر نتعلم منها وما أجمل أن نعود أنفسنا تقبل الآخر واحترام خصوصيته"
ولكم تحيات
ماجد البلوي