ساره السحيمي
07-18-2016, 03:14 PM
رسالة الأتراك لشعوب المنطقة
http://almnatiq.net/wp-content/uploads/2016/07/1e11f719-22a9-4b20-af93-e512587c8491.jpg (http://almnatiq.net/275006/)
يوسف بن زايد المطيري*
أغلب المتابعين للانقلاب التركي خاصة المؤيدين للرئيس “رجب طيب أردوغان” أخذتهم العاطفة ووصفوا تلك الجموع الغفيرة من الشعب التركي
الذين خرجوا للتظاهر ضد الانقلابيين بأنها جاءت نتيجة للشعبية الجارفة لأردوغان لدى المواطنين الأتراك.
لكن الحقيقة التي لا يدركها الكثيرين خاصة أولئك المؤيدين لأردوغان من المواطنين العرب ومنهم الخليجيين والسعوديين هي أن شعبية أردوغان
لدى المواطنين الأتراك لا تتجاوز وفقاً لبعض الإحصائيات 50% من مجمل الشعب التركي، على الرغم من إنجازات أردوغان الاقتصادية والسياسية
التي قدمها لتركيا، لكن الشعب التركي خرج لوأد الانقلاب في مهده بمختلف مكوناته وطوائفه حاملاً الأعلام التركية فقط، وليس صور أردوغان.
إنها رسالة واضحة لا يفهمها الكثير، مفادها أن أمن تركيا واستقرارها مقدم على أردوغان، ففقدان الأمن لا ينفع معه رئيس.
هذه الثقافة التي قدمها الشعب التركي، والتي يجب أن تدرّس للشعوب العربية ليست ثقافة متوارثة بل مكتسبة مما حصل لبعض الدول العربية خاصة
القريبة من تركيا، التي تعاني تفككاً وانعداماً للأمن، مثل سوريا والعراق، وما يدلل على ذلك حمل المواطنين الأتراك الذين نزلوا للشوارع بالأعلام التركية
وتأييدهم للديمقراطية وللحكومة التي انتخبها الشعب.
وإضافة لموقف الشعب، فقد سجلت الأحزاب السياسية التركية بمختلف توجهاتها موقفاً حازماً حينما رفضت الانقلاب للحفاظ على الأمن والهوية التركية،
على الرغم من معارضتها الشديدة لسياسات حكومة أردوغان.
كما أن قام به الشعب التركي للحفاظ على أمنه واستقراره، كان بمثابة الصدمة لتلك الدول التي تحيك المؤامرات ليل نهار ضد دول المنطقة، ومن تلك الدول
مثلث الشر “إيران وروسيا وأمريكا” وهو ما أثبتته تصريحاتهم التي عرّاها وقوفهم مع الانقلاب الفاشل قبل إعلانهم دعمهم للشرعية التركية.
واخيراً.. فإن الدرس الذي قدمه الشعب التركي، بتصديه لمحاولة الانقلاب ونجاحه في إحباطها كان نتيجة لإدراكه للخطر المحدق بتركيا وهو ما يصعب على الكثير فهمه ووعيه.
*كاتب وإعلامي سعودي
http://almnatiq.net/wp-content/uploads/2016/07/1e11f719-22a9-4b20-af93-e512587c8491.jpg (http://almnatiq.net/275006/)
يوسف بن زايد المطيري*
أغلب المتابعين للانقلاب التركي خاصة المؤيدين للرئيس “رجب طيب أردوغان” أخذتهم العاطفة ووصفوا تلك الجموع الغفيرة من الشعب التركي
الذين خرجوا للتظاهر ضد الانقلابيين بأنها جاءت نتيجة للشعبية الجارفة لأردوغان لدى المواطنين الأتراك.
لكن الحقيقة التي لا يدركها الكثيرين خاصة أولئك المؤيدين لأردوغان من المواطنين العرب ومنهم الخليجيين والسعوديين هي أن شعبية أردوغان
لدى المواطنين الأتراك لا تتجاوز وفقاً لبعض الإحصائيات 50% من مجمل الشعب التركي، على الرغم من إنجازات أردوغان الاقتصادية والسياسية
التي قدمها لتركيا، لكن الشعب التركي خرج لوأد الانقلاب في مهده بمختلف مكوناته وطوائفه حاملاً الأعلام التركية فقط، وليس صور أردوغان.
إنها رسالة واضحة لا يفهمها الكثير، مفادها أن أمن تركيا واستقرارها مقدم على أردوغان، ففقدان الأمن لا ينفع معه رئيس.
هذه الثقافة التي قدمها الشعب التركي، والتي يجب أن تدرّس للشعوب العربية ليست ثقافة متوارثة بل مكتسبة مما حصل لبعض الدول العربية خاصة
القريبة من تركيا، التي تعاني تفككاً وانعداماً للأمن، مثل سوريا والعراق، وما يدلل على ذلك حمل المواطنين الأتراك الذين نزلوا للشوارع بالأعلام التركية
وتأييدهم للديمقراطية وللحكومة التي انتخبها الشعب.
وإضافة لموقف الشعب، فقد سجلت الأحزاب السياسية التركية بمختلف توجهاتها موقفاً حازماً حينما رفضت الانقلاب للحفاظ على الأمن والهوية التركية،
على الرغم من معارضتها الشديدة لسياسات حكومة أردوغان.
كما أن قام به الشعب التركي للحفاظ على أمنه واستقراره، كان بمثابة الصدمة لتلك الدول التي تحيك المؤامرات ليل نهار ضد دول المنطقة، ومن تلك الدول
مثلث الشر “إيران وروسيا وأمريكا” وهو ما أثبتته تصريحاتهم التي عرّاها وقوفهم مع الانقلاب الفاشل قبل إعلانهم دعمهم للشرعية التركية.
واخيراً.. فإن الدرس الذي قدمه الشعب التركي، بتصديه لمحاولة الانقلاب ونجاحه في إحباطها كان نتيجة لإدراكه للخطر المحدق بتركيا وهو ما يصعب على الكثير فهمه ووعيه.
*كاتب وإعلامي سعودي