ماجد سليمان البلوي
08-05-2016, 11:38 PM
قصة من الموروث الصيني ..؟؟
السلام عليكم
يحكى أن شابًا كان يقف فوق الهضبة العالية المشرفة على شاطئ المحيط ،
يستنشق الهواء النقي، ويتأمل حقول الأرز الممتدّة تحت قدميه،
وقد قارب وقت الحصاد، بعد أن جفّت العيدان وانحنت تحت حملها الوفير
إمتلأ قلب الشّابّ بالرضا، فها هو الآن يمسح تعب الشهور الطويلة
التي قضاها في رعاية الحقل، وها هو يقترب من تحقيق حلمه الكبير
بالزواج من خطيبته المحبوبة بعد أن يبيع محصوله الوفير
غير أن شيئاً مباغتاً أفزع الشّاب ، وأخرجه من أحلامه ،
فقد أحس ببوادر هزة أرضية ضعيفة ، ونظر إلى شاطئ المحيط البعيد،
فرأى الماء يتراجع إلى الوراء، فعرف من خبراته البيئية أن الكارثة على الأبواب !
فالماء حين يتراجع إلى الوراء، إلى قلب المحيط ، فهو يشبه الوحش الذي
يتراجع إلى الخلف ليستجمع كلّ قواه كي ينقضّ على ضحيّته بضراوة وعنف
ولكن لماذا يخاف وهو فوق الهضبة ؟ ربما يتبادر لنا هذا السؤال .
لكن خوف الشّاب كان يكمن في إدراكه لحجم الكارثة التي ستتعرض لها
القرية الصغيرة الراقدة في سفح الجبل ، والتي يسكنها فلاحون فقراء
لا يملكون من الحياة سوى أكواخهم المتواضعة .
لم يكن الوقت كافياً للنـزول إلى السفح لتحذير الناس ، فصاح من فوق الهضبة
حتى كادت جنجرته تنفجر ولكن لم يسمعه أحد ، وبعد لحظات من الحيرة
والقلق اتخذ( شانج ) قرارًا حاسمًا، فأشعل النار في حقله الصغير،
ليثير انتباه الفلاحين في الوادي الآمن عند السفح ..
ونجحت حيلة الشاب الصيني، فقد تدافع الجميع صاعدين إلى أعلى الهضبة
لإنقاذ أنفسهم ، بينما هبط هو ليلاقيهم في منتصف الطريق،
ليعيدهم و لالتقاط أطفالهم ونسائهم وحاجاتهم القليلة .
وإجتاح البحر كل شيء ودمرة..؟
لم يتزوج الشّاب ّ في تلك السنة ولم يسدّ احتياجاته الضرورية ولم يوفّ ديونه !
لكنه أنقذ حياة قرية كاملة وأصبح عمدة القرية ونائبها لأنّه أثبت أنه قادر
على حمل المسؤولية .
وفي العام التّالي حقّق الشّابّ أحلامه الّتي أجّلها
لكي لا يخسر الآخرون أحلامهم وحياتهم ..
أن من يفكر باﻵخرين قبل نفسه ؛ فإن الله يعوضه خيرا ولو بعد حين
وأن من يهتم لشأن اﻵخرين جدير بأن يكون أمين على مصالحهم ..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
السلام عليكم
يحكى أن شابًا كان يقف فوق الهضبة العالية المشرفة على شاطئ المحيط ،
يستنشق الهواء النقي، ويتأمل حقول الأرز الممتدّة تحت قدميه،
وقد قارب وقت الحصاد، بعد أن جفّت العيدان وانحنت تحت حملها الوفير
إمتلأ قلب الشّابّ بالرضا، فها هو الآن يمسح تعب الشهور الطويلة
التي قضاها في رعاية الحقل، وها هو يقترب من تحقيق حلمه الكبير
بالزواج من خطيبته المحبوبة بعد أن يبيع محصوله الوفير
غير أن شيئاً مباغتاً أفزع الشّاب ، وأخرجه من أحلامه ،
فقد أحس ببوادر هزة أرضية ضعيفة ، ونظر إلى شاطئ المحيط البعيد،
فرأى الماء يتراجع إلى الوراء، فعرف من خبراته البيئية أن الكارثة على الأبواب !
فالماء حين يتراجع إلى الوراء، إلى قلب المحيط ، فهو يشبه الوحش الذي
يتراجع إلى الخلف ليستجمع كلّ قواه كي ينقضّ على ضحيّته بضراوة وعنف
ولكن لماذا يخاف وهو فوق الهضبة ؟ ربما يتبادر لنا هذا السؤال .
لكن خوف الشّاب كان يكمن في إدراكه لحجم الكارثة التي ستتعرض لها
القرية الصغيرة الراقدة في سفح الجبل ، والتي يسكنها فلاحون فقراء
لا يملكون من الحياة سوى أكواخهم المتواضعة .
لم يكن الوقت كافياً للنـزول إلى السفح لتحذير الناس ، فصاح من فوق الهضبة
حتى كادت جنجرته تنفجر ولكن لم يسمعه أحد ، وبعد لحظات من الحيرة
والقلق اتخذ( شانج ) قرارًا حاسمًا، فأشعل النار في حقله الصغير،
ليثير انتباه الفلاحين في الوادي الآمن عند السفح ..
ونجحت حيلة الشاب الصيني، فقد تدافع الجميع صاعدين إلى أعلى الهضبة
لإنقاذ أنفسهم ، بينما هبط هو ليلاقيهم في منتصف الطريق،
ليعيدهم و لالتقاط أطفالهم ونسائهم وحاجاتهم القليلة .
وإجتاح البحر كل شيء ودمرة..؟
لم يتزوج الشّاب ّ في تلك السنة ولم يسدّ احتياجاته الضرورية ولم يوفّ ديونه !
لكنه أنقذ حياة قرية كاملة وأصبح عمدة القرية ونائبها لأنّه أثبت أنه قادر
على حمل المسؤولية .
وفي العام التّالي حقّق الشّابّ أحلامه الّتي أجّلها
لكي لا يخسر الآخرون أحلامهم وحياتهم ..
أن من يفكر باﻵخرين قبل نفسه ؛ فإن الله يعوضه خيرا ولو بعد حين
وأن من يهتم لشأن اﻵخرين جدير بأن يكون أمين على مصالحهم ..
ولكم تحيات
ماجد البلوي