ماجد سليمان البلوي
08-21-2016, 12:35 PM
المعجزة..؟؟
توجهت الطفلة سارة ذات السادسة إلى غرفة نومها ،
و من مخبئها السري في خزانتها ، تناولت حصالة نقودها ،
ثم أفرغتها مما فيها فوق الأرض
و أخذت تعد بعناية ما جمعته من نقود خلال الأسابيع الفائتة ،
ثم أعادت عدها ثانية فثالثة
ثم همست في سرها : " إنها بالتأكيد كافية ، و لا مجال لأي خطأ" ؛
و بكل عناية أرجعت النقود إلى
الحصالة ثم ألقت رداءها على كتفيها ،
و تسللت من الباب الخلفي ،متجهة إلى الصيدلية التي لا تبعد كثيرا عن دارها
كان الصيدلي مشغولا للغاية ، فانتظرته صابرة ،
و لكنه استمر منشغلا عنها ، فحاولت لفت نظره
دون جدوى ،
فما كان منها بعد أن يئست إلا أن أخرجت قطعة نقود معدنية
بقيمة ربع دولار من الحصالة ،
فألقتها فوق زجاج الطاولة التي يقف وراءها الصيدلي ؛
عندئذ فقط انتبه إليها ،
فسألها بصوت عبر فيه عن استيائه :
- ماذا تريدين أيتها الطفلة ؟
إنني أتكلم مع شقيقي القادم من شيكاغو ،
و الذي لم اره منذ زمن طويل ..
فأجابته بحدة مظهرة بدورها إنزعاجها من سلوكه :
شقيقي الصغير ، مريض جدا و بحاجة لدواء اسمه / معجزة /
و أريد أن أشتري له هذا الدواء .
أجابها الصيدلي بشيء من الدهشة :
- المعذرة ، ماذا قلتِ ؟
فاستأنفت كلامها قائلة بكل جدية:
شقيقي الصغير و اسمه ( أندرو ) ، يشكو من مشكلة في غاية السوء ،
يقول والدي أن ثمت ورما في رأسه ،
لا تنقذه منه سوى معجزة ،هل فهمتني ؟
إذاً كم هو ثمن / معجزة / ؟ أرجوك أفدني حالا !
أجابها الصيدلي مغيرا لهجته إلى أسلوب أكثر نعومة :
- أنا آسف ، فأنا لا أبيع / معجزة / في صيدليتي !
أجابته الطفلة ملحَّة:
إسمعني ِجيدا ، فأنا معي ما يكفي من النقود لشراء الدواء ،
فقط قل لي كم هو الثمن !
كان شقيق الصيدلي يصغي للحديث ، فتقدم من الطفلة سائلا :
- ما هو نوع / معجزة / التي يحتاجها شقيقك أندرو ؟
أجابته الفتاة بعينين مغرورقتين:
لا أدري ، و لكن كل ما أعرفه أن شقيقي حقيقة مريض جدا ،
قالت أمي أنه بحاجة إلى عملية جراحية ،
و لكن أبي أجابها ، أنه لا يملك نقودا تغطي هذه العملية ،
لذا قررت أن أستخدم نقودي !
سألها شقيق الصيدلي مبديا اهتمامه :
- كم لديك من النقود يا بنية ؟ "
فأجابته مزهوة :
دولار واحد و أحد عشرة سنتا ، ثم استدركت : "
و يمكنني أن أجمع المزيد إذا احتجت !..
أجابها مبتسما :
- يا لها من مصادفة ، دولار و أحد عشر سنتا ،
هي بالضبط المبلغ المطلوب ثمنا ل ( معجزة ) من أجل شقيقك الصغير .
تناول منها المبلغ بيد وباليد الأخرى أمسك بيدها الصغيرة ،
طالبا منها أن تقوده إلى دراها ليقابل والديها ، ثم أضاف :
- و أريد رؤية شقيقك أيضا ..
*****
// ذلك الرجل كان الدكتور كارلتُن أرمسترنغ ، جراح الأعصاب المعروف.//
وقد قام الدكتور كارلتن بإجراء العملية للطفل أندرو مجانا ،
وكانت عملية ناجحة تعافى بعدها أندرو تماما .
بعد بضعة أيام ، جلس الوالدان يتحدثان عن تسلسل الأحداث
منذ التعرف على الدكتور كارلتون
و حتى نجاح العملية و عودة أندرو إلى حالته الطبيعية ،
كانا يتحدثان و قد غمرتهما السعادة ..
و قالت الوالدة في سياق الحديث: " حقا إنها معجزة ! "
ثم تساءلت : " ترى كم كلفت هذه العملية ؟. "
رسمت الطفلة سارة على شفتيها ابتسامة عريضة ،
فهي تعلم وحدها ،
أن / معجزة / كلفت بالضبط
دولار واحد وأحد عشر سنتا ..
*ومضة قلم صادق
عندما يكون حب الأخرين ..صادقا..
ونابعا من القلب..عندها تكون
المعجزة ..
ولا تكلف الكثير ..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
توجهت الطفلة سارة ذات السادسة إلى غرفة نومها ،
و من مخبئها السري في خزانتها ، تناولت حصالة نقودها ،
ثم أفرغتها مما فيها فوق الأرض
و أخذت تعد بعناية ما جمعته من نقود خلال الأسابيع الفائتة ،
ثم أعادت عدها ثانية فثالثة
ثم همست في سرها : " إنها بالتأكيد كافية ، و لا مجال لأي خطأ" ؛
و بكل عناية أرجعت النقود إلى
الحصالة ثم ألقت رداءها على كتفيها ،
و تسللت من الباب الخلفي ،متجهة إلى الصيدلية التي لا تبعد كثيرا عن دارها
كان الصيدلي مشغولا للغاية ، فانتظرته صابرة ،
و لكنه استمر منشغلا عنها ، فحاولت لفت نظره
دون جدوى ،
فما كان منها بعد أن يئست إلا أن أخرجت قطعة نقود معدنية
بقيمة ربع دولار من الحصالة ،
فألقتها فوق زجاج الطاولة التي يقف وراءها الصيدلي ؛
عندئذ فقط انتبه إليها ،
فسألها بصوت عبر فيه عن استيائه :
- ماذا تريدين أيتها الطفلة ؟
إنني أتكلم مع شقيقي القادم من شيكاغو ،
و الذي لم اره منذ زمن طويل ..
فأجابته بحدة مظهرة بدورها إنزعاجها من سلوكه :
شقيقي الصغير ، مريض جدا و بحاجة لدواء اسمه / معجزة /
و أريد أن أشتري له هذا الدواء .
أجابها الصيدلي بشيء من الدهشة :
- المعذرة ، ماذا قلتِ ؟
فاستأنفت كلامها قائلة بكل جدية:
شقيقي الصغير و اسمه ( أندرو ) ، يشكو من مشكلة في غاية السوء ،
يقول والدي أن ثمت ورما في رأسه ،
لا تنقذه منه سوى معجزة ،هل فهمتني ؟
إذاً كم هو ثمن / معجزة / ؟ أرجوك أفدني حالا !
أجابها الصيدلي مغيرا لهجته إلى أسلوب أكثر نعومة :
- أنا آسف ، فأنا لا أبيع / معجزة / في صيدليتي !
أجابته الطفلة ملحَّة:
إسمعني ِجيدا ، فأنا معي ما يكفي من النقود لشراء الدواء ،
فقط قل لي كم هو الثمن !
كان شقيق الصيدلي يصغي للحديث ، فتقدم من الطفلة سائلا :
- ما هو نوع / معجزة / التي يحتاجها شقيقك أندرو ؟
أجابته الفتاة بعينين مغرورقتين:
لا أدري ، و لكن كل ما أعرفه أن شقيقي حقيقة مريض جدا ،
قالت أمي أنه بحاجة إلى عملية جراحية ،
و لكن أبي أجابها ، أنه لا يملك نقودا تغطي هذه العملية ،
لذا قررت أن أستخدم نقودي !
سألها شقيق الصيدلي مبديا اهتمامه :
- كم لديك من النقود يا بنية ؟ "
فأجابته مزهوة :
دولار واحد و أحد عشرة سنتا ، ثم استدركت : "
و يمكنني أن أجمع المزيد إذا احتجت !..
أجابها مبتسما :
- يا لها من مصادفة ، دولار و أحد عشر سنتا ،
هي بالضبط المبلغ المطلوب ثمنا ل ( معجزة ) من أجل شقيقك الصغير .
تناول منها المبلغ بيد وباليد الأخرى أمسك بيدها الصغيرة ،
طالبا منها أن تقوده إلى دراها ليقابل والديها ، ثم أضاف :
- و أريد رؤية شقيقك أيضا ..
*****
// ذلك الرجل كان الدكتور كارلتُن أرمسترنغ ، جراح الأعصاب المعروف.//
وقد قام الدكتور كارلتن بإجراء العملية للطفل أندرو مجانا ،
وكانت عملية ناجحة تعافى بعدها أندرو تماما .
بعد بضعة أيام ، جلس الوالدان يتحدثان عن تسلسل الأحداث
منذ التعرف على الدكتور كارلتون
و حتى نجاح العملية و عودة أندرو إلى حالته الطبيعية ،
كانا يتحدثان و قد غمرتهما السعادة ..
و قالت الوالدة في سياق الحديث: " حقا إنها معجزة ! "
ثم تساءلت : " ترى كم كلفت هذه العملية ؟. "
رسمت الطفلة سارة على شفتيها ابتسامة عريضة ،
فهي تعلم وحدها ،
أن / معجزة / كلفت بالضبط
دولار واحد وأحد عشر سنتا ..
*ومضة قلم صادق
عندما يكون حب الأخرين ..صادقا..
ونابعا من القلب..عندها تكون
المعجزة ..
ولا تكلف الكثير ..
ولكم تحيات
ماجد البلوي