ماجد سليمان البلوي
09-12-2016, 12:15 AM
رحلة الى جبال حسمى في منطقة تبوك..؟؟
السلام عليكم
أصبحنا على اشراقة شمس جميلة فيى حسمى…يتمنى الانسان ان يقضي يومه كله هنا لكن لابد مما ليس منه بد!
بعد القهوة خرجنا حوالي السابعة والنصف من منزلنا ووجهتنا شامية ….في طريقنا رأينا هذا التقويس الصخري المرتفع:
ثم مررنا بقارة تسمى قارة الشقيق لوجود فتحة كبيرة في جانبها الغربي:
قارة ام خرق وهذا الغار ظليل لكنه صعب المدخل
المنظر من فوق.
رمال حسمى لها الوان متباينة فاحيانا نرى الرمل الأحمر شديد الحمرة خاصة بجوار الجبال وقربه رمال صفراء أو كريمية اللون , لكن هذه الرمال لا تختلط كأن بينها برزخ…سبحان الخالق.
وصلنا الى قاع بني مر حيث جبل السفينة كما يسمى وهو الذي بهرنا بكتاباته العربية القديمة قبل ست سنين وكان مصدر الهام هذه الرحلة.مقابله هضبة بها غار كنا لم نمر بها لوجود متنزهين بها وهذه المنطقة كثيرة المتنزهين لوقوعها على الخط ولوجود الغار.اليوم كانت فرصة لأن نمر به لخلو المكان هذا الصباح ,في هذا الغار ضاقت صدورنا وحزنا على مافيه من قذارة وعلى جدرانه كثير من النقوش والكتابات لكنها طالها التشويه والأذى بشكل مريع جعلني اطلب من الرفاق ان نعجل بالرحيل
من هنا بدأ نقاش بيننا حول السبيل الأمثل لمنع ظاهرة التشويه للكتابات القديمة وكان رأي سعد عدم وضع لوحات او سياج لأنها تجلب المزيد من الناس. لكن لما رأينا الوضع اليوم غير رأيه . ولي رأي حول هذه النقوش الاسلامية قد لا ينطبق على باقي الأماكن, وهو أن جل الكتابات العربية في منطقة حسمى هي لتابعين من القرون المفضلة وكلها تقريباً تحوي لفظ الجلالة وايات, من هنا ففكرتي ان نستغل الوازع الديني لدى الناس اللذين قد لا يتبهون لهذا الأمر ولهذا نقترح على مسئولي الاثار بمنطقة تبوك وهم أحرص منا:
وضع لوحات كبيرة على الطريق قرب قاع بني مر وقرب بجده تقول للمتنزه ان النقوش الاسلامية تحوي لفظ الجلالة فيجب احترامها وعدم التعرض لها
وضع أمثله لقراءات للحروف الكوفية القديمة تبين للناس انها اسلامية.
بعض الصخور ذات العدد الكبير من النقوش يوضع حولها حاجز يمنع السيارات ولا يمنع المشاة لأن السيارة مصدر كثير من الأذى من طبخ ونفخ وتخييم
هذه تباريح لعلها تصل الى اذن واعية والان نعود الى رحلتنا
واصلنا شمالا عبر طريق جديد يتجه الى بلدة بجدة ونحن نتأمل في هذه القارات الجميلة لكن كثرت الحركة هنا لما وصل المسفلت فكثرت المباني والمزارع والمخيمات.تركنا وادي ريط يميننا
هناك محطة تسمى محطة الزارع تقع يمين الخط ملئنا منها البنزين وفيها بقالة اشترينا منها صابون مواعين اتضح لنا لاحقا انه مجرد ماء بصبغة فلا رغوة له ولا ينظف (يبدو ان العمالة تغش في هذه المناطق النائية اكثر)
وصلنا بلدة بجده وهي حديثة النشأة من هجر بني عطية وقد سميت على جبل يقال له بجدة.
بجده:
وبعد بجده انقطع الخط المسفلت فتنفسنا الصعداء حيث قلة الحركة وصار بامكاننا القول ان الرحلة بدأت !
كل المنطقة قور وجبال فكنا نتصيد النقوش والكتابات في محاريها ولكن من المستحيل ان يستطيع الانسان ان يلم بها كلها في ايام معدودات. بعض الواجهات كنا نظن من بعد ان بها كتابات لكن لانرى اي شيء والعكس صحيح.
اتضحت قيمة سعد في التقاط النقوش من بعد فقرر الأمير ان يغير مكان سعد الى يمين السيارة حيث الواجهات الصخرية أكثر رغم معارضة أبو عبدالمحسن المتشبث بمكانه لكن للضرورة أحكام (اما سبب تشبث صاحبنا بالمكان فلانه جهزه بكل وسائل الراحة والترف وربما بعض الخفايف السرية)!
جبل ثليثوّة:
يقول حمد الجاسر رحمه الله :الثليثوّة هضبة من هضاب حسمى ذات رؤوس ثلاثة بارزة تشاهد من بعد وذكر انها قرب وادي أريط.
بعد بجدة وهدوء الدرب صرنا بخيالنا كمن عاد الى سنة 60 هجري مرافقين للتابعين اللذين نرى اسمائهم امامنا بكل وضوح..بعض الكتابات واضحة الى درجة انك تظن ان كاتبها قد غادر قبل دقائق.
دخلنا هضاب ام البيبان ولعلها سميت بهذا لوجود مداخل متعددة حولها
فرق بين الكتابات القديمة النظيفة وبين الكتابات القبيحة التشويهية
جبال حسمى تنزف رملا أحمر
هذه الابل سعدنا برؤيتها فقد اعادتنا الى زمن القوافل القديم حيث يتنقل هؤلاء التابعين بين الحجاز والشام…..هذه الذكريات قطعها عني رغاء بعير فحل صوته يتجلجل بين الجبال تبين لنا انه يقاوم الراعي ومعاونيها وهم يحاولون اركابه السيارة بالقوة!!
جمعنا حصيلة طيبة من الكتابات المتنوعة….وعند الظهر حان وقت الفطور المتأخر ولم نجد صعوبة في الحصول على ظل ومكان مناسب قرب قارة مرتفعة بها قوس صخري جميل ومائدة صحراوية..
الحرارة العظمى اليوم كانت 25 لكن النسيم يلطف الجو ولو سكن الهواء لكان الجو يميل للحرارة.استمرت الاستراحة ساعتين
لا شك ان الظل وارف في حسمى كما قال كثّير
وقحم سيرنا من قور حسمى
مَروت الرعى ضاحية الظلالِ
وبقول الأزهري انه يقصد ان ليس فيها ظل لكن لو رأى الأزهري حسمى لغير رأيه ففي كل جزيرة العرب لا يوجد جبال لها ظل كل اليوم مثل حسمى .وفي اللسان وضاحية كل شيء : ما برز منه وهذ أقرب لمقصد كثّير في بيته وكثّير لا شك كان من الحجازيين اللذين ينتابون هذا الدرب من الحجاز الى الشام عبر حسمى.
واصلنا طريقنا شمالا عبر درب السفر هذا والذي يمكن ان نسميه درب التابعين فهم من ترك لنا هذه التواقيع والذكريات على جوانب الدرب ومرة أخرى كانت النقوش هي دليلنا على الدرب احيانا يمين واحيانا يسار لكن الاتجه العام هو الشمال حيث الشام….
يكثر شجر الرتم في هذه المناطق
كرسي منحوت من الحجر الرملي المتموج اللون
———
عثرت بالصدفة على مقال للاستاذ أحمد رمزي نشر قديماً فب مجلة الرسالة 1371هجري يقول فيه:
“…وأقسم بالله اني لأتحين الفرص لرؤية حسمى العالية الأطراف والتي قيل ان لامثيل لها في الدنيا, هذه الجبال الملساء الجوانب..”
لا أظن ان امنيته تحققت رحمه الله وليته حي لنريه صورها على الأقل.
قارن حجم الرجل بالجبل
انتبه لرقبتك اذا أردت مشاهدة قمة الهضاب في حسمى! يقول صاحب كتاب أخبار المتنبي عن جبال حسمى:مُلس الجوانب إذا أراد الناظر النظر إلى قُلة أحدهما فتَلَ عنقَهُ حتى يراها بشدة ومنها ما لا يقدر أحد أن يراه ولا يصعده (راجع بحث حسمى هنا)
كلما تقدمنا شمالا اقتربت جبال مدين الجرانيتية من جبال حسمى الحجر-رملية بل انها تتداخل احيانا حتى يصير بينهما ممر ضيق
من سوء حظ جبال مدين قربها من حسمى لأنه بدت لنا قبيحة كالحة لا تغري احدا لزيارتها!
من الظواهر الغريبة هنا وجود بعض الصخور الضخمة قد وضع فوقها كمية كبيرة (شحنة) من الحصى بدون سبب واضح ,هو عمل بشري لا شك لكن لم نعرف سببه وربما ان أهل المنطقة يفسرون لنا هذه الظاهرة..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
السلام عليكم
أصبحنا على اشراقة شمس جميلة فيى حسمى…يتمنى الانسان ان يقضي يومه كله هنا لكن لابد مما ليس منه بد!
بعد القهوة خرجنا حوالي السابعة والنصف من منزلنا ووجهتنا شامية ….في طريقنا رأينا هذا التقويس الصخري المرتفع:
ثم مررنا بقارة تسمى قارة الشقيق لوجود فتحة كبيرة في جانبها الغربي:
قارة ام خرق وهذا الغار ظليل لكنه صعب المدخل
المنظر من فوق.
رمال حسمى لها الوان متباينة فاحيانا نرى الرمل الأحمر شديد الحمرة خاصة بجوار الجبال وقربه رمال صفراء أو كريمية اللون , لكن هذه الرمال لا تختلط كأن بينها برزخ…سبحان الخالق.
وصلنا الى قاع بني مر حيث جبل السفينة كما يسمى وهو الذي بهرنا بكتاباته العربية القديمة قبل ست سنين وكان مصدر الهام هذه الرحلة.مقابله هضبة بها غار كنا لم نمر بها لوجود متنزهين بها وهذه المنطقة كثيرة المتنزهين لوقوعها على الخط ولوجود الغار.اليوم كانت فرصة لأن نمر به لخلو المكان هذا الصباح ,في هذا الغار ضاقت صدورنا وحزنا على مافيه من قذارة وعلى جدرانه كثير من النقوش والكتابات لكنها طالها التشويه والأذى بشكل مريع جعلني اطلب من الرفاق ان نعجل بالرحيل
من هنا بدأ نقاش بيننا حول السبيل الأمثل لمنع ظاهرة التشويه للكتابات القديمة وكان رأي سعد عدم وضع لوحات او سياج لأنها تجلب المزيد من الناس. لكن لما رأينا الوضع اليوم غير رأيه . ولي رأي حول هذه النقوش الاسلامية قد لا ينطبق على باقي الأماكن, وهو أن جل الكتابات العربية في منطقة حسمى هي لتابعين من القرون المفضلة وكلها تقريباً تحوي لفظ الجلالة وايات, من هنا ففكرتي ان نستغل الوازع الديني لدى الناس اللذين قد لا يتبهون لهذا الأمر ولهذا نقترح على مسئولي الاثار بمنطقة تبوك وهم أحرص منا:
وضع لوحات كبيرة على الطريق قرب قاع بني مر وقرب بجده تقول للمتنزه ان النقوش الاسلامية تحوي لفظ الجلالة فيجب احترامها وعدم التعرض لها
وضع أمثله لقراءات للحروف الكوفية القديمة تبين للناس انها اسلامية.
بعض الصخور ذات العدد الكبير من النقوش يوضع حولها حاجز يمنع السيارات ولا يمنع المشاة لأن السيارة مصدر كثير من الأذى من طبخ ونفخ وتخييم
هذه تباريح لعلها تصل الى اذن واعية والان نعود الى رحلتنا
واصلنا شمالا عبر طريق جديد يتجه الى بلدة بجدة ونحن نتأمل في هذه القارات الجميلة لكن كثرت الحركة هنا لما وصل المسفلت فكثرت المباني والمزارع والمخيمات.تركنا وادي ريط يميننا
هناك محطة تسمى محطة الزارع تقع يمين الخط ملئنا منها البنزين وفيها بقالة اشترينا منها صابون مواعين اتضح لنا لاحقا انه مجرد ماء بصبغة فلا رغوة له ولا ينظف (يبدو ان العمالة تغش في هذه المناطق النائية اكثر)
وصلنا بلدة بجده وهي حديثة النشأة من هجر بني عطية وقد سميت على جبل يقال له بجدة.
بجده:
وبعد بجده انقطع الخط المسفلت فتنفسنا الصعداء حيث قلة الحركة وصار بامكاننا القول ان الرحلة بدأت !
كل المنطقة قور وجبال فكنا نتصيد النقوش والكتابات في محاريها ولكن من المستحيل ان يستطيع الانسان ان يلم بها كلها في ايام معدودات. بعض الواجهات كنا نظن من بعد ان بها كتابات لكن لانرى اي شيء والعكس صحيح.
اتضحت قيمة سعد في التقاط النقوش من بعد فقرر الأمير ان يغير مكان سعد الى يمين السيارة حيث الواجهات الصخرية أكثر رغم معارضة أبو عبدالمحسن المتشبث بمكانه لكن للضرورة أحكام (اما سبب تشبث صاحبنا بالمكان فلانه جهزه بكل وسائل الراحة والترف وربما بعض الخفايف السرية)!
جبل ثليثوّة:
يقول حمد الجاسر رحمه الله :الثليثوّة هضبة من هضاب حسمى ذات رؤوس ثلاثة بارزة تشاهد من بعد وذكر انها قرب وادي أريط.
بعد بجدة وهدوء الدرب صرنا بخيالنا كمن عاد الى سنة 60 هجري مرافقين للتابعين اللذين نرى اسمائهم امامنا بكل وضوح..بعض الكتابات واضحة الى درجة انك تظن ان كاتبها قد غادر قبل دقائق.
دخلنا هضاب ام البيبان ولعلها سميت بهذا لوجود مداخل متعددة حولها
فرق بين الكتابات القديمة النظيفة وبين الكتابات القبيحة التشويهية
جبال حسمى تنزف رملا أحمر
هذه الابل سعدنا برؤيتها فقد اعادتنا الى زمن القوافل القديم حيث يتنقل هؤلاء التابعين بين الحجاز والشام…..هذه الذكريات قطعها عني رغاء بعير فحل صوته يتجلجل بين الجبال تبين لنا انه يقاوم الراعي ومعاونيها وهم يحاولون اركابه السيارة بالقوة!!
جمعنا حصيلة طيبة من الكتابات المتنوعة….وعند الظهر حان وقت الفطور المتأخر ولم نجد صعوبة في الحصول على ظل ومكان مناسب قرب قارة مرتفعة بها قوس صخري جميل ومائدة صحراوية..
الحرارة العظمى اليوم كانت 25 لكن النسيم يلطف الجو ولو سكن الهواء لكان الجو يميل للحرارة.استمرت الاستراحة ساعتين
لا شك ان الظل وارف في حسمى كما قال كثّير
وقحم سيرنا من قور حسمى
مَروت الرعى ضاحية الظلالِ
وبقول الأزهري انه يقصد ان ليس فيها ظل لكن لو رأى الأزهري حسمى لغير رأيه ففي كل جزيرة العرب لا يوجد جبال لها ظل كل اليوم مثل حسمى .وفي اللسان وضاحية كل شيء : ما برز منه وهذ أقرب لمقصد كثّير في بيته وكثّير لا شك كان من الحجازيين اللذين ينتابون هذا الدرب من الحجاز الى الشام عبر حسمى.
واصلنا طريقنا شمالا عبر درب السفر هذا والذي يمكن ان نسميه درب التابعين فهم من ترك لنا هذه التواقيع والذكريات على جوانب الدرب ومرة أخرى كانت النقوش هي دليلنا على الدرب احيانا يمين واحيانا يسار لكن الاتجه العام هو الشمال حيث الشام….
يكثر شجر الرتم في هذه المناطق
كرسي منحوت من الحجر الرملي المتموج اللون
———
عثرت بالصدفة على مقال للاستاذ أحمد رمزي نشر قديماً فب مجلة الرسالة 1371هجري يقول فيه:
“…وأقسم بالله اني لأتحين الفرص لرؤية حسمى العالية الأطراف والتي قيل ان لامثيل لها في الدنيا, هذه الجبال الملساء الجوانب..”
لا أظن ان امنيته تحققت رحمه الله وليته حي لنريه صورها على الأقل.
قارن حجم الرجل بالجبل
انتبه لرقبتك اذا أردت مشاهدة قمة الهضاب في حسمى! يقول صاحب كتاب أخبار المتنبي عن جبال حسمى:مُلس الجوانب إذا أراد الناظر النظر إلى قُلة أحدهما فتَلَ عنقَهُ حتى يراها بشدة ومنها ما لا يقدر أحد أن يراه ولا يصعده (راجع بحث حسمى هنا)
كلما تقدمنا شمالا اقتربت جبال مدين الجرانيتية من جبال حسمى الحجر-رملية بل انها تتداخل احيانا حتى يصير بينهما ممر ضيق
من سوء حظ جبال مدين قربها من حسمى لأنه بدت لنا قبيحة كالحة لا تغري احدا لزيارتها!
من الظواهر الغريبة هنا وجود بعض الصخور الضخمة قد وضع فوقها كمية كبيرة (شحنة) من الحصى بدون سبب واضح ,هو عمل بشري لا شك لكن لم نعرف سببه وربما ان أهل المنطقة يفسرون لنا هذه الظاهرة..
ولكم تحيات
ماجد البلوي