ماجد سليمان البلوي
12-26-2016, 02:17 PM
العودة بعد تواري الأمل..؟؟
السلام عليكم
وضع أحمد حقائبه أمام باب شقته ,
وقبل أن يضع يده على مقبض الباب ,
أدار وجهه الى صندوق البريد ...
هم بدخول البيت لكن شيئا" ما ألح عليه بفتح الصندوق البريد..
عاد ثانية يحملق في الصندوق وفي نفسه تساؤلات شتى ..
ترى ما بداخله ؟؟
فاتورة الهاتف والكهرباء ..وماذا أيضا"؟
مد يده وفتح الصندوق , وجد رسالة كل ما عليها :
( مستشفى الأطفال) مستشفى الأطفال ؟؟
وما علاقتي به؟؟
أدخل الرسالة في جيبه .. ودخل شقته ..
كل شيء فيها يوحي بالكآبة ... الغبار كسا أثاث البيت ..
رائحته تخنق الأنفاس ..
ولج غرفته وجدها كما هي عليه..
حتى( التقويم) وجده كما هو ..
لم يتغير تاريخه بعد سفره 15/3/1421 ..
تناول سماعة الهاتف أدار قرصه متصلا"
على بيت أهل زوجته يسأل عمن خلفهما وحيدتين ..
زوجته وابنته (أمل )..
_ نعم
_ السلام عليكم يا عمي ..
_ وعليك السلام .. لا تقل يا عمي ..
والله لم أرد عليك السلام الا احتراما" لتحية الإسلام وإلا فلست كفئا"
لأن أرد عليك , وباختصار لن نعطيك زوجتك وأغلق السماعة ...!!
شعر بالضيق من هذا الاستقبال السيئ
وأراد أن يحطم كل ما أمامه..
لكنه وجد في ( التقويم ) ما يشغله ..
أخذ يطوي أوراقه الى أن وصل الى تاريخ وصوله 15/6/1421
يا الهي ثلاثة أشهر وأنا هناك ..!!
ألقى بنفسه على السرير غير آبه بما عليه من غبار ..
لم يشعر الا ويده تمتد الى جيبه ويخرج الرسالة ....
ترى ممن هذه الرسالة ؟!
(والدي الحبيب .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أبعث اليك هذه الرسالة التي تضج بالألم والجراح ..
أبعث اليك هذه الرسالة وأنا لا أعلم على أي عنوان أرسلها.
أإلى تايلاند ..أم الى السويد ..أم الى باريس..أم الى أي بلد ؟
واذا أرسلتها فعلى أي مرقص أو على أي حانة أم على أي فندق ؟
نعم يا والدي..
لقد كبرت وفهمت معنى كلماتك التي ترددها عندما تريد السفر
(يا أمل أبوك تعب من العمل سيذهب للاستجمام )
لقد فهمتها يا والدي ويا ليتني لم أفهمها .
أفي الحرام يا والدي تبحث عن السعادة؟
انك بذلك تذهب من السعة الى الضيق ..
من سعة الطاعة الى ضيق المعصية...
والدي الحبيب..
سبعة عشر خريفا" مرت من عمري وأنا أنتظرك
سبعة عشر خريفا"
وكلما سمعت صوت سيارة هرعت الى الباب..
والدي قد عاد سبعة عشر خريفا".
وأنا أتمنى أن أصرخ : أبي عد الينا ..
هذه قطرات دمي على الورق ..
انني أسعل دما" ..
كم كنت بحاجة اليك وأنا أنتظر من يتبرع ويوصلني الى المستشفى ..
كم كنت بحاجة اليك تضمني الى صدرك ..
تطوقني بحنانك ..قبل أن يضمني القبر بوحشته....
أبي ان تكن الايام فرقت بيننا..
فعد الى الله حتى ألقاك في الجنة .
ابنتك حطام أمل 29/4/1421..
سقطت الرسالة من يده ...
تحدرت الدموع على خديه ..
حقا" لقد خسرت الكثير..
خسرت زوجتي..خسرت أملي ..
وخسرت ديني..نعم لقد خسرت ديني ؟؟
تعالى نحيبه يشق عنان السماء ..
يخرق أسوار الصمت ..
تجاوبه الأصداء تعاتبه ..بل تعاقبه...
صوت ندي عاتب:
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
ان الله يغفر الذنوب جميعا""..انه هو الغفور الرحيم ))
أدار وجهه..
واذا بزوجته تأخذ بيده وتقول :
لقد أوصتني أبنتنا (أمل) رحمها الله ألا أتخلى عنك ..
وما زال في العمر بقية
وما زال باب التوبة مفتوح ..
فلنبدأ من جديد ..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
السلام عليكم
وضع أحمد حقائبه أمام باب شقته ,
وقبل أن يضع يده على مقبض الباب ,
أدار وجهه الى صندوق البريد ...
هم بدخول البيت لكن شيئا" ما ألح عليه بفتح الصندوق البريد..
عاد ثانية يحملق في الصندوق وفي نفسه تساؤلات شتى ..
ترى ما بداخله ؟؟
فاتورة الهاتف والكهرباء ..وماذا أيضا"؟
مد يده وفتح الصندوق , وجد رسالة كل ما عليها :
( مستشفى الأطفال) مستشفى الأطفال ؟؟
وما علاقتي به؟؟
أدخل الرسالة في جيبه .. ودخل شقته ..
كل شيء فيها يوحي بالكآبة ... الغبار كسا أثاث البيت ..
رائحته تخنق الأنفاس ..
ولج غرفته وجدها كما هي عليه..
حتى( التقويم) وجده كما هو ..
لم يتغير تاريخه بعد سفره 15/3/1421 ..
تناول سماعة الهاتف أدار قرصه متصلا"
على بيت أهل زوجته يسأل عمن خلفهما وحيدتين ..
زوجته وابنته (أمل )..
_ نعم
_ السلام عليكم يا عمي ..
_ وعليك السلام .. لا تقل يا عمي ..
والله لم أرد عليك السلام الا احتراما" لتحية الإسلام وإلا فلست كفئا"
لأن أرد عليك , وباختصار لن نعطيك زوجتك وأغلق السماعة ...!!
شعر بالضيق من هذا الاستقبال السيئ
وأراد أن يحطم كل ما أمامه..
لكنه وجد في ( التقويم ) ما يشغله ..
أخذ يطوي أوراقه الى أن وصل الى تاريخ وصوله 15/6/1421
يا الهي ثلاثة أشهر وأنا هناك ..!!
ألقى بنفسه على السرير غير آبه بما عليه من غبار ..
لم يشعر الا ويده تمتد الى جيبه ويخرج الرسالة ....
ترى ممن هذه الرسالة ؟!
(والدي الحبيب .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أبعث اليك هذه الرسالة التي تضج بالألم والجراح ..
أبعث اليك هذه الرسالة وأنا لا أعلم على أي عنوان أرسلها.
أإلى تايلاند ..أم الى السويد ..أم الى باريس..أم الى أي بلد ؟
واذا أرسلتها فعلى أي مرقص أو على أي حانة أم على أي فندق ؟
نعم يا والدي..
لقد كبرت وفهمت معنى كلماتك التي ترددها عندما تريد السفر
(يا أمل أبوك تعب من العمل سيذهب للاستجمام )
لقد فهمتها يا والدي ويا ليتني لم أفهمها .
أفي الحرام يا والدي تبحث عن السعادة؟
انك بذلك تذهب من السعة الى الضيق ..
من سعة الطاعة الى ضيق المعصية...
والدي الحبيب..
سبعة عشر خريفا" مرت من عمري وأنا أنتظرك
سبعة عشر خريفا"
وكلما سمعت صوت سيارة هرعت الى الباب..
والدي قد عاد سبعة عشر خريفا".
وأنا أتمنى أن أصرخ : أبي عد الينا ..
هذه قطرات دمي على الورق ..
انني أسعل دما" ..
كم كنت بحاجة اليك وأنا أنتظر من يتبرع ويوصلني الى المستشفى ..
كم كنت بحاجة اليك تضمني الى صدرك ..
تطوقني بحنانك ..قبل أن يضمني القبر بوحشته....
أبي ان تكن الايام فرقت بيننا..
فعد الى الله حتى ألقاك في الجنة .
ابنتك حطام أمل 29/4/1421..
سقطت الرسالة من يده ...
تحدرت الدموع على خديه ..
حقا" لقد خسرت الكثير..
خسرت زوجتي..خسرت أملي ..
وخسرت ديني..نعم لقد خسرت ديني ؟؟
تعالى نحيبه يشق عنان السماء ..
يخرق أسوار الصمت ..
تجاوبه الأصداء تعاتبه ..بل تعاقبه...
صوت ندي عاتب:
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
ان الله يغفر الذنوب جميعا""..انه هو الغفور الرحيم ))
أدار وجهه..
واذا بزوجته تأخذ بيده وتقول :
لقد أوصتني أبنتنا (أمل) رحمها الله ألا أتخلى عنك ..
وما زال في العمر بقية
وما زال باب التوبة مفتوح ..
فلنبدأ من جديد ..
ولكم تحيات
ماجد البلوي