ماجد سليمان البلوي
02-28-2017, 01:01 PM
ملف عن الاهازيج والهتافات والمقولات السياسية في تاريخ العراق المعاصر..؟؟
السلام عليكم
ان تاريخ الاهازيج والهتافات والمقولات السياسية التي سمعناها في العراق ، وقرأنا عنها منذ أن غزا المغول بغداد سنة 1258 ، وتعرض الموصل لحصار نادرشاه الفارسي سنة 1743 ، ووقوع بغداد تحت السيطرة العثمانية 1534 ، والاحتلال البريطاني للعراق 1914-1918 والثورة العراقية الكبرى المعروفة ب (ثورة العشرين 1920 الكبرى ) ، وتشكيل الدولة العراقية الحديثة ، ومجيئ فيصل بن الشريف حسين ، وتتويجه في آب –اغسطس 1921 ملكا على العراق .
مما قيل خلال هذه الفترة المهمة من تاريخ العراق الحديث والمعاصر :" بين العجم والروم بلوى إبتلينا " أي بين الفرس والاتراك إبتلى العراق بكونه ساحة للصراع بين الدولتين الفارسية والعثمانية .كما قال الموصليون عند حصار نادرشاه للموصل 1743 متحدين نادرشاه المعروف ايضا ب ( طهماسب ) :
" طهماس غاسك أقع (اقرع ) مثل الجرو منقع " .
عندما قام العراقيون بثورتهم ضد الاستعمار البريطاني سنة 1920، قيلت الكثير من الاهازيج الشعبية نقل لنا بعضها عدد من الكتاب منهم استاذنا الاستاذ الدكتور عبد الله الفياض في كتابه (الثورة العراقية الكبرى سنة 1920 ) المنشور سنة 1963 بمطبعة الارشاد ببغداد .
ومما أورده من أهازيج ما قاله أحدهم يهجو الميجر ديلي حاكم الديوانية السياسي
لما هرب من الديوانية بعد ان إحتلها الثوار :
"شارد من أهل الفوس مالك يديلي
جربتْ يوم الكون حيلك او حيلي "
ولما هرب الجيش البريطاني في الرارنجية قال العراقيون :" رد مالك ملعب ويانه " .
وقال احد ابناء عشائر بني حجيم يخاطب احد رؤساء العشيرة وهو نايف العاجل :
" حاربت الحكومة العوادي او جدي
وخليت اللشاش إمخالفه ابحدي
ثم يقول انتصرت عليهم وتركت موتاهم مكدسين بعضهم فوق بعض .
وقالت إمرأة من بني عارض حين استشهد ولدها الثاني وكان إسمه جبر في معركة العارضيات الثانية :
شلتك ابطني تسعه اصحاح
يلبين كومك كمر وضاح
ردتك لمثل اليوم سفاح
اتطارد (الصوجر ) اهل الارماح
شيال راسي يوم الصياح
وهكذا نجد الكثير الكثير من الاهازيج ، الا ان اهزوجة (الطوب أحسن لو مكواري ) هي التي اشتهرت بين الناس ، وكانت في حينها معبرة عن ارادة العراقيين ، ونضالهم من اجل التخلص من المستعمرين البريطانيين .
كان السيد عبد الرحمن النقيب نقيب اشراف بغداد ، وقبل ان يقنعه الانكليز بتولي منصب رئيس الوزراء ، وتشكيل وزارته الاولى ، يأمل في ان يعود العثمانيين الى الحكم في بغداد يردد مع نفسه وأمام بعض خاصته :" كل يوم أكول اليوم باجر يبينون وأنطي للمبشر بوسه من العيون " .ولم يتحقق حلمه ابدا ؛ فإنصاع لأمر الانكليز وشكل وزارتين .
وكان الناس عندما إختير فيصل بن الحسين شريف مكة ليكون ملكا على العراق في اب –اغسطس 1921 يرددون ما قاله الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي عن فيصل :" أعدد اياما واقبض راتبا " .وقد زعل فيصل على الرصافي وظل الامير عبد الاله الوصي على عرش العراق 1939-1953 يكره الرصافي ويعاتب كل من يتقرب منه لموقفه من الملك فيصل الاول .
أما جعفر ابو التمن زعيم الحزب الوطني العراقي فقد رفض ان يرافق الوفد الذي ذهب الى القاهرة لاصطحاب فيصل والتمهيد لمبايعته وقال :" أرجو أن تعفوني من أن أكون من زفافة هذا العرس " .
وكان الشيخ شعلان ابو الجون قد استقبل الملك فيصل الاول وهوست العشائر العراقية انئذ :
إهنا كصبنا إخوة ذوله
إهنا علكنا الكنارة
وكانوا يقصدون الانكليز الذين رافقوا فيصل ، وكيف فعل بهم الثوار .. وقد انزعج الملك فيصل الاول من هذه الهوسة وغضب وكان يريد ان تكون العلاقة مع الانكليز سلمية قائمة على تبادل المصالح .
وعندما قتل الملك غازي ملك العراق الاسبق 1933-1939 في حادث سيارة ردد العراقيون في الموصل وبغداد والحلة خاصة ان الانكليز هم من قتله لمواقفه العروبية قائلين : " أويلاخ يابا انقتل غازي " .. وفي الموصل هجم عدد من الغاضبين على القنصل البريطاني ( مونك ميسن ) وضربوه بالفاس على رأسه وقتلوه .
وبعد ثورة مايس 1941 والحرب العراقية –البريطانية واعدام قادتها العقداء الاربعة صلاح الدين الصباغ ، وفهمي سعيد ، ومحمود سلمان ، وكامل شبيب ، ومعهم المحامي يونس السبعاوي وزير الاقتصاد قال العراقيون " الله اكبر يا عرب .. شبانه جتلوهم " .
وكان العراقيون يكرهون رئيس الوزراء المزمن نوري السعيد الذي شكل 14 وزارة ، واستأثر بالسلطة اربعة عقود ضاربا عرض الحائط كل دعوات القوى الوطنية للمشاركة بالحكم يقولون :" نوري السعيد قوندره .. وصالح جبر كيطانه " .وصالح جبر رئيس الوزراء الذي وقع في بورتسموث 1948 معاهدة بورتسموث مع بريطانيا والتي ثار عليها الشعب ومزقها واضطر الامير عبد الاله الى الغاءها .
ومن حسن الحظ ان أحد الاخوة نشر مقالا جميلا في موقع (الحوار المتمدن ) بقلم الحكيم البابلي (اسم مستعار ) ضمنه بعض ذكرياته عن الاهازيج والمقولات السياسية التي ترددت خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي ومما قاله انه وخلال العدوان الثلاثي على مصر ، والذي قام به الانكليز والفرنسيين والاسرائيليين بعد تأميم الرئيس جمال عبد الناصر قناة السويس سنة 1956 كان العراقيون في مظاهراتهم يرددون :"مصر حرة أبية .. فلتسقط الصهيونية ".
وبعد قيام ثورة 14 تموز 1958 ، وسقوط النظام الملكي، وتأسيس جمهورية العراق ، واحتدام الصراع السياسي بين القوميين والشيوعيين ظهرت شعارات وأهازيج وأغان كثيرة منها ما ردده الشيوعيون عندما تولت الدكتورة نزيهة الدليمي ، وكانت شيوعية ، وزارة البلديات :" نزيهة صارت بالحكم موتوا يا بعثية " فرد عليهم ( البعثيون ) قائلين :" نزيهة بالت بالحكم وازحلق المهداوي " ..
والمهداوي هو العقيد فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة العسكرية العليا الخاصة المعروفة ب( محكمة الشعب) أو محكمة المهداوي ، وكانت تحاكم عدد من رجالات الحكم الملكي ، ومن ثم من أسمتهم المتآمرين على حكم الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء ، والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 .
وبعد فشل ثورة الشواف أو ثورة الموصل أو حركة الموصل التي قامت في الموصل في 8 اذار 1959 بقيادة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف آمر موقع الموصل ضد الزعيم عبد الكريم قاسم ردد الشيوعيون في شوارع الموصل ومن ثم في العديد من شوارع العراق شعارات عديدة منها :" ماكو مؤامرة إتصير والحبال موجوده " .
وبعدما قوي الشيوعيون ، وارادوا من الزعيم عبد الكريم قاسم إشراكهم في الحكم قالوا :" عاش زعيمي عبد الكريمي .. حزب الشيوعي في الحكم مطلب عظيمي " .
كما رددوا وهم يعبرون عن قوة اللحمة بين العرب والكورد انسجاما مع ما جاء في دستور العراق المؤقت 1958 : " كرد وعرب فد حزام ..عاش الزعيم المقدام " ، و" هربجي ..هربجي كرد وعرب رمز النضال " . وكانوا يصولون ويجولون في الشوارع وهم يرددون :
سنمضي سنمضي إلى مانريد ...... وطنٌ حرٌ وشعبٌ سعيدْ
سنحمي سنحمي قلاع السلام ....... ونبني ونبني عراقاً جديدْ .
اما القوميون والبعثيون فقد كانوا يخالفون الشيوعيين فالقوميين يريدون الوحدة والشيوعيين يريدون الاتحاد الفدرالي والصداقة السوفيتية وردد القوميون والبعثيون :" نحن جنودك يا جمال ..جيب سلاح وإخذ إرجال " .
وعندما تفاقم الامر بعد قيام الزعيم عبد الكريم قاسم بإعدام الزعيم الركن ناظم الطبقجلي والعقيد رفعت الحاج سري ورفاقهما بعد اتهامهما بالاشتراك ب(مؤامرة الشواف في الموصل ) ردد البعثيون والقوميون :" يابغداد ثوري ثوري .. خلي قاسم يلحك نوري " .
ورد عليهم الشيوعيين قائلين :" عبد الناصر شيل إيدك ..شعب العراق ما يريدك " .
وحين حوكم الضباط الذين اشتركوا في حركة الشواف وصدرت عليهم في المحكمة العسكرية العليا الخاصة اندفع الشيوعيين ليرددوا في الشارع مخاطبين الزعيم هتافات من قبيل :
لا تكول ما عندي وكت ... وإعدمهم الليلة " .. و" إعدم .. إعدم ... جيش وشعب يحميك يا قائد الثورة " .
وبعد اعدام الشهداء ردد القوميون والبعثيون " الله أكبر يا عرب شُبانه جتلوهم ..... ما صارت إبكل الدول قاسم نذل سواها " .
وفي تشرين الاول سنة 1959 تعرض الزعيم الى حادث اغتيال في شارع الرشيد خطط له ونفذه البعثيون وقد القي البعض على بعض من اشترك في حادث الاغتيال وحوكم وكان الشيوعيون يحرضون الزعيم على اعدامهم لكن الزعيم رفع شعار (عفا الله عن ما سلف ) ومما كان يقوله الشيوعيون :"
سبع ملايين تصيح .. فدوة لبن قاسم
سلامات .. سلامات ... يا حبيب الملايين
إعدم .. إعدم .. جيش وشعب يحميك يا قائد الثورة
شلت الأيدي الأثيمة .. ماتت الروح اللئيمة
وقد تعرض الزعيم عبد الكريم قاسم الى هوسات واهازيج شعبية ساخرة من قبيل انه عندما قرر الغاء (العانه اي ال4 فلوس وجعلها 5 فلوس ) ردد الناس وخاصة من معارضيه :" عبد الكريم النمس زيد العانه فلس " .
وكثيرا ما كان الشيوعيون يسخرون من عبد الناصر والبعثيين وعندما يتوقف الناس عن مجاراتهم بعد ان يقدموا شيئا من الفعاليات :"اللي ما يصفق عفلقي " أي انه من اتباع ميشيل عفلق الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي .
وعندما حدث الخلاف بين الزعيم عبد الكريم قاسم والعقيد عبد السلام محمد عارف نائبه ووزير داخليته واحد قادة الثورة تقرر أن يسافر العقيد الركن عبد السلام محمد عارف الى بون ليكون سفيرا للعراق هناك لفترة الى ان تبرد الخواطر لكن عبد السلام محمد عارف عاد على حين غرة والقي القبض عليه وحوكم وصدر الحكم عليه بالاعدام لكن الزعيم اطلق سراحه فيما بعد . وظهرت إشاعات بأن مؤامرة بعثية ستقوم وردد الشيوعيون : " خمسة بالشهر ماتت البعثية " .
وبعدما سقط نظام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم في حركة 8 شباط 1963 وتولى البعثيون السلطة قالوا :" جئنا لنبقى " ، فرد عليهم أحد الشعراء الشيوعيين ولعله الشاعر سعدي يوسف :" قال المقاول جئنا لنبقى ! " واخذوا أي الشيوعيين يرددون ما قاله أحد قادة البعث ، وهو علي صالح السعدي :"جئنا بقطار اميركي " .
وخلال فترة حكم البعث الثانية 1968-2003 ، ظهرت أهازيج ، وشعارات ، وأناشيد ، وأغان كثيرة جدا ومعظمها كان كان يدور حول تمجيد حزب البعث العربي الاشتراكي ومنها ما كان يردده البعثيون عندما يأتي أحد قادتهم الكبار لحضور احتفال ما :
"هلا بيك هلا .. وإبجيتك هلا " .
وتطورت الاهازيج والاناشيد والمقولات السياسية لتتركز على الرئيس القائد ومنها مثلا :
" اذا قال صدام قال العراق " ، ومنها "عمود البيت إحنا انصيرلك سور ..
علم عال يمر بين الاعلام ..
الوطن غال غال الوطن غال غال وسمح ويا اليحبون
نحن انحبك يا صدام العزيز انت " .
و"حياك يا ابو حلا " و" صدام غالي " .
وعندما اندلعت الحرب العراقية –الايرانية في ايلول –سبتمبر 1980
انتشرت اهازيج واغان كثيرة منها :"ياحوم اتبع لو جرينا " .
و"منصورة يا بغداد " .و" ياكاع إترابج كافوري " و"عجيد الكوم يا عونه "
و"قادسية صدام قادسية كل العرب " والقادسية الثانية أو قادسية صدام
مصطلح اطلق على الحرب العراقية –الايرانية 1980-1988م..
والحديث يطول لماضي كثير الاحداث..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
السلام عليكم
ان تاريخ الاهازيج والهتافات والمقولات السياسية التي سمعناها في العراق ، وقرأنا عنها منذ أن غزا المغول بغداد سنة 1258 ، وتعرض الموصل لحصار نادرشاه الفارسي سنة 1743 ، ووقوع بغداد تحت السيطرة العثمانية 1534 ، والاحتلال البريطاني للعراق 1914-1918 والثورة العراقية الكبرى المعروفة ب (ثورة العشرين 1920 الكبرى ) ، وتشكيل الدولة العراقية الحديثة ، ومجيئ فيصل بن الشريف حسين ، وتتويجه في آب –اغسطس 1921 ملكا على العراق .
مما قيل خلال هذه الفترة المهمة من تاريخ العراق الحديث والمعاصر :" بين العجم والروم بلوى إبتلينا " أي بين الفرس والاتراك إبتلى العراق بكونه ساحة للصراع بين الدولتين الفارسية والعثمانية .كما قال الموصليون عند حصار نادرشاه للموصل 1743 متحدين نادرشاه المعروف ايضا ب ( طهماسب ) :
" طهماس غاسك أقع (اقرع ) مثل الجرو منقع " .
عندما قام العراقيون بثورتهم ضد الاستعمار البريطاني سنة 1920، قيلت الكثير من الاهازيج الشعبية نقل لنا بعضها عدد من الكتاب منهم استاذنا الاستاذ الدكتور عبد الله الفياض في كتابه (الثورة العراقية الكبرى سنة 1920 ) المنشور سنة 1963 بمطبعة الارشاد ببغداد .
ومما أورده من أهازيج ما قاله أحدهم يهجو الميجر ديلي حاكم الديوانية السياسي
لما هرب من الديوانية بعد ان إحتلها الثوار :
"شارد من أهل الفوس مالك يديلي
جربتْ يوم الكون حيلك او حيلي "
ولما هرب الجيش البريطاني في الرارنجية قال العراقيون :" رد مالك ملعب ويانه " .
وقال احد ابناء عشائر بني حجيم يخاطب احد رؤساء العشيرة وهو نايف العاجل :
" حاربت الحكومة العوادي او جدي
وخليت اللشاش إمخالفه ابحدي
ثم يقول انتصرت عليهم وتركت موتاهم مكدسين بعضهم فوق بعض .
وقالت إمرأة من بني عارض حين استشهد ولدها الثاني وكان إسمه جبر في معركة العارضيات الثانية :
شلتك ابطني تسعه اصحاح
يلبين كومك كمر وضاح
ردتك لمثل اليوم سفاح
اتطارد (الصوجر ) اهل الارماح
شيال راسي يوم الصياح
وهكذا نجد الكثير الكثير من الاهازيج ، الا ان اهزوجة (الطوب أحسن لو مكواري ) هي التي اشتهرت بين الناس ، وكانت في حينها معبرة عن ارادة العراقيين ، ونضالهم من اجل التخلص من المستعمرين البريطانيين .
كان السيد عبد الرحمن النقيب نقيب اشراف بغداد ، وقبل ان يقنعه الانكليز بتولي منصب رئيس الوزراء ، وتشكيل وزارته الاولى ، يأمل في ان يعود العثمانيين الى الحكم في بغداد يردد مع نفسه وأمام بعض خاصته :" كل يوم أكول اليوم باجر يبينون وأنطي للمبشر بوسه من العيون " .ولم يتحقق حلمه ابدا ؛ فإنصاع لأمر الانكليز وشكل وزارتين .
وكان الناس عندما إختير فيصل بن الحسين شريف مكة ليكون ملكا على العراق في اب –اغسطس 1921 يرددون ما قاله الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي عن فيصل :" أعدد اياما واقبض راتبا " .وقد زعل فيصل على الرصافي وظل الامير عبد الاله الوصي على عرش العراق 1939-1953 يكره الرصافي ويعاتب كل من يتقرب منه لموقفه من الملك فيصل الاول .
أما جعفر ابو التمن زعيم الحزب الوطني العراقي فقد رفض ان يرافق الوفد الذي ذهب الى القاهرة لاصطحاب فيصل والتمهيد لمبايعته وقال :" أرجو أن تعفوني من أن أكون من زفافة هذا العرس " .
وكان الشيخ شعلان ابو الجون قد استقبل الملك فيصل الاول وهوست العشائر العراقية انئذ :
إهنا كصبنا إخوة ذوله
إهنا علكنا الكنارة
وكانوا يقصدون الانكليز الذين رافقوا فيصل ، وكيف فعل بهم الثوار .. وقد انزعج الملك فيصل الاول من هذه الهوسة وغضب وكان يريد ان تكون العلاقة مع الانكليز سلمية قائمة على تبادل المصالح .
وعندما قتل الملك غازي ملك العراق الاسبق 1933-1939 في حادث سيارة ردد العراقيون في الموصل وبغداد والحلة خاصة ان الانكليز هم من قتله لمواقفه العروبية قائلين : " أويلاخ يابا انقتل غازي " .. وفي الموصل هجم عدد من الغاضبين على القنصل البريطاني ( مونك ميسن ) وضربوه بالفاس على رأسه وقتلوه .
وبعد ثورة مايس 1941 والحرب العراقية –البريطانية واعدام قادتها العقداء الاربعة صلاح الدين الصباغ ، وفهمي سعيد ، ومحمود سلمان ، وكامل شبيب ، ومعهم المحامي يونس السبعاوي وزير الاقتصاد قال العراقيون " الله اكبر يا عرب .. شبانه جتلوهم " .
وكان العراقيون يكرهون رئيس الوزراء المزمن نوري السعيد الذي شكل 14 وزارة ، واستأثر بالسلطة اربعة عقود ضاربا عرض الحائط كل دعوات القوى الوطنية للمشاركة بالحكم يقولون :" نوري السعيد قوندره .. وصالح جبر كيطانه " .وصالح جبر رئيس الوزراء الذي وقع في بورتسموث 1948 معاهدة بورتسموث مع بريطانيا والتي ثار عليها الشعب ومزقها واضطر الامير عبد الاله الى الغاءها .
ومن حسن الحظ ان أحد الاخوة نشر مقالا جميلا في موقع (الحوار المتمدن ) بقلم الحكيم البابلي (اسم مستعار ) ضمنه بعض ذكرياته عن الاهازيج والمقولات السياسية التي ترددت خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي ومما قاله انه وخلال العدوان الثلاثي على مصر ، والذي قام به الانكليز والفرنسيين والاسرائيليين بعد تأميم الرئيس جمال عبد الناصر قناة السويس سنة 1956 كان العراقيون في مظاهراتهم يرددون :"مصر حرة أبية .. فلتسقط الصهيونية ".
وبعد قيام ثورة 14 تموز 1958 ، وسقوط النظام الملكي، وتأسيس جمهورية العراق ، واحتدام الصراع السياسي بين القوميين والشيوعيين ظهرت شعارات وأهازيج وأغان كثيرة منها ما ردده الشيوعيون عندما تولت الدكتورة نزيهة الدليمي ، وكانت شيوعية ، وزارة البلديات :" نزيهة صارت بالحكم موتوا يا بعثية " فرد عليهم ( البعثيون ) قائلين :" نزيهة بالت بالحكم وازحلق المهداوي " ..
والمهداوي هو العقيد فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة العسكرية العليا الخاصة المعروفة ب( محكمة الشعب) أو محكمة المهداوي ، وكانت تحاكم عدد من رجالات الحكم الملكي ، ومن ثم من أسمتهم المتآمرين على حكم الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء ، والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 .
وبعد فشل ثورة الشواف أو ثورة الموصل أو حركة الموصل التي قامت في الموصل في 8 اذار 1959 بقيادة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف آمر موقع الموصل ضد الزعيم عبد الكريم قاسم ردد الشيوعيون في شوارع الموصل ومن ثم في العديد من شوارع العراق شعارات عديدة منها :" ماكو مؤامرة إتصير والحبال موجوده " .
وبعدما قوي الشيوعيون ، وارادوا من الزعيم عبد الكريم قاسم إشراكهم في الحكم قالوا :" عاش زعيمي عبد الكريمي .. حزب الشيوعي في الحكم مطلب عظيمي " .
كما رددوا وهم يعبرون عن قوة اللحمة بين العرب والكورد انسجاما مع ما جاء في دستور العراق المؤقت 1958 : " كرد وعرب فد حزام ..عاش الزعيم المقدام " ، و" هربجي ..هربجي كرد وعرب رمز النضال " . وكانوا يصولون ويجولون في الشوارع وهم يرددون :
سنمضي سنمضي إلى مانريد ...... وطنٌ حرٌ وشعبٌ سعيدْ
سنحمي سنحمي قلاع السلام ....... ونبني ونبني عراقاً جديدْ .
اما القوميون والبعثيون فقد كانوا يخالفون الشيوعيين فالقوميين يريدون الوحدة والشيوعيين يريدون الاتحاد الفدرالي والصداقة السوفيتية وردد القوميون والبعثيون :" نحن جنودك يا جمال ..جيب سلاح وإخذ إرجال " .
وعندما تفاقم الامر بعد قيام الزعيم عبد الكريم قاسم بإعدام الزعيم الركن ناظم الطبقجلي والعقيد رفعت الحاج سري ورفاقهما بعد اتهامهما بالاشتراك ب(مؤامرة الشواف في الموصل ) ردد البعثيون والقوميون :" يابغداد ثوري ثوري .. خلي قاسم يلحك نوري " .
ورد عليهم الشيوعيين قائلين :" عبد الناصر شيل إيدك ..شعب العراق ما يريدك " .
وحين حوكم الضباط الذين اشتركوا في حركة الشواف وصدرت عليهم في المحكمة العسكرية العليا الخاصة اندفع الشيوعيين ليرددوا في الشارع مخاطبين الزعيم هتافات من قبيل :
لا تكول ما عندي وكت ... وإعدمهم الليلة " .. و" إعدم .. إعدم ... جيش وشعب يحميك يا قائد الثورة " .
وبعد اعدام الشهداء ردد القوميون والبعثيون " الله أكبر يا عرب شُبانه جتلوهم ..... ما صارت إبكل الدول قاسم نذل سواها " .
وفي تشرين الاول سنة 1959 تعرض الزعيم الى حادث اغتيال في شارع الرشيد خطط له ونفذه البعثيون وقد القي البعض على بعض من اشترك في حادث الاغتيال وحوكم وكان الشيوعيون يحرضون الزعيم على اعدامهم لكن الزعيم رفع شعار (عفا الله عن ما سلف ) ومما كان يقوله الشيوعيون :"
سبع ملايين تصيح .. فدوة لبن قاسم
سلامات .. سلامات ... يا حبيب الملايين
إعدم .. إعدم .. جيش وشعب يحميك يا قائد الثورة
شلت الأيدي الأثيمة .. ماتت الروح اللئيمة
وقد تعرض الزعيم عبد الكريم قاسم الى هوسات واهازيج شعبية ساخرة من قبيل انه عندما قرر الغاء (العانه اي ال4 فلوس وجعلها 5 فلوس ) ردد الناس وخاصة من معارضيه :" عبد الكريم النمس زيد العانه فلس " .
وكثيرا ما كان الشيوعيون يسخرون من عبد الناصر والبعثيين وعندما يتوقف الناس عن مجاراتهم بعد ان يقدموا شيئا من الفعاليات :"اللي ما يصفق عفلقي " أي انه من اتباع ميشيل عفلق الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي .
وعندما حدث الخلاف بين الزعيم عبد الكريم قاسم والعقيد عبد السلام محمد عارف نائبه ووزير داخليته واحد قادة الثورة تقرر أن يسافر العقيد الركن عبد السلام محمد عارف الى بون ليكون سفيرا للعراق هناك لفترة الى ان تبرد الخواطر لكن عبد السلام محمد عارف عاد على حين غرة والقي القبض عليه وحوكم وصدر الحكم عليه بالاعدام لكن الزعيم اطلق سراحه فيما بعد . وظهرت إشاعات بأن مؤامرة بعثية ستقوم وردد الشيوعيون : " خمسة بالشهر ماتت البعثية " .
وبعدما سقط نظام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم في حركة 8 شباط 1963 وتولى البعثيون السلطة قالوا :" جئنا لنبقى " ، فرد عليهم أحد الشعراء الشيوعيين ولعله الشاعر سعدي يوسف :" قال المقاول جئنا لنبقى ! " واخذوا أي الشيوعيين يرددون ما قاله أحد قادة البعث ، وهو علي صالح السعدي :"جئنا بقطار اميركي " .
وخلال فترة حكم البعث الثانية 1968-2003 ، ظهرت أهازيج ، وشعارات ، وأناشيد ، وأغان كثيرة جدا ومعظمها كان كان يدور حول تمجيد حزب البعث العربي الاشتراكي ومنها ما كان يردده البعثيون عندما يأتي أحد قادتهم الكبار لحضور احتفال ما :
"هلا بيك هلا .. وإبجيتك هلا " .
وتطورت الاهازيج والاناشيد والمقولات السياسية لتتركز على الرئيس القائد ومنها مثلا :
" اذا قال صدام قال العراق " ، ومنها "عمود البيت إحنا انصيرلك سور ..
علم عال يمر بين الاعلام ..
الوطن غال غال الوطن غال غال وسمح ويا اليحبون
نحن انحبك يا صدام العزيز انت " .
و"حياك يا ابو حلا " و" صدام غالي " .
وعندما اندلعت الحرب العراقية –الايرانية في ايلول –سبتمبر 1980
انتشرت اهازيج واغان كثيرة منها :"ياحوم اتبع لو جرينا " .
و"منصورة يا بغداد " .و" ياكاع إترابج كافوري " و"عجيد الكوم يا عونه "
و"قادسية صدام قادسية كل العرب " والقادسية الثانية أو قادسية صدام
مصطلح اطلق على الحرب العراقية –الايرانية 1980-1988م..
والحديث يطول لماضي كثير الاحداث..
ولكم تحيات
ماجد البلوي