عادل مساعد العبيلي
01-09-2006, 09:52 AM
الأضحية مقاصد وصفات .. كيف تضحي وماذا يجزيك؟
الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام, وهي مشروعة إجماعا بالكتاب والسنة: قال تعالى "فصل لربك وانحر" أي انحر البدن والأضاحي قربة لله. والله غني عنها قال عز وجل "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين" الحج: 37. وأما السنة فأحاديث تحكي فعله, صلى الله عليه وسلم, وأخرى تحكي قوله في بيان فضلها والترغيب فيها والتنفير من تركها. فمن ذلك ما صح من حديث أنس بن مالك, رضي الله عنه, أنه قال "ضحى النبي, صلى الله عليه وسلم, بكبشين أملحين أقرنين, ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما". وأحاديث أخرى منها قوله, صلى الله عليه وسلم, "من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا", وشرعت التضحية في السنة الثانية من الهجرة النبوية وهي السنة التي شرعت فيها صلاة العيدين وزكاة المال.
أما حكمة مشروعيتها فهي شكر لله تعالى على نعمة الحياة, وإحياء سنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين أمره الله عز اسمه بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه الصلاة والسلام في يوم النحر, وأن يتذكر المؤمن أن صبر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وإيثارهما طاعة الله ومحبته على محبة النفس والولد كانا سبب الفداء ورفع البلاء. فإذا تذكر المؤمن ذلك اقتدى بهما في الصبر على طاعة الله وتقديم محبته, عز وجل, على هوى النفس وشهوتها.
ولعلنا إن تدبرنا في أمرها نجد أن غايتها نبيلة ومقصدها حكيم فهي فرضت لدلالات كثيرة ومعان سامية وكذلك جاءت فداء لسيدنا إسماعيل, عليه السلام, لتفديه ولتكن قربانا.
وللأضحية تعريف ومعنى ومقصد في الشرع ومشروعية وحكمة والكثير من المواضيع المرتبطة بها, فالأضحية: بتشديد الياء وبضم الهمزة أو كسرها, وجمعها الأضاحي بتشديد الياء أيضا, ويقال لها: الضحية بفتح الضاد وتشديد الياء, وجمعها الضحايا, ويقال لها أيضا: "الأضحاة" بفتح الهمزة وجمعها الأضحى, وهو على التحقيق اسم جنس جمعي وبها سمي يوم الأضحى, أي اليوم الذي يضحي فيه الناس, وقد عرفها اللغويون بتعريفين أحدهما: الشاة التي تذبح ضحوة أي وقت ارتفاع النهار والوقت الذي يليه, وهذا المعنى نقله صاحب اللسان عن ابن الأعرابي.
وثانيهما: الشاة التي تذبح يوم الأضحى, وهذا المعنى ذكره صاحب اللسان أيضا. وكما في المعجم الوجيز: اسم لما يضحى به أيام عيد الأضحى وتجمع على ضحايا وأضاح, وسميت بذلك لأنها تذبح يوم الأضحى وقت الضحى. أما معناها في الشرع: فهو ما يذكى تقربا إلى الله تعالى في أيام النحر بشرائط مخصوصة, والأضحية يقصد بها شكر لله تعالى على نعمة الحياة إلى حلول الأيام الفاضلة من ذي الحجة الحرام.
ولسلامة الأضحية يجب أن تكون خالية من العيوب الفاحشة, وهي العيوب التي من شأنها أن تنقص الشحم أو اللحم إلا ما استثني, وبناء على هذا الشرط لا تجزئ التضحية بما يأتي:
العمياء, العوراء البين عورها, وهي التي ذهب بصر إحدى عينيها, مقطوعة اللسان بالكلية, الجدعاء وهي مقطوعة الأنف, مقطوعة الأذنين أو إحداهما, وكذا السكاء وهي فاقدة الأذنين أو إحداهما خلقة, ما ذهب من إحدى أذنيها مقدار كثير, إن النبي, صلى الله عليه وسلم, نهى أن يضحي بعضباء الأذن, العرجاء البين عرجها, وهي التي لا تقدر أن تمشي برجلها إلى المنسك, أي المذبح, وفسرها المالكية والشافعية، بالتي لا تسير بسير صواحبها, الجذماء وهي مقطوعة اليد أو الرجل وكذا فاقدة إحداهما خلقة, الجذاء وهي التي قطعت رؤوس ضروعها أو يبست, مقطوعة الألية وكذا فاقدتها خلقة, المريضة البين مرضها، أي التي يظهر مرضها لمن يراها, والعجفاء التي لا تنقي، وهي المهزولة التي ذهب نقيها، وهو المخ الذي في داخل العظام، فإنها لا تجزئ، لأن تمام الخلقة أمر ظاهر، فإذا تبين خلافه كان تقصيراً.
وهناك أيضاً بعض الأشياء الخاصة بالأضحية والتي يجب أن يتم التأكد منها قبل شراء الأضحية وهي: عمر الحيوان: يفضل أن يكون عمر الحيوان ما بين 6 أشهر ـ 2 سنة ولكن هذا لا يمنع أن يكون عمر الأضحية أكبر من ذلك (ويتم ذلك بناءً على التسنين). حجم الحيوان: لا يفضل الحيوان القصير القامة أو الهزيل ويتم التعرف على امتلاء جسم الحيوان باللحم والشحم عن طريق جس الذيل ومنطقة العمود الفقري التي تقع بعد الجهة الأمامية لعظمة الحوض حيث إن امتلاء تلك المنطقتين يدل على حجم الحيوان. النواحي الصحية للحيوان: مراقبة السلوك العام للحيوان وتقييم حالته الجسمانية والغذائية ونظافته وملاحظة ما يلي:
ـ الاضطرابات التنفسية.
ـ أي سلوك غير طبيعي للحيوان.
ـ إفرازات غير طبيعية من فتحات الجسم (إسهال ـ مخاط..إلخ).
ـ وجود مظاهر غير طبيعية على جسم الحيوان كالأورام والخراجات.
ـ صدور روائح غير طبيعية.
ـ طريقة مشي الحيوان والخلل في ذلك كالعرج.
ويمكن معرفة عمر الأضحية بالنظر إلى الأسنان، فالأغنام يمكن تقدير عمرها بصورة تقريبية بملاحظة التغيرات التي تطرأ على الأسنان، ويتم ذلك بفحص القواطع في مقدمة الفك السفلي حيث يوجد للغنم أربعة أزواج في الفك السفلي، ولا يوجد قواطع في الفك العلوي بل توجد وسادة لحمية، ومن الشكل التالي يمكن معرفة عمر الأضحية.
* أستاذ مشارك ـ كلية علوم الأغذية والزراعة ـ جامعة الملك سعود
الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام, وهي مشروعة إجماعا بالكتاب والسنة: قال تعالى "فصل لربك وانحر" أي انحر البدن والأضاحي قربة لله. والله غني عنها قال عز وجل "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين" الحج: 37. وأما السنة فأحاديث تحكي فعله, صلى الله عليه وسلم, وأخرى تحكي قوله في بيان فضلها والترغيب فيها والتنفير من تركها. فمن ذلك ما صح من حديث أنس بن مالك, رضي الله عنه, أنه قال "ضحى النبي, صلى الله عليه وسلم, بكبشين أملحين أقرنين, ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما". وأحاديث أخرى منها قوله, صلى الله عليه وسلم, "من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا", وشرعت التضحية في السنة الثانية من الهجرة النبوية وهي السنة التي شرعت فيها صلاة العيدين وزكاة المال.
أما حكمة مشروعيتها فهي شكر لله تعالى على نعمة الحياة, وإحياء سنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين أمره الله عز اسمه بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه الصلاة والسلام في يوم النحر, وأن يتذكر المؤمن أن صبر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وإيثارهما طاعة الله ومحبته على محبة النفس والولد كانا سبب الفداء ورفع البلاء. فإذا تذكر المؤمن ذلك اقتدى بهما في الصبر على طاعة الله وتقديم محبته, عز وجل, على هوى النفس وشهوتها.
ولعلنا إن تدبرنا في أمرها نجد أن غايتها نبيلة ومقصدها حكيم فهي فرضت لدلالات كثيرة ومعان سامية وكذلك جاءت فداء لسيدنا إسماعيل, عليه السلام, لتفديه ولتكن قربانا.
وللأضحية تعريف ومعنى ومقصد في الشرع ومشروعية وحكمة والكثير من المواضيع المرتبطة بها, فالأضحية: بتشديد الياء وبضم الهمزة أو كسرها, وجمعها الأضاحي بتشديد الياء أيضا, ويقال لها: الضحية بفتح الضاد وتشديد الياء, وجمعها الضحايا, ويقال لها أيضا: "الأضحاة" بفتح الهمزة وجمعها الأضحى, وهو على التحقيق اسم جنس جمعي وبها سمي يوم الأضحى, أي اليوم الذي يضحي فيه الناس, وقد عرفها اللغويون بتعريفين أحدهما: الشاة التي تذبح ضحوة أي وقت ارتفاع النهار والوقت الذي يليه, وهذا المعنى نقله صاحب اللسان عن ابن الأعرابي.
وثانيهما: الشاة التي تذبح يوم الأضحى, وهذا المعنى ذكره صاحب اللسان أيضا. وكما في المعجم الوجيز: اسم لما يضحى به أيام عيد الأضحى وتجمع على ضحايا وأضاح, وسميت بذلك لأنها تذبح يوم الأضحى وقت الضحى. أما معناها في الشرع: فهو ما يذكى تقربا إلى الله تعالى في أيام النحر بشرائط مخصوصة, والأضحية يقصد بها شكر لله تعالى على نعمة الحياة إلى حلول الأيام الفاضلة من ذي الحجة الحرام.
ولسلامة الأضحية يجب أن تكون خالية من العيوب الفاحشة, وهي العيوب التي من شأنها أن تنقص الشحم أو اللحم إلا ما استثني, وبناء على هذا الشرط لا تجزئ التضحية بما يأتي:
العمياء, العوراء البين عورها, وهي التي ذهب بصر إحدى عينيها, مقطوعة اللسان بالكلية, الجدعاء وهي مقطوعة الأنف, مقطوعة الأذنين أو إحداهما, وكذا السكاء وهي فاقدة الأذنين أو إحداهما خلقة, ما ذهب من إحدى أذنيها مقدار كثير, إن النبي, صلى الله عليه وسلم, نهى أن يضحي بعضباء الأذن, العرجاء البين عرجها, وهي التي لا تقدر أن تمشي برجلها إلى المنسك, أي المذبح, وفسرها المالكية والشافعية، بالتي لا تسير بسير صواحبها, الجذماء وهي مقطوعة اليد أو الرجل وكذا فاقدة إحداهما خلقة, الجذاء وهي التي قطعت رؤوس ضروعها أو يبست, مقطوعة الألية وكذا فاقدتها خلقة, المريضة البين مرضها، أي التي يظهر مرضها لمن يراها, والعجفاء التي لا تنقي، وهي المهزولة التي ذهب نقيها، وهو المخ الذي في داخل العظام، فإنها لا تجزئ، لأن تمام الخلقة أمر ظاهر، فإذا تبين خلافه كان تقصيراً.
وهناك أيضاً بعض الأشياء الخاصة بالأضحية والتي يجب أن يتم التأكد منها قبل شراء الأضحية وهي: عمر الحيوان: يفضل أن يكون عمر الحيوان ما بين 6 أشهر ـ 2 سنة ولكن هذا لا يمنع أن يكون عمر الأضحية أكبر من ذلك (ويتم ذلك بناءً على التسنين). حجم الحيوان: لا يفضل الحيوان القصير القامة أو الهزيل ويتم التعرف على امتلاء جسم الحيوان باللحم والشحم عن طريق جس الذيل ومنطقة العمود الفقري التي تقع بعد الجهة الأمامية لعظمة الحوض حيث إن امتلاء تلك المنطقتين يدل على حجم الحيوان. النواحي الصحية للحيوان: مراقبة السلوك العام للحيوان وتقييم حالته الجسمانية والغذائية ونظافته وملاحظة ما يلي:
ـ الاضطرابات التنفسية.
ـ أي سلوك غير طبيعي للحيوان.
ـ إفرازات غير طبيعية من فتحات الجسم (إسهال ـ مخاط..إلخ).
ـ وجود مظاهر غير طبيعية على جسم الحيوان كالأورام والخراجات.
ـ صدور روائح غير طبيعية.
ـ طريقة مشي الحيوان والخلل في ذلك كالعرج.
ويمكن معرفة عمر الأضحية بالنظر إلى الأسنان، فالأغنام يمكن تقدير عمرها بصورة تقريبية بملاحظة التغيرات التي تطرأ على الأسنان، ويتم ذلك بفحص القواطع في مقدمة الفك السفلي حيث يوجد للغنم أربعة أزواج في الفك السفلي، ولا يوجد قواطع في الفك العلوي بل توجد وسادة لحمية، ومن الشكل التالي يمكن معرفة عمر الأضحية.
* أستاذ مشارك ـ كلية علوم الأغذية والزراعة ـ جامعة الملك سعود