ماجد سليمان البلوي
01-16-2018, 08:32 PM
معلومات وحقائق عن قانون الجزر وعلاقته بأحجام الحيوانات..؟؟
ربما يكون البعض قد سمع من قبل عن التنين كومود الذي يبلغ طوله ١٠ أقدام أي ثلاث أمتار، ويبلغ وزنها ٣٠٠ رطل أي ١٣٦ كجم، وهو يعتبر أكبر سحلية في العالم، وطيور الفيل، كانت هذه الكائنات العملاقة تعيش في جزيرة مدغشقر حتى انقرضت منذ حوالي ألف عام،
ولكن فيما بعد، ظهرت نسخ مصغرة من هذه الحيوانات لتعيش على الجزر مرة أخرى مثل فرس النهر القزم والماموث ولكن يوجد سؤال واحد محير هل العيش على الجزر يجعل الكائنات كبيرة أم قصيرة؟ ولكن الإجابة المختصرة لهذا هي كليهما .
أطلق العلماء على هذا “قانون الجزر”، وهذا القانون يصف التناقض الظاهري في النمو في بعض الحيوانات يبدو هذا القانون واضحا فمثلا : في الأنواع الكبيرة من الحيوانات مثل الفيلة وفرس النهر تكون أحجامها أصغر إذا انتشرت في بيئة الجزر في حين أن الحيوانات الصغيرة مثل القوارض والحشرات تميل أن تكون أكبر، وهذا يوضح أن هناك شيئا غريبا يحدث للحيوانات التي تعيش في الجزر مقارنة بالحيوانات التي تعيش على اليابس .
أسباب تغير حجم الحيوانات في قاعدة فوستر :
أول من أشار إلى هذه الظاهرة هو باحث يدعى بريستول فوستر، ولهذا فانها تسمى قاعدة فوستر، حيث قام العالم الصغير فوستر بتوضيح ملاحظاته على هذه الظاهرة في برنامج الدكتوراه الخاص به في عام ١٩٦٩، وقد أدت هذه الملاحظات إلى نتائج مثيرة في هذا المجال، وقام فوستر أيضا بتقديم ملاحظتين غريبتين في هذا المجال،
وباختصار يعتقد فوستر أن المخلوقات الصغيرة سوف تواجه كلا من الحيوانات المفترسة والمنافسين الأصغر في بيئة الجزيرة، مما يتيح لهم الفرصة ليكونوا أكبر في الحجم، ولكن الحيوانات الكبيرة مثل الفيلة لا تقلق كثيرا من الحيوانات المفترسة أو المنافسين – فإن اهتمامهم الرئيسي سيكون نقص الموارد اللازمة استمرارهم على قيد الحياة بالنسبة لهم، المكان الصغير يكون مناسب لهم للعيش والنجاة.
يوجد شئ هام وجدير بالذكر هو أن التغير في الحجم الذي يصيب الكثير من الكائنات الجزرية ليس واسع الانتشار فقط ولكنه أيضا سريع بدرجة لا تصدق فمثلا حيوان الماموث الذي يعيش في جزيرة رانجل قبالة ساحل سيبيريا انخفض من ستة أطنان إلى طنين على مدى 5000 سنة فقط. وهذه المدة تعتبر غمضة عين بالنسبة للمصطلحات التطورية، لذلك مهما كانت قيمة تغير حجم حيوانات الجزيرة فانه لا يمكن تغافل نظرية الانتقاء الطبيعي .
نظرية تيد كيس :
في عام 1978، قام عالم أحياء آخر يدعى تيد كيس بإلقاء نظرة على حكم فوستر ووجد أنه مثير للاهتمام، ولكنه غير كامل. ورأى أنه ببساطة كلما كان المكان صغير مع الوقت يصبح أكبر وأكبر وبسبب الانشطار يصبح أكثر تعقيدا،
فمثلا حيوان التشيكولا وهو أحد الزواحف التي قام تيد بدراستها عن قرب يميل أحيانا ان يقوم بالعزلة على جزيرة وأن يكون كبير الحجم وأحيانا يكون صغير الحجم ، وهذه الملاحظات سجلت أيضا على زوجين من الثعابين المماثلين لفصيلة الشيكولا وهذا قد لا يتفق مع نظرية فوستر التي تم شرحها من قبل .
الفرق بين حجم الحيوانات على اليابس وحجمها على الجزر :
على اليابس، يكون حجم الأفعى الجرسية الماسية الحمراء أكبر مرتين من الأفعى الجرسية، أما في جزيرة أنخيل دي لا غوارديا، فان أحجامهم معكوسة، جوهر القضية هو أنه ليس فقط الجزيرة هي المسؤولة عن تغيير حجم الحيوانات..
ولكن أيضا الفضاء البيئي حولها مسؤول عن هذا، وقد وجد تحليل جيني لهذه الثعابين على سبيل المثال أن الأفعى المرقطة قد تباعدت أكثر من مثيلاتها في اليابس من الماس الأحمر الذي كان لديه، مما يعني أن الأول ربما وصل قبل هذا الأخير بوقت طويل، حتى في الوقت الذي هبطت أفعى الماس الحمراء على أنخيل دي لا غواردا، لم يكن هناك مساحة لأفعى كبيرة. كان عليه أن يتقلص من أجل العثور على مكانته.
علاقة استهلاك الطاقة بحجم الحيوانات :
وفيما يتعلق باستهلاك الطاقة، فإن كلا من الأحجام الكبيرة والصغيرة لها فوائدها وعيوبها، فالحيوانات الكبيرة تفعل أفضل عندما يتعلق الأمر بالتنافس على الموارد، وأنها أفضل بكثير في تخزين الطاقة، ولكن الحيوانات الصغيرة تحتاج إلى موارد أقل لتبدأ، وتميل إلى البقاء على قيد الحياة في الأحداث الكارثية مثل الفيضانات والحرائق..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
ربما يكون البعض قد سمع من قبل عن التنين كومود الذي يبلغ طوله ١٠ أقدام أي ثلاث أمتار، ويبلغ وزنها ٣٠٠ رطل أي ١٣٦ كجم، وهو يعتبر أكبر سحلية في العالم، وطيور الفيل، كانت هذه الكائنات العملاقة تعيش في جزيرة مدغشقر حتى انقرضت منذ حوالي ألف عام،
ولكن فيما بعد، ظهرت نسخ مصغرة من هذه الحيوانات لتعيش على الجزر مرة أخرى مثل فرس النهر القزم والماموث ولكن يوجد سؤال واحد محير هل العيش على الجزر يجعل الكائنات كبيرة أم قصيرة؟ ولكن الإجابة المختصرة لهذا هي كليهما .
أطلق العلماء على هذا “قانون الجزر”، وهذا القانون يصف التناقض الظاهري في النمو في بعض الحيوانات يبدو هذا القانون واضحا فمثلا : في الأنواع الكبيرة من الحيوانات مثل الفيلة وفرس النهر تكون أحجامها أصغر إذا انتشرت في بيئة الجزر في حين أن الحيوانات الصغيرة مثل القوارض والحشرات تميل أن تكون أكبر، وهذا يوضح أن هناك شيئا غريبا يحدث للحيوانات التي تعيش في الجزر مقارنة بالحيوانات التي تعيش على اليابس .
أسباب تغير حجم الحيوانات في قاعدة فوستر :
أول من أشار إلى هذه الظاهرة هو باحث يدعى بريستول فوستر، ولهذا فانها تسمى قاعدة فوستر، حيث قام العالم الصغير فوستر بتوضيح ملاحظاته على هذه الظاهرة في برنامج الدكتوراه الخاص به في عام ١٩٦٩، وقد أدت هذه الملاحظات إلى نتائج مثيرة في هذا المجال، وقام فوستر أيضا بتقديم ملاحظتين غريبتين في هذا المجال،
وباختصار يعتقد فوستر أن المخلوقات الصغيرة سوف تواجه كلا من الحيوانات المفترسة والمنافسين الأصغر في بيئة الجزيرة، مما يتيح لهم الفرصة ليكونوا أكبر في الحجم، ولكن الحيوانات الكبيرة مثل الفيلة لا تقلق كثيرا من الحيوانات المفترسة أو المنافسين – فإن اهتمامهم الرئيسي سيكون نقص الموارد اللازمة استمرارهم على قيد الحياة بالنسبة لهم، المكان الصغير يكون مناسب لهم للعيش والنجاة.
يوجد شئ هام وجدير بالذكر هو أن التغير في الحجم الذي يصيب الكثير من الكائنات الجزرية ليس واسع الانتشار فقط ولكنه أيضا سريع بدرجة لا تصدق فمثلا حيوان الماموث الذي يعيش في جزيرة رانجل قبالة ساحل سيبيريا انخفض من ستة أطنان إلى طنين على مدى 5000 سنة فقط. وهذه المدة تعتبر غمضة عين بالنسبة للمصطلحات التطورية، لذلك مهما كانت قيمة تغير حجم حيوانات الجزيرة فانه لا يمكن تغافل نظرية الانتقاء الطبيعي .
نظرية تيد كيس :
في عام 1978، قام عالم أحياء آخر يدعى تيد كيس بإلقاء نظرة على حكم فوستر ووجد أنه مثير للاهتمام، ولكنه غير كامل. ورأى أنه ببساطة كلما كان المكان صغير مع الوقت يصبح أكبر وأكبر وبسبب الانشطار يصبح أكثر تعقيدا،
فمثلا حيوان التشيكولا وهو أحد الزواحف التي قام تيد بدراستها عن قرب يميل أحيانا ان يقوم بالعزلة على جزيرة وأن يكون كبير الحجم وأحيانا يكون صغير الحجم ، وهذه الملاحظات سجلت أيضا على زوجين من الثعابين المماثلين لفصيلة الشيكولا وهذا قد لا يتفق مع نظرية فوستر التي تم شرحها من قبل .
الفرق بين حجم الحيوانات على اليابس وحجمها على الجزر :
على اليابس، يكون حجم الأفعى الجرسية الماسية الحمراء أكبر مرتين من الأفعى الجرسية، أما في جزيرة أنخيل دي لا غوارديا، فان أحجامهم معكوسة، جوهر القضية هو أنه ليس فقط الجزيرة هي المسؤولة عن تغيير حجم الحيوانات..
ولكن أيضا الفضاء البيئي حولها مسؤول عن هذا، وقد وجد تحليل جيني لهذه الثعابين على سبيل المثال أن الأفعى المرقطة قد تباعدت أكثر من مثيلاتها في اليابس من الماس الأحمر الذي كان لديه، مما يعني أن الأول ربما وصل قبل هذا الأخير بوقت طويل، حتى في الوقت الذي هبطت أفعى الماس الحمراء على أنخيل دي لا غواردا، لم يكن هناك مساحة لأفعى كبيرة. كان عليه أن يتقلص من أجل العثور على مكانته.
علاقة استهلاك الطاقة بحجم الحيوانات :
وفيما يتعلق باستهلاك الطاقة، فإن كلا من الأحجام الكبيرة والصغيرة لها فوائدها وعيوبها، فالحيوانات الكبيرة تفعل أفضل عندما يتعلق الأمر بالتنافس على الموارد، وأنها أفضل بكثير في تخزين الطاقة، ولكن الحيوانات الصغيرة تحتاج إلى موارد أقل لتبدأ، وتميل إلى البقاء على قيد الحياة في الأحداث الكارثية مثل الفيضانات والحرائق..
ولكم تحيات
ماجد البلوي